.. بكائية ذي القروح ..
تَقّلّدَ مِنْ هَوْنِي عليهِ وِشَاحا
وأَعْرَضَ إذ ناديتُهُ وَأَشَاحَا
وغادرَنِي قَبْلي إلى ثَغْرِ مَقْتلي
فكفَّنَنِي قبلَ القُروحِ مِرَاحا
وأدْلَجَ بي دَرْباً بكَاني وصاحبِي
وحَمَّلَنِي مالا أُطِيقُ وراحا
فأجْهشَ يسْتَعْدِي عسيبُ أنينَهُ
على واهبِ السمِّ النقيعِ رَوَاحا!؟
فما زالَ يدْعونا إلى الرّاحِ قيصرٌ
ضَلِيْلِيّةِ المَغْزَى تمورُ مِلَاحا
ومازالَ يسقينا لُبانةَحقْدِهِ
نَشِيجَاً وثُكْلَاً قانِياً ونُوَاحا
وما زالَ ذاكَ الرِّيْعُ صُفْراً رياحُهُ
تهيجُ زؤاماً لا يَكِلُّ جِمَاحا
عواصفَ لا يذْخَرْنَ حَيَّاً بحَيِّنَا
عَذِيراً ولا يرْفَعْنَ عنهُ سِلاحا
ألا يارياحَ الغربِ هُبِّي وزمْجري
وجُوْبي رُفَاتي أجْبُلَاً وبِطَاحا
فليسَ بجَفْنِ الشرق سَوْرَةَ بُرعُمٍ
يَرُدُّ ويلْوي عن كَرَاهُ رِيَاحا
حمَلْنا نجيعَ الكونِ جُبناً وسَكْرَةً
ونِمْنا تعاويذاً تَنِزُّ جِرَاحا
يَرِقُّ على طَرْقِ المَقَامِعِ بأْسُنَا
فيرْوي رزَايانا ندىً وصُدَاحا
ويرْقِي طِغامُ العارِ ضِيقَ نفُوسِنا
فتغْدو رِحَاباً لَا تُجَابُ فِسِاحا
على كلّ عُسْرٍ نَسْتَدِقُّ لُيونةً
وفي كلِّ ردٍّ نشْرَئِبُّ نُبَاحَا
لِذِي رَحِمٍ لمْ تَبْقَ فينا حَمِيَّةٌ
كأنّا أتَيْنا للوجودِ سِفاحا
فمَزَّقتِ الأحقادُ كفَّاً بأخْتِها
نضالاً!!... غَدَاْ سُوءُ السُّبَابِ كِفَاحا؟
على زُحَلٍ تْلْهُو سَنَابِكُ خَيْلِنَا
عِرِاباً أمامَ الميكرفون فِصَاحا
متى يارهيبَ الخوفِ عهدُكَ منقضٍ
مساءً تُوَافِينا بهِ وَصَباحا!؟...
_____________
تدمر - أيار ١٩٨٤
No comments:
Post a Comment