(مَن ذا الذي يَجني؟)
كُنتُ في الثانيَة والعشرينَ عِندما صَبَّ ربيعُ عام 1976صَبيبَه - الذي لا أزالُ أدوفهُ - في القَلب ، وحينها أنطقت نشوتُه بتِلكم الأبيات :
قَـد غَــرَّدَ الصَّـــدَّاح
ثُـمَّ انطَـــــوَى عنِّــي
مـا أضيَـــعَ الأروَاح
في مَســــمَعِ المُـزنِ
نَفــســــي مُثَقَّلَـــــــةٌ
مَـن ذا الــذي يَجـني
إِن يُســـتَظَلَّ بِهــــــا
أفـنانُهــــــــا تُغْــــنِ
حاكَـت خيوطَ النُّـور
غَــــــرَّاءَ بِالعَيــــنِ
يَنفِـي طنيـنَ الـزُّور
نَفــضًا عـــن الأُذْنِ
ذابَت كـئوسُ الرَّاح
في صَفـحَةِ الكَــونِ
تُزري علَى الأقداح
مِـن غَيرِ مــا غَبـْنِ
ماسَـت بِهـا الأفنانْ
زَهــــراءَ بِالجَــونِ
مُجتالُهــــا نَشــوَانْ
مُســـــتَعذِبُ الــدَّنِّ
قَد زانَهـا الشُّحرور
مِـن رائِـقِ اللَّـــحنِ
مســـكــوبُهُ مَـنذور
لِلـــــرُّوعِ والفَــنِّ
رَفَّت علَى الأدواح
وَضْحـــاءَ بِالحَزْنِ
كَالفِكـْــرِ إِذ يَنـداح
مِن ظُلــمَةِ الذِّهــنِ
(محمد رشاد محمود)
..................................
أَدوفُهُ : أخلِطُهُ .
الأرواح : الرِّياح . المُزنُ :السَّحابُ أو أبيَضُه .
الجَونُ : الأحمَرُ والأبيَضُ، والنبات يضرِبُ إلى السَّوادِ من خُضرَتِه .
No comments:
Post a Comment