فقه النخيل
يغادنا بصمت،، رغم كل الصخب الذي لازم حياته ،، يجود بأغلى مايملك هازئا بزمن التيه،، تسعده معارك حياة الكد والاستعفاف..
لم تكن تسعفه زهرة الحياة إلا ببعض فتاتها،، لكنه تماما كالصخر المنغرس في عمق البحر،، لا تأخذ منه أمواج الحياة الملتهبة نقيرا،، بل كلما اشتدت به واشتعل لهيبها ،، توقدت همته ،،واشتعل حماسه،، يواجه ملماتها بصبر وثبات..
عاجله المرض،، ولم يمهله إلا قليلا حتى وافاه الأجل ..
كنا نلقبه بفقيه النخيل،، ولذلك قصة بالغة الأثر،، واسعة الحكمة،، فقد كان كلما توالت عليه مطارق المحنة،، يردد:
ولي في المهات العظام معلمان أرنتشي بمهارتهما،،
تواسيني النملة بجدها ،،كما تواسيني النخلة بثباتها،، ماأعظم فقه النخيل!!
كنا نضحك لكلماته،، وكثيرا ما نمازحه بها ..واليوم وقد غادرنا،، فقد بقيت تلك اللمع شاهدة على رجاحة عقله،، وعلو كعبه في مجابهة الخطوب..مومن أبو أسماء..
No comments:
Post a Comment