Wednesday, August 21, 2019

هي و قسوة الأيام ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / نائلة فرج الرياحي

هي و قسوة الأيام

على خدها دمعة في حرقة الجمر و حرارة الألم..
أخذت تبحث في قاع الخابية..بأنامل متجمدة..
على ما يملئ كف يدها...وقعت أرضا..و خرت قواها...
احتضنت الجرة..كأنها تتوسل...ان لا تكسر خاطرها...
فقط اليوم...اليوم برد شديد..عاصف..
و بطونهم خاوية منذ ظهيرة الأمس...
عدلت الرباط و عقدته بإحكام على بطنها..

خرجت إليهم  والبسمة على ثغرها ..و حرقة بين ضلوعها..
في حديثها ترانيم الأمل و إشراقات الغد المبشر بالخير..
_عند خروجك من المطبخ إلى غرفة الجلوس_
الجدران تأن من قساوة الشتاء...
و صفير الريح ازداد هذا الصباح كأنه يعلن أن ليالي نيسان
سوف تطول و لن تغادر الا بعد نفاذ الصبر..
صوت الرياح رافق أنفاسها و أنفاسهم...
و من كل الثقوب تسرب...تأملت..شق النافذة بحثت بالقرب منها...آه..غطاء الطاولة الزهري..اضحى منذ اليوم
 ستار للنافذة.....جميلة هي في تحدها ...
كلماتها بلسم للجراح..حنانها دفئهم الغامر..

كل تفاصيل البيت
أبدعت في رسم الربيع في أركانه..
نثرت عبق الود بين قلوبهم...اجتمعوا على رماد بعض الجمر..
و هم يتسامرون...و في قلوبهم حبا يقهر قسوة الأيام...

قالوا لها : «شاركين ما قسم الله لنا»
قالت بكل حب:
« نذرت هذا الشهر أيضا لرحمن صوما ».

بقلمي لؤلؤة قرطاج
نائلة فرج الرياحي
تونس

No comments:

Post a Comment