صبر مرّ
تهاوى كعمود صنع من طين ،وجلس بجانب حائط بيته المتهاوي....هطلت من عينيه نقطتا دمع كبيرتان ،فتركتا حفرة في التراب أمامه ، ....امتص التراب الدمعتين بشوق كما يمتص حبات المطر ،ولكن حبتا الدمع مالحتان وحارتان ولن تنبتا مافي التراب من بذور وجذور ضائعة...وفجأة لمح حفيده الصغير يراقبه ويوشك على البكاء....الصغير ذو العامين لن يبكي الدار ولا التراب فهو لايعرف معناهما بعد....ولكنه يبكي لبكاء جده ،وتذكر كم بكى أباه ،فهو لايعرف معنى الموت بعد ،ولكنه يعرف معنى الشوق ومعنى اليتم....نهض الجد كالملسوع ومسح دموعه بكم ثوبه المغبر وحضن الصغير وقال: :الرجال لايبكون ،وأنت من سيعيد بناء الدار...... لم يفهم الصغير اليتيم مقولة جده ،ولكن يكفي أن لادموع في عيني جده وكان هذا كافيا ليبتسم.
نجاح عيدو
No comments:
Post a Comment