Thursday, August 29, 2019

أحبك ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبد الرؤوف غضباني

أحبّك...
 كما كان عبدٌ لحجٍّ  نوى
 فهرول سبْعًا
وزاد بسْبعٍ على ماء نبْعٍ
وزمزمُ يُحْيِي صريعَ الهَوَى

أحبّك....
كقيْسٍ يناشد في الليل نارَا
وجاءته ليلى.....
فصاح أبوها على فرط غيظ
أيا قيسُ إنّك أشعلت دارَا
وكانت يداه تلظت شَواءً
وإنْ مات كان بجُهْدٍ سَعَى

أحبّك.....
على غير قصدٍ علقتُ أسيرَا
وأحراشُ نبْتٍ تصدُّ المَفَرْ
وكانت سباع الفيافي خطيرَه
وزادت همومي على يوم حرْ
وأجهدت نفسي كثيرًا كثيرَا
ولكن ذكرتك زال الخطرْ

أحبّك ....
يا آخر ترديد بوحي
أحبّك لكن هواك  كَما
إذا كان طفلٌ فطيمٌ تمَارَضْ
وصدّوه قصدا على صدر أمّ
فكان القرار عليه تعَارَضْ
ولمْ يُجْدِ نفْعًا وقدْ أبعدوه
فما كاد يبْكي ولكنْ بكَى

عبد الرؤوف غضباني

الأقدار ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد أمين عبيد

الأقدار / تطريز
                             بقلمي :
               محمد أمين عبيد

 الله    قدر    لا   مجال    لمنكر
فالرزق    مقسوم    لعبد   شاكر
لا ترج  إلا  الخير واعمل جاهدا
و أسأل  إلهك  في جلال  المؤثر
الله    ربي   لا    يضن    برحمة
يعطي  الجمال  لكل   أمر  طاهر
قدر جرى في الكون ليس بمنته
والعمر يمضي في  سحاب   زائر
دفق    العطاء    لخالق    متجبر
لا  ينتهي في  كل   وقت  معسر
ارفع  يديك  إلى السماء مناجيا
واجعل نداءك في خشوع الصابر
يا رب  أكرم  كل  من  رام  التقى
إنا   عبيدك     لا    نذل     لغادر

جلادة الرجال ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / رياض المولى

جلادة الرجال

غارمون تائهون
من عشقها
يطلبون صحوة
نمرية خمرية
تعامل العشقاق
بكل قسوة
وعلى القلوب
لها سطوة
الكل على بابها
يرتجي نجوى
فرس جموح
خيالها متعوب
الصهوة
برية شارد
منها تاخذ
النار جذوة
كانها البرق
كلها قوة قوة
الارض تحت
اقدامها كرمال
البحر رخوة
كتوت شفتاها
يساق الرجال
الى الشهوة
مسك ارياحها
بلاء الرجال
جمالها بلوة
عز عشقها
احلام وسلوى

أ. رياض المولى

صلاة ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / هاني عبدالله حواشين

صلاة :
       حين يعلو ذلك الصوت شجيا ونديا
       يبهج النفس وينشي
      يملأ الروح نقاء وضياء
      في الفضاء الرحب تمشي
      حين يعلو وأنا في عمق فرشي
     أهجر النوم وأمشي
     مثقلا بالنوم رمشي
     لألبي وعد ربي .
    لذة النوم تناديني ودفء فرشي
    والجو من حولي ظلام دامس
    والبرد يعشي
     وأنا .. أغتال لحفي وفرشي
    حين يعلو ذلك الصوت شجيا ونديا
     أهجر النوم وأمشي
    حاملا صورة " نعشي "
     مثقلا بالنوم رمشي
     لألبي وعد ربي
     ذاك دربي .

   هاني عبدالله حواشين / الأردن .

Tuesday, August 27, 2019

جميل هواك ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محروس فرحات

...........جميل هواك ............        
خصيب هواك جميل رباه
             وحلو الجمال فكيف نراه
نراه وديعا  وسيم  اللمى
            وعن ما يضير  بحب  كفاه
كثيرا تهيب  غوائل  درب
            فكيف لدرب تدوس خطاه؟
جميل جمالا وصفت  وكيف
            لوصف وصفت يغطي بهاه؟
وهل مني قول يفيض عليه
           وكل  الجمال  بسحر  سناه
صبيا أراه وكل الصبايا
            يسيرن  حيارى  بظل صباه
وكل الجمال يخطو اليه
           بقيد   أسيرا   يبغي  رضاه
فما كان يوما إلا بقلبي
          وقلبي  لديه فكيف  إصطفاه
وكل الحوادث تأتي تقول
           حبيبا   لعمر    يطول  بقاه
وقلب يحب وشوق طويل
          وعين  لعين   وعندي  رضاه
أيا كل شوق  بقلبي يحن
          ويا كل  سحر   بوجه   حواه
ويا كل وجد بقلبي يعيش
          ويخطو  بصمت   وما   قلاه
ويبدو شقيا  وكل  شقاء
          يغطي  فؤادا  ويمحو  هداه
يغار نسيم  يلف  وجوها
          لأن   هواه    عطير    نداه
خصيب هواك وكيف لقلب
           ودودا  يحب  حبيبا  سواه
وكيف  لعين  بصمت  تمر
         وتغضي بطرف وتنسى هواه
........... د محروس فرحات ..........

سأغني للوطن ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبد الرحمان قراري

سأغنّي للوطن

سأغنّي للوطن
نبض همسٍ فى العلن
و أدوسٌ كُلّ نبتٍ
يُظهِر فينا الفِتن
نحنُ شعبٌ قد صُهِرْ
فى براكين المِحن
شِبلنا إبنُ اﻷسود
باع نفسه للوطن
شِبلنا دِرع الحدود
ليس من نسل المَجَنْ
يا حرائِر أرضنا
زغرِدي عاش الوطن
الجزائر حُرمتِي
هي أُمّي ﻻ حَزَن

بقلم : عبد الرحمان قراري / الديس
الجزائر : 28 / 08 / 2019

الصهر المصلح ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أيمن السعيد

الصهر المصلح...ق..ق.بقلمي.أ..أيمن السعيد..سورية
أصبحت موقنا تماما أن النفس البشرية ثابتة في خلقها وطبعها كما المادة التي هي جزء من الطبيعة تخضع لقوانينها، كالطاقة والجاذبية ،وكذلك العقلية البشرية تخضع لطباع ثابتة خلقها الله، وتجري حسبما كونها وقدرها في مجاري تعاملها مع نفسها ومع من حولها.
فكل إنسان وكل شعب له طباع معينة وطريقة ونهج وأسلوب معين في هذه الحياة، هي الغالبة والسمة الأبرز له وعندما كانت تنتاب الشعوب عبر الزمن والعصور نوبات الجنون والتدمير والتحطيم كان يرسل الله الأنبياء والمصلحين ليضعوا حدا لجنونهم وضلالهم وابتعادهم..عن المنطق والعقل.
وبعد انقطاع الرسل وختامهم بمحمد عليه الصلاة والسلام.. تصدى لهذه المهمة العقلاء...وربما المجانين..فكانوا يقودون الأمم إما  نحو النجاة وإما نحو الهلاك..لأهداف هم يحددون السير عليها للوصول لها.
تماما كالفلاح الذي ينظم عملية ري أرضه عبر شقه وفتحه فجرات متساوية في البعد على كامل مساحة الأرض، ليمر فيها ماء البئر المتدفق بغزارة وربما يهمل هذا الأمر فيغمر الأرض عشوائيا..فيهلك الزرع بسقايته العشوائية..
سأحدثك ياصاحبي عن تجربتي بما يخص هذا الموضوع..كصهر ونسيب لأحد عائلات القرية...
إذا أردت ان تسألني كيف حصل النصيب فسأرد عليك بكل بساطة بأني طلبت من والدي أن يطلب لي زوجة العمر وبأني أريد أن أتزوج ابنة الشرشوط.
مع العلم أننا كعائلتين لم نكن على ود ووفاق أبدا فكل عائلة لها طباعها وأسلوبها وطريقتها الخاصة بعيشها من خلال سلوكها...المختلف..والمتباعد..فشتان مابين الكريم والبخيل..والخبيث والطيب...
في باديء الأمر حاول والدي ثني عن الموضوع وبأن الشرشوط خبيث ومحتقر من أقاربه...ومعددا نقائصه وبأن عرقه لئيم غادر حاقد تجاه جميع الناس وهو محب للمال حتى العبادة وكل صفاته في كفة وبخله في كفة ترجح عدم استحسان الناس له.
ولكني حاولت جاهدا أن أفهمه..بأن نقائصه لاتهمني ومايهمني زبدته ألا وهي ابنته..وأنني أريد أن أكمل نصف ديني..وهذا من صلب المثل العليا وسأسعى بزواجي من ابنته..أن يكون الشرشوط..كالبشر محترما بين الناس وذلك من خلال تبادل ثقافة الطباع..
وافق على مضض..سيما وأنه خياري قائلا:الله يقدم لك الخير...
وهكذا أصبحت صهر الشرشوط..الثاني..بعد النسيب والصهر الأول ابن أخته...أبو الفر...
وما ساعدني على موافقة والدي تكفل جدي لأمي بنفقات خطبتي وزواجي بعد عدوله عن الحج للمرة الثالثة بسبب تأزم حالته الصحية...مع تقدمه في العمر.
كان لقب الشرشوط لقب لعمي كناية عن بخله وتقتيره لدرجة أنه رغم كونه مدرسا...في الجيولوجيا فإن طبعه كان الغالب التوريث من والده الذي توفي على إثر تخلص زوجته الثانية وابنهاالأخ الدكتورفي الاقتصاد غير الشقيق للشرشوط بوضع سم الجرذان في طعامه..حسبما كان يشاع في القرية..ومما أكده لي عمي الشرشوط لاحقا وبأنه بعد دفن والده كان سيقدم شكوى بحق خالته وأخيه الدكتور يتهمهم فيها بقتل والده بل وبضربه من قبل دكتور الاقتصاد  وتشريح جثة والده ولكنه عدل عن ذلك مخافة سخرية واحتقار الناس له، والسبب كان الذهب الكثير القديم من المجيديات والذي كان ابن عمه حبوش يتهم والد عمي الشرشوط بسرقته وتسببه بقتل والده بعد مشادة بينهما  بسبب هذا الموضوع فقام والد الشرشوط برفسه على صدره الذي كان يعاني من سل متقدم ومستفحل فمات أبو حبوش على إثر ضربة أبوالشرشوط.
كان الشرشوط كوالده تماما يشبهه في قصره وسحنته السوداء ووجهه المجعلك..الذي كان لايبعث الراحة في نفس ناظره...
حاولت التقرب من عمي الشرشوط أكثر وأكثر محبة بزوجتي...وكان أول توجيه وجهته له..بعد فشل اثنين من أولاده في الحصول على علامة الامتياز  في شهاداتهم الثانوية ولا تؤهلهم لدخول كلية الطب والصيدلة على عكس أولاد وبنات ابن عمه حبوش الذين دخلوا أولاده الابن الأكبركلية الهندسة واثنتان من بناته كلية الطب البشري مما أثار حنقه وغيظه كونه لا يحب ابن عمه حبوش مطلقا...فقلت له: بسيطة...تملك الكثير من المال ...أرسل أولادك..إلى أوكرايينا وليدرسوا مايريدون...فاستحسن فكرتي..ونفذها فسجل اثنان من أولاده الصيدلة في مدينة خاركوف أما الصغير فسجل في القبطنة البحرية في مدينة أوديسا وكم كانت فرحته عظيمة...وسروره عظيما رغم غصته بابتعاد أولاده عنه..وافتقاده لهم خاصة في أعماله الزراعية التي سددت بعض الفراغ الذي سببه غيابهم في انجاز أعماله الزراعية التي كانوا يساعدونه فيها..وليس العاطفي فهو..يحب اولاده كثيرا..ولكنه كان يميل إلى واحد فقط منهم كثيرا وهو الأوسط...الذي كان يدرس الصيدلة ولايميل لابنه الأكبر والأصغر.
وهكذا كنت دائما مشغولا معه في معظم الأحيان بالعمل في رزقه وكنت كظله أينما ذهب طبعا..في العطلة الأسبوعية وإجازاتي الكثيرة من العمل..والتي كانت تسمى تشجيعية..لانجازي عملي الوظيفي باتقان وبزمن قياسي حيث كنت..فاهما للحياة ومقتضياتها..مابين خذ وهات..وخد وعين..ونفع واستنفع..وحك لي لأحك لك...وكنت مقدرا للود محترما لذاتي مع جميع الناس..عارفا قدري وحدودي..
ولذلك تكشفت أمامي حياة عمي الشرشوط تماما..فعرفت خباياها وخوافيها وغصت فيها إلى أذني..حيث عرفت عقدته الكبرى في حياته ولم أتورع عن حل هذه العقدة والتي وعيتها على عداء قديم وحقد دفين من  الشرشوط..لابن عمه حبوش..
أبو حبوش كان كابنه حبوش جميلا وسيما طويلا فارعا..ذكيا كريما دمث الأخلاق وصاحب نكتة وللأسف توفي مسلولا على إثر ضربة أخيه أبو الشرشوط على صدره..كما أسلفت سابقا ياصاحبي
أما أبو الشرشوط فكان أسود قصيرا ربعة ذو وجه مجعلك لا يسر الناظر له...كعمي تماما..ومات بسم على يد زوجته وأخيه غير الشقيق..دكتور الاقتصاد..وكل هذه الأحقاد والنهايات السيئة سببها الطمع والتكالب على الدنيا و الرزق من الأراضي والذهب الكثير..والجاه...السؤود والتفاخر..
كانت نظرة الناس للشرشوط..غير محترمة فكانوا يصفونه بالخباثة والدهاء وبأن في قصره فتن وخبث شياطين الأرض كلها كوالده تماما الذي سرق حصة أخيه أبو حبوش من ذهب المجيديات ولم يعطه سوى عشرة مجيديات ذهبية في حين أنه أي أبو حبوش يدعي بأن والده كان لديه أكثر من خمسة آلاف مجيدية ذهبية واتهم أخوه أبو الشرشوط بالسرقة..
كان حبوش كريما ذكيا دمث الأخلاق وتفوق على الشرشوط في كسب ود ومحبة الناس وبالإضافة لحصوله على شهادة جامعية في الرياضيات..وزوجة غنية جمييلة.
أما الشرشوط الجامعي الجيولوجي..فبخيلا وليس اجتماعيا مطلقا فهو لايهمه الناس بقدر مايهمه..أن يكون غنيا عنهم بماله ومقترا عليهم..ومتزوجا من أمية قريبة له وتكبره بخمس سنوات ويريد أن يكون زعيما على أقاربه وموجها لهم..بداعي حرصه عليهم..وهو عكس ذلك تماما.فهو لايحب إلا نفسه وأولاده ولا يريد أحدا أن يفوقهم غنى ومالا ،فزوجته لايحبها إن لم يستفد منها..وكان يولي اهتمامه للغنى وللمركز الاجتماعي من خلال شهادات اولاده الجامعية كأولاد وبنات ابن عمه حبوش..وعوض ذلك...بدراستهم في أوكرايينا كما أسلفت ياصديقي..بغض النظر عن كرم وحسن الأخلاق والمعاملة.
مدح الناس لحبوش ابن عمه وزياراتهم له وخاصة أقارب الشرشوط الذين لم يكونوا يولونه أي اهتمام واعتبار ووزن له رغم غناه ،ولكن من يده فبسبب وجهه الأسود الذي لاترتسم فيه ابتسامة مطلقا وبخله الشديد .
كانت نقمته تزداد يوما بعد يوم  على ابن عمه حبوش.ويتربص به الفرص...فحاولت بطريقتي وطبعي أن أحل هذه العقدة لديه..ولم أجبن فأوضحت له أنه لكسب منزلة كريمة بين الناس عليه أن يكون كريما..مستشهدا ببيت شعر لسيدنا الإمام الشافعي.
بأنه :
إذا كثرت عيوبك في البرايا وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب يغطيه كما قيل السخاء
مشعلا له سيجارة بولاعة رونسون وضاءة...اللهب..وقلت له من العار أن يفكر كما فكر والده وأخوه الدكتور الغير شقيق في حل هذا الأمور والمشاكل والطمع ضر مانفع صاحبه، فنحن عصريون..وزمننا عصري حضاري راقي متقدم وعليه أن يتقد فكره رقيا ويضيء كولاعة الرونسون..وليس كولاعة الجاز القديمةالتي يستخدم الجحف فيها.
ألا تأكل اليوم  خبزا...ينضج في فرن اوتوماتيكي ويعمل على الكهرباء والمازوت..فيما سابقا كنت تأكل خبزا ناضجا بروث بقر مجفف وعذق الحشيش .
وقلت له أنا لا أدعوك إلى التخلي عن كرامتك وأن لاتستنكر تهمة أبو حبوش لوالدك بسرقة الذهب ولكن أدعوك أن تسترد هيبتك ومكانتك بالطريقة التي تتناسب وسيارة الفورد الفارهة التي تمتطيها...كل يوم ولا تجعل تفكيرك كجرارك الماسي المصدي والمهتريء
فيا طويل العمر نحن في حاجة للإستقرار بعد أن أرسلت أولادك إلى أوكرايينا لدراسة الصيدلة والقبطنة،
 وقريبا ستفرح بشهاداتهم ،كما أبناء وبنات حبوش سيفرح بابنه المهندس وبنتيه الطبيبتين...في جامعة حلب..ثم أنه لاخطر يتهددك من ابن عمك حبوش..فأنتما من نفس الجد والعائلة..ولتنس إهانة عمك لوالدك..واتهام حبوش لوالدك بأنه من تسبب بموت والده..ولتتقربوا من بعضكم البعض ولتبدأ أنت بذلك..ولتطلب خطبة...ابنته الطبيبة لابنك الأوسط المحبوب لديك...الصيدلي..عند مجيئه صيف هذه السنة.فإذا ماتزوج ابنك ابنته زادت أواصر القربى والتآلف ،وانتقمت لوالدك وكرامته...وسيعود الناس إلى بيتك ومضاربك...شرط أن تكون سخيا وراقيا...وأن تكون مبتسما داااائما..
ضحك الشرشوط...حين قلت له..هذاالكلام إذاستطعت اقناعه برأي بما عرضته من حل عبقري...ولم يكن في التقاليد مايسمح لحبوش أن يأبى على الشرشوط ابنته لابن ابن عمه ولو كانت النار مشبوبة.
كانت مرحلة شاقة في الخطوة الأولى فلما مشيناها عسر العسير وتباعد الأقارب...
إذ أن أخوه غير الشقيق دكتور الاقتصاد وخريج ألمانية الشرقية الذي اتهمه الشرشوط بقتل والده وخالته، وابن عم حبوش ومتزوجا من ابنة حبوش رفض أن يصبح ابن أخيه عديله بل أن حبوش نفسه
رفض جملة وتفصيلا وبشكل قاطع ونهائي زواج ابن عمي الشرشوط من ابنته رغم ذهابي شخصيا بجاهات أهل القرية كلها متعللا برفض ابنته.
وبدأت ألحظ أن الشرشوط وهو ذو المكر والغرض الدفين،قد أخذ يتململ،فكان علي أن أبدد ما أخذ يتراكم في خلده موحيا له أن ابن عمه هو الخاسر وأن ابنه ألف امرأة تتمنى ظفره وخاصة وأنه سيصبح صيدلانيا.
وعدت إلى مطالبته بأن لايفكر بعقلية من سلف ومضى،وقلت له:لا تتعلق بالأوهام ولا تندفع وراء تقديراته الخاطئة وظنونه السيئة..فليس بينك وبين عمك ما كان بين أبويكما..ثم أن مقامك وثراؤك..موطد فلا تظهر لابن عمك الجفاء هكذا وكن راقيا فنحن في عصر الرقي في الفكر والسلوك.
كان الشرشوط ابن عصره وأحسبني كنت عبقريا ومصلحا ولكن في الحقيقة غبيا.
فبعد أن فكر الشرشوط أقام دعوة على أخيه الدكتور غير الشقيق..من أجل رزق متنازع بينهما..مما أدى إلى تصادم أولاده، الذين كانوا في عطلة من جامعتهم وفي زيارة للوطن، مع عمهيهما غير الشقيقين لوالدهم الذين تعاطف معهما أختا الشرشوط وأولادهما كونه لم يعطهما حقهما من رزق والدهم.وجرت معركة انتهت بذبح يد الشرشوط بسكين بيد أحد أبناء أخته، مابين الإبهام والسبابة وتعور أولاده وأعمامهم...وهرب الجميع مخافة القاء الشرطة القبض عليهم..بعد سماع اطلاق الرصاص من مصدر لم يعرف من هو بالتحديد ،ولم يصب أحد ولله الحمد جراء إطلاقه.
كنت وقتها مقيما في بيت اشتريته في المدينة ووصل بيتي الشرشوط ليلا وأسعفته بسيارتي..إلى طبيب أعطيته بعض المال كهدية ورشوة لضمان سكوته وعدم إبلاغه الشرطة..خاصة وأن كمية الدم التي نزفها الشرشوط كانت كبيرة ،ورفض تخديره وخيط الطبيب الجراح سبع قطب واصلا الفجوة مابين الإبهام والسبابة..
واختبأ الشرشوط ومن ثم أولاده عندي مدة عشرة أيام، ليكف الشرطة بحثهم عنهم، ومخافة على أولاده من القتل والأذى على يد أعمامهم وأولاد أخواته...أو إلقاء الشرطة القبض عليهم فلا يستطيعون العودة إلى أوكرايينا لإكمال دراستهم الجامعية.
لمت الشرشوط وأولاده...وقلت له:كيف تضع أولادك الذين سيصبحون صيادلة وقباطنة في مواجهة هؤلاء الرعيان للغنم من أولاد أخواتك...تصرفك ليس تصرفا مسؤولا.وعاقلا..واحتسب يا أخي الله في رزق هو بالأصل فيه شبهة الحرام وأخذوه عنوة عنك أخويك الغير شقيقين الدكتور والمهندس...
كنت أفضل حبوش على الشرشوط مثلي كبقية الناس لما فيه من صفات الذكاء والكرم ودماثة الخلق..على عكس الشرشوط الذي كان قصيرا و جافا ووجهه الأسود يكاد يقطر سما وحقدا.
ورغم محاولاتي الكثيرة لم أفلح في إصلاح الأمور مابين شرشوط وحبوش وإخوته..وتخرج أولاد حبوش والشرشوط...وأصبحوا صيادلة وأطباء..وقباطنة ومهندسين..إلى أن قامت الأحداث...فكان أن قام أحد أولاد الشرشوط، وهو الصيدلي المقرب من والده بالاستفراد بحبوش وهو مقنعا، أثناء عودته ليلا من زيارة لأحد أصدقائه...وقام بضربه.بعصا كسر فيها يديه ورجليه..حقدا لرفضه زواجه من ابنته رغم أنه تزوج من طبيبة أسنان ،ولم يتماثل للشفاء إلا بعد شهور ثلاثة..ومن غير أن يعرف حبوش من فعل به ذلك.
وحرض الشرشوط الجيش على أخويه غير الشقيقين متهما إياهما بدعم الثورة والثوار...وليخرجا من الإعتقال وهما لا يكادان يقويان على المشي من شدة الضرب والتعذيب..بعد دفعهما رشوة وكون أنه لم يثبت ما ورد في تقرير الشرشوط بحقهما.
ليقوم أحد إخوته بدفع مبلغ من المال لأحد عصابات السرقة والخطف.. المحسوبة على مايسمى الثورة...فتستفرد بالشرشوط وهو يقود سيارته نحو أرضه...فيتم اختطافه وسيارته...وليخرج بعد ثلاثةأيام وهو يرجف من شدة ضربه وتعذيبه بكبل رباعي، بعد أن دفع ولده الصيدلي فدية مالية لم يفصح عنها ،ولم يعطوه سيارة والده الفورد...التي لم يرها مطلقا بعدها..وكان قلبه يحترق لخسارته تلك السيارة الفارهة.
أخذت زوجتي بعد هذه الأحداث ،وارتحلت مفارقا القرية غير مصدق رواية الشرشوط ومظلمته..فهو دائما من يبدأ...وعندما يحصد نتيجة فعله يتمسكن مظهرا المظلومية والبراءة...فتشتت..الجميع بسبب الأحداث في سورية...وهم على أعتاب...قبورهم..ولا زالوا يحفرون لبعضهم البعض..مستغلين الأحداث..ولكثرة..مارأيت من حقدهم ونفاقهم...كرهتهم حتى لم أعد..أتحمل حتى رؤية زوجتي...فطلقتها...وما عدت ألتقي الشرشوط ،ولكن لا ألبث أن أتعزى بآرائي الإصلاحية...العبقرية،فأقول في نفسي أني لم أفعل سوى مافعله المصلحون والأنبياء كما ذكرت في أول قصتي..في أن أمحو الشر والحقد من نفوس البشر بل ومن وجه البسيطة ،وما استطعت إلى ذلك سبيلا، لقد بقي الفعل هو هو ويقابله رد الفعل ،ولكن الأهداف تتغير، يتقاتل الآباء على رزق وذهب وامرأة وجاه ويصل بهم الأمر حد القتل والتذابح...في سبيل طمعهم وشهواتهم بينما هناك أناس آخرون يضحون في سبيل المجد، وكلهم في النهاية ياصديقي سال دمهم فمهنم من مات ومنهم من تعطلت قدرة جسده..وكنت كل الوقت أنصح بالإصلاح والتقرب والتودد ونبذ الخلافات ولم أفلح ،ومايزعجني أنهم كلهم مثقفون ولكن طبعهم وعقليتهم دنيئة منحطة،أفلا يجب أن أكون ياصديقي من الخالدين!؟...
بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد...الجمهورية العربية السورية

