Sunday, May 31, 2020

هايكو ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أيمن السعيد

هايكو..وحدي على الطريق..بقلمي.ايمن حسين السعيد

وحدي على الطريق
وأنا لا أرى
ورد الضحى

وحدي على الطريق
ضوء المركبة كشاف
للمدى البعيد

وحدي على الطريق
شقيقي النهار
وأختي العتمة تبكي

وحدي على الطريق
مسرى غيابك بلا ظل
شجر لصمتي يئن

وحدي على الطريق
يقيم الغبار حولي
وأنت الغائب لهبي

وحدي على الطريق
بطين الحرف وماء فيضي
كم جارح هذا الغسق

وحدي على الطريق
لا منزل لي
نازح وزادي الصبر

وحدي على الطريق
أقيس المسافات
عراء لا يكسوه الصخب

وحدي على الطريق
مرتلاً الفقدان
بامتياز كاليتيم

وحدي على الطريق
عطشان لقصب الناي
يئن لندبي

وحدي ومفرداتي الحزن
فما أسكب فيك ياطريقي
حبري قليل

وحدي على الطريق
لفاتحة الكتاب مرتلاً
مشتتاً الضِيق

وفي طريقٍ أذهب
وبيتي حيث لا أحد
سأتحدث مع الريح

وحدي على الطريق
متجرعأً المرارات
وأجمع حصى الأيام

في خريف العصر
تتساقط أوراق الباطل
زمان الحصحصة

بومة 
فوق عالم ميت
لا ترتجي له قيامة

قوس بحرفه مشدود
سهم باتجاه الهدف
قلم.

بقلمي/ايمن حسين أبو جبران السعيد..إدلب...الجمهورية العربية السورية..٣١/مايو٢٠٢٠

Thursday, May 28, 2020

قراءة تحليلية ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أكثم جهاد

قراءة تحليلية بقلمي: أكثم جهاد للومضة القصصية (خيبة) للكاتب الأستاذ: عبد الله صادق هراش.
=======النص(ومضة قصصيّة)========
خيبة
قدّسوا قدراته؛ تبدّدت آمالهم.
بقلم: عبد الله صادق هرّاش /اليمن.
==============================
تصديقاً لقول رسول الله صلّ الله عايه وسلم (من كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).
وعليه فإن الآمال دائماً من الله تعالى، أمّا ما دونه فهم أضعف من أن يحققوا الآمال لأنهم بشرٌ مثلنا، فما كُتب عليهم كُتب علينا، وما قُدّر لنا قدّر عليهم، وكلّ ذلك بأمره جلّ جلاله.
-العنوان:
خيبة: مقتاح الومضة ورمز دلالتها، بمعنى فشل، إخفاق، وعدم تحقيق الهدف المنشود.
فنقول: (جاء يجرّ أذيال الخيبة).
وفي النص هي الحدث الرئيس لفعل حصل وتمّ (السبب) لانتهاء وقت الفعل وبالتالي انتظار نتيجة الحدث.
-التحليل الأدبي والفني:
(قدّسوا قدراته) هذه الجملة الخبرية لها دلالات عظيمة، وهي ملموسة في وقتنا الحاضر عند أغلب الشعوب لمعظم الحكّام وولاة الأمور والمدراء والمسؤولين في شتى مناحي الحياة، فالتقدير والاحترام لشخص ما بغض النظر عن موقعه ومنصبه العلمي والأدبي أو السياسي والمهني فلا ضير في ذلك، لكن أن يتحول الأمر إلى قداسة مبالغ فيها فتلك الطامة الكبرى، فالإنسان يبقى إنسان مهما وصل من درجة أو مقام عالٍ، في النهاية سيندثر كباقي البشر وذلك لعجزه عن التّحلي بصفة الخلود، وهذا هو الضعف الحقيقي الذي فُطرنا عليه (الموت).
فإذاً كل المخلوقات منذ بدء الخليقة إلى أن تقوم الساعة متساوية جميعاً في هذا الحدث الجلل (الموت) فالكل فانٍ ولا باقٍ غير وجهه الكريم.
وعليه فهل يستحق هذا المخلوق صفة القداسة التي هي لله وحده دون غيره، من لم يستطع أن ينجّي نفسه من الموت هل تُعقد عليه آمالاً؟ لدرجة أن ننافق له، ونقترف كل المحظورات ونتجاوز الخطوط الحمراء دون الاكتراث لعواقب أفعالنا، هل يستحق هذا البشريّ كل ذلك وفي سبيله هو لا في سبيل الله؟ وهل هو أهلٌ لذلك وعلى قدرٍ من الحنكة والذّكاء والقوة الخارقة لتحقيق آمالنا اللامحدودة حتماً...فإن كان به خيراً سيحقق ما أمكنه ضمن إمكاناته المحدودة لا أكثر، وإن كان لا يُرجى منه فائدة فحتماً لن يكترث بعدما وصل لمبتغاه.
(تبدّدت آمالهم) هنا تكمن القفلة المدهشة غير المتوقعة والصادمة للعقول والفاجعة للقلوب، لقد تبدّدت آمالهم...تشبيه رائع وهذه النتيجة الحتمية للحدث (الخيبة) فالآمال كالغيوم فإن حان وقت المطر تتكاثف الغيوم على بعضها وبالتالي هطول الغيث، وإن تبدّد الغيم يبقى الجفاف (النتيجة الفعلية للآمال المنتظرة).
وهذا هو الواقع الذي يحدث دائماً، فمن يُلقي شباكه في بركة جافة فماذا سيجني غير السراب؛ وبالتالي سيعود وهو يجرّ خلفه أذيال الخيبة.
ومضة عميقة، مكثفة، مباغتة، ذات مدلول بياني هام فيها العبرة والنزعة الإيمانية واختباراً للعقيدة السليمة.
تحيتي وتقديري للكاتب عبدالله صادق هراش وكل الأمنيات بالتوفيق في أعماله القادمة.

