Tuesday, February 5, 2019

في رثاء أم كلثوم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد رشاد

(في رِثاء أم كلثوم)
في الثالث من فبرايرعام 1975على شاطئ النيل وعلى عتبة فيلا وردية في الزمالك تكتنفها من أقطارها السكينة ، سرعان ما جرت عليها يد الهــدم ، لتستبدل بها فندقًا فارهًا باسم صاحبتها ، وكنت حينهــا طالبًا للفنون ، يروقني أن أســتروح ، فأجنح رائحًا غاديًا مراوحًا بين النظرإليهــا وتأمُّل صفحة النيـل ، وقفت أهــدر بأبياتي الأولى في رثاء فقيدة الغناء التي أثرت الوجدان العربي وشدت بأعذب قصائد العربية أم كلثوم ، وكانت العاطفة متأججة ؛ لقرب العهد بفقدانها وتمَثُّلها شاخصَةً في الذهن والقلب ، بحيثُ يعسُـرُ تصَوُّرأن تعبـرإلى الضفة الأخرى حيث لا تعود نبأةٌ مِمَّن يروح ، فكانت هذه الأبيات :
`ذَروهُ يَبُــثِّ القَبــــرَ كَـــــربًا فــواصَبرا
فُؤادًا شَــــجاهُ الدَّهــــــرَأن تُودَعَ القَبــرا
أحـــنُّ إلـى مـثـوًى يـضمُّ رَفـاتَهَــــــــــا
وتَشـــرَحُ ذِكــــراهـــا الفـؤادََ إذا يَفـرَى
ولـي في حشـــايَ مِن هَــواهــــا تنائِـفٌ
سَلَفنَ ريَاضَ النَّفــسِ هامَت بها سـكرَى
نضَرنَ فَلَـــمَّا اســـتَروَحتهــــا ضـراوَةٌ
قَضَت فَغُرابُ البَينَِ أضحَــى بِهـــا نَبْرا
عِيَاذًا تُرَى يَســـخو الــزَّمانُ بِمِثلِهــــــا
رَوَاحًــا ويَـرتَدُّ الـزَّمـانُ بِـهِ دَهـــــرا ؟
إذا مَــــا تَلَــــت أُنشُــــــودَةً عَبــقَريَّــةً
سَـقَتهَــــا نِيَاطَ الـقلــبِ والأنمُلَ العَشـرا
كـــــأنَّ دُفــوقًا فِي الشَّـــرَايِينِ رُقرِقَـتْ
شِــعابُ قلوبِ المُنصِتِينَ لَهَـــــا مَجرَى
إذا سَــمِعَتهَــــا الـنَّفسُ طاشَتْ هُمومُهـا
أفاعيَ سَكـــرَى تُخلِفُ الخفضَ واليُسرا
تُحيلُ لَهـــــيبَ الرُّوحِ رَوْحًا بِظِلِّهَــــــا
وتَقـصِدُ إِمَّــــا مــاتَ أن تُنبِــتَ القَفـــرا
فكـــيفَ يَزيمُ الـبَينُ إرخاء شَـــدوِهَــــا
وتَجسُـــرُ ذِي اللَأواءُ أن تَغمُرَ الـعُمرا؟
عَزيزٌعلـى الـنَّفـــسِ المُؤَرَّقِ جَفنُهـــــا
شََـــديدٌ عَظيـمُ الخَطبِ أَن تَفـقِدَ الـجَدرا
فيــا مُنيَـــةُ قَــد صِرتِ طـوعَ مَـنِيَّـــةٍ
تُكَــــتِّمُ نَجواهـــــا وتُلزِمُهـــــا الصَّخرا
فـــراقِـكِ جـــلَّابُ الــدَّيَـاجِـيـرِ طاعِــنٌ
هَــــرَقتُ لَه الكــأبـاءَ والـدَّمعَ والشِّـعرا
فيا طُولَ ما أشــــقَى ويـا كُـثرَ ما جَنَى
ويا رَوعَ ما أضْرََى ويا هَــولَ ما فَرََّى
مَشِــيتُ عَلَـى تُربٍ بِدارِكِ كَــــم سَــمـا
بِدَركِـــــكِ فــاقتاتَ الفُــوادُ بِـــــهِ حَــرَّا
خُلِـقتِ لَهَــــأةَ الرُّوحِ تُحيي لَهَــا الـمُنَى
وتُردي شَكَـــــاةً في جَوانِبِهـــــا حَـرَّى
ســـلامٌ علـــى قَبــرٍ طـواكِ ومَــا طَوَى
عن الخَلقِ إلَّا الخفضَ والمَجـدَ والفَخرا
(محمد رشاد محمود)
......................................................
فَرِيَ (كرضِيَ) يفرَى : تحَيَّرَ ودُهِشَ .
النَّبر : صياح الفزَع . يَزيمُ : يُسكِتُ .