تنهدات ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أبوشيماء الحمصي

.......تنهدات على ضفاف  الأماني……..

عودي بنا يا ليالي الدهرِ ثانيةً
           إلى الطفولةِ قبلَ العشرِ وانسينا

عودي بنا لا همومَ اليومِ تُثقلنا
                    ولا نفكّرُ ماذا كانَ ماضينا

وما سيأتي زمانٌ ليسَ يشغلنا
                عنْ لهونا فالأماني بينَ أيدينا

نلهو ونلعبُ لا تُلوى أعنتنا
               ومُتعِبُ القومِ أمرٌ ليسَ يعنينا

مثلُ الفراشاتِ والأزهارُ عالمنا
       بعضُ الرحيقِ الذي في الزهرِ يكفينا

أحلامنا مثلُ أحلامِ الطيورِ وقدْ
             عادتْ بطاناً وهطلُ الطّلِ يسقينا

نقيّةٌ مثلُ نورِ الصبحِ نرسلها
               على خيالٍ كطيفِ النورِ ترمينا

عودي بنا لا يزالُ الطفلُ يسكننا
                     ولا يزالُ شقياً ساكناً فينا

يشدّنا نحو أيامٍ خلتْ وعلى
                 جدرانها لم تزلْ تلهو اسامينا

وفي الأزقّةِ ما زالتْ تناشدنا
                       آثارنا ماثلاتٌ في مآقينا

لكنها أمنياتٌ لنْ نعودَ لها
                      إلاّ بأحلامنا والحلمُ يبكينا

بقلمي :
أبو شيماء الحمصي

ياللي جرحت القلب ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / نبيل الأريكي

ﻳﺎﻟﻠﻲ ﺟﺮﺣﺖ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻗﻒ ﺛﻮﺍﻧﻲ
ﺗﺮﺍ ﺍﻟﺘﻐﻠﻲ ﺳﺒﺐ ﺟﺮﻭﺡ ﻭﺟﺮﻭﺡ
ﻻ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﺟﺮﺡ ﺛﺎﻧﻲ
ﻭﻻﺗﺤﺮﻡ ﺍﻟﺒﺴﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ
ﻭﻻﺗﺠﻌﻞ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﻣﻨﻚ ﻳﻌﺎﻧﻲ
ﻭﻻﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﻳﺨﻠﻴـﻚ ﻭﻳــﺮﻭﺡ
ﻭﺍﻓﻬﻢ ﻛﻼﻣﻲ ﻳﺎﻓﻬﻴﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ
ﺧﻞ ﺍﻟﻐﻼ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻻﺗﻨﻄﺮ ﺍﻟﺒــﻮﺡ
ﺧﻠﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﺎﻗﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻧﻲ
ﻭﺧﻠﻚ ﻋﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﻓﻮﺍﺩﻱ ﻭﻣـﻤﺪﻭﺡ
ﺍﺗﺮﻙ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺸﻚ ﻭ ﺍﻟﺸﻚ ﻓﺎﻧﻲ
ﻭﺧﻞ ﺍﻟﻌﻮﺝ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻣﺎﻓﻴﻪ ﻣﺼـﻠﻮﺡ

من جديد إلامَ أنظر ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / وفاء غريب

من جديد
إلام  أنظر؟
َوانتظر ولا أبتعد
عن ألم
مختبئ بين الخلجات
 هناك يأخذني الحنين
إلى ما وراء الأفق
سحر الحاضر يبهرُ عينيَّ
يردد صدى الضحكات
ومن ترك الآهات
ونشر آيات الجمال
يتملكني صوتٌ خافتٌ
يبحر بين هدير الشوق
أشق معه البحر بمجاديف الحنين
بين أمواج التغيير
تغمرني فرحةٌ ملت الانتظار
تأملتها مع دعوةٍ أجلتها ليوم اللقاء
مع صدى الدعاء
أرتديت شراع الرجاء
تبللت بنسغ الآهات
حين نتقابل بأرواح تركتنا
على شفا الحلم
ننقب عنهم من لا شيء
تبكيهم العيون
وتتملح الدموع من زفير الاحتراق
صرخات اختزلتها
في عالم السكون داخلي
أي رحيل ذاك الذي
ما احتواه
واقع يتحدى الماضي
بذكرى راسخةٍ كالجبال
لَيتَهُم كالطيور المهاجرة
ترحل ثم تعود
السفن شاردة بأحبةٍ غادرونا
نراهم في نور الشمس
في السماء وضوء القمر
عيني الوسنى ما غفلت عنهم يوما
لكني تغربت عن الغد
لاتوه في هذيان يملأ قلبى بغصةٍ
أعود والتقي معها بطيفك
يحميني من جديد
يراقصني واضيع في غمرة اللاوعي

وفاء غريب سيد أحمد

4/8/2019

الكل في انتظار الموت ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الإدريسي

الكُلُّ في انْتِظار المَوْت
إذا تَأمَّلْتَ الزَّمان
في بَعْض الأحْيان
بِدون مُقَدِّمات
يَنْتَشِلُكَ المَوْت
يَسْرِقُ الفَرْحَة
يَخْطِفُ السَّعادَة
تَتْرُكُ الأحِبَّة
الوَلَدَ و الزَّوْجَة
القِطارُ سَيصِلُ المَحَطَّة
و إن تَأخَّرَ سَنَوات طَويلَة
فلا تَلْهيكُم الدُّنيا عَنِ الحَقّ
و الابْتِعاد عن النِّفاق
عَنِ المظلومين
عَنِ المَحْرومين
عَن الظَّالمين
لا قصور بعْد المَوتِ للمَرء يَسْكُنُها
إلاّ أعْمالُ خَيْرٍ يُسْتَرُ بها
و لا سَيّاراتٍ فَخْمَةً يَرْكُبُها
بالمِلْيارات اشْتَراها
مِن أمْوال الشَّعْب سَرَقَها
فإنْ كُنتَ مِن المَوْتِ واجِلا
كَيفَ تَكوُن لِغَيرِكَ قاتِلا
ظُلْمُكَ ليْسَ له مَثيل
ما اسْتُثْنِيَ مُعافى و لا عَليل
الوَطَنُ مَشْلول
اعْتراهُ الذُّهول
أرْبَعَةُ فُصول
حالَةُ أُفول
انْتِظارُ رَسول
يا ابْنَ هامان
مُدَمِّرُ الأوْطان
وَصَلَ عِزْرائيل
حانَ وَقْتُ الرَّحيل
ألَمُ سَكْرَةِ المَوْتِ قاس
لِكُّلٍّ كَفَنٌ على مَقاس
تَفَرْعَنْتَ على النّاس
طولَ بَعيدِ الأمْس
زَرَعْتَ الفَسادَ و الظُّلْم
لِصٌّ لِلحُقوق مُسْتَضام
كأنَّكَ سَرْمَدِيُّ البَقاء
تناسَيْتَ سُنَّةَ الفَناء
ليْسَ كُلُّ مَيِّتٍ يُبْكى عَلَيْه
المُستَبِدُّ اللَّعْنَةُ تُلاحِقُه
القَبْرُ صَنْدوقُ الأفْعال
و ما وَزَّعْتَ مِنْ شَرِّ الأقْوال
رَوْضَةٌ  
أو نارٌ مُحْرِقَة
بَعْدَ المَوْتِ لا دار تَسْكُنُها
إلا ما قَبْلَ المَنْيَّةِ قَدْ بَنَيْتَها
طنجة 27/08/2019
د. محمد الإدريسي

موضة العصر ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / فوزية زيتون

موضة العصر...

وأطوف بنفسي بين السطور لأرى مايشفي غليلي من توافق مع أفكاري في موضوع شائق عن الموضة فمنهم الإيجابي و منهم المعتدل و منهم تقريباً السلبي حول موضة العصر و تطبيقه من قبل السيدات أو حتى الشباب..

في الحقيقة أنه لابد من اكتمال الشخصية أناقة الشكل والهندام لأن الإنسان روح و جسد..ولكن ليس لدرجة المبالغة..
فما أجمل بناء الفكر الراقي بجسد أنيق متواضع لايترنح يمنةً و يسرى ليتبجج بمفاخر الغالي والرخيص من المكياج والعطور والروج و الحقائب الفاخرة والأحذية الفتانة بأشهر الماركات....
لااااا
لست من هذا ولا ذاك....