قراءة وتحليل: أكثم جهاد/الأردن

Saturday, May 2, 2020

قراءة نقدية ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أكثم جهاد

قراءة نقدية بقلمي: أكثم جهاد للقصة القصيرة جدّاً (حنوّ) وهي من وحي قلم الأستاذة: دينا ناصر الدين.
==========(النص: ق.ق.ج)==========
حُنُوّ
أثقَلَ عَلَيها الأحمال، رَجَتهُ الرّحمَة، أقفَلَ في وَجهها السّبلَ، زادَها حِصاراً مُغلقًا كلّ الأبواب إلّاهُ.
بقلم: دينا ناصر الدين/فلسطين
==============================
استناداً لقوله تعالى في الآية الكريمة:
{وأيّوبَ إذ نادى ربّه أنّي مسّني الضّرّ وأنت أرحم الرّاحمين*83* فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضُرّ وأتيناه أهلهُ ومثلهم مّعهم رحمةً من عندنا وذكرى للعابدين *84*} فإننا نمتثل لحقيقة هامة قد تغيب عنا في كثير من الأحيان ألا وهي لحظة الضعف التي تمسّنا في مواقف كثيرة نعيش فيها داخل دوّامة من الحيرة ونلمس فيها ذلك الضعف الإنساني وما يحمله من مشاعر وأحاسيس رهيبة كالخوف والجزع والانكسار..الخ، تلك الصفات الحسّيّة مزروعة فينا منذ الأزل لنعلم علم اليقين أننا جميعا على وجه هذه البسيطة متساوون في هذه الصفات، ومن ثمّ نستدرك حقيقة وجود الخالق وهو القوة الناجية والحامية التي تحتاجها النزعة الإنسانية دون غيرها من قوى واهية بالكاد تحمي نفسها.
_التحليل الفني والأدبي للنص:
-العنوان: وهو مفتاح القصة ورمز دلالتها، وهو المدخل لمكنونات الفكرة المُراد لها من قِبل القاصّ ليضيف صبغته الفنية في متن القصة.
*حُنُوّ: مصدر حنا، بمعنى العطف والشّفقة، ولكن من أين تأتي هذه الشّفقة وهذا العطف، هل من الأم لولدها؟ أم من الأب لابنته؟...إنها أعمق وأشمل وأسمى من كل هذه التصورات البصرية لتجتاز الحدود العقلية إلى ما لا يمكن إدراكه من الغيبيات.
-(أثقل عليها الأحمال): استهلّت القاصّة بجملة فعلية تبدأ بفعل ماضي والفاعل مُقدّر غيباً، لنتساءل من ذا الذي أثقل عليها الأحمال منذ الأزل القديم، هل هو ملموس ومرئي؟ أم أنه غيبيّ كما أرادت القاصة إبهامه في بداية القصة، وهذا الإسلوب الدراماتيكي محبوك بعناية للفائدة المرجوة للنص من جانبين:
-الجانب الأول: أنّ الفاعل هو غيبيّ فعلاً ولا تدركه الأبصار.
-الجانب الثاني: لمس صفات ومَقدِرَة ذلك الفاعل من خلال تأثيره المباشر على فسيولوجية هذا الإنسان.
