ما خفي كان أعظم
عندما كنا صغارا، كان من الواجب إلهائنا، حتى تعمل أمهاتنا في صمت، لا ضجيج لا خوف عليك من الألم، يمكن أن تعطيك لعبة أو تلفازا، كما أصبحنا الآن بالهاتف، الذي أمسى أكبر مضيع للوقت، أكبر ملهي عن كل شيء، كما قلت سابقا أن الإعلام هو المعلم و الأستاذ، هو الأب و الأم، هو الهوية أو الهوة، فابتعادنا عن الدين هو أكبر مهزلة نعيش فيها، لأننا أصبحا بلا مرجع نعتمد عليه.
أجد أننا أصبحنا نعيش في ملاه كثيرة، مثلا ذاك البوز أو الصدى الذي نتبعه كالخرفان للحديث عن اغتصاب، أو انتصاب أو أغنية تافهة المعاني، أو برنامج دون مستوى لا يغني من جوع ثقافي، لأنه مجرد نميمة علنية تلهينا عن أكبر الأحداث، التي أضحينا نسمعها من الإعلام اللاوطني، خارج الحدود الجغرافية للأمل.
تخيل معي، أنك عندما تمرض، يعمل أباك على نقلك إلى مستشفى حكومي رغم علمه، بعدم مقدرته على مداواتك، فتركك مرميا لأيام، دون السؤال عليك، أما فعندما يجرح أصبعه الصغير، سيسرع إلى مشفى خصوصي، فيه ممرضات و دكاترة كبار، يدفع ثمن الدواء، ثم يصح بسرعة البرق، ليسهر في ملهى ليلي خصوصي، أما أنت مازلت تشتكي من تدني الخدمات، و معيشة ضنكه ثم الذل، لماذا يا أبي كل هذا الفرق؟ هل أنت إنسان لك حقوقا و واجبات ؟ أما نحن يكفينا الواجبات.
تخيلوا معي، أن لديكم عائلة ذات جاه و مال، أحد أفرادها فقراء، له ديون فمن الواجب المساعدة، لكن للأسف يتم الترفيه بمالهم و نسيان الشخص المحتاج، فيرمون ما تبقى من طعام، و الأخر يجوع و يعطش، يبكي و يشتكي، هم يجيبونه بأن مالهم لا يكفيهم، و لا يغطي حاجياتهم الثانوية، فهل هذه هي المساواة أو الديمقراطية، أو حتى أخلاق الإسلام.
بالمقابل نرى أن المواطن في الدول الغربية، التي ليست بمسلمة أو مؤمنة، بل هي ذات ديانة مسيحية أو ملحدة، ديمقراطية و أخلاق إسلامية، مع تقدير المواطن ثم إعطائه حقوقه قبل سؤاله عن واجباته، هنا فإذا احتاج ابنه سيجده بقربه دون تردد، أما في الحالة الأولى فإذا احتاجه سرقه دون تردد، و يبقى السؤال من منا الصهيوني هم أم هم ؟
No comments:
Post a Comment