سجل يا تاريخ ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ محمد الإدريسي

سَجِّلْ يَا تاريخ
هذا الزَّمَنُ الوَسِخ
كَيفَ يَبيعُ المَرْءُ وَطَنَه؟
كَيْفَ يَذْبَحُ الأخُ أخاه؟
قالوا لنا نَحنُ أُمَّة الأمْجاد
مَن بَنى المَجْدَ و العِزَّ التّالِد
الجارُ فيها لِلْجارِ مُسانِد
كُلُّ العُربان شَعْبٌ واحِد
لا يوجَدُ فينا خائنٌ و لا حَاقِد
تَجْمَعُنا اللُّغَةُ و الدّينُ الواحِد
مِنْ أَيْنَ أتى هذا التَّباعُد؟
و رَوْعَةُ هذه المَشاهِد
يا قَوْمَ التّاريخُ علَيْكُم شاهِد
أنَّكُم تَبيعونَ الشَّعْبَ المُجاهِد
يَعْبَثُ بالوَطَن المُسْتَبِدُّ المارِد
يُصافِحُ يُعانِقُ العَدُوَّ الجاحِد
لِلمَعْروف عَدُوٌّ و لِلسِّلمِ ناقِد
جَوْقَةُ لُصوصِ الطَّاغِيَةِ الفاسِد
تَنْهَبُ و تَقولُ هَلْ مِن مَزيد
أقَدَرُ أُمَّتي عِيشَةُ ذُلِّ العَبيد
عِنْد جائرٍ فاجِرٍ الظالِم العَتيد
هُناك يَحْكُمِ بالنَّار و الحديد
اِبْنُ هامانَ يَذْبَحُ اليَمَنَ النَّجيد
جَرائمٌ لمْ يُعْرَفْ لَها النَّديد
طولَ الأرْجاء لِوَطَنِي عَنيد
يُقَدِّمُ لِلنَّتِن ياهو ما يُريد
فهُو لَه مُحِبٌّ نِعمَ المُريد
ما تَرَكَ نُقْطَةَ دَمٍ في الوريد
يُصاحِبُه أحْوَلٌ لِلشَّعْب مُبيد
قَلْبي مَعَكِ يا أمَّ الشَّهيد
يا مَن في بَهوِ البَلاطِ ضَيَّعْتَ رُجولَتَك
 الاعْتِداءُ على السَّجينات لَنْ يَرُدَّ فُحولَتَك
لَنْ يُقَوّي ذُكورَتَك  
يا أعْوجَ العَينَيْن حَوَّلتَ بَلدَك
إلى سوقِ بَيْعِ لَحْم البَشَر
 في اللَّيْل و النَّهار
لَكِنْ خُذْ حَذَرَك
نَرَى ما لا يراهُ بَصَرُك
و لا بَصِيرَتُك
يَوْمَ الحِساب لَنْ تَجِدَ مَن يَشْفَعُ لك
حانَ وَقْتُ كَسْرِ القُيود
أما مَلَلْتُمْ مِن القُعود؟
و ظُلمِ كُلِّ هذه العُقود
الطُّغاةُ تَعدّوا الحُدود
كَأنَّني أسْمَعُ الرُّعود
زَغاريدَ الحَرائرِ الأُسود
أَبْشِروا يا أخِلاّءَ القُرود
حان يَوْمُ تَطبيقِ العُهود
تَرَكها الاباءُ و الجُدود
طنجة 05/02/2019
د. محمد الإدريسي

لسعة واحدة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / صاحب ساجت

.
       لَسْعَةٌ واحدةُ،
       تُنْعَشُ قَلبَ العاشقِ...
       وَ يَموتُ!

       آهٍ يا خَولةُ،
      أَ تَضرُّ بِنا الحَوادِثَ...
      وَ أَخوكِ ضِرارُ؟

      من أرضٍ بعيدةٍ،
      تَهبُّ نسماتُ الحنينِ...
      بيتُنا هناك!

      مُنذُ سنينٍ،
      فارسُ الأحلامِ يُسابقُ الرّيحَ..
      عَلامَ الأنتظارُ؟

      لَكِ وَ عَنكِ القصيدُ،
      يَنثرُهُ شاعِرٌ جِزافًا...
      ماذا بعد الجنونِ؟

         (صاحب ساجت/العراق)

لسعة واحدة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / صاحب ساجت

.
       لَسْعَةٌ واحدةُ،
       تُنْعَشُ قَلبَ العاشقِ...
       وَ يَموتُ!