أنا ممن طبعتهم الحياة
على حب الأناقة والبشر
فكر نير في احتوائه
وهندام جميل معتبر
و إرسال الحديث أنيق
وفِي سحره ملاذ و عبر
وعند تطبيق الحياة
تراه الجميل فوق الصور
وإذا ما ارتدى هندامه
تراه المتواضع حشمةً فاعتبر
هنا الكمال في المبادئ
لا بالشكل الباهظ المحتقر
سيدي..سيدتي ..مهلاً عليكم
أولادكم،أجيالكم أمانة فافتكر..

نعم
هذا موضوع خطير تعاني منه أمتنا بأخذ القشور و تقليد الحضارة الغربية بالشكل دون المضمون و كأنهم يرمون لنا بنفاياتهم و نحن من تزين بها و نمثل و كأننا من طبقة النبلاء..لاااا بل على العكس طبقة النبلاء في الحقيقة هم من بذلوا الغالي والرخيص في نشر الخير والعلم و العمل الصالح بين أفراد أسرته..و هو من طبق الإيمان الصحيح الذي إن ما أن وقر في القلب من مبادئ و قيم وإيمان و علم فصدقه العمل...

#فوزيةزيتون

نبضات قلم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / حسين عبدالله منصر

من كتاباتي

‏      { نبضات قلم }

من أين ابدأ في كتاباتي و انثرها

و أسابق الأخبار عن حلمي و اذكرها

فن اعيش به حلو التعابير

ناس أخاطبها بالعلم و الفن ينظرها

عجبا و يا قومي هل نعلن الحرب

و نضارب الأفراح في عز نقهرها

سأقود افراحي و الحب يملؤني

و أقول ها أنا ذا للكون و الأيام اذخرها

بقلم حسين عبدالله منصر

الخلق الكريم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / فؤاد الشمايلة

(االخلقُ الكريمُ)

•الاحترام المتأتِّي منَ الخوفِ
هو احترامٌ أجوَف
وخيرُ الاحترامِ
المتأتِّي نتيجةَ الخلقِ الكريمِ
في الأفعالِ،وفي الكلامِ
فاحرص على الدَّوامِ
أنْ يكونَ الخلقُ الحَسَنُ
لشخصيَّتِكَ هو المِفتاحُ
وهو الصَّمام
•الخلقُ الكريمُ تذكرة
توصلكَ الى كلِّ(خيرا)
•الخلقُ الكريمُ سفينة
تعبرُ بها أيَّ مينا
•الخلقُ الكريمُ منطاد
تعبرُ به كلَّ البلاد
وقلوبَ العباد
•الخلقُ الكريمُ شراع
تحقِّقُ به كلَّ إبداع

فؤاد أحمد الشمايلة

المعذبة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبدالله أيت أحمد

المعذبة
نفسي معذبتي
 ممزقة أحشائي
ممتلئة بالأسرار
طردت النوم من عيوني
وأغلظت أوتاري شجوني
حتى أنت من همومي
فيك الأنين والألم
وفيك الفرحة والندم
وفيك الفوضى والصخب
وفيك الرحمة والعتب
غامضة أنت غاضبة
وعقلي تائه
فأين مكمنك
وما بك من سقم
أحيانا تؤنبني
ورغم إيماني تكفرني
فأين السعادة يا أملي
عهدت نفسي وهي معذبتي
أن أغوص في الفكر
وأن أغور في ظلمتها
كي ينجلي النور في مقلي
 وأحررها من أسر فاتنتي
أين العفو وأين مصدره
كي أعانق الشر
وأحضن الغضب
الحرب بين وبينك طاحنة
وسيفي البتار القلم
سأقطع أوصالك إربا إربا
حتى يستوطنك الورع
عبدالله أيت أحمد/المغرب

Monday, August 26, 2019

درويش ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أمين الخضر

درويش

ثمَّة يدانِ متشابكتان
بينهما ترزح الأفكار
ثمَّة نظرات ثاقبة
فيها تكبر وتكبر
خريطة فلسطين
ثمَّة إنسان هناك
مازالت تنمو في قلبه
فلسطين فلسطين
إنه درويش
شاعر الوطن والرمزية
سلاما يادرويش
لكل شعرة نبتت في رأسك
أنت الحاضر والماضي
سلاما لفنجان قهوتك
في يديك تداعبه
وسيجارة حبلى
بكل هموم أرضك

أميـــــــــن الخضر…سورياااا

برقٌ لمع ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / جهاد مقلد

قصةقصيرة
               برقٌ لمع
توالت الطرقات على الباب .
أنا زوجك الغائب...تساءلت:
ياإلهي أين كنت؟ وكيف؟ ولماذا ظهرت الآن؟
مضت سنوات عشر على رحيلك!
وقفت المسكينة خلف الباب حائرة:
من أنت؟ ماذا تريدني أن أفعل
وزوجي الذي بدأ ينهض الآن من فراشه؟!! ذلك العجوز المسكين؟
ياإلهي... إنه يعلم بما حصل لزوجي الأول الذي مات في حادثة غامضة.
لعلك تنشقي أيتها الأرض وتبتلعينني ماذا سأفعل؟؟ هل أفتح له الباب؟
الرعب كان قوياً إلى درجة إنه أيقظها قبل أن تُكمل الحلم...
جهاد مقلد/سوريا

يتيم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / مؤمن أبوأسماء

يتيم..
يا صغيرا ..
غطى الثرى أباه ..
باليتم سهم قد رماه ..
بالحزن سوط قد علاه ..
والنفس تعتصرها الكآبة ..
أيام الأسى ولود ..
والعمر بالذل طواه ..
فراق من تهوى عسير ..
والشوق مزق من بناه ..
واليد كبلتها قيود ..
واليأس حطم من جناه ..
أيا يتيما يبغي الحياة ..
هاك عيني..
أبصر طريقك ..
هاك قلبي لك حرا ..
وفؤادي لك مأوى ..
كن حماما في البراري ..
كن هزارا للشدو يهوى ..
كن زهرافي الطيب نفعا ..
دائم الخير..
سرا ونجوى..
ياصغيري :..
أنا في الغيب أحيا ..
فاذكر بكائي ..
من فوق الترات..
أدعو الله لي..
عفوا وغفرا..
دائما..
لا..لا ..
لا تنسى..مومن أبو أسماء..

رهبة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / حسن كطوف السعدي

رَهبَةٌ
الحيُّ خالٍ من ساكِنيه, أُمي جالسةٌ عندَ الباب بِوجهها الشّاحب من الخوفِ تنتظرُ أخي الذي لَطالما عَودَنا على الغيابِ بِدون عُذر, سمعت إطلاقات نارية وكأنّها من الحيِّ المقابلِ بَدأ الخوفَ يَدبُّ في جَسدِها ، حمامة على العمودِ الكهربائي خِفقَت بِجناحَيها لتَهجُرَ المَكانَ أخذتْها الرّعشةَ من أثرِ طَيران الحمامة. مَبهورةً قالت (يارب سترك موخوش فال) تَجَلدَتْ قليلاً بالكادِ تِحملاها قِدماها للنِّهوضِ تِتِكئ على رُكنِ البيتِ لِتَنظُر مِن بَعيدِ ما يِحدُث ولكن لاشئ سِوى رجالٌ مُلثمون بِيدهِم أسلحة خفيفة جارَتَها التي سَلَّمتْ عليها قَبلَ لَحظة كأنها بِلمحِ البَصر لم تَكُن مَوجودة بَدأ أحدهم يُصوبَ بِندقيتهِ على وجه أمي من بعيد.

أنادي أنا ... بقلم الأديب المبدع الأستاذ / صالح هشام

خاطرة من وجع الخاصرة: بقلم صالح هشام٠
 أنادي أنا٠٠٠نوستالجيا زمن الغيوان الهارب٠
    على بساط نغمات الهجهوج، تداعب أوتاره أنامل المرحوم عبد الرحمان باكو السحرية، وأنين فيلسوف الغيوان العربي باطمة رحمه الله، تجتاحني رغبة ممزوجة بعذوبة الحنين إلى الزمن الهارب في الاسترخاء، بالسكر حتى الثمالة بالإبحار في متاهات الذاكرة، أغمض عيني، وأترك نفسي تهرب من واقع ( جري علي نجري عليك) تحملني حكمة  حكيم الحكماء على أجنحة سحرية في رحلة مكوكية بين الأمس واليوم، فأطوف في أمكنة الماضي، وأجوب ردهات الحاضر، فأجد الفرق شاسعا بين الزمنين، فذلك الزمن الهارب جماله في  طعم مرارته، زمن جميل بوعيه الشقي المتمرد على أعراف وتقاليد واقع بلا حرية، مفروض بقوة الحديد والنار٠
     أحلق بعيدا لا ألوي على شيء، كطائر لتوه أفلت من قضبان قفصه الحديدية،  أستحضر شريطا أشبه بحلم مصادر، أتذكرنا- نحن الصغار – نفلسف الأشياء، نفسر ونحلل ونفكك رغم طراوة العود، ونحن نندس في بعضنا البعض كخرفان تخشى قرع الشنان، تحت  شجيرات قصيرة لا يكفيها ظلها، وهي تلتصق بالأرض فتؤثث فضاء بحيرة باريس الصغيرة، مدينة الهم والغم المفروض، لكنها مدينة الشهداء الشامخة شموخ من ماتوا في سبيل الاستقلال، دون أن تلين لهم شوكة أو تضعف لهم عزيمة٠ نتغنى برائعة الغيوان (أنادي أنا)، فتصل بنا نشوة شطحاتنا الصوفية دروة الانفعال، فنئن، ونكثر من الأنين، فيتحد أنينا بأنين حناجرالغيوان السحرية المطعم بإيقاعات السنتير والهجهوج، وهم  في قمة إبداع  مرثياتهم   الحزينة لذلك الإنسان العربي المقهور، الذي ضاع حقه، وداسته الأقدام، ودمرت روابطه بوطنه وعلى أرضه، ويتحول أنيننا – في كثير من الأحيان- إلى نحيب، لكنه مكتوم، لأنه نحيب رجال يبكون بدل الدموع دما، كلما استفحل همنا، وتفاقم غمنا، وقطع الحزن منا الأحشاء٠
      أتذكر (أنادي أنا)، وتلك المسجلة اللعينة تخذلنا، ونحن في قمة شطحتنا  الغيوانية، إذ تنفد البطاريات، فتثقل حنجرة المرحوم العربي، وتضعف إلى أن تختفي نبرات صوته تماما، فيتوقف قلب المسجلة عن النبض، نتحسس جيوبنا بحسرة، لكنها تكون فارغة، نكتفي بترديد ( أنادي أنا)، فترددها جنبات بحيرة باريس الصغيرة، وجذوع الأشجار الشامخة، فنبحر بجماجمنا الصغيرة الحليقة في خلوتنا الصوفية التي لا تخلو من بعض المؤثرات العقلية (٠٠٠)٠ فنحلم٠٠٠ ونحلم٠٠٠ نحلم بأننا لا نحلم،   نحلم بعنقاء العرب تبعث من تحت رمادها، ونسمع ملء السمع، ونرى ملء البصر  صهيل خيول وصليل سيوف المعتصم تجلد جلود العلوج قبل نضج التين والعنب، وقد كنا لتونا حفظناها رائعة من روائع  أبي تمام ( فتح عمورية )٠
   كأهل الكهف، لا ندري كم دامت غيبوبتنا الغيوانية، ساعة، ساعات، يوم أو بعض  يوم، ومنظرنا تحت أغصان الشجيرات القصيرة يضحك حد البكاء، ويبكي حد الضحك، فقد كنا فلاسفة بلا فلسفة، لكن كنا سقراطيي النزعة،  لاينقصنا إلا ما علق بقاع كأسه٠ مجبرين، ننفصم عن واقعنا الموبوء، لأننا كنا نخاف عدوى الإصابة بوبائه، فنقتفي أطياف السعادة في قوافي العربي باطما، وبوجميع، وعمر السيد، ودندنات باكو، فتنسينا نغمات هجهوجه أنفسنا٠ تتساقط علينا أوراق الأشجار الميتة،  تكاد تغطي أجسادنا الذابلة٠ ورغم ذلك، لا نستفيق من شطحاتنا الغيوانية التي لم نكن نرضاها إلا حلاجية، شطحات اتحاد وحلول بأمل متخم بالألم، لكننا نعتق أنفسنا  من واقع ينخره الهم والغم، ولو كان ذلك مؤقتا٠ وكانت أشجار بحيرة وادي الهم/ زم  تقف على رؤوسنا بصرامة كالعسس، وكأنها تحمينا من دوريات الشرطة التي تنغص علينا خلوتنا بسين وجيم بحثا عن إثبات الهوية٠ وتمتد خلوتنا الغيوانية حتى يمتص سواد الليل بياض النهار٠
     وقتئذ، نقوم متثاقلي الحركة، ننفض عن رؤوسنا ما علق بها من أوراق ميتة، ونحن نردد جماعة ( أنادي أنا )، ومن حين لآخر يتحفنا أحد شعرائنا بسطور شعرية من بحيرة لامرتين بترجمة رديئة، وتمتصنا الدروب الضيقة، التي- للتو- بدأت مصابيحها المشنوقة أعلى الأعمدة الخشبية تتفل أضواءها الباهتة٠
     تعبر( أنادي أنا ) متاهات ذاكرتي، فيمر أمام عيني شريط  ذلك الزمن الهارب باهتا، أتمسك- جاهدا- بأطرافه، لكني أقبض على سراب أشباح أصدقاء ينعمون بالسكينة في لحودهم، ويتوسدون قبضة النسيان، ووجوه أصدقاء شاءت الأقدار أن تفرق جموعهم، كما دمرت الشجيرات القصيرة، وهي الشاهدة على طقوسنا الغيوانية في بحيرة لا تقل روعة وجمالا عن بحيرة لامارتين، بدورها فقدت كل معالم هذه الروعة والجمال٠ خيط واحد سيقاوم تعب الذاكرة، ويعيد ما تفرق من ذكرياتنا، إنه رائعة ( أنادي أنا )، ستظل تجمعنا، وإن لم يكن ذلك في الواقع،  فعلى الأقل في ذاكرة تهلوس، وتهذي بلا انقطاع٠
   لم نكن نعرف الفيس بوك، لكننا كنا أصدقاء أوفياء للكتاب، متيمين بروائع ناس الغيوان ٠٠٠فيروز٠٠٠ ومارسيل خليفة٠٠٠ ونعشق أشعار سميح القاسم وعبد الوهاب البياتي، ومظفر النواب، ونبحر في دروب جبران خليل جبران، ونبكي حد العويل مع أبطال ( ماجدولين٠٠٠ الفضيلة٠٠٠ للمنفلوطي٠٠٠ أو وتمضي الأيام ليوسف السباعي٠٠٠ وغيرهم كثير)، ونقتسم مع  شخصيات الشريط الهندي فرحة انتصاراتها، وأحزان انكساراتها٠ مياه متنوعة امتصت منها جذورنا الحياة، خليط معرفي فتح أدمغتنا الصغيرة على  إدراك واقعنا العربي البئيس، فنمت في نفوسنا ملكة النقد، وطورت مواقفنا السياسية كسائر الخلق، ربما لأننا لم نكن نعرف ما يسمى بموضة خفض السراويل على الأرداف، أو لغة الشات، أو تقليعات تسريحة الشعر المجنونة٠
 معيننا الذي اغترفنا منه جعلنا نشيخ قبل الأوان، ونقفز فوق أعمارنا سنينا:
    اغترفنا من تنوع فني زاخر، فرددنا أغاني الغيوان ٠٠٠  وفريد الأطرش ٠٠٠ وميراي ماثيو٠٠٠ وميشال ساردو٠٠٠ كما حفظنا رباعيات الخيام عن ظهر قلب٠ وتأثرنا برومانسية الأدب الفرنسي: فقرأنا روائع ألفرد دو ميساي٠٠٠ وألفرد دو  فيني٠٠٠ ومدام دو ستايل ٠٠٠ وحللنا ببراعة - رغم حداثة سننا- شفرات رواية الأحمر والأسود ٠٠٠ وكفلاسفة صغار، ناقشنا العقد الاجتماعي، وتبادلنا الأفكار حول زرادشت نتشه، ودعاة التنوير٠ فيبس العود، واشتد العمود رغم طراوته٠
       زمن جميل هارب، عشناه بكل أطيافه، فساهم في تكوين جيل السبعينات والثمانينات على المستوى الفكري والفني والإبداعي، هذا الجيل المهووس بكل مصادر المعرفة، والمتعطش للفن الملتزم، وربما كان ذلك سببا في حملنا هما أكثر ثقلا على أكتافنا: هم الوعي الشقي المبكر، فالظرف كان أكثر حساسية: قمع  ممنهج   يكبح جماح كل تفكير يخرج عن الدائرة المرسومة بدقة ٠
     تذكرني ( أنادي أنا ) بأيام جريدة المحرر، كنا نشتريها خلسة، ونخفيها بين السروال والتبان، ونقرأها خلسة، فقارئها كان يعتبر خارجا عن القانون، وحاملها كان أشبه بمروج  الحشيش، فهي لسان معارضة غير مرغوب فيها٠ أما قصائد مظفر النواب، فكنا نحفظها، ونملحها بروائع مديح الظل العالي لمحمود درويش، فنرمي مكتوبها في سلة المهملات، أو نحرقه تلافيا للشبهات٠
    جيل (أ نادي أنا ) لم يكن يعرف ما يسمى  اليوم بالعالم الأزرق، لم يكن يعرف ما يسمى بغرف الدردشة، لم يكن يعرف القنوات الفضائية، أو الهواتف الذكية، كان عالمه كتابا أو مجلة هادفة، وعندما يتعذر شراؤه هذا الكتاب، يكترىه ليوم أو يومين ببضع سنتيمات، فصاحب المكتبة كان يعرف قيمة الكتاب، ويحترم القراء، ويشجعهم على القراءة٠ وغالبا ما كان يهدينا كتبا رائعة مجانا٠
     جيل ( أنادي أنا ) لم يكن يعرف معنى الحرية، هذه الحرية التي تحولت إلى  فوضى عارمة تجتاح البيت، والشارع، والمدرسة، لم يكن يعرف تقليعة السروال الهابط٠ حريته  كان ينتزعها من سلطة الأب، ومن الشارع،  ومن المخزن انتزاعا، لكنها كانت حرية مقننة، يحسن استثمارها  في ما يفيده٠
    أتذكر أن التمتع بفلم هندي أو كراطي أو ويسترن، كان يعني  قضاء ليلة أوليلتين على الأقل وراء القضبان، وفي ضيافة الشرطة، عندما نصادف ( الواشمة)، وهي تجوب شوارع وأزقة المدينة، وتمشط المكان بحثا عن كل من لا يتوفر على بطاقة هوية٠
   جيل ( أنادي أنا ) جيل المعاناة٠٠٠ جيل الوعي الشقي٠٠٠ جيل التمرد على  الأعراف البالية ٠٠٠ جيل المعرفة والفن الملتزم ٠٠٠ جيل الشيخوخة المبكرة٠

