Wednesday, August 21, 2019

لملم هواك ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أحمد جاد

لملم هواك([1])

لَمْلَمْتُهُ فَأَبَىْ عَلَيَّ وَلَامَنِيْ

فَاغْرَوْرَقَتْ مِنْ لَوْمِهِ الْأَحْدَاقُ

وَغَدَا لَهِيْبُ الْشَّوْقِ يَنْفُثُ نَارَهُ

فَاسْتَمْطَرَتْ لِتُذِيْبَهُ الْآمَاقُ

وَتَعَلَّقَ الْقَلْبُ الْجَرِيْحُ بِرِمْشِهِ

وَاسْتَرْحَمَتْ مِنْ أَجْلِهِ الْأَشْوَاقُ

يَرْمِيْ بِلَحْظَيْهِ الْقُلُوْبَ مُصَوِّباً

قَصْداً فَلَا عَهْدٌ وَلَا مِيْثَاقُ

فَأُرَاوِدُ الْأَيَّامَ فِيْهِ لَعَلَّنِيْ

أَشْفَىْ وَلَيْسَ لِحُبِّهِ إِعْتَاقُ

وَأُقَبِّلُ الْوَرْدَ الْنَّضِيْرَ بِخَدِّهِ

وَالْدَّمْعُ يَهْمِيْ لِلْهَوَىْ وَيُسَاقُ

وَأَشُمُّهُ شَمَّ الْوُرُوْدِ بِغُصْنِهَا

لِأَتُوْهَ فِيْهِ فَإِنَّنِيْ مُشْتَاقُ

وَأُخَلِّلُ الْلَّيلَ الْعَمِيْقَ بِرَاحَتِيْ

مُتَمَوِّجاً كَالْبَحْرِ لَيْسَ يُسَاقُ

وَأُقَبِّلُ الْأَرْضَ الَّتِيْ بِتُرَابِهَا

يَسْتَوْطِنُ الْتَّارِيْخُ وَالْأَعْرَاقُ

مِصْرُ الَّتِيْ وَقَفَ الْجَمِيْعُ بِبَابِهَا

لَا يَشْتَفِيْ مِنْ حُبِّهَا الْعُشَّاقُ

يَا مَنْ عَلَىْ مَرِّ الْعُصُوْرِ تَحَمَّلَتْ

وَتَكَسَّرَتْ بِثُغُوْرِهَاْ الْأَعْنَاقُ

كَمْ حَاوَلَ الْأَعْدَاءُ فِيْكِ وَلَمْ يَرَوْا

غَيْرَ الْمَنَايَا تُبْتَغَىْ وتذاقُ

إِنْ هَدَّدَ الْأَرْضَ الْكَرِيْمَةَ مُجْرِمٌ

سَارَتْ إِلَيْهِ تَرُدُّهُ الْآفَاقُ

هَبَّتْ جُمُوْعُ الْعُرْبِ يَزْأَرُ صَوْتُهَا

وَلِصَوْتِهَا الْإِرْعَادُ وَالْإِبْرَاقُ

وُكَأَنَّ دُنْيَا الْنِّاسِ بَعْدُ تَوَقَّفَتْ

وَلِأَجْلِ مِصْرَ تُفَتَّحُ الْأَغْلَاقُ

وَهُنَا عَرَفْتُ بِأَنَّ مِصْرَ عَظِيْمَةٌ

فِى الْعَالَمِيْنَ أَبِيَّةٌ مِشْرَاقُ

يَفْدِى الْعُرُوْبَةَ شَعْبُهَا بِدِمَائِهِ

وَلِأَجْلِ وَحْدَةِ أَمَّتِيْ تَوَّاقُ

إِنْ نَالَ أَرْضَ الْنِّيْلِ سَهْمٌ غَادِرٌ

رَدَّ الْشَّآمُ بِجُنْدِهِ وَعِرَاقُ

وَتُجِيْبُهَا أَرْضُ الْحِجَازِ كَرِيْمَةً

فَعَلَى الْوَفَاءِ تَعَاهُدٌ وَوِثَاقُ

أَرْضَ الْفُرَاتِ وَقَدْ أَرَتْ مَنْ لَا يَرَىْ

أَنَّ الْفِرَارَ مِنَ الْقِتَالِ إِبَاقُ

بَغْدَادُ يَا عَبَقُ الْزَّمَانِ وَمَجْدِهِ

بِفَخَارِهَا يَتَرَنَّمُ الْخَفَّاقُ

هَذِيْ بِلَادُكَ يَا بُنَيَّ فَلَا تَسَلْ

فَإِلَى الْسَّمَاءِ مِنَ الْفَخَارِ نِطَاقُ

يَا لِلْحُسَيْنِ وَشِعْرِهِ وَقَصِيْدِهِ

فَلِحُسْنِهَا فِيْ قِرْئِهَا إِفْرَاقُ

***

د . أحمد جاد

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) ردًّا على قصيدة الشاعر المرموق حسين أحمد الحسين والتي مطلعها :

لَمْلِمْ هَوَاكَ فَكُلُّنَا عُشَّاقُ      وانْشُرْ شَذَاكَ فَشَوقُنا أشواقُ

No comments:

Post a Comment