       آهٍ يا خَولةُ،
      أَ تَضرُّ بِنا الحَوادِثَ...
      وَ أَخوكِ ضِرارُ؟

      من أرضٍ بعيدةٍ،
      تَهبُّ نسماتُ الحنينِ...
      بيتُنا هناك!

      مُنذُ سنينٍ،
      فارسُ الأحلامِ يُسابقُ الرّيحَ..
      عَلامَ الأنتظارُ؟

      لَكِ وَ عَنكِ القصيدُ،
      يَنثرُهُ شاعِرٌ جِزافًا...
      ماذا بعد الجنونِ؟

         (صاحب ساجت/العراق)

لسعة واحدة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / صاحب ساجت

.
       لَسْعَةٌ واحدةُ،
       تُنْعَشُ قَلبَ العاشقِ...
       وَ يَموتُ!

       آهٍ يا خَولةُ،
      أَ تَضرُّ بِنا الحَوادِثَ...
      وَ أَخوكِ ضِرارُ؟

      من أرضٍ بعيدةٍ،
      تَهبُّ نسماتُ الحنينِ...
      بيتُنا هناك!

      مُنذُ سنينٍ،
      فارسُ الأحلامِ يُسابقُ الرّيحَ..
      عَلامَ الأنتظارُ؟

      لَكِ وَ عَنكِ القصيدُ،
      يَنثرُهُ شاعِرٌ جِزافًا...
      ماذا بعد الجنونِ؟

         (صاحب ساجت/العراق)

Saturday, February 2, 2019

أيا لغة الحضارة لا تنامي .. بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ محمد الفاطمي

أيا لغَةَ الحَضارةِ لا تَنامي
أنا لغةُ الحضارة والكتابِ***أنا المطرُ المحـــــــــمّلُ في السّــحابِ
أنا الفُصحى بذكر الله تُتلى***فتنتفضُ العقولُ من السّـــــــــــــرابِ
أنا البحر المحيط بروح وحي***تعطّر بالهدى عـــطر الصّــــواب
أنا الإبداع دينا وانتــــــسابا***أتوق إلى الفصــــــــــاحة في شبابي
فكيف تحوّل المنطوق لغوا***وسيّدة اللّــــــــغات بلا انتـــــــساب؟
////
أنا عربــــــــيّةُ القرآن ذكرا***بياني في البـــــلاغة فاحَ عـــــــطْرا
يعيّرني الضّعافُ بكلّ عجزٍ***وَبِنْيةُ مَنــــــطقي تنْساب يُــــــــسْرا
بعلمِ النّحـــــو بيّنها رجالٌ***وأغــــــــنوا إرثـــــــــها أدباً وفـــكرا
فجــــاء اليومَ قومٌ حاربوها***بلغـــــــوٍ في التّواصل صار جهْــرا
فهل نسي الشّبابُ لسانَ مجدٍ***أقام حضـــــــــارة برّا وبــــــحرا؟
////
لساني في الحديث لسانُ ضاد***وديني في الهُــــــدى دينُ الرّشاد
تعقّبني التّـــــخلّفُ من قرونٍ***ولاحقـــــني التّدهورُ في بـــلادي
وسعتُ كتابَ ربّ العالميــــــــن***وعند الأهل قد كــثُرَ انتـقادي
رموني في الشباب بكلّ عقمٍ***وفي الــتّدريس قد عَبـــثوا بزادي
فأضحى في الورى ذكري ضعيفاً***وعُطّلتِ العزائمُ في العـــباد
////
أرى الفصحى بثورتها تجودُ***وسحرُ الضّاد يعشـــــــقُه الوجودُ
ورثنا العلم في القرآن فقهاً***وفيه الوحيُ يـــــــــــــطبعُه الخلودُ
كتاب بالبيان أتى صريحـــــاً***فبان الحقُّ وانهزمَ الجحـــــــــودُ
وجاء الفتحُ بالفتوى مُبينـــــــــاً***يؤازرُ نصره الصّــــمدُ الودودُ
وقد أضحى به الإسلامُ شمساً***أشعّةُ نورها نِعَــــــــــــــمٌ وجودُ
////
أيا لغة الحــــــضارةِ لا تنامي***فإنّ الــــــنّوم أثّــــرَ في الأنـــام
أريدُك أن تعودي عند أهلـــي***وحرفك في الرّفيع مــن المـــقام
فأنت الأمنُ في وطني وديني***وأنت النّور في غســــــق الظّلام
أحبّك حبّ أمّـــــي في فؤادي***لأنّك في فــــــــــمي مسك الكلام
ولن أختار غيـــــرك يا لساني***لأنّي قد عشـــــــقتك في غرامي
محمد الدبلي الفاطمي

