#للتأمل :
( بطاقة معايدة )
_____________________
ياعيدُ مَهلاً إنّ ليلَكَ وَاجِمٌ
والفجرُ ضَامٍ والطَرِيقُ طَوِيلُ
والنّورُ في قَيْدِ الظَلَامِ مُكَبَّلٌ
والصبحُ دَامٍ والجِرَاحُ تَسِيلُ
والحُلمُ حَيرَانٌ يُبدِدُهُ الأسى
ضَلّ الهُدَى ومَصِيرُهُ مَجهُوُلُ
ذُبحتْ أمانينا ومَاتَ ربيعُنا
قلْ لي لماذا يقتلُ المسؤولُ ؟!
رَحَلَ الزمانُ بِمنْ يَعُزُّ فراقَُهم
إنّ الزمانَ مُبَاغِتٌ وبخيلُ
خَلَتِ الحياةُ من الحياةِ وأقفرَتْ
كَمْ قاتلٌ فيها وكَمْ مَقتُولُ
ومُشَرَّدٌ قَسرَاً جَفَى أوطَانَهُ
ومُغيّبٌ عن أهلهِ معزُولُ
والحزنُ يعبثُ بالمكانِ معربداً
واليأسُ سيفٌ قاطعٌ مسلولُ
رُسمتْ على وجهِ السماءِ مواجعٌ
تترى لعَمرِي ما لهُنَّ مثيلُ
ياعيدُ عُدْ مِنْ حَيثُ جِئتَ ولا تعدْ
فالعيش كَدٌ والمُقَامُ قليلُ
والمُزعجاتُ من الرفَاقِ كثيرةٌ
والودُ زَيفٌ والوفاءُ عَلِيلُُ
لم يبقَ فينا للمَسَرَّةِ مَوطأٌ
عُذراً فما للتائهينَ سبيلُ
ألا ترَى كيف استحالَ مصيرُنا
وخطبُنا فوقَ الخُطوبِ جليلُ
لَمْلِمْ متاعَكَ وارتَحِلْ مِنْ أرضنا
لا تنتظرْ فالأنتظَارُ ثقيلُ
دَعْنَا لخُزَّانِ الجحيمِ تَسُومُنا
سُوءَ العذَابِ جزاؤنا التنكيلُ
لا تعرفُ الأفراحُ بابَ قلوبنا
لا العيدُ يعنينَا ولَا التهلِيلُ
صَبرَاً على جَوْرِ الزمَانِ وغَدرِهَِ
والصبرُ في كُلِ الأُمُورِ جَمِيلُ
________________________
#محمد_حاتم .
السبت الموافق :
التاسع من ذي الحجة
الحرام لسنة 1437هـ
الموافق : 2016/9/10 م
No comments:
Post a Comment