خيط المودة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محروس فرحات

....................خيط المودة...............
خيط المودة ذاب في أوهامه
                لاخير في خيط  أراه قد وهن
يرجو اللقاء وماله من  قوة
               ضعف به  لعبت به  كل المحن
واستكثرت  منا الحنان لعلها
               أطياف  ظلم  قد  تمر بلا  ثمن
إستمرأت قلبي بحب ظامئ
              لا ماء  فيه ولا  ظليل  أو  فنن
غاصت بنا أحلامنا خلف الأمل
              والأمل ضاع بين  أطيان  العفن
تعبر جميع جوارحي كم تسبح
             واستخسرت رضا الأحبة والزمن
يا كل شوق في العيون تحجر
             هل تدنو منا يا ساكنا فينا سكن؟
من بعد   فوق  الدرب  يحكي
             عن نار شوق بل وويلات الشجن
البحر أنت  إن   تلاطم   موجه
              والطوق  أنت  للنجاة   والسفن
والنجم أنت  إن   تلالا  ضوؤه
              والنور منك  تراه  فينا قد  كمن
والأمل  قالوا  من  قديم  أنه
             يغدو   جميلا   منه  إنا  سنفتتن
والطل حين يراك يلعن زهرنا
            يحيي  الأماني  بعد أن جاز الكفن
قالوا ستشرق كل شمس تبهر
             مني  الفؤاد  فلا  وجود  للوسن
لا شقاء لا هموم فينا تبدي
            كل المآسي الخير  فينا قد  قطن
يا حب قلب في هواك تعلم
            أنت  الرحاب  أنت  لي كل الوطن
.............. د محروس فرحات.............

على أهداب الياسمين ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ناريمان معتوق

على أهداب الياسمين/ناريمان معتوق

كم كنت وفية
لأحلامك،
لأحزانك،
لوجعك،
لقلبك اليائس الحزين
كم كنت وفية لك
أحلامي مزقتها من أجلك
أيامي لم تكن سوى عدد قبلك
كمقبرة الحزن نزعت آلامي من صدري
وتوجتك على قلبي أميراً لأحلامي
وكتبت على أهداب الياسمين
كم أهواك يا قمري
كم أعشقك يا حلمي
كم وكم من الأماني
وما زلت أعاتبك البعاد
وصدى الحنين يشغل بالي
وأنت نسيت....
كم أنا كنت قيد الانتظار
ولكن أنت.... لم تأتِ
(على أهداب الياسمين)

ناريمان معتوق
24/8/2019

نقطة التقاء ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عدنان الريكاني

نقطة التقاء ..
---------------------
عدنان الريكاني / 23/ 8/ 2019
-------------------------------
طال لسان الشوق بلحس الذكريات .. والغياب يدنس اطلال الغرام !!.
وكان لي موعد مع ذلك السراج في زاوية الغرفة العتيقة، حين يسبقني ظل أنيني متمايلا مع تعرجات الأقدام فوق سجادة الأنباء مغطاة بالتراب، وتجلت الأحلام بأخاديدي الطاعنة بالسن، وهي تحاول لملمة بقايا حديثي الهلوف المحروق شوقاً، بعدما أعياني نكران الذات، ومن يدري لعل نوح اليمامة بعد منتصف الليل، اجمرت حبات عناقيد صدرها الزيتونية ..
هكذا دارت الحياة، نمرُّ عبر بوابة ضيقة لندخل في بون شاسع أكبر من حجمنا المعتاد، فيلوك بنا اخاديد وتجاعيد الزمان الممحي فوق اسرة منفاه الوحيد، ولا نتعظ من تشققات التي سلبت السعادة من مآقينا، وجرفت لحظاتنا المهمشة في سكون وهدوء تام، لا يستقبله غير ستائر تحمل جثة نور الشمس المعلقة في نوافذ العمر، ولا نقدر تخطي فوق رقابها المندسة بفاجعات الأيام المكسورة، ولا يستقيم خط بيننا في نقطة الألتقاء.

وداع ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ليلى الحافظ

خاطرة-- وداع
على رصيف المحطة تلوح مناديل من ودعتهم وهاجروا مرغمين - فراقكم قاتل صامت وجرحكم ليس له شفاء-هل تزهر الأماني في صحراء المحن؟ أم تمطرها غيمة سراب لتصبح هشيما تذروها رياح الخيبة؟
على قارعة الزمن يراودني طيفهم ليجتاح روحي وفراغ عمري حنين قاتل --
أحاول العبور واجتياز المدى ومتاهات النسيان للوصول إلى من قتلني فراقهم وأحرقني بركان بعدهم
تلفحني موجة الغربة والوحدة لتلقيني على صخرة الواقع فيعتصرني الألم ويهدني الوجع --
هل من أمل بالعودة؟ ماذا تقول أيها القطار ؟ وقد طال مني الإنتظار -لم يعد للعمر بقية --
ليلى الحافظ/سورية

ما ميزتي ؟ ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / جمال مهدي

ما ميزتي
..
..ه*******{[[ ما ميزتي ]]}*******ه..
ـ
قلبي لكل العاشقين كتابُ
والحب نور في القلوب يطابُ
.
إني خلقت محملاً بكتابه
وأنا الرسول لنهجه الأواب
.
وصروف هذا الدهر تصبار لها
وعزيمة في الجد ليس تهابُ
.
إن الفتى من خاض كل عسيرة
بيقينه في الله ذل عبابُ
.
ولقد عركت الدهر حتى ملني
وتفترت في عزمه الأعصابُ
.
وعرفت أوجاع الهموم وذقتها
بعض الهموم جحيمها أطيابُ
.
ولكم شربت المر من كأس العدى
مستيقناً أن العدو يهابُ
.
إني لأشكر من يعادي جهرة
فهو الصدوق وليس فيه كذابُ
.
ولكم خبرت الأصدقاء وصدقهم
فوجدت أني لم أكن أرتابُ
.
وطبيعة في الناس أن يسعوا إلى
أمجادهم كي يغنموا ويُهابوا
.
كم أسرجوا خيلي لنيل مآرب
وأعينهم حتى يثوب صوابُ
.
كثر الصحاب وجاهة من أجلهم
ولكم علمت بأنني أغتابُ
.
ما هز فعلهمُ وقول شفاههم
صبري عليهم فالنفوس ضبابُ
.
حيناً لها رجع لبعض ضميرها
والطبع في أهوائها الغلابُ
.
ولسرهم أحيا كبئر غائر
تحتار عند وضوحه الألبابُ
.
لا سر لي حتى آكون رهينة
لخلاقهم إن خاصموا أو عابوا
.
وكتمت سري في فؤادي درة
إن كان لي سر عليه أهابُ
.
قد يغدرون البعض بي كي يبزغوا
ومردهم عندي فهم أذنابُ
.
والبعض يتركني ليسند ناهش
لحمي ويشرب سمه وأثابُ
.
وتعيده الأيام يلهث نادماً
لما جنى ما تفعل الأنيابُ
.
وأنا أنا ما ضرني ما قدموا
فالله حسبي واللئام ذبابُ
.
ولكم مددت العون سراً وجهرة
من أوجعوا قلبي وليس صحابُ
.
ويلومني بعض الصحاب لشرعتي
من ذا الذي لم يبتليه ذئابُ
.
الغدر من شيم النفوس وقل ما
تجد الوفاء إذا ابتلي الأحبابُ
.
كل الزمان تقلب أحواله
والناس فيه مطامع ورغاب
.
ما ميزتي إن جئت يوماً فعلهم
لن أصطفي شخصاً هو الأصحابُ
ـ
ـ.................
مرتجلة لعيني غزال سجالاً مقيداً تاماً.
ـ.............. ...
شعر : جمال مهدي - اليمن / زبيد
الخميس : 2019/8/15م .. ليلاً ..
ـ .
..

محاضرة قاتلة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / رياض المساكني

قصة قصيرة

محاضرة قاتلة

كانا يغادران قاعة الملتقى جنبا إلى جنب. يتبادلان الهمسات، ويتقاسمان الهواجس والمواقف، وينشران ضحكاتا لعلّها ضحكات الانتصار، وربّما هي ضحكات نسمات الحريّة التي أصبح يتنفّسها كلّ مبدع.

لم يكن يخطر بباليهما أنّ الكدر قد يلفّهما من جديد حين اقترب منهما شاب في مقتبل العمر.

سمح الطلعة، نيّر الوجه، أنيق الثياب. ودون سابق معرفة بينهم أو خلاف استلّ من بين طيّات ثيابه سكينا وطعنها ليرديها قتيلة. غطّى الدّم المكان وعلت حشرجة شبيهة بتلك التي تصدر على الإبل عند النحر. ذبل بريق عينيها الذي كثيرا ما سحره. وشحبت وجنتاها الورديّتان. وانطبقت شفتاها اللتان كانتا لا تكادان تتلامسان لابتسامتها الدائمة. وقف مشدوها تملأ عينيه صورة لم يعهد ها عليها. لم تكن لديه ممّن يحبون السكون ولا ممّن يمتهنون الصمت. لم يعرفها من الشكّائين ولا من البكّائين ... شتّتت الألوان بصره، وضيّقت عليه الجلبة من حوله الخناق. كان في كلّ مرّة يقترب منه أحد المتطفّلين يرجو في سريرته أن يوقضها. أجال بصره في المكان وفي المكان المحيط به. اكتنفه إحساس مدمّر بالوحدة وبالغربة. أخذها بين ذراعيه، ضمّها إلى صدره، قبّلها بحميميّة، ثمّ وضع بين أصابعها رسالة لم يسلمها لها. لم يرغب في مغادرة المكان، كما لم يكن يستعجل نعيها. أعاد بصره نحوها من جديد. وقعت عيناه على دفتر ملطّخ بالدماء بجانبها كان قد أهداه لها في آخر لقاء بينهما قبل بداية أشغال الملتقى. فتحه. طالعه في أعلى الصفحة الأولى عنوان مداخلتها التي كانت تنوي إلقاءها. سقطت دمعته على خديها، أخذ الدفتر، عاد أدراجه إلى القاعة، وشرع في قراءة المداخلة" لماذا يقتل العقل". لم يكن بوسعه إنهاء القراءة .وأرجأ ذلك في انتظار سكين آخر.

رياض المساكني (انقزو)

مساكن / تونس

Friday, August 23, 2019

من ذا الذي يجني ؟ ... بقلم الأديب المبدع الأستاذ / محمد رشاد محمود

(مَن ذا الذي يَجني؟)

كُنتُ في الثانيَة والعشرينَ عِندما صَبَّ ربيعُ عام 1976صَبيبَه - الذي لا أزالُ أدوفهُ - في القَلب ، وحينها أنطقت نشوتُه بتِلكم الأبيات :

قَـد غَــرَّدَ الصَّـــدَّاح

ثُـمَّ انطَـــــوَى عنِّــي

مـا أضيَـــعَ الأروَاح

في مَســــمَعِ المُـزنِ

نَفــســــي مُثَقَّلَـــــــةٌ

مَـن ذا الــذي يَجـني

إِن يُســـتَظَلَّ بِهــــــا

أفـنانُهــــــــا تُغْــــنِ

حاكَـت خيوطَ النُّـور

غَــــــرَّاءَ بِالعَيــــنِ

يَنفِـي طنيـنَ الـزُّور

نَفــضًا عـــن الأُذْنِ

ذابَت كـئوسُ الرَّاح

في صَفـحَةِ الكَــونِ

تُزري علَى الأقداح

مِـن غَيرِ مــا غَبـْنِ

ماسَـت بِهـا الأفنانْ

زَهــــراءَ بِالجَــونِ

مُجتالُهــــا نَشــوَانْ

مُســـــتَعذِبُ الــدَّنِّ

قَد زانَهـا الشُّحرور

مِـن رائِـقِ اللَّـــحنِ

مســـكــوبُهُ مَـنذور

لِلـــــرُّوعِ والفَــنِّ

رَفَّت علَى الأدواح

وَضْحـــاءَ بِالحَزْنِ

كَالفِكـْــرِ إِذ يَنـداح

مِن ظُلــمَةِ الذِّهــنِ

(محمد رشاد محمود)

..................................

أَدوفُهُ : أخلِطُهُ .

الأرواح : الرِّياح . المُزنُ :السَّحابُ أو أبيَضُه .

الجَونُ : الأحمَرُ والأبيَضُ، والنبات يضرِبُ إلى السَّوادِ من خُضرَتِه .

Thursday, August 22, 2019

الآيتان ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أحمد حسين عبد الحليم

خاطرة رقم (203) : * الآيتين *                           -----------------------------------------------                                       نعامنة ومصارة !!                                                  ما الذي حل بكم                                             أيتها الآيتين .....                                                   قتل وسفك                                                                 موت وغربة !                                                                 شهيدتا العلم                                                       بأرض قاحلة                                                          بأرض نائية                                                                                 بكت الدموع                                                                بكت القلوب                                                                       بكتكم الامهات الثكالى                                      بكتكم شهادات العلم                              ولكنكما نلتما أجمل شهادة                                              
 انتن يا من تشابهتن                                                  اسما وقلبا واحدا                                                               عَلماً شامخا رفرفتم                                                      وطنا واحدا احتضنكم                                            للعلم مسيرته ضحيتم                                            للتراب وللوطن عدتم                                                 بضحكتكم وببسمتكم                                      لكم انتم المجدوالخلود                                                            لكم كل الازهار والورود.

سهام الخير ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / خالد لوناس

سهام الخير

ولقد رميتُ بسهمِ خيرٍ راجيا
والقلبُ  مُنْبِلهُ  وهُوَّ الصَّانِعُ

حسْبى بما قد أورثت سنن النّدى
من أجل ذلك سابِقٌ ومُسارِعُ

وكريمُ قومٍ حين يألفه الورى
يأتيه من رحم الرزايا طامع

وَقُـرَ اللبيب وما بهم وَقْـرٌ وقد
شهد الجماد لضيمهم ومَسامع

والناس حين عتوا وقد شبعوا فما
عادت تُهاب الأسْد وهْي جوائع
خالد لوناس 22/08/2019

استغاثة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / مؤمن أبوأسماء

استغاثة
تعجل في التستر ،كان يراهن على سرعة يقظته في القبض المحكم على نافذة ذاته السليبة،،يقلبها فتحا وشدا،،بينما
 ضمير أناه يعبث بمحتويات الذاكرة ،يعبد طريقا ،ويملأ آخر بعوالق ومزالق..
كان في الضفة المجاورة ،نداء استغاثة،، يبث شكواه :
أيها السائر في درب الحياة ! أنت فقط،، تزاحم نفسك ،
ولن تظفر منها إلا بقدر ما تمنحها ..
في أي طريق تذهب لن تجد إلا قدرك ،وهو صورة من نفسك لنفسك .!
قف قليلا معك،،لعلك تفهم عنك!.
يقف مستروحا يلتفت يمنة ويسرة..يتحسس يدا تمتد إليه..
يعاود الكرة ..يحاول الوصول..على امتداد الطريق بقايا أمل..
يتجدد النداء بداخله..يطرق منصتا ويقهقه:
أيها المسافر..مجرد استغاثة إن كنت ملبيا! مومن أبو أسماء..

أنا يا بحر مغرمة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عدنان الريكاني

**
أنا يا بحر مغرمة ..
------------------------
عدنان الريكاني / 2019/ 8/ 21
-------------------------------
في ذالك المساء
لامست حبات الرمال
مسمات اقدامي ..
وانا استعيد مدائن ذاكرتي
المفقودة بين الصباب
ولون شعري ..
وأغنيات عيوني ..
أمرُّ باعترافاتي وأستفيق
من غيبوبة عشقه
لأجدني في لوحة الهيام
أصارع كراهية العمر
بقدر مامرَّ بيَّ من نكبات
الخريف وتساقط الأوراق
فاردت معانقة أمواجه الجامحة
وصهيل قلبه الناري ..
ورفعت صمت بصري للسماء
راجية ان اتخطى لجة السقم
لأزيد من عمري في حبه
وأعتنق دينه الجديد
فانا راهبة في معبده
لن أرى نورا غير نوره
ولا يخفق قلبي إلا بسماع أسمه
فأنا المغرمة يا بحر
في ذالك المساء كنت
ارفع نور الشمس فوق راحتي
وانفخ فيه ليهطل
على خصري بقبلاته
كزخات أمطار الصيف
يهمس بأنحناءاتي
ويفوح رائحة التراب
بين أزقتي وصدري
وقفت على شواطئ البحر
اتمايل مع الريح
لأسلب نجواه الجريح
أتخيل خطوات اقدامه
يتجه نحوي بوقار
وقد أعياه السفر فكيف يستريح ؟
وانا ياااااااا بحر مغرمة
حدَّ مُخ العظام
مدمنة بحبه المتسبيح ..
--------------------

[
 ](https://www.facebook.com/photo.php?fbid=378265499510747&set=a.102855007051799&type=3&eid=ARBQ9xWt49we-dcX3sKjylknIFIOC5SCRKnDwnN5ZyKrzUFQD7I-kINezXCkcbfX3dU0kUMswrYCXJjV)

[
 ](https://www.facebook.com/photo.php?fbid=375730776430886&set=a.102855007051799&type=3&eid=ARAy2hJwYDYOyiyi7RqvMKBERq46VRNC9sbkVjP1ZwjvUTv4PdRLsVflQoMP0o8U7qiFfCoZ7qpEJweb)

فقد ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أكثم جهاد

*هايبون*

فقد
عندما داعب طيفه ذاكرتها، هرعت إلى أرشيف الماضي، تُقلّب فيه محطّات عمرها معه...تتوقّف فجأة عند تلك الجزيرة الخضراء...تنهمر من عينيها شلّالات من دموع الأسى وهي تنظر إليه داخل ذلك الفسيح الأزرق...أغمضت عينيها، لم تجده، حينها أيقنت تماماً بغيابه الأبديّ، عندما تناولت لعبته الأخيرة وهي تمضي بها بعيداً عن تلك الجزيرة.

على الشّاطئ-
الذّكرى الباقية من السبّاح؛
زلّاجة!!

حلم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / يحي الهلال

*****   حُـلُـم  *****

هـامَ الفـؤادُ بذكرِ رَبـعِ أحِبّتـي
            والشّوقُ يُلقي في الهشيمِ سعيرا

يا بدرَ طيبةَ في الأنامِ ضياؤكم
            فـاقَ الشّمـوسَ مكـانةً وحُضـورا

ما زلتُ أحـلمُ ان أزورَ ديارَكـم
            والـرّوحُ  تَلقـى  بهجـةً  وسـُرورا

ووَدِدتُ تقبيلَ التـّرابِ وشـَمّهُ
            إذ نالَ من نعـلِ الحبيـبِ عطورا

مـا بيـنَ مِنبـرهِ وقبـرٍ  روضـةٌ
            مـَلأتْ قلـوبَ العاشـقينَ حُبـورا

غَرقَتْ عُيونُ القوم عندَ شُهودهِ
           والـوجدُ  أرسـلَ لـؤلـؤًا   منثـورا

وَأنـا المُعـنّى رُحتُ اَرشـفُ حَسـْرتي
           بيـنَ  النّـوائِـبِ  تائـهًا  محجـورا

تِلكَ المَعاصي أَوقَعتْني في النوى
           والهـجرُ يكـوي مُقـلةً  وصـُدورا

إنّـي دعـوتُ اللهَ يقبـلُ توبتي
         ومشيتُ في دربِ الصّلاحِ صَبورا

مُدّوا جسورَ الوصلِ فوقَ قطيعتي
          إنّـي  مُحـِبٌّ  قـد  أتيـتُ  كسيـرا

# يحـيى_ الهـلال
21/8/2019

ملاك الرّوحِ ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / جمال مهدي

ملاك الروح14
..
..ه~~{[[[ ملاك الروح14 ]]]}~~ه..
ـ
في مقلة الحب العظيم مكاني
كل البرية تستمد حناني
.
أهمي على جرحى القلوب بلاسماً
وعلى الطغاة مقاصلي وسناني
.
ولكم منحت الحب قلباً متعباً
فغدا به في نشوة وأماني
.
وأتى بكل غروره بجماله
يهدي فؤادي طعنة الخذلانِ
.
أدمنت هذا الغدر في أخلاقهم
ما زلت أهدي للورى ألحاني
.

. ما همني كيد العداء ببعضم
فالشمس تعطي رغم أي جبانِ
.
ولكم جرعت المر من كف لها
قبلت حباً مخلص الوجدانِ
.
سلمتهم قلبي وأشعاري وهم
من أضرموا النيران في بستاني
.
قالوا : حكايتنا انتهت وتوسدت
لحداً سحيقاً ضائع العنوانِ
.
ظنوا بأني قد أموت بغدرهم
من جهلهم .. أني السماء مكاني
.
.
يا مهجة العشاق دمعي أخضر
ومواجعي في رتبة الإدمانِ
.
هل في فؤادك يا مليحة موطن
لمتيم يهذي بلا حسبانِ
.
ما زال قلبك طفلة مفتونة
بالحب بالأزهار بالألوانِ
.
وأنا أنا وجع الزمان وسره
وحديقة العشاق والأشجانِ
.
.
أرثي لكل الواهمين تملكي
حكراً عليهم أحرفي وجَناني
.
ومزاهري لا عطر يعني غيرهم
وجداولي ومدامعي ودناني
.
والعمر والقلب الندي ونبضتي
ومقايلي ومسامري وزماني
.
فإذا منحت لغيرهم أغرودة
قالوا بأني خائن الأزمانِ
.
فنبذتهم في ذاتهم وغبائهم
أنزلتهم من صهوة التيجانِ
.
وتركتهم يحثون فوق رؤوسهم
ود المجامل كي يعود جماني
.
.
الحب نور في خمائل مهجتي
والروح تحرسه من الأردانِ
.
وأتت ملاك الروح كي تحيا به
تحيا له في عزة وتفاني
.
تبكي إذا أبكي وتفرح إن رأت
في مقلتي شيئاً بلا أحزانِ
.
وتهيم بي روحاً تظلل روحها
وتمدها بالحب والإيمانِ
.
أحتاجها روحاً تطهر أضلعي
من عالم النكران والخسرانِ
.
.
تأتي مع الليل البسوم لترتمي
في حضني المزروع بالريحانِ
.
وأضمها حتى تسافر في دمي
توقاً جديد العشق والهيمانِ
.
وأصونها في أضلعي من صبوة
فطرت بها الأهواء في الإنسانِ
.
ولكم أتت بالفجر  قبل أوانه
من نورها تغفو لدى أحضاني
.
والعطر من عبق التعرق مالئٌ
في مقلة الحب العظيم مكاني
ـ..
ـ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ـ
مرتجلة لملاك الروح بسجال الموزون
ـ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ـ
شعر : جمال مهدي - اليمن / زبيد
الأربعاء : 2019/8/21م .. ليلاً ..
ـ

Wednesday, August 21, 2019

لقمة طائرة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد علي الشّعّار

لقمةٌ طائرة

ما بينَ جفنينِ أحﻻمٌ و إبدارُ
و شُرفتي من بديعِ الصمتِ أفكارُ
نزفانِ في مِعصمي الخافي و خافقتي
و أحرُفي في قميصِ الجرحِ أزرارُ
و طُفتُ فوقَ شراعِ الموتِ فاتحةً
لما اكتشفتُ بأنَّ البحرَ غدّارُ
فتحتُ للطيرِ باباً لم يَطرْ أبداً
جنحٌ كسيرُ المنى يبكي و مِنقارُ
يا دمعةً سقطت من عرشِ خالقِها
من بعضِها البحرُ أو من كلِّها النارُ
هذا الشروقُ على الآﻻمِ مولدُه
و ذا الغروبُ إلى اﻵﻻمِ أسفارُ
تَبيتُ في مَعجنِ الخبازِ قاهرتي
أقوى على شمِّها طيباً و أنهارُ
و ألبسُ الجوعَ ثوباً لستُ أخلعُه
و لي على زقزقاتِ البطنِ زِنّارُ
هناك فوقَ أعالي الوهمِ سنبلُنا
و جَدَّ في بيدرِ اﻷحزانِ نثّارُ
ﻻ ينتهي الفقرُ ﻻ تفنى أضالعُه
لعلَّهُ قبلَ اسرافيلَ *زمّارُ
إذا تجلّى لربِّ السيفِ في رَجلٍ
قضى عليه عليٌ و انطفا الثارُ
يرقى الغنيُّ بظهرِ الخيلِ من بطرٍ
و الزاحفونَ بخصرِ اﻷرضِ كفارُ
و لُقمتي كُرةٌ ما كان يُمسكُها
في ضربةِ الحظِّ هدّافٌ و *گوﻻرُ
كالقطِّ في جِيدهِ من نحسهِ جرسٌ
ما إنْ يثبْ لحظاتٍ يختفِ الفارُ
خالي العﻻئمِ من دُهنٍ و من دَسمٍ
و ليسَ في هَبرتي نابٌ و أظفارُ
و كلبُ جاريَ خيرٌ منه يُطعمُني
للهِ في خلقهِ شأنٌ و أسرارُ
و زيَّنت شاربيه السودَ مكرمةٌ
و أنجسُ الذيلِ في شِقيهما غارُ
يختالُ وِردينِ خَلخاﻻً و أسورةً
في كلِّ غانيةٍ ليﻻً له بارُ
كم ينفخُ القِرشُ في عليائهِ سُحباً
و ماجَ في كفِّه الميمونِ إعصارُ
يمرُّ فيَّ عزيزَ النفسِ مرتفعاً
كما تَمرُّ بآهِ الرملِ أمطارُ
كم دلَّلتني خيوطُ العنكبوتِ هوىً
و هَدْهَدت فُرُشي هدْبٌ و أوتارُ
أنامُ في علبةِ الكبريتِ مُنزلِقاً
و في خيالِ الكرى قصرٌ و أنهارُ
أرى العداوةَ ﻻ أدري لها سبباً
و دِرهمُ البُغضِ بالمسكينِ دينارُ
مسالمُ الناسِ لم يسلمْ و آثمُه
تحيَّتي في صباحِ الخيرِ يا جارُ
أسيرُ في الدربِ مَقلوباً على عَقِبٍ
كأنني في صدى اﻷقدامِ مِنظارُ
هذي مﻻحمُ أُمّي خيرُ وارثِها
ابنٌ على قضمِ قرنِ الريحِ جبّارُ
في مكتبِ الشِّبعِ أضيافٌ و نادِلةٌ
و مقعدٌ ساندُ الظهرينِ دوّارُ .

محمد علي الشعار

٦-١١-٢٠١٧

لملم هواك ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أحمد جاد

لملم هواك([1])

لَمْلَمْتُهُ فَأَبَىْ عَلَيَّ وَلَامَنِيْ

فَاغْرَوْرَقَتْ مِنْ لَوْمِهِ الْأَحْدَاقُ

وَغَدَا لَهِيْبُ الْشَّوْقِ يَنْفُثُ نَارَهُ

فَاسْتَمْطَرَتْ لِتُذِيْبَهُ الْآمَاقُ

وَتَعَلَّقَ الْقَلْبُ الْجَرِيْحُ بِرِمْشِهِ

وَاسْتَرْحَمَتْ مِنْ أَجْلِهِ الْأَشْوَاقُ

يَرْمِيْ بِلَحْظَيْهِ الْقُلُوْبَ مُصَوِّباً

قَصْداً فَلَا عَهْدٌ وَلَا مِيْثَاقُ

فَأُرَاوِدُ الْأَيَّامَ فِيْهِ لَعَلَّنِيْ

أَشْفَىْ وَلَيْسَ لِحُبِّهِ إِعْتَاقُ

وَأُقَبِّلُ الْوَرْدَ الْنَّضِيْرَ بِخَدِّهِ

وَالْدَّمْعُ يَهْمِيْ لِلْهَوَىْ وَيُسَاقُ

وَأَشُمُّهُ شَمَّ الْوُرُوْدِ بِغُصْنِهَا

لِأَتُوْهَ فِيْهِ فَإِنَّنِيْ مُشْتَاقُ

وَأُخَلِّلُ الْلَّيلَ الْعَمِيْقَ بِرَاحَتِيْ

مُتَمَوِّجاً كَالْبَحْرِ لَيْسَ يُسَاقُ

وَأُقَبِّلُ الْأَرْضَ الَّتِيْ بِتُرَابِهَا

يَسْتَوْطِنُ الْتَّارِيْخُ وَالْأَعْرَاقُ

مِصْرُ الَّتِيْ وَقَفَ الْجَمِيْعُ بِبَابِهَا

لَا يَشْتَفِيْ مِنْ حُبِّهَا الْعُشَّاقُ

يَا مَنْ عَلَىْ مَرِّ الْعُصُوْرِ تَحَمَّلَتْ

وَتَكَسَّرَتْ بِثُغُوْرِهَاْ الْأَعْنَاقُ

كَمْ حَاوَلَ الْأَعْدَاءُ فِيْكِ وَلَمْ يَرَوْا

غَيْرَ الْمَنَايَا تُبْتَغَىْ وتذاقُ

إِنْ هَدَّدَ الْأَرْضَ الْكَرِيْمَةَ مُجْرِمٌ

سَارَتْ إِلَيْهِ تَرُدُّهُ الْآفَاقُ

هَبَّتْ جُمُوْعُ الْعُرْبِ يَزْأَرُ صَوْتُهَا

وَلِصَوْتِهَا الْإِرْعَادُ وَالْإِبْرَاقُ

وُكَأَنَّ دُنْيَا الْنِّاسِ بَعْدُ تَوَقَّفَتْ

وَلِأَجْلِ مِصْرَ تُفَتَّحُ الْأَغْلَاقُ

وَهُنَا عَرَفْتُ بِأَنَّ مِصْرَ عَظِيْمَةٌ

فِى الْعَالَمِيْنَ أَبِيَّةٌ مِشْرَاقُ

يَفْدِى الْعُرُوْبَةَ شَعْبُهَا بِدِمَائِهِ

وَلِأَجْلِ وَحْدَةِ أَمَّتِيْ تَوَّاقُ

إِنْ نَالَ أَرْضَ الْنِّيْلِ سَهْمٌ غَادِرٌ

رَدَّ الْشَّآمُ بِجُنْدِهِ وَعِرَاقُ

وَتُجِيْبُهَا أَرْضُ الْحِجَازِ كَرِيْمَةً

فَعَلَى الْوَفَاءِ تَعَاهُدٌ وَوِثَاقُ

أَرْضَ الْفُرَاتِ وَقَدْ أَرَتْ مَنْ لَا يَرَىْ

أَنَّ الْفِرَارَ مِنَ الْقِتَالِ إِبَاقُ

بَغْدَادُ يَا عَبَقُ الْزَّمَانِ وَمَجْدِهِ

بِفَخَارِهَا يَتَرَنَّمُ الْخَفَّاقُ

هَذِيْ بِلَادُكَ يَا بُنَيَّ فَلَا تَسَلْ

فَإِلَى الْسَّمَاءِ مِنَ الْفَخَارِ نِطَاقُ

يَا لِلْحُسَيْنِ وَشِعْرِهِ وَقَصِيْدِهِ

فَلِحُسْنِهَا فِيْ قِرْئِهَا إِفْرَاقُ

***

د . أحمد جاد

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) ردًّا على قصيدة الشاعر المرموق حسين أحمد الحسين والتي مطلعها :

لَمْلِمْ هَوَاكَ فَكُلُّنَا عُشَّاقُ      وانْشُرْ شَذَاكَ فَشَوقُنا أشواقُ

لواعجُ .... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / صاحب ساجت

.               ( لَوَاعِجٌ )
                       إلى/شَهيدٍ تَرَجَّلَ أَخِيرًا...

   أَضِيئُوا الصَّمْتَ،
    كَسِّرُوا جِدارَه!
    لا الذّاكِرَةُ لَها قرُونٌ،
    وَ لا القَلَمُ...
         فيهِ مِدَادُ إِشارَة!
    نحنُ الآنَ...
    في غَفْلَةٍ،
    أَربَعةَ عقودٍ،
    أَنْهَكَتْنا الليالِي،
    مَلَّ الصّبرُ مِنِ اِصْطِبارِه...
    وَ لَمْ نَمِلّْ!
    قَبرٌ هُنا...
    قَبْرٌ هُناكَ...
    وَ ما بَينَهما رُفاتُ عظامِ
    يا "كاظِمَ" الغَيظِ وَ العَتَبِ،
    إعْفُ عَنّا...
    فَما يُدْرِيكَ؛
    لَعلّنا سَبقناكَ في اللُّقْيَا...
    وَ عَلَّ أوراقَ التأريخِ اِسْتَفاقَتْ،
    على صَلِيلِ حَرفِكَ،
    في قَصِيدَةٍ...
    أو حِكايَةٍ،
    تَرسُمُ نَبَضاتُها لغةً فَتِيَّةً
    تَسَّاقَطُ مِنها الأشْواقُ،
    في حَضرةِ غِيابِكَ!
             (صاحب ساجت/العراق)

هي و قسوة الأيام ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / نائلة فرج الرياحي

هي و قسوة الأيام

على خدها دمعة في حرقة الجمر و حرارة الألم..
أخذت تبحث في قاع الخابية..بأنامل متجمدة..
على ما يملئ كف يدها...وقعت أرضا..و خرت قواها...
احتضنت الجرة..كأنها تتوسل...ان لا تكسر خاطرها...
فقط اليوم...اليوم برد شديد..عاصف..
و بطونهم خاوية منذ ظهيرة الأمس...
عدلت الرباط و عقدته بإحكام على بطنها..