يا قدس معذرة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ حسن كنعان

يا قدس معذرة :

يا قدسُ عذراً ففي الأحداقِ أحزانُ
ترنو إليكَ ودمعُ العين هتّانُ

أمّا القلوب فتُدميها مواجعنا
والقدسُ رغم جنونِ الصّمت عنوانُ

قد مرّ قرنٌ على آثار محنتنا
وما تغيّر حال أو علا شانُ

بالأمس أجدادنا للفتح قد عبروا
كل الحدود وملءُ القلبِ إيمانُ

فأسّسوا دولةً للحقّ ترهبها
ممالكٌ تاجها كفرٌ وطغيانُ

إنّ المعاركَ في التاريخ شاهدةٌ
ما نالها بعد طول الهجر نسيانُ

يا قدسُ كم كُنتَ للأحرار قبلتهمْ
ما هنتَ عندهمُ يوماً ولا هانوا

شعبٌ على مذبح التاريخ أسلمهُ
من رام عيشاً وأهلُ الحقّ قُربانُ

لكنّ شعباً تولّى أمرَ محنتهِ
يوماً سيرجعُ حُرّاً وهو نشوانُ

يا من يغُطّون في نوم الخنوع أما
ملّتْ جنوبكمُ والذلُّ إدمانُ

وفاجأتكمْ صروفُ الدّهرِ فاتعظوا
عودوا إلى الله إنّ الخُلفَ عصيانُ

شاعر المعلمين العرب

حسن محمد كنعان

رؤيا طائر ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ محمد الزهراوي

رُؤْيا طائِر

 السِّدْرَة
 لا مَنْظورَةٌ
 أيُّها الغِيابُ.
 وَرَغْبَةً فِي
 الْمَعْرِفَةِ مُسافِرٌ
 ولا أتَوَقّفُ.
 لِعَيْنَيْها فِيّ
 غابَةُ رُموزٍ.
 وَغُرْبَتانا
 ياطائِري واحِدَةٌ.
 وأنا غامَرْتُ..
 حتّى أرى
 أوْ أصِلَ.
 أعِنّي يارَبُّ
 عَلى الرُّؤْيَةِ.
 هذا عَطَشي
 الْحِسِّيُّ..
 رُؤْيَتُها بَحْرُ
 لَذّةٍ يَسْتَحْوِذُ
 عَلى هاجِسي.
 توَحّدتْ فِيّ
 الصّورَةُ كَامْرَأةٍ
 تقْرأُ الشِّعْرَ..
 لَها في نَفْسي
 مُلْتَقى أنْهُرٍ.
 أراها كَنْزاً أمامي
 وَحَقِّ الْهَوى.
 تَحْتَلُّني كَأنّما
 بِيَ مَسٌّ تتَقَمّصُ
 أحْرُفَ كُلِّ
 ما أكْتُب.
 في حَضْرَتِها
 تسْتَحْيي الشّموسُ
 وَتَفيضُ روحي.
 أنا إلَيْها مُسافِرٌ..
 أقْرَأُها في الشِّعْرِ
 غَيْباً ولا أدْري
 إنْ كانتْ تَحْفَلُ
 بِيَ أوْ تَرانِي.
 تتَحَقّقُ أمامِيَ
 كَأنّما أصْطادُها
 في سَوادِ لَيْلٍ.
 اللهُمَّ اجْعَلْ
 عَليَّ نارَها في
 هذا اللّيْلِ نوراً.
 لَها في الْكَوْنِ
 بَلاغَةُ أبْحُرٍ.
 لا أدْري..
 لِماذا أُفَكِّرُ فيها
 بِهذا الإلْحاحِ.
 وأثْملُ ساهِرا ً..
 في انْتِظارِها
 مُقَرَّحَ الجَفْنَيْنِ
 بِسَنَواتِيَ السِّتين؟
 لَعَلّ هذا لِأنّ
 نَهاراتِها فِيّ..
 تُحَدِّثُ أخْبارَها.
 أوْ رُبّما لأِنّها
 كُلُّ ما
 بَيْنَ يَدَيَّ .
 لَوْ أنّْ مُعَذِّبَتِي
 بَدتْ..
 لاِمْرئِ القَيْسِ
 ابْنِ حُجْرٍ
 لَمّا قالَ:
 (مُرّا بِي عَلى
 أُمِّ جُنْدُبٍ)

