قصة قصيرة
الأخوة في الشدائد
في إحدى الأماكن كان أهالي إحدى القرى يستخرجون الماء من بئر وحيدة عندهم.
ذهبت إحدى الفتيات لملئ دلوها منها.
أدلت المسكينة بدلوها في البئر وحين سحبت الحبل لم تجد الدلو... بل خرج الحبل دونه! وفعلت اخرى فعلتها وأصابها ما أصاب غيرها كذلك جربت أخرى. فكانت الدلاء تبقى في البئر ويخرج الحبل دونها انتشر الخوف ودب الذعر بين أهالي القرية وليس لهم سواها يستقون منها! تنادى أهل القرية لعل احدهم يجرؤ على النزول، ويستطلع السبب وراء اختفاءالدلاء في القاع
رفض الجميع النزول وقد جزموا بأن البئر لا بد أنها مسكونة بالشياطين أو الجن ...وصل تلك اللحظة أحد شباب القريةيسأل عن أخته التي جاءت تستقي الماء من البئر لكنهاتأخرت! أخبروه بما يحدث وأن أحداً لم يوافق على النزول إلى البئر . خوفا مما قد يكون في القاع، قال الشاب:
أنا انزل ولكن لا أقبل أن يمسك بالحبل أحد منكم سوى أخي فهو من يربطني بالحبل وهو من يدليني في البئر و هو من يسحبني...
عرضوا عليه أن يقوموا
بتلك المهمة إذ أن اخاه يعمل في حقله البعيد.
لكنه رفض ولم يرضَ بديلاً عن اخيه وكان بين الأخوين عداء وجفوة! ذكّروه بها، لكنه أبى إلا أن يكون أخوه من يمسك الحبل..
أرسلوا من أحضره، فقام بربط وسطه بالحبل ثم أدلاه بمساعدة. آخرين بهدوء إلى قاع البئر... بعد قليل وصل إلى القاع... هز الحبل وصاح بهم كي يسحبوا الحبل، وفعلا أخذوا بسحب الحبل مع شقيقه رويدا رويدا.
وكانت المفاجأة للجميع...
كان أول ماظهر من فتحة البئر مخلوق غريب ظنوه شيطاناً!
أصيب الحاضرون بالفزع الشديد وهرب أكثرهم من حول البئر لدى رؤيته، ولم ينتظروا حتى يتبينوا ما هو هذا المخلوق وأين هو الشاب الذي نزل! بل أفلتوا الحبل وهربوا، ولم يبقَ سوى الأخ ممسكاً بالحبل ومتابعاً السحب حتى ظهر شقيقه أخيراً وهو يحمل هذا المخلوق الغريب على كتفيه... قفز المخلوق لحظة خروجه من على كتفيه إلى الأرض... فهموا أن ذلك ماهو إلا قرد سقط في البئر وقام بتلك الحيلة حتى يخرجوه منها
..صاح أحد الشيوخ الواقفين من الذين لم يهربوا:
هذا هو الحق الأخ لايمكن أن يضحي بشقيقه مهما كان الثمن ..فلو لم يكن من يسحب الحبل أخوه لكان تركه يسقط بحمله وينجو بنفسه! نعم الأخوة تبرز في الشدائد...
واتمنى أن يكون حلول هذا العيد لتصالح الأخوة أفرادا وأسراً ودولا فلا بديل عن الأخ... وعندما يجرح أو يصاب الشخص لا يعبر عن آلامه خفيفة كانت أو شديدة سوى بكلمة (آخ)
ويكررها كلما وقع في مصيبة
جهاد مقلد/سوريا
No comments:
Post a Comment