محارُ البَحر (22)
ضفاف الوجد
أيُبحرُ في مُقلَتيك
في أعماق بحرِ الشّوقِ
سعياً إلى محارةِ الحنينِ ؟
أم يصبو إلى محيّاك البهيِّ
يغلبهُ الوجدُ
تراقِصُهُ فراشاتُ النهارِ
تزورهُ نسيمات الّليلِ العليلة ؟
***
يرنو إلى نجمةِ الدّجى
يطغى على رحلةٍ للوصال
وصال ثريّا البدرِ
سيّدةُ الورودِ والرّياحينِ
صَدَفةُ الرّوحِ
ماسةُ العصورِ
ياقوتة الحياة
والعمرِ الجميل
***
يُبحرُ في بحرِ الشّوقِ
على متنِ سفينِ الوُدِّ
يُغالِبُهُ الحنينُ في بحرِ الحنينِ
***
يُنازِعُهُ الشّوقُ
إلى ضِفافِ الوَجدِ
إلى شاطئِ الأُمنياتِ السّعيدةِ
***
يأوي إلى حِجرِ الضّوءِ
في جزيرةِ أحلامِ العاشقينَ
يرنو لقاءَ عروس البَحرِ
سيّدة الممالكِ القديمةِ
زهرة المدائنِ النّاثِرَةِ عِطرَها
المُضَمَّخِ بعبَقِ أنفاسِ الأقحوانِ
بأريجِ الرّيحانِ
برائِحَةِ أزهار آرام وزيزفونِ كنعانَ
وسنابِلِ باشانَ العزيزة
وأرضَ الفُراتِ الخالدِ
ونَخلِ الرّافدينِ
وسوسنِ حدائقَ بالبلَ
وزنابِقِ فينيقيّة
وفاكهةِ النّيلِ الجوادِ
وعرائشِ كرمةِ الأوراسِ
وجوريِّ تطوانَ المهيبةِ
وبُنِّ سبأ العزيزة
ولُقيا زُليخةَ بيوسُفَ
والعاشِقينَ بالعاشِقاتِ
وفراشات الحقولِ والسّهولِ
بضوءِ النّهارِ
في ربيعِ العُمرِ النّديِّ
وتغاريدِ اليمامِ
في صباحاتِ الوِصالِ العليلةِ
وفردوسِنا المسكونِ بالعطاءِ السّخيّ
والخيرِ العميمِ
د. بسّام سعيد
No comments:
Post a Comment