تناولت القاصّة شخصية محورية لتكون هي محطّ أنظار القارئ ألا وهي (النفس البشرية) لتبرز لنا معلومة هامّة أنّ هذه النفس هي الخليّة العاقلة في هذا الكون وما سواها غير عاقل فأمرُها إلى الله لتكون مسيّرة بإرادته تعالى.
أمّا هذه النفس في الكائن العاقل فقد خلقها الله على ما هي عليه وتحدّى بها جلّ جلاله ملائكته عندما اختارها ليكون حاملها خليفة له على هذه الأرض، إذاً فبعلمه الأزلي جعلها مسيّرة ومخيّرة، لذا فهي قادرة على حثّ حاملها بالخوض في معامع الحياة وتحمّل مآسيها، وهذا هو الاختبار الحقيقي.
-(رجته الرّحمة): إذاً لقد نجت الفئة المؤمنة بقضاء الله ولكن هناك (الصّفوة) من البشر وهؤلاء هم الأكثر ابتلاءً بقضاء الله، فكلّما تقرّبت إلى الله بالدعاء وتحلّت بالصبر رضي الله عنها وزادها ثباتاً.
-(أقفل في وجهها السّبل،زادها حصاراً): تلك الفئة المؤمنة هي الصفوة التي اختارها الله من عباده لعلمه الأزليّ ببلوغها مرحلة متقدمة من الإيمان، لكنها قد تخضع لاختبار أعظم شأناً من تلك الاختبارات التي خضعت لها، فتجدها قد سُدّت في وجوهها كل السّبل ليزداد البلاء، فهل تستغيث بغير الله، وإن حاولت فما من مناص، لأنّ جلّ جلاله أعلم بقدرات مخلوقاته كلّها، فيزيد في الحصار والشدّة والابتلاء إلى أن يتخلّى كلّ من هو ذو نفوذ وصاحب جاه وسلطان عن هذه الفئة المبتلاة، ليس لعدم الاكتراث بل لعجزهم المطلق عن مدّ يد العون فلا حول ولا قوة لهم أمام جبروته تعالى.
-(فغلق كل الأبواب إلّاه): استطاعت القاصّة من خلال هذه الجملة الفعلية بالزمن الماضي إلى الوصول للنهاية المدهشة الحتمية التي لا مفرّ منها لتكون القفلة محكمة وحاسمة فقد رفعت الأقلام وجفّت الصّحف...نعم أغلقت جميع الأبواب، ولم يتبق غير بابه جلّ جلاله لتطرقه تلك الصفوة صاغرة ذليلة وخاشعة ومنها الرجاء بوجهه الكريم من فكّ البلاء والوصول إلى الخلاص عند الإخلاص في الدعاء مع الاعتقاد الجازم أنّه وحده له الأمر كلّه ، فهو الشافي والمعافي والمغني والمعين وهو وحده أرحم الرّاحمين وبرحمته تتمّ النعم، تصديقاً لقوله تعالى:{ادعوني أستجب لكم}.
_تقييم النص:
القصة من نوع القصة القصيرة جدّاً ذات طابع ديني إيماني وهي بنفس الوقت رسالة توعوية ممنهجة لإدراك الحكمة الإلهية وأهمية الدعاء والاستغاثة بالله تعالى وحده خالصاً لوجهه الكريم.
تحيتي للقاصة الأستاذة المبدعة: دينا ناصر الدين، نعم لقد نبغت وأبدعت في إضفاء الروح الإيمانية على محتوى هذه القصة الرائعة، لتكون الفكرة هادفة لا عبثية، وصادقة لا مزاجية.