خرجت إليهم  والبسمة على ثغرها ..و حرقة بين ضلوعها..
في حديثها ترانيم الأمل و إشراقات الغد المبشر بالخير..
_عند خروجك من المطبخ إلى غرفة الجلوس_
الجدران تأن من قساوة الشتاء...
و صفير الريح ازداد هذا الصباح كأنه يعلن أن ليالي نيسان
سوف تطول و لن تغادر الا بعد نفاذ الصبر..
صوت الرياح رافق أنفاسها و أنفاسهم...
و من كل الثقوب تسرب...تأملت..شق النافذة بحثت بالقرب منها...آه..غطاء الطاولة الزهري..اضحى منذ اليوم
 ستار للنافذة.....جميلة هي في تحدها ...
كلماتها بلسم للجراح..حنانها دفئهم الغامر..

كل تفاصيل البيت
أبدعت في رسم الربيع في أركانه..
نثرت عبق الود بين قلوبهم...اجتمعوا على رماد بعض الجمر..
و هم يتسامرون...و في قلوبهم حبا يقهر قسوة الأيام...

قالوا لها : «شاركين ما قسم الله لنا»
قالت بكل حب:
« نذرت هذا الشهر أيضا لرحمن صوما ».

بقلمي لؤلؤة قرطاج
نائلة فرج الرياحي
تونس

شُرفة الطفل ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد علي الشعّار

شُرفةُ الطِفل

مَددْتُ نجومَ الليلِ مثلَ حصيرةٍ
ليحبو عليها النورُ في شُرفةِ الطفلُ
ومرجاً من الأحداقِ فوقَ سريرهِِ
وقوساً من الأحناءِ يمشي مع النخلِ
وياربِّ هَيِّئ للبراعمِ ملعباً
لتجري عليهِ الروحُ كالنبعِ بالسهْلِ
وألبسْ شعاعَ الشمسِ قلبيْ مُمَزّقاً
ليَعرى ببُرْءِ الطفلِ ثوبٌ من الظلِّ
إذا رُمْتَ ضلعاً في السماءِ مُعلّقاً
وبحراً بلا شَطٍ وراهُ ...  أنا كُلّي
سأرقى على أُولى النواعيرِ دورةً
لتقذِفَني في اليمِّ من ضِفَّة الأهلِ
بساتينُنا الخضراءُ مِلءَ عيوننِا
فراشٌ من الأزهارِ في جوقةِ الحقلِ
منحتُ جوازَ الغيمِ تأشيرةَ الهوى
لتذكُرَني بالصبحِ آلهةُ الفُلِّ
سألعقُ في مهدِ الطفولَةِ أُنملي
وترشحُ من جُدرانِها كرمةُ النّحلِ .

محمد علي الشعار
١٦-٨-٢٠١٩

سيد الفرح ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبدالله ربيع

...     ..........        سيد الفرح

حملوا وعود ذويهم ونذورهم
خرجوا بها يلعبون وينتظرون
قلوبهم راجفة
أنفاسهم محاصرة
أرواحهم هائمة
في بحر الانتظار
سمعوا طرقاته على أبواب
أندادهم ممن هم أقرب إليه
تجمعوا خلف الباب متناويين
خائفين من فقدانه
او ان يضل سبيله
تلمع عيونهم
ليستدل بها اليهم
ينادونه: يا سيد الفرح تعال قلوبنا مشتاقة لك وأرواحنا بحاجة وجودك في قلوبنا
عزفوا على أوتار المحبة
رقصوا رقصات المنتظرين
دخلوا يأسهم
انكفأوا بزواياهم
استعمرهم الشقاء
طال وقت الانتظار
احتاجوا بعض الورود
فقدامست أمانيهم ذابلة
سرقت أحلامهم
جلادهم يبتسم
 .باسلحته يهددهم
بضائع الطغاة
في أسواق الموت
تعال يا سيد الفرح لعلنا نسترد بعض
أحلامنا المسروقة وبعض أمانينا التي ذبحت في غيابك  فلقد  حرمناا منها سنين كثيرة وعقود
رموا على ممشاه
بعضا من أحلامهم الذابلة
وافراحهم المفقودة
وحسراتهم المتلاحقة
يسمعون خطواته خلف أبواب قلوبهم
يكثر ضجيجهم وترتفع اهازيجهم إلى أبواب السماء
ويطرق الباب المفتوح اصلا ....
يرتطم الباب ببعضه
ينشد انشودة المطر
يلقي إليهم بشائره
يسمع الباب يقول:اهلا وسهلا بك يا سيد الأفراح..يمتزج صوت الباب بضحكاتهم يستيقن ان هذا صوتهم وترحيبهم
أناشيدهم
رقصهم
اهازيجهم
تغمر الأفراح قلوب تعاني مرارة ويتم وحرمان ...
تعال يا سيد الفرح وغني لنا اغاني الساروت المفعمة بالأمل كما وغني أغانيه الحزينه   فقد قدم روحه قربانا لتأتي فلا تبخل عليه بإطلالة فرح
يمر عليهم طيف الساروت
مبتسما
ينشد لهم اغاني الجنة والوطن
يلملم أكفانه ويمضي فرحا بزغرودة امه
وامهاتهم
وصوت العجوز ينادي :هيا يا اطفال أمرحوا والعبوا وغنوا وانشدوافقد جاء العيد
جاء الفرح المنتظر
جاءت الضحكات
وحكاية الجدات
صارت حقيقة
خرجوا جماعات من بين خيام وشتات
يتحدون البرد القارس
 وحرالشمس
 يتحدون عقوق الاخوة
نهر الدم من حولهم
يغنون ويزغردون ويرقصون بفرح وابتسامات بريئة
لكن وكعادته المهزومة غافلهم وحمل حقائبه واتجه نحو الباب
لحق بصديقه الساروت
بلا اكفان
ولا زغاريد امه
نادوه بلوعة :اين تذهب وتتركنا فريسة لضباع الحزن وانياب ذئاب كانوا يوما ما اخوتنا
  هم صاروا ونحن بقينا حملان
قلدوا الحملان
وحملوا على ظهورهم أحلامهم صبيان

التفت إليهم معتذرا:آسف لم يبق في جعبتي الكثير  سأعود قريبا وأجلب معي سيد القلب الذي وقع أسيرا بيد أهل الزيف والتلفيق
خرج من الباب الكبير يجر حسراته خلفه
يبكي بلوعة
نحيبه عال
ظله منحسر
..هرعوا إلى ذويهم ليحصلوا على وعود ونذور جديدة ليستقبلونه في حال صدق
جميلة إطلالته
سكنت قلوبهم
آه لو عاد سريعا
...............                    عبدالله ربيع
...............               .    سورية/حلب
............                   Abdullah Rabea

خاطرة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / صالح هشام

خاطرة من وجع الخاصرة:
هذه شهادات السيدة هالة ٠
صالح هشام / المغرب ٠
       هالة القمر راع بالشنان يفزع قطعان الخرفان، تطرد فلول الظلام وعلى عرشها تنشد السلم والسلام، فوق كوكب لا سلم ولا سلام، تخلع أوراق التوت،  تتعرى العورات، وتكسر شوكة مجانين أحلامهم أوهى من بيت العنكبوت٠
   يحني  لها الكرماء الرؤوس، وفي حضرتها يحمل اللؤماء المعاول والفؤوس٠  وحدك الشاهد علينا، ونحن نخشى الفضيحة، من  عبث المشنقة والمقصلة بالأعناق البريئة، وحدك تمسحين بنورك مسرح الجريمة، وأرضنا من الشط إلى الشط جريمة وذبيحة، من جزر الوقواق إلى أرض الكنانة، من الربع الخالي إلى أرض الخيانة، اغتصاب وقتل وطعن في الأنساب، باسم السطوة، باسم السلطة، باسم المشنقة والمصلحة، نركع، فنستف التراب، ومن رعونتكم نذوق العذاب، واجب القطيع نحو الراعي أن لا يجادل، أن يطيع٠
    وحدك هالة القمر٠٠٠ شاهدة عيان على جرائم العميان، يشربون النبيذ، ينحرون الشاعر من الوريد إلى الوريد، من صدره يريدون استئصال قوافي  القصيد، ينسون أنه من أعجاز في الأدمغة – من جديد - تحيى القصيدة، فيفنى الجلاد في غياهب القبور، ويخلد المجلود -أبد الدهر- في الصدور، ويورق في عالم الشعر والقصيدة٠
     وحدك هالة القمر٠٠٠أضأت عتمات الكأس، فتجرع سقراط ما فيه ثمالة القهر ممزوجة بطعم الحرية، في عالم لا يتذوق عذوبة الحرية، مات سقراط٠٠٠ اغتيل سقراط،  اتحدت سينه بالسين، اتحادا مباركا، فما ماتت الفلسفة، وفي السماء٠٠٠ في الهواء٠٠٠في السحاب٠٠٠في الخراب٠٠٠ وحتى في السراب و الضباب، أزهرت حروفها أشواكا تسحب من حلوق أعدائها سحبا، واخترقت ملفوفة بذهبيات الشمس حجب غربالهم، فما أغباكم أعداء الفلسفة والقصيدة ٠
    وحدك هالة القمر٠٠٠ تمسحين من نفوسنا ثقل الضجر، فأنت الشاهد الصامت، يلاحظ ٠٠٠ يدون٠٠٠ يسجل٠٠٠ ولا يتدخل في شؤون أرض، جحدوا نعمة حاميها، فأملهم ألى حين، لكن، لعنة أعتى من لعنة لوط والنمرود وعاد وثمود، ستنزل عليهم غيثا مدرارا٠
     وحدك هالة القمر٠٠٠ بخرقة حقيقة تمسحين غبار تاريخنا المسجى فوق بساط سحري لا ينتهي، تاريخ مغلوب، يحكي فيكتمون أنفاسه، يتكلم فيقطعون لسانه، يراقب، فيغرزون- بوقاحة- في عينيه الأصابع٠ مسكين تاريخنا، فصلوه سراويل قصيرة على مقاس مؤخراتهم الثخينة، لكن غباءهم أنساهم أن لكل تاريخ تاريخ، وأن لكل مؤرخ مؤرخ يراقبه ويعد أنفاسه، وأن تاريخ التاريخ يسجل في سجلاته الأبدية  خيرهم وشرهم ، كيف يحيون، وكيف يموتون٠ ولا ينسى شاردة ولا واردة، يقتحم عليهم مواخيرهم، فيسجل حتى لحظات صهيلهم، وهم يلعقون كعوب الغواني، ويستحمون بدماء الأبرياء والفلاسفة والشعراء، يدون فضائحهم على البردى ٠٠٠ على صخور البحر٠٠٠ على أوراق الشجر٠٠٠  وينحتها نحتا على أدمغة البشر، وعلى وجه القمر٠٠٠ ويلغي مفعول تاريخهم المزور، فهو يخشى تزوير الحقائق٠ تاريخ التاريخ عابر القارات، خارج عن حدود الزمان والمكان، محفور بعمق  بالمبرد والأزميل في قلوب الناس ومتاهات الزمن٠ استأصلوا إن استطعتم القلوب من صدورها، وأوقفوا حركة الزمن ٠
     وحدك هالة القمر٠٠٠ تعرفين نفاقهم السياسي وعفونة دجلهم، وحدك تعرفين أنهم يحللون ذبح الأصول والفروع، باسم المصالح حتى لو كانت وهمية وبلا  مصالح٠ تلتمسين الموضوعية في ما يسرده تاريخهم، تستعصي عليك، فتتفين في وجه الثورالأبيض٠٠٠ تتفين في وجه الثور الأسود٠٠٠  تتفين في وجه الثور الأحمر٠٠٠ تتفين في وجوه ثيران تقاتلوا، اقتتلوا فقتلوا باسم الفضيحة في ظلمة الليل، وفي ضوء النهار، وما عرفوا – يوما - للقتال سبيلا٠
     وحدك هالة القمر٠٠٠بعينك الساهرة المفتوحة، تعرفين أن من نفض غبار الفتنة  بين الثيران الثلاثة، هو من اغتصب أرضنا، واستباح عرضنا٠
    وحدك هالة القمر٠٠٠ تعرفين أن فيروس التزوير يربى كالأسماك في أحواض عشاق نظافة تاريخ يسرد- بخيلاء -  وقائع الأمس، ويتغنى بأمجاد أيام الصحراء الخوالي، ولا يحلل، ولا يدرس وقائع واقع موبوء مثخن بالجراح، متخم بالأمراض والأدران حتى الثمالة٠ فوضع عجلة الحي على السكة السليمة أولى من التغني بأمجاد ماض هارب٠
    وحدك هالة القمر٠٠٠ من وراء الجبال تلوحين كل يوم ، تنتشين بجمال نورك، لكنك تغضين الطرف خجلا عن متاهات٠٠٠أه عفوا٠٠٠ عن تفاهات نعيشها بكامل قوانا العقلية، فنجري لاهثين مع اللاهثين وراء التغني بالمهازل، دون أن ندري أن مصيرنا مآله  المزابل٠  اعذروني، هذه زلة لسان، وهو رخو لا عظم فيه، حلزون بلا صدفة٠
     وحدك هالة القمر٠٠٠ تحكين وتبالغين في حكيك، فكلما لمع نورك ، وتوهج قمرك، لنا من حكاياتنا تحكين حكاية:
  وما أكثر حكاياتنا ! وما أجملها! وما أوسخها!
    وبدون عناء ولا عياء، تجدين قاموس حكاياتنا متخما بالتناقضات، من قاف القاتل قابيل، إلى حاء حب متيمي الصحراء العربية، إلى جيم الجنس والجنون في الغرف المعتمة، إلى خاء الخيانات العظمى، والاستخراء على الأمم والشعوب٠٠٠
    وحدك هالة القمر٠٠٠ حكيت لي يوما حكاية، وأنا أداعب نسيمات الليل، وأنتشي بروائح أعشاب أمسا ( منتجعي المفضل بشمال المغرب)، وقد بزغ القمر مبكرا مكتملا، بعين حوراء واسعة، وأنت تلفين قرصه بفستانك الفضي، وتعكسين لمعانه على صفحة ماء نهر أمسا الرقراق، وقلت:
-   أيها الساهر ما بك؟
-  أريد سماع حكاية من حكاياتك٠٠٠من حكاياتنا يا هالة:
-    حكايتكم صرع، صراع بين نور النفوس وظلام القلوب، بين خير أخياركم وشر أشراركم، بين صحوة ماضيكم وكبوة حاضركم،  بين حبكم  وكراهيتكم،  بين تعاستكم وشقائكم، بين حكامكم ومحكوميكم، بين ٠٠٠ بين ٠٠٠بين ٠٠٠
وقتها خبا وميضك يا هالة، فاحمرت عين القمر، وتوردت وجنتاه، أصبت بنوبة خجل، فما سبب خجلك منا، من أفعالنا؟  فنحن منذ فجر التاريخ، لاعيب فينا، من جرائم (تأبط شرا)  إلى جرائم نيرون يستلذذ صراخ رعاياه، وهم يحرقون تحت أنقاض روما، إلى تدمير العواصم العربية في عصرنا الحديث، لكنك تنشدين أنشودة رياح  الغضب مع السيدة فيروز:
-  الغضب الساطع آت٠٠٠آت٠٠٠آت٠٠٠آت٠
 هذه سحابة صيف عابرة يا هالة، لن تؤثر على نظافة تاريخنا، فكل من يتجرأ على تدنيسه باسم الموضوعية، تتلمس قفاه سيوف الفاتحين، ومقصلات العصور الوسطى٠
    تحجمين يا هالة، عن تعداد مثالبنا، تتنفسين الصعداء٠٠٠ فنشرب - معا- نخب نظافتنا، فلا مكان للأوساخ بيننا، نحن منزهون عن الأوساخ، نحب من الثوب الأبيض الناصع، اللباس والعمامة والكفن، فهو رمزطهرنا، وصفاء نفوسنا، فلا تتحاملين علينا يا هالة، رعاك الله٠
       تلمعين جمالا يا هالة، يستدير القمر، يلتصق بناصية ذلك الشامخ  كالقرادة، وعلى عرشه تتربعين، وتمسحين عنه غبن  الظلام، ووشا ح سواد الليل ، ويسري نو رك  في ربوع سماء تلتقي زرقتها بزرقة البحر، في التحام أبدي، وبلا نهاية٠ يبتعد  القمر عن الأرض،  يعبر طيفه الجبل من السفح إلى القمة، فيفتر حديثنا عن التاريخ، وعن كل عربي في عالم تعطل فيه الضمير الإنساني٠
    أنت آلهة جمال تغار منها الشمس يا هالة، ترسمين جمال الجمال على جمال أديم السماء الجميلة، اختلس منك لحظة، أجمع جيماتك والميمات، تنفلت من بين شفتي جملة: أجمجم٠٠٠ أجمجم٠٠٠ أجمجم٠٠٠ فأنا أفهم، ولا أريد أن يفهم غيري حديثي معك يا هالة،  فالمبالغة في الفهم هاوية لا قرار لها، وعدم الفهم منجاة من حر السؤال والتساؤل٠حديثي سر سأبوح به لك وحدك يا هالة، عند مقدم قمر كل ليلة مقمرة٠
     خجلك يا هالة ٠٠٠ حياؤك يا هالة، درس لنا - نحن - الذين لا نخجل ولا نستحيي من واقعنا المريض الذي تنهشه الكلاب، وربما سيساعدنا ذلك على تشكيل وعي جديد، وبناء تفكير جديد يليق بحساسية المرحلة الراهنة٠
   وحدك هالة القمر٠٠٠ تجلين جمال الحقيقة، تكشفين بهاء الغانية الغجرية الحوراء، تفكين من مربطه الحصان المجنح، فيمتطيه الفلاسفة والشعراء، وعلى وجه القمر يرسمون وجه الإنسان، فتتغنى به قوافي القصيدة، ويهيم به العشاق، ويفيض في تفسير طباعه العلماء٠ وجه احتفت به الأعراف، وقدسته الأديان، وفي عصرنا داسته الأقدام، ونحر نحر الأنعام، بلا تكبيرة ولا بسملة٠
    غوصي في صغائرنا يا هالة، عدي خطايانا، فقد فقدنا ماء الوجه، لم يعد للاستحياء في قواميسنا مكان٠اتركينا٠٠٠اتركي واقعنا المجروح، فجراحه لن تندمل أبدا، لاحاجة لنا بوميضك يا هالة٠ فنحن قوم ملأنا البر حتى ضاق عنا٠٠٠ قوم ملأنا البحر سفينا٠٠٠قوم ألوف الكلب، هزيل البعير٠٠٠ قوم لا نرضى ببعراننا إلا محمرة  كالدجاج في أكياس من الأرز الصيني الممتاز، لكنها لا تكفي  إلا للنسر وحده، فإذا شبع النسر شبع صغاره لا محالة٠
  على وجه القمر ياهالة، ترسمين جلجامش ثلثه آلهة، وثلثاه بشر، وحش يصارع الوحوش، الوحوش تتصارع، أنكيدو قش هش  تحت حوافرها، جلجامش يهزم خمبابا ٠٠٠ جلجامش يقتل خمبابا٠٠٠أنكيدو شاهد عيان ٠٠٠ أنكيدو يلبس لباس القتل- قهرا- فجلجاميش هو الكبير، وكلامه هو الكبير، فمن يتجرأ على الإفصاح عما يراه أو يحس به؟ فالكبير من الجريمة براء، والصغير مدان ولا حق له في البراءة، لأن الكبار يمضغون بأسنان الصغار، قانون الظالم والمظلوم، القاهر والمقهور٠
    جلجامش يفشل في تحقيق الخلود٠٠٠ جلجامش يموت ٠٠٠  تهزمه حية رقطاء، يتفشى العداء بين الزواحف والبشر٠٠٠عبء جديد على كاهل التاريخ والمؤرخين، إلا النظيف منه٠
   وحدك هالة القمر٠٠٠  تدركين جدلية  صراع الحاكم والمحكوم، القاتل والمقتول، الجلاد والمجلود، القوي والضعيف، النملة والفيل، بوفسيو والسبع، هم علمونا، ونحن صغارا: (لا تحتقر كيد الضعيف، ربما تموت الأفاعي بسموم العقارب) لكن، عندما كبرنا علمتنا الحياة: أن" البقاء للأقوى، لا للأصلح " فقد حكوا لنا يا هالة، يوما حكاية:
    أن بوفسيو طائر أصغر من حبة التين،  تحدى الأسد، واحتل العرصة التي كان يستظل بوارف ظلالها، فنشبت بينهما حرب طاحنة، بين ذوات الريش والمخالب، بين ذوات الحوافر والأظلاف، وقد شارك في المعركة حشرات من ناموس وبعوض وذباب، وما تزال الحرب قائمة إلى يومنا هذا، وما تزال هذه الكائنات المجهرية تستبيح جسد ملك الغابة، وتعفر وجهه في التراب٠  
     وحدك ياهالة القمر٠٠٠ تحكين لنا حكاية : نيرون أحرق شعبه، أحرق مدينته لكن تحت أنقاضها شعبه٠ فكانت روما يلفها اللهب، تستغيث، بمن ؟ لا أحد يسمع صراخها، يغتصبها نيرون، يشرحها بخنجر القمع والقهر المسموم٠ ومن يتجرأ على سماع  صرخات ضحية نيرون؟  إنه نيرون، لكن من هو نيرون ؟ :
طاغية لم يحسن اختيار شعبه، اختار الشعب الخطأ، ومارس اللعبة الخطأ، فهو يستحق  كل شعوب الأرض٠٠٠ يسحق كل شعوب الأرض، فشعبه لا يستحقه،  فليحرق هذا الشعب، ليختار غيره، فالشعوب كثيرة، إنها كالأحذية، والأحذية لها مقاسات، ونيرون هذا لا يختار إلا المقاس الذي يليق بقدمه المقدسة، التي تسحق الشعب كالبعوضة، فالشعب كله لا يساوي فردة حذاء نيرون٠ فهذا الشعب يشوش عليه، وهو يمارس السلطة والتسلط، فلتحرق المدينة عامرة لا خالية٠ الشعوب مضغة شوينكوم، يلوكها الفكان، وبعد التعب من المضع والطرطقة، ترمى في مزبلة تاريخ الشعوب٠
   وحدك هالة القمر٠٠٠ الشاهدة على جرائم  نيرون وأمثاله، من المجانين بالعظمة من أول جريمة يرتكبها إنسان في حق أخيه الإنسان ٠٠٠ من جريمة  قابيل يستبيح دم هابيل إلى محرقة روما، إلى محرقات البشر في العواصم العربية في القرن الواحد والعشرين٠ وحدك الشاهدة على جدلية الجلاد والمجلود ٠٠٠ القاتل والمقتول٠٠٠ الظالم المظلوم ٠٠٠  الحاكم والمحكوم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها٠
 مخيم أمسا / تطوان  4/8/2015

