Wednesday, August 1, 2018

ثقافة الأشجار ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عادل شاكر

ثقافة الأشجار

لم تُخلق الأشجار بالأكوان عبثا

فدعونا نبحر في عالم النبات علنا نستخلص الحكمة والعِبرة

للأشجار جذور وسوقٌ (جمع ساق) وجذوعٍ وفروعٍ وأوراق

تتشبث بأرضها بالجذور الباحثات عن مصادر الحياة (المياه والغذاء)

ولتتقي هائجات الريح والعواصف والإعصار كيلا تُقتلع من جذورها

الشجرة مجتمع متكامل متعايش تحكمه الضوابط الدقيقة

فهو يشرب ويأكل ويتنفس ويثمر

يبني كينونته بتعدد مصدرية الغذاء من الأرض والشمس والضياء

ومما تمطره السماء بالماء

فيمتص ما نُصدره من ناتج صدورنا من هواء فاسد (ثاني أكسيد الكربون)

ويهبنا ما نحتاج إليه من هواء صالح للتنفس (الأكسيجين)

ويبني كيانه من متشعبات الغصون والفروع والأوراق

يعطي للإنسان ظلالا وثمارا وللطير ملاذاً لأوكارها لتهجع بها

وتحمي صغارها

وقد ينبت بالشجرة فرعٌ مائل أو بضع فروع

يقومها الإنسان أو يجتثها لحماية المجموع الخضري

الأشجار كلها مثمرة منتجة ولو لم تؤتِ ثمار تؤكل فهي المتنفس
لنا كما تقرضنا بوارفِ الظلال

فمتى نكون كالأشجار

وكل شجرةٍ بمثابة عائلةً من عوائل بني البشر

فللعائلات أصول وفروع تمنحها الجذور مقومات الحياة وأسباب الوجود

فما أشبهنا بالشجر الطيب إن كنا على جادة الصواب

وما أقربنا للشجر الخبيث إن حدنا عن ثوابت الحق والعدلِ والجمال

وحق للشجرة الخبيثة أن تجتث من فوق الأرض خاصةٌ لو كانت تنبت بأرضٍ طيبة

فكونوا عباد الله أشجارا تحمل ثماراً وأزهارا ويبني فوقها الطير أوكارا وتمنح الظل

والحماية لكل عابر سبيل

حافظوا على غصونكم وفروعكم وأمدوهم بمقومات الحياة

وإن وجدتم بهم إعوجاجاً فقوموهم وإستلموهم بالرعاية والعناية

فلا خير في الأصل إذا أنبت فرعاً معوجا يتثاقل في ميله فيأخذ كل الشجرة ويهوي بها

لقرارٍ سحيق

حفظ الله أشجار العائلات القويمة من كل ميلٍ أو شططٍ أو جنوح وإنحراف

بقلم – عادل شاكر

No comments:

Post a Comment