Wednesday, August 29, 2018

عاشقة اللهب ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / هدى إبراهيم أمون

قصة قصيرة
__________
عاشقة اللهب
__________
 يصخب الليل بالمجون وكؤوس المكائد السرية... تلهو موسيقاه بالناس كالريح بقصاصات الورق، وقف يحنو إليها كطفل لم يزل عقله أبيض الصفحة وهي تزركش رغباتها عليها بانتشاء، تقدم له سجائر اختارت مكوناتها من حشائش الرغبة لكسب خضوع هيامه لها.
راح يتبع طيف شهواتها المختزلة في عالمه اﻷليف، بما يحوي من أعﻻم ترفرف كالحمائم، أرض تنعم بالخيرات، احتفاﻻت يتكاثف بها دخان البخور والنباتات العطرية.. يتشارك أناسها (الدبكة) رقصتهم المفضلة حيث يصدح الطبل والمزمار، فينفخ الفرح غبار أحزانهم.
رضخ للمساتها حين استلم هداياها، كراتها النارية التي يقذفها في عالمه، فتستمتع هي بمفرقعات حرائق الحزن والأحقاد.
أحدثت كراته كوة كبيرة في جدار واقعه، فرأى من خلالها العديد من أترابه يتمتعون بلفائف التبغ المحشوة بحشائش عاشقته، يضرمون نيران الحقد بالوجوه اﻷليفة وبساتين القمح والزيتون، ثم يلوثون المياه النقية..
وحين يدرك أنها ماكرة.. تداهمه نيرانها من الكوة ذاتها وهو يتأمل خطاياه تحت شجرة في وطنه لم تزل خضراء وارفة الظﻻل.
هدى إبراهيم أمون

No comments:

Post a Comment