Friday, August 9, 2019

انتصف النهار ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / أمل محمد الحسن

انتصف النهار والشمس أرسلت اشعتها الحارقة علي وجهي الذي اصابة الهلع والخوف والوجل وصراخ ابني الذي لم يتجاوز الشهر وثلاثة أسابيع يقطع القلوب وانا اتوسل الي بواب المستشفي ليسمح لي بالدخول واخبرة برحلتي الطويلة من ولاية نهر النيل ولا ملجاء لي غير المستشفي ولا ابرحها حتي أري أمي ايقظ وجلي وصراخ ابني انسانيتة وسمح لي بالدخول مكسرا قانون المستشفى دخلت في عجالة اتفقد وجة أمي الجميل الممتلئ الوسيم البشوش لأجد أن المرض اعياها ولم يبقي الا بريق صفاها استقبلتي هاشة باشة وضاحة وتخبر الجميع كنت متأكدة انك ستأتي وتكسرين كل القواعد والقوانين لتريني قبلتي بعمق وشمت رائحتي وضحكت مازحة كيف اقنعتي زوجك بالسماح لك وابنك صغير يامجنونة قلت لها تنازلت عن عقد الزوج وابنائه والرضيع ولكني لن اتنازل عن رؤيتك ضحكت واخبرت من حولها انة بن اختي يتحمل شقاوتها دائما أمي لم اقف معك في مرضك ضحكت وقالت انا لم اجلس ليساعدني أحد ارهاق وضيق في صدري وقيل انة يوجد وساع في الصمام ربما يكون خلقي كانت امي شابة لم تتجاوز الخمسة وخمسين جلست معها حتي المغيب وعندما غربت الشمس احسست ان غيابها سيحمل لي غياب أبدي نظرت في عينيها مليا ولم استطع ان اقاوم اضمها مرة وثانية وثالثة وهي تربت علي كتفي وتقول انا لا اخاف عليك يااملي كما تحب ان تناديني دائما وتوصيني انا اتهور واعود اليها ان اذهب الي بيتي وابنائي انا بخير نهضت تودعني وتودع زوجةةاخي وتعطيها بعض المال وقلت لها مازحة اين حقي انا ياامي ضحكت وقالت انت قوية تستطيعي تدبير نفسك زوجة اخيك نحن مسؤلون منها واخيك معي مازحتها وذهبت وتركت روحي عندها وذهبت بتلك القصة الأبدية وتلك النظرة المودعة لا تبارحني وعندما وصلت بيتي صبيحة اليوم اتاني خبر وفاتها اثر هبوط مفاجئ بالقلب اللهم ارحم امي رحمة واسعة واسكنها فسيح جناتك

No comments:

Post a Comment