محمد الزهراوي
  أبو نوفل
 بنسِلْفانيا / أميريكا

وعد .. بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / نجاح عيدو / سورية

وعد    (1)                                                       ______ كتبت له رسالة تدعوه فيها للمجيء فقد طال البعد ،ضمختها بالعطر الذي يحب ،عطر برائحة الياسمين الدمشقي طلبت منه الحذر فالطريق إلى قلبها ليست سالكة تماما بسبب تراكم العتب ،وطلبت منه أن يحضر معه مظلتةً،لأنها ستمطره باللوم والشجن ،ورجته ألا يحضر نبيذا ،لأنها ستسكره بحلاوة الكلمات ،وتمنت لو يحضر كل أشيائه لأنها ستجعله يحرق مراكب العودة ،ولا يعود للتفكير في الإبحار ،سيغوص في بحر أشعارها،ويصطاد لآلئ المفردات ،سيجد في دفئها مايغنيه عن السفر ،ويحلق في عالم السحر والخيال......ومطلبها الأخير أن يختار الليل للعودة ولا ينسى  طاقية الإخفاء  .....لأن قلبها الذي ملّ الانتظار لطول الفراق أخبر كل الأحاسيس بأنه لن يعود
وعد     (2)                                                     _______صباح هذا اليوم قرع جرس الباب ،بسرعة البرق فتحته  ،كانت تتمنى أن تراه ،بعد أن استلم رسالتها ،ولكنها وجدت ظرفا أبيض على زاويته اليمنى رُسمت باقة ياسمين.....برفق فتحته ،كمن يفتح كتابا مقدساً  .....كانت كلمة حبيبتي في أول السطر....وقفت عندها طويلا ،ثم تحولت لمابعدها.....  طريقك جميلة،بقدر الرغبة والرهبة والتردد ،محفوفة بالشوق والعتب ،مليئة بالأوامر التي تشبه النصائح ، لن أحضر مظلتي لأني أريد أن أغتسل بمطر كلماتك ،ولن أحضر نبيذا ،لأن روحي تهفو للعربدة في عالم الأشواق ،سأحرق كل مراكبي لأغوص في متاهات عذب الكلمات ،سآتي في وضح النهار ليراني الجميع ،ولن أرتدي طاقية الإخفاء  وأخبري مشاعرك وأحاسيسك وحواسك الخمس بأني عائد ،ولكني بحاجة إلى بعض الوقت لإنجاز ماوعدتْ.....وبدل الاسم والتوقيع رسم قلبا منفطرا من شدة الحنين........ضمت الرسالة وأغرقتها بدموع الأمل ونشوة الانتصار........رن الهاتف.....استيقظت مبهورة متقطعة  الأنفاس  ،وقبل أن ترد نظرت مليا إلى  صورته التي لاتزال تحيط بها تلك الشريطة السوداء......همست بألم مستقرٍفي الروح  ......لن تحرق مراكبك أيها الحبيب....فليس بمقدورك أن تعود.

Friday, February 1, 2019

فلسطين أنشودتي ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد عطوي

ــــــ فلسطين أنشودتي ــــــ
فلسطينُ:
لست أخاف عليها
و فيها شباب يُحَصّنها من يهودْ

و فيها النّساءُ/رجالٌ شدادٌ
ذواتُ عهودْ

و فيها رَساخةُ مجدٍ عريقٍ
يلوح لأعيننا
من بعيدْ

فلسطين عملاقةٌ ذاتُ عزمٍ
و شجعانها
من أسودْ

فلا يستطيع العلوج مساسًا بها
أو يَمَسُّون إرث الجدودْ

سيأتي الزّمانُ، و يُجلى المكانُ
تزاح القرودْ

و يرجع للشّمس مركزها
هنالك في قدسنا من جديدْ

فتلقي بخصْلاتها الذّهبيةِ عند الحدودْ

و يرجع ذاك الهديلُ
يزيل كآبة عهدٍ بليدْ

و تجري المياه مُرقرقةً في صفاءٍ
تُذيب زمانَ الجليدْ

فلسطين داري
مصيري و أمسي
و أنشودتي في الوجود

فمن شاء إخضاعها من ذئابٍ
فقيدٌ
فقيدٌ
فقيدْ

هنا نحن للذَّوْذ عنها
مُعسكرها من جنودْ

كمثل البُزاةِ
يَرُدّون كيدَ الطغاةِ
يَصُدّون كلَّ مَـريدْ

فلسنا بشيءٍ
إذا ما توارتْ خُطانا بعيدْ

هنا في الجزائرِ شعبٌ يجيشُ
و جـيشٌ يُرابطُ حِين المَـزيدْ
27/1/2019............................................