سكون العاصفة ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / زكية أبو شاويش

سكون العاصفة ____________________البحر : الكامل

هجرت طيورٌ ما هجرتُ وما أرى ___متشابهينِ بحسرةٍ فوقَ الثَّرى

جسرُ  المحبَّةِ   قد   طوى  موَّالَهُ ___ ونواحُهُ   فوقَ  المياهِ  تكسَّرا

قد   فارقَ  الأحبابَ   كُلُّ  رديئةٍ ___حتَّى  صفا  ماءٌ  وكانَ مُعكَّراِ

وترنَّحت   ألواحُ   جسرٍ   فوقَهُ ___  للذِّكريات  منابرٌ  قد لا  تُرى

قد  عُدتُ بعدَ سنينَ هجرٍ للَّذي ___تركَ الشَّواطىءَ للحبيبِ وأبحرا

...............

غابت سفينتُةُ  معَ الأُفق النَّدي ___وترعرعَ العُشبُ الَّذي قد نضّرا

من كل ما  جادَ  الجمالُ  بقيَةٌ ___ تُنبي بأزمانٍ  مضت  فتمرمرا

لم يبقَ شوقٌ والشُّجونُ تزاحمت___ لا ترتجي عوداً ويأسٌ  قرَرا

سقطت  دموعٌ  فوقَ   ماء  راكد ___ ما حرَّكت من ساكنٍ  قد  دمَّرا

كُلُ العواطفِ إنْ جاشت لها أرَبٌ___ والنَّومُ يسطو فوقَ جفنٍ ما درى

.................

هل  كانَ  حُلماً  ساكناً  متحرقا ___ من نورِ طيفٍ ذاكراً ما قد جرى

هذي  بقيَّةُ  مأساةٍ  لمن  رحلوا ___ لا عاشَ هجرٌ قد  أمَضََّ وأعسرا

كانت عواصفُ في القلوبِ وقد برت ___كُلَّ السًّواكنِ وانتهى من قَدَّرا

لا شيءَ يبقى  في  الحياةِ كما  نرى ___تلكَ العواصف تنتهي لن تعبُرا

صلَّى  الإلهُ  على  الحبيبِ   وآلِهِ ___ كم  كانَ  فيهم  من  دنا  وتعثَّرا

.................

الأحد  17 ذو الحجَّة  1440 ه

18 أُغسطس  2019  م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

الأخوة في الشدائد ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / جهاد مقلد

قصة قصيرة

          الأخوة في الشدائد
 في إحدى الأماكن كان أهالي إحدى القرى  يستخرجون الماء من بئر وحيدة عندهم.
 ذهبت إحدى الفتيات لملئ دلوها منها.
 أدلت المسكينة بدلوها في البئر وحين سحبت الحبل لم تجد الدلو... بل خرج الحبل دونه! وفعلت اخرى فعلتها وأصابها ما أصاب غيرها كذلك جربت أخرى. فكانت الدلاء تبقى في البئر ويخرج الحبل دونها انتشر الخوف ودب الذعر بين أهالي القرية وليس لهم سواها يستقون منها! تنادى أهل القرية لعل احدهم يجرؤ على النزول، ويستطلع السبب وراء اختفاءالدلاء في القاع
 رفض الجميع النزول وقد جزموا بأن البئر لا بد أنها مسكونة بالشياطين أو الجن ...وصل تلك اللحظة أحد شباب القريةيسأل عن أخته التي جاءت تستقي الماء من البئر  لكنهاتأخرت!  أخبروه بما يحدث وأن أحداً لم يوافق على النزول إلى البئر . خوفا مما قد يكون في القاع، قال الشاب:
 أنا انزل ولكن لا أقبل أن يمسك بالحبل أحد منكم سوى أخي فهو من يربطني بالحبل وهو من يدليني في البئر و هو من يسحبني...
 عرضوا عليه أن يقوموا
بتلك المهمة إذ أن اخاه  يعمل في حقله البعيد.
 لكنه رفض ولم  يرضَ بديلاً عن اخيه وكان بين الأخوين عداء وجفوة! ذكّروه بها، لكنه أبى إلا أن يكون أخوه من يمسك الحبل..
أرسلوا من أحضره،  فقام بربط وسطه بالحبل ثم أدلاه بمساعدة. آخرين بهدوء إلى قاع البئر... بعد قليل وصل إلى القاع... هز الحبل وصاح بهم كي يسحبوا الحبل، وفعلا أخذوا بسحب الحبل مع شقيقه رويدا رويدا.
وكانت المفاجأة للجميع...
 كان أول ماظهر من فتحة البئر مخلوق غريب ظنوه شيطاناً!
أصيب الحاضرون بالفزع الشديد وهرب أكثرهم من حول البئر لدى رؤيته، ولم ينتظروا حتى يتبينوا ما هو هذا المخلوق وأين هو الشاب الذي نزل! بل أفلتوا الحبل وهربوا، ولم يبقَ سوى الأخ ممسكاً بالحبل ومتابعاً السحب حتى ظهر شقيقه أخيراً وهو يحمل هذا المخلوق الغريب على كتفيه... قفز المخلوق لحظة خروجه من على كتفيه إلى الأرض... فهموا أن ذلك ماهو إلا قرد سقط في البئر وقام بتلك الحيلة حتى يخرجوه منها
..صاح أحد الشيوخ الواقفين من الذين لم يهربوا:
هذا هو الحق الأخ لايمكن أن يضحي بشقيقه مهما كان الثمن ..فلو لم يكن من يسحب الحبل أخوه لكان تركه يسقط بحمله وينجو بنفسه! نعم الأخوة تبرز في الشدائد...

واتمنى أن يكون حلول هذا العيد لتصالح الأخوة أفرادا وأسراً ودولا فلا بديل عن الأخ... وعندما يجرح أو يصاب الشخص لا يعبر عن آلامه  خفيفة كانت أو شديدة سوى بكلمة (آخ)
ويكررها كلما وقع في مصيبة
جهاد مقلد/سوريا

مرحبًا يا صباح ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أحمد النهير

مرحبا ياصباح
أسابق الشروق، أتعلق فوق الشرفة، أنتظر فنجاني المعتاد، بين مرجوحة النعاس، وصراع التيقظ، تبدا العيون جولتها المعتادة، في الشارع المقابل، ترصد بعض المارة، على عجلة من أمرهم، يهرولون حاملين زواداتهم، والبعض الآخر، مازال سلطان النوم، يقيد تسارعه. نسيم خفيف، يحرك الأغصان، فتنطلق موسيقا الحفيف، هادئةرزينة، .تصاحبها شطحات التفكيرالصامت، وما يخلفه من أثر نفسي ، في العمل وتكاليف الحياة،  محركات السيارات تهدر،يولد بعض الصخب، ثم يزول، مع ابتعادها، يهدأ المشهد، يغشاه سحر الصباح، ورائحة القوة، التي تسبق الفنجان..!!!

احمد النهير/سورية

حين التقينا ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محروس فرحات

............حين التقينا...............
كم  كانت  الأيام  في  عهدنا
            تبدي  الملامة في  عيون  غادره
حين إلتقينا يا حبيبي ها هنا
            بين  المروج  والروابي  الماطره
ترنو عيونك حيث كنت جالسا
            مثل  البدور   في سماء  سافره
هل بعد شوق قد تلاقت أعين
            حلو  اللقاء   في  ليال   مقمره
كنت القمر والبدر أنت واضح
            في  كل  صوب والنجوم حائره
أنت النعيم والجمال  الناعس
            بين  الزهور  والخميل  الناضره
يا روعة الحلم الجميل إذا أتى
            هام شجيا في الدروب المزهره
أبقي فؤادي في هواك ناعما
           يا  لوعة  من  بعد  شوق غامره
اني أحبك لست أنكر في الهوى
           وجدا  بقلبي  والعيون   ساهره
يا حلم يومي أن أتيت باسما
           كل  إبتسامك  أن  أتاني  أنظره
ماذا دهاك في البعاد لعلك
            من بعد هجر تأتي إلي كخاطره
يكفيني منك في البعاد نظرة
             يا سعد قلبي أن تكون البادره
من فيض قلبك يا حبيبي تعلن
             أني بحبك قد شغلت الشاغره
أنت العصي قد أبيت من نوى
            قهرا  تراه  في  طريق  عاطره
أعلمت قلبي في هواك معززا
            يا ويح  قلب  قد نساك وأخسره
خلت الفؤاد بعد هجرك قد خوى
             من وجد شوق والعيون ساهره
أنت  الدلال  وكل  عين  طرفها
             يبدي  المودة  يا  حبيبي غامره
بين  النجوم  منها  وقع  ظاهر
             مثل الرسوم فوق قلبي ظاهره
غابت  بليلي  يا نسيما  عاطرا
            أنسام  سحر من  رباك العاطره
ترديد شدو ليت شدوك  دائم
            بالوصل  منك  في  ليال  عامره
بالهمس حين كنت منك أسمع
            همسا جميلا في صداه مسامره
يا واحة العمر  الكئيب  بسمة
          حطت رحالا عندي كانت  سائره
يا نبض  قلب في هواك ترنم
           بالشعر فيك  والمعاني الزاهره
أقسمت شوقا في عيونك أنني
           مثل الفراش قد  تلاقى يعاقره
ذاك الذي من قبل كنت أكتم
           ثم   أبحت  عنه   قمت  أبعثره
مثل الندى حين تلاقى ببرعم
         أحياه زهرا في الروابي المزهره
............ د محروس فرحات ............

