……… عندما تبكي القصيدة…… ...
خبّأتُ في جفني دموعَ قصيدتي
وحبستُ في صدري صدى أحزاني
وصنعتُ من وجعي وصبري بردةً
أخفي بها سرّي الذي أشجاني
وبعثتُ عيني طائراً عبرَ المدى
ووقفتُ أرقبُ ساعةَ الأوبانِ
ووقفتُ أنظرُ في البعيدِ لعلّني
أُدني البعيدَ فيستقيمُ زماني
ومشيتُ خلفَ الجرحَِ أتبعُ نزفهُ
ليقودني لمواجعِ الأوطانِ
في داخلي جيشٌ يصارعُ بعضهُ
عقبانهُ مكسورةُ الجنحانِ
وبداخلي صبرٌ يحاولُ عنوةً
أن يستفيقَ على صدى الطوفانِ
وبدمعتي خبّأتُ تاريخي الذي
أرسو على شطآنهِ بأمانِ
قمري تقاسمَ نورهُ في خلسةٍ
مني الظلامُ وعتمةُ الشيطانِ
والشمسُ أدمى نورها وشروقها
قهرٌ فما عادتْ ترى عنواني
والدربُ أتعبهُ المسيرُ فلمْ يعدْ
يقوى على حملِ الخطا بتفاني
يا جرحَ قافيتي ونزفَ حروفها
يا صرخةَ الأخلاقِ والوجدانِ
يا ظلمةَ الدربِ الطويلِ برحلةٍ
أجيادها مقطوعةُ الأرسانِ
ماتتْ خيولُ السبقِ في مضمارها
في أمةٍ حُكمتْ بكلِّ جبانِ
أهدافهمْ أهدافُ غانيةٍ على
سررِ الرذيلةِ تحتمي بالجاني
يحنونَ للجاني الجباهَ تذلّلاً
ويطأطئونَ الرأسَ للأوثانِ
وُسِمو على أخلاقهمْ وأنوفهمْ
وسمَ العبيدِ وشارةَ الصلبانِ
ذلاً وقدْ ركعوا وخانوا أمةً
كانتْ تسوسُ بسالفِ الأزمانِ
كانَ الجميعُ على حياضِ شموخها
يجثونَ مثلَ العاشقِ الولهانِ
متذلّلاً يرجو قبولَ ورودهِ
متهيباً منْ ثورةِ البركانِ
هذا سؤالي قدْ أتيتُ أسوقهُ
هلْ منْ مجيبٍ حيثُ قدْ أضناني
منْ ضيّعَ الشرفَ الرفيعَ بأمتي
يا قادةَ الإزعانِ والخذلانِ
يا قادةً قدْ ضيعوا أمجادنا
مذْ ضيعوا رمزيّةَ الأوطانِِ
وأشدُّ منْ كيدِ العدوِّ وحقدهِ
وأمرُّ منْ سيفٍ وبطشِ زمانِ
أنْ يحكمَ الوطنَ الذبيحَ شراذمٌ
وعمالةٌ مقلوبةُ التيجانِ
…………
………………………… .
بقلمي :
أبو شيماء الحمصي. ِ
No comments:
Post a Comment