نقد وتحليل: أكثم جهاد/الأردن

قراءة نقدية ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أيمن السعيد

قراءة نقدية بقلمي: أكثم جهاد للقصة القصيرة جدّاً (حنوّ) وهي من وحي قلم الأستاذة: دينا ناصر الدين.
==========(النص: ق.ق.ج)==========
حُنُوّ
أثقَلَ عَلَيها الأحمال، رَجَتهُ الرّحمَة، أقفَلَ في وَجهها السّبلَ، زادَها حِصاراً مُغلقًا كلّ الأبواب إلّاهُ.
بقلم: دينا ناصر الدين/فلسطين
==============================
استناداً لقوله تعالى في الآية الكريمة:
{وأيّوبَ إذ نادى ربّه أنّي مسّني الضّرّ وأنت أرحم الرّاحمين*83* فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضُرّ وأتيناه أهلهُ ومثلهم مّعهم رحمةً من عندنا وذكرى للعابدين *84*} فإننا نمتثل لحقيقة هامة قد تغيب عنا في كثير من الأحيان ألا وهي لحظة الضعف التي تمسّنا في مواقف كثيرة نعيش فيها داخل دوّامة من الحيرة ونلمس فيها ذلك الضعف الإنساني وما يحمله من مشاعر وأحاسيس رهيبة كالخوف والجزع والانكسار..الخ، تلك الصفات الحسّيّة مزروعة فينا منذ الأزل لنعلم علم اليقين أننا جميعا على وجه هذه البسيطة متساوون في هذه الصفات، ومن ثمّ نستدرك حقيقة وجود الخالق وهو القوة الناجية والحامية التي تحتاجها النزعة الإنسانية دون غيرها من قوى واهية بالكاد تحمي نفسها.
_التحليل الفني والأدبي للنص:
-العنوان: وهو مفتاح القصة ورمز دلالتها، وهو المدخل لمكنونات الفكرة المُراد لها من قِبل القاصّ ليضيف صبغته الفنية في متن القصة.
*حُنُوّ: مصدر حنا، بمعنى العطف والشّفقة، ولكن من أين تأتي هذه الشّفقة وهذا العطف، هل من الأم لولدها؟ أم من الأب لابنته؟...إنها أعمق وأشمل وأسمى من كل هذه التصورات البصرية لتجتاز الحدود العقلية إلى ما لا يمكن إدراكه من الغيبيات.
-(أثقل عليها الأحمال): استهلّت القاصّة بجملة فعلية تبدأ بفعل ماضي والفاعل مُقدّر غيباً، لنتساءل من ذا الذي أثقل عليها الأحمال منذ الأزل القديم، هل هو ملموس ومرئي؟ أم أنه غيبيّ كما أرادت القاصة إبهامه في بداية القصة، وهذا الإسلوب الدراماتيكي محبوك بعناية للفائدة المرجوة للنص من جانبين:
-الجانب الأول: أنّ الفاعل هو غيبيّ فعلاً ولا تدركه الأبصار.
-الجانب الثاني: لمس صفات ومَقدِرَة ذلك الفاعل من خلال تأثيره المباشر على فسيولوجية هذا الإنسان.
تناولت القاصّة شخصية محورية لتكون هي محطّ أنظار القارئ ألا وهي (النفس البشرية) لتبرز لنا معلومة هامّة أنّ هذه النفس هي الخليّة العاقلة في هذا الكون وما سواها غير عاقل فأمرُها إلى الله لتكون مسيّرة بإرادته تعالى.
أمّا هذه النفس في الكائن العاقل فقد خلقها الله على ما هي عليه وتحدّى بها جلّ جلاله ملائكته عندما اختارها ليكون حاملها خليفة له على هذه الأرض، إذاً فبعلمه الأزلي جعلها مسيّرة ومخيّرة، لذا فهي قادرة على حثّ حاملها بالخوض في معامع الحياة وتحمّل مآسيها، وهذا هو الاختبار الحقيقي.
-(رجته الرّحمة): إذاً لقد نجت الفئة المؤمنة بقