Wednesday, August 1, 2018

ضبابٌ ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / شيماء حجازي

ضباب ( قصة قصيرة )

خرج من بيته يحمل حقيبته المليئة بالهموم والأثقال التى أحنت ظهره،وأثقلت خطواته وأنفاسه تختنق زفراتها،شارد الفكر .
إلى أين هو ذاهب ؟ لايدري تتطاير أحلامه مع أوراق الخريف البائسة،وعيناه يملؤها الحزن والانكسار ، لا يري سوى ضباب يومه فجلس يستريح قليلا في منتصف الطريق، يشفق عليه النوم يأيته لطفا مع نسمة هواء تداعبه في أحلامه البسيطه،
يراوده حلما قصير يري نفسه وسط أمواج عاتية وإعصار، كاد أن يحطم له زورقه الصغير ، يصرخ بأعلى صوته فزعا من الأهوال، لا أحد يسمعه فلا مجيب له ولا لصراخاته ، انقطع صوته من النداء ، يستيقظ من حلمه، وعتمة الليل تعم المكان .
يسمع صوتا لعربة خشبية تقترب منه شيئا فشيئا ، يقف على قارعة الطريق يستغيث ويطلب النجاة، فاستوقف قائد العربة، وقدمه تلتف على بعضها البعض أرهقه التعب والسير على الأقدام ،فقص عليه قصته وعن ما رآه فى حلمه، وقد بلغ العطش مداه ، شرب حتى ارتوى وتتعالى التنهيدات، مر بهما الوقت ومازالت العربة تسير فى أمن وأمان، وفجأة كسرت عجلة العربة الخشبية التى كانت تحملهم وتقطع مخالب الظلام، ينظرون بعين تملأها الحيرة والسؤال، السماء ترعد من فوقهم والبرق كاد أن يخطف أبصارهم ، يختبئون من الأمطار فى كهف صغير ويشعلون النيران،  يلتمسون دفئها ويحتسون الشراب، سأل الرجل صاحب العربة إلى أين كنت ذاهب هذه الليلة ؟ فرد عليه قائلا: إلى المجهول فأنا كنت أعمل صيادا حتى كسر قاربى يوما من شدة الأمواج وغضب البحار، وكلما نعست يراودنى حلما يظل يرافقني حتى تشرق شمس الصباح توقظني من الحزن والانكسار.
فطلب الرجل صاحب العربة من الصياد أن يصلحا العربة فى الصباح، ليغادروا هذا المكان، ويعملوا سويا جمعتهم الظروف القاسية فأصبحوا رفقاء الدرب فى الشدة والصعاب .

                                            بقلمي / شيماء حجازي

No comments:

Post a Comment