يا بنيّ ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / فؤاد الشمايلة

وصايا

((يابُنيَّ))

*بالقرآن
يكلِّمُكَ وتكلِّمُ الرحمن
*العلا
لاتنالُهُ بالمُنى
ولا بِ أنا أنا
وانَّما بالعملِ الخالصِ
يافتى
*كنْ صبورا مؤمنا
تعشْ سعيدا آمنا
*كن جريئا
تعشْ ذا شخصيةٍ،هنيئا
*كن مغوارا
تعشْ-بينَ القومِ-مختارا
*لا تخشَ الرِّجال
تعشْ عيشةَ الأبطال
فما خشيَهم-والَّلهِ-إلاَّ الأنذال
*كنْ رجلا
ولا تكنْ-في سبيلِ الحقِّ-مترددا
أو وَجِلا
*كنْ نمرا
ولا تنفِّذْ لفاسدٍ أمرا
*عندما تحبُّ شخصا ويخذلُكَ
ارضَ بما كتبَهُ المولى لكَ،
فقد لا تكونُ لهُ،ولا هو لكَ
*الثقة
تعطي الشخصيَّةَ رونقا
 وعلامةً فارقة
*كنْ بشوشا
ولكن لاتكنْ من الداخلِ،
 مغشوشا
*كنْ سمحا
ولكنْ كنْ-في محاربةِ-الباطلِ
 رمحا

فؤاد أحمد الشمايلة

Tuesday, August 20, 2019

مهاجر للامكان ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / مهدي الصالح

مهاجر للامكان
***********
حين غَزتْني .. خفافيش الظلم..
انهارت آخر أحلامي ..
وصُلبت على جذع السلام دموعي..
انتصب القلب..
تدفق دم اللقاء
تأبطت الأمل...
على ضفاف الوطن..
رياح القهر تلاحقني..
و بين الضلوع..
ألف ألف آه تطاردني
كأنني طريد..
كل الكائنات..
وحيداً أركض..
هاربا من ذئاب بشرية..
أتارجح بين الماضي والحاضر..
تقوضني السنين
فيأخذني الشوق
آه آه كم كان بكائي علقما..
بت في زمن النسيان
أبحث عن أوهن خيوط الأمان..
ولا بيت من الطوفان
يأويني..
أشباح الظلم ترافقني..
يالقسوة الأيام..
يالقسوة البشر..!
ماأنبل الشجر..
طالتني نصيلات الغدر..
وهاأنا ألتقي..
صانعي الموت..
عسى أن..
ترقد نبضاتي..
بمن أحببت..
وأحبوني.

في حقائب الشوق
أحمل الأمل
تذكرة اللا عودة.
***********
مهدي الصالح
سورية

عباءة الصيف ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / بسّام سعيد

قناديلُ السَّحَر15

عباءةُ الصّيف

ارتديهِ عباءَةً صيفيّةً

دِثاراً شتويّاً

تحسّسيهِ نسمةً عليلةً

أبصريهِ غيمةً مربعينيّة

غيثاً للأرضِ العطشى

طلّاً على وجناتِ جوريّةٍ عاشقةٍ للضّوء

ندىً على ثغرِ السّنابِلِ

طيفاً قادماً من الأفُقِ البعيدِ

على صهوة الهوى العذريِّ

نوراً من سماء العشقِ الكبرى

***

اسمعيهِ أغنيةً ملؤها الشّوقُ والحنينُ

 لموطنِ الخبزِ والكرمةِ

لحناً شجيّاً يوقظُ السَّحَرِ من غفوتِهِ

معزوفةَ ودٍّ كونيّةٍ

***

عاينيهِ بمقلتيكِ الآسرتين للنّهارِ

للورودِ الفوّاحةِ بأريجها المُبارَكِ

للفراشاتِ السّاعيةِ إلى راحتيكِ المسبّحتين

 باسم الحبيبِ

***

كوني اسمَهُ سمعَهُ بصَرهُ

ظلّهُ المنشود

قنديلاً لدربه الطّويِلِ إليكِ

حِجراً يكسنهُ الدّفءُ

في موسم الصّقيعِ

ملاذاً آمناً في كلّ الفصولِ

بيتاً تنبعثُ منه أطايبِ العطورِ

والزّعتر

والشّومَر

د. بسّام سعيد

ماذا دهاك ؟ ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / جواد البصري

ماذا؟
دهاك وفي بحر الهجير
أقحمتني..
هدهدتني وشَرعت بالهمّ
تلقِم خاطري...
تستافُ عبق الحنين
وفي البُخل أمام الورى
في موضع الغيابة
وضعتني...
الجبُ أوفى صديقُ عرفته
في النائبات يذود ويُحسن
وضجيجك المعسول
كشرت أنيابه
ترتاب منه الأفاعي
ويمحقه السمُ
ونهاية عرشك...
بانت تجاعيدها تَلوح
في الأفق الجلي
ستشرق شمس الحقيقة بعدها
ويرقص الطير على أهدابها
بفرحة المنتصر

جواد البصري ✒

صرخة الأقصى ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / حسن كنعان

الشاعر حسن كنعان

صرخة  الأقصى :

أفوقَ  القدس   يشتدّ   الظّلامُ
ويلقى  الذُّلَّ   أهلوها   الكرامُ

ونزعُمُ   أنّنا   عربٌ      أُباةٌ
وأقصى  ما  نجود  به الكلامُ

فهاهيَ  تحتَ  مرأى العين تشكو
وأقصاها   يدنّسُهُ      اللّئامُ

معلّقةٌ   على   الأنفاق    باتت
وقومي عن    مآسيها  نيامُ

كأنّ   الصّمتَ   سيّدُ  كلّ  خطبٍ
يُلِمُّ   بنا     فخُلْفٌ    وانقسامُ

إذا  لم   تُدركوا   الأقصى  بحزمٍ
هوى   ويليه   بيتكمُ    الحرامُ

أفيقوا  من   سباتكمُ   لكي  لا
تُفيقوا   بعدُ   والأقصى  ركامُ

تُهوّدُ   قدسُنا  ونظلّ   نبكي
ويمقتنا  على العجز   الأنامُ

فعذراً   يا صلاحَ الدين  انا
أضعنا  المَجدَ  وانتُقِضَ الذّمامُ

فواخجلاهُ  من  مجدٍ   تلاشت
حقيقتهُ    وأوهانا    الخصامُ

لقد  أعلَوْا   فُوَيقَ  الغيمِ   هاماً
وهامُ   اليومِ    عفّرَها  الرّغامُ

كذا  صدِىء السّلاحُ ومات صمتاً
وغرّهمُ    بما   برقَ    السّلامُ

فمن  حطّينَ    واليرموكِ  صاحت
تعاتبنا    الأسنّةُ     والسّهامُ

فكم  من   مقبضٍ  للسيف أمسى
بلا  كفٍّ   فناداها    الحسامُ

يعيثُ   بأرضنا    المحتلُّ   لمّا
رأى   عرباً   على  الذّلِّ  استناموا

ألا  يا  من   رأى  في  الجُبنِ حِلماً
وأبغضُ   ما  بمعجمهِ   الصّدامُ

أرُدَّ  مع  الأماني    حقُّ      شعبٍ
عليه  سطا     الصّهاينةُ  الجُثامُ

لقد  جاؤوا   من    الدّنيا   لِماماً
وما نحن  الدّعاةُ   ولا   اللّمامُ

وكانت  غزّةُ   الأحرار    ردّاً
على   صلفٍ   توارثهُ  السّوامُ

ففيها   فتيةٌ  نذروا   نفوساً
فكيف   بهم   فلسطينٌٌ  تُضامُ

فلا  والله  ما   غمضت  جفون
وفينا   الطفلُ  جاوزهُ  الفطامُ

إلى  أن   تستعيد  القدسَ قسراً
فتعلو   رايةٌ   وتعزّ    هامُ

إذا  عصفت  بنا   سودُ   الليالي
ووافتنا   حوادثها    الجسامُ

ستبقى   خيلُنا   للقدس  تعدو
سِراعاً   لا   يُعوّقها  لجامُ

ومهر  القدس   أرواحٌ  ودمعٌ
وجرحٌ  ما لَهُ   فينا  التئامُ

فكلّ  دمٍ  يسيلُ  وكلّ   روحٍ
تفيضُ  لأجل  أقصانا وسامُ

وموعدنا  الغداةَ   على  الرّوابي
مُحرّرةً   ودولتهم    حُطامُ

شاعر المعلمين العرب

حسن  كنعان

نهاية العشق ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / سمير الفرج

قصيدة من بحر الرجز /  تام
نهاية العشق
الحبُّ    في.   قلبي.    لها.     لايُكْتَمُ
في.   نورِ    وجهي.   ظاهرٌ    لايَعتِمُ

قَوْلي  لها.  من   داخلي.  في  باطني
أنتِ    التي  أفرحتِ    قلبي.   أُجزِمُ

أحببتُها.    مثلُ    التي.   مِنْ     جنّةٍ
حورٌ   على.  حبّي.   وعشقي.   تُقْدِمُ

الوجهُ     شهدٌ    آيةٌ     في.   حُسنِها
والخدُّ    يضوي.   لؤلؤً    قد.   ينجُمُ

تمشي   بلا  صوتٍ   لها.  في  خطوةٍ
مثلُ    المَها.  في.  روضةٍ    تستنعِمُ

والجسمُ   ممشوقٌ    ليعطي.   رونقاً
مِنْ   صدرِها   حتى.  يُدارَ    المِحزَمُ

لو.    أنّها.    تُلقي.    بعشقٍ      نظرةً
أبقى.    لها.    في.    لهفةٍ      لاأسأمُ

إنْ   حازَ    قلبي  نظرةْ    مِنْ    حبِّها
في.   حبِّها.    قلبي.    لها.   يستسلِمُ

تهوى   عيوني.   غمزةً    مِنْ    عيْنِها
حتى   يصيرَ    العشقُ   فيها.   يُفْهَمُ

إنَّ   الذي.   يسري.   بقلبي.   عشقُها
مِنْ   عشقِها.    ربّي.   بحالي.    يعلمُ

ماكنتُ   يوماً    بارعاً    في   عشقهاِ
يحكي   لساني  عشقُها   بي   يَحكُمُ

ليلي.   نهاري.   واقفٌ    في.   دربِها
لو.    أنّها.     لاتأتِ      لي.     لاأندَمُ

ماكنتُ   يوماً    في  عيوني   ساهدٌ
فكري  على   عشقي.  كجرحٍ    يُكْلَمُ

إنْ   تغفُ   عيني  لحظةً    في   ليلةٍ
إنّي.   أراها.   مِنْ     أمامي.     أحلَمُ

لو.   يأتِ    ظنٌّ    بابتعادي.    ساعةً
إنّي.   بعشقي.   في   ظنوني.  أُجرِمُ

ياليتها.     تُعطي.     لقلبي.     سهرةً
تأتي.   على.   داري.   بعشقٍ     تُكْرِمُ

لكنّها.     لاتُعطِ        بالاً          لحظةً
خوفي  على   عمري.   بعشقٍ    يهرمُ

لن  أبقَ   يوماً   في  حياتي.  عاشقاً
لو   أنّني.    روحي.    وقلبي.   أظلمُ

بعدَ  الذي   ماصارَ   بي   في  عشقِها
عهدٌ   على   نفسي.   وروحي.   أُبْرمُ

مهما   أُلاقي.    مِنْ    جمالٍ      مْبْهِرٍ
لاأُلقِ     أنظارا.      بعشقٍ        أُقسِمُ
     الشاعر والكاتب سمير الفرج

صبرٌ مرّ ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / نجاح عيدو

صبر مرّ
تهاوى كعمود صنع من طين ،وجلس بجانب حائط بيته المتهاوي....هطلت من عينيه نقطتا دمع كبيرتان ،فتركتا حفرة في التراب أمامه ، ....امتص التراب الدمعتين بشوق كما يمتص حبات المطر ،ولكن حبتا الدمع مالحتان وحارتان ولن تنبتا مافي التراب من بذور وجذور ضائعة...وفجأة لمح حفيده الصغير يراقبه ويوشك على  البكاء....الصغير ذو العامين لن يبكي الدار ولا التراب فهو لايعرف معناهما بعد....ولكنه يبكي لبكاء  جده ،وتذكر كم بكى أباه ،فهو لايعرف معنى  الموت بعد ،ولكنه يعرف معنى الشوق ومعنى  اليتم....نهض الجد كالملسوع ومسح دموعه بكم ثوبه المغبر وحضن الصغير وقال: :الرجال لايبكون ،وأنت من سيعيد بناء الدار...... لم يفهم الصغير اليتيم مقولة جده ،ولكن يكفي أن لادموع في عيني جده وكان هذا كافيا ليبتسم.
نجاح عيدو

وعي الحمير ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / رياض المساكني

قصة قصيرة

وعي الحمير

فجعت غابة في ملكها، وكان من الأسود القويّة العادلة. وقرّر أفراد الرعيّة اختيار خليفة له يقوم على شؤونهم. و كان من بين المتقدّمين للمنصب حمار حاز من القوّة الجسدية الكثير. ولضمان النجاح تحالف الحمار مع أحد الذئاب. و لم يكن الذئب على دهائه من أهل السياسة ولا من الساسة. لكن كان يقوده طموح جامح أن يتواجد بالقرب من صاحب الملك، وأن يمرّر ما حمّله إياه أحد شيوخه من الذئاب سبق أن فشل في تولي أمر الغابة.

وكان تحالف الحمار مع الذئب قائما كعادة أمثاله ممّن يتوهّمون أنّهم أصحاب مشروع على المغالطة وشراء الذمم ما يضمن له الفوز. لازم الذئب الحمار ملازمة الظلّ، يقف إن وقف، ويجلس إن جلس، يصفّق إن صفّق، ويبتسم إن ابتسم...بدأت اللقاءات والاجتماعات والخطب والاتصالات المباشرة بحيوانات الغابة.ولاحظ الحمار أنّ الذئب لم يبذل جهدا في تلك اللقاءات، وطمح إلى أن يشركه فيما تبقّى من مشوار الحملة الانتخابيّة.

قال الحمار- قم اليوم وخاطب الناس.

قال الذئب – ما أنا بخطيب فصيح.

تولّى الحمار الأمر وخطب في الناس، وأجهد نفسه في إقناعهم بمشروعه وبجدارته بالمنصب.

ثمّ قال للذئب – قم ووزّع مطويات برنامجنا على الحاضرين.

ردّ الذئب – متعب واللّه متعب، أرهقني الطواف بالمدن و القرى و شقّ الفيافي.

لم يجد الحمار بدا من توزيع المطويات بنفسه.

وما إن فرغ من ذلك حتّى التفت للذئب من جديد وقال

- قم وحيّ الحاضرين.

قال الذئب – متعب واللّه متعب، ثمّ إني أخاف إن أنا قمت أن يذهبوا بالكرسيّ.

قام الحمار بما اعتذر الذئب عن القيام به.

ثمّ إن الانتخابات خفّ وطيسها وأفل نجمها ، وبدأت الاستعدادات حثيثة لإعلان النتائج. قال الحمار للذئب بشيء من الاعتداد بالنفس و الثقة بالفوز

-هيا قم أنت بنفسك بإعلان النتيجة.

قال الذئب – بكلّ سرور. أنت على يقين أنّنا شريكان، وأنّني لا أتأخّر عن تلبية ما تطلب منّي مطلقا.

وأتى على ورقة النتائج فدسّها بجيبه، وأخرج أخرى تعلن فوزه بالمنصب دون غيره. والى الآن والقطيع يصفّق للنتائج والحمار مازال حمارا.

رياض المساكني (انقزو)

مساكن/تونس

زندٌ و بنانٌ ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / جهاد مقلد

خاطرة
               زندٌ وبنان

 ناولتني اليراع فضعت بينه وببن البنان! هذا يسطر للأيام، وذاك يدغدغ الأحلام.
تبسّمٓت... هزّت ساعِدها حامل الأفنان، قلت:
عافاك الله خفِّ على متيم بكِ ولهان! خفِّ على حظ رماه أمام البستان... الشمس حارقة، والبضّ قد آل للذوٓبان!
وشوشتني دمالجٌ قائلة:
أهنتني ياصاح!
أنا مهمتي حماية البستان...
ومن غير العاج يمسك العاج عن الذوبان؟!!
جهاد نصر مقلد/سوريا

أيّتها الملكة ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / عصام فؤاد

أيتها الملكة
عني بعيد عرشك
ينظرون لعليائك
والعيون
 رسائل
والشوق المتجمد
أعواما
من صهد الحنين
سائل
يميلون لك
خضوعا وهيبة
وبسحر عيونك
مائل
بينك وبينهم حراسك
ولا بيني وبينك
حائل
حجابك
يمنعون خاطبي ودك
وودهم لك
باطل
وانا ما أرى حجابا عنك
وفي وغى الشوق
أقاتل

#عصام_فؤاد

رتاج ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبدالقادر لقرع

رتاج.....!.

رتاج القلعة موصد
مساء يرتدي ملابس النوم
شاعرة تقطف ثمار الشفق
فوق سلم من ضباب
من سلة الأحلام المثقوبة
تتساقط الحروف
جرس الكنيسة
أيقظ خفافيش المدينة
وعواطفي النائمة والغبار
في قلبي الحمية
أسلخ جلد ظلها
الذي يعاكسها خلف الجدار
النجوم التي سقطت سهوا
انطفأت في عين الهوى
التي شربت منها ذات يوم
فأصبحت على هذا الحال
لاأعرف مكان قلبي
على اليسار أم اليمين
ام هو عندك....؟.
طفل رضيع يتقلب
في مهد كفيك البيضاء
تزرعين خده بالقبلات
فقدت حقيبتي في المحطة
ووطن ولدت فيه غلطة
بقصائد الحب مغطى
الأمل مشنقة
على شجرة الكافور
والأيام مرآة
ومشط قطة
اعصري عينيك
لتسقط دمعة كاذبة
جواد الغياب
رجع من الحرب
من دون سرج وفارس
العالم البائس
نهش قاربي
وجمهور الأمواج
تصفق مع الريح
لك أن تستريح فوق جراحي
وتخنق روحي و صياحي
خلايا دمي  الوردية
فقست فراشات من لهب
في صحراء نطيطة
ترعى أزهارا من دخان.
            ....بقلم: عبدالقادر لقرع