Wednesday, August 21, 2019

سيد الفرح ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبدالله ربيع

...     ..........        سيد الفرح

حملوا وعود ذويهم ونذورهم
خرجوا بها يلعبون وينتظرون
قلوبهم راجفة
أنفاسهم محاصرة
أرواحهم هائمة
في بحر الانتظار
سمعوا طرقاته على أبواب
أندادهم ممن هم أقرب إليه
تجمعوا خلف الباب متناويين
خائفين من فقدانه
او ان يضل سبيله
تلمع عيونهم
ليستدل بها اليهم
ينادونه: يا سيد الفرح تعال قلوبنا مشتاقة لك وأرواحنا بحاجة وجودك في قلوبنا
عزفوا على أوتار المحبة
رقصوا رقصات المنتظرين
دخلوا يأسهم
انكفأوا بزواياهم
استعمرهم الشقاء
طال وقت الانتظار
احتاجوا بعض الورود
فقدامست أمانيهم ذابلة
سرقت أحلامهم
جلادهم يبتسم
 .باسلحته يهددهم
بضائع الطغاة
في أسواق الموت
تعال يا سيد الفرح لعلنا نسترد بعض
أحلامنا المسروقة وبعض أمانينا التي ذبحت في غيابك  فلقد  حرمناا منها سنين كثيرة وعقود
رموا على ممشاه
بعضا من أحلامهم الذابلة
وافراحهم المفقودة
وحسراتهم المتلاحقة
يسمعون خطواته خلف أبواب قلوبهم
يكثر ضجيجهم وترتفع اهازيجهم إلى أبواب السماء
ويطرق الباب المفتوح اصلا ....
يرتطم الباب ببعضه
ينشد انشودة المطر
يلقي إليهم بشائره
يسمع الباب يقول:اهلا وسهلا بك يا سيد الأفراح..يمتزج صوت الباب بضحكاتهم يستيقن ان هذا صوتهم وترحيبهم
أناشيدهم
رقصهم
اهازيجهم
تغمر الأفراح قلوب تعاني مرارة ويتم وحرمان ...
تعال يا سيد الفرح وغني لنا اغاني الساروت المفعمة بالأمل كما وغني أغانيه الحزينه   فقد قدم روحه قربانا لتأتي فلا تبخل عليه بإطلالة فرح
يمر عليهم طيف الساروت
مبتسما
ينشد لهم اغاني الجنة والوطن
يلملم أكفانه ويمضي فرحا بزغرودة امه
وامهاتهم
وصوت العجوز ينادي :هيا يا اطفال أمرحوا والعبوا وغنوا وانشدوافقد جاء العيد
جاء الفرح المنتظر
جاءت الضحكات
وحكاية الجدات
صارت حقيقة
خرجوا جماعات من بين خيام وشتات
يتحدون البرد القارس
 وحرالشمس
 يتحدون عقوق الاخوة
نهر الدم من حولهم
يغنون ويزغردون ويرقصون بفرح وابتسامات بريئة
لكن وكعادته المهزومة غافلهم وحمل حقائبه واتجه نحو الباب
لحق بصديقه الساروت
بلا اكفان
ولا زغاريد امه
نادوه بلوعة :اين تذهب وتتركنا فريسة لضباع الحزن وانياب ذئاب كانوا يوما ما اخوتنا
  هم صاروا ونحن بقينا حملان
قلدوا الحملان
وحملوا على ظهورهم أحلامهم صبيان

التفت إليهم معتذرا:آسف لم يبق في جعبتي الكثير  سأعود قريبا وأجلب معي سيد القلب الذي وقع أسيرا بيد أهل الزيف والتلفيق
خرج من الباب الكبير يجر حسراته خلفه
يبكي بلوعة
نحيبه عال
ظله منحسر
..هرعوا إلى ذويهم ليحصلوا على وعود ونذور جديدة ليستقبلونه في حال صدق
جميلة إطلالته
سكنت قلوبهم
آه لو عاد سريعا
...............                    عبدالله ربيع
...............               .    سورية/حلب
............                   Abdullah Rabea

No comments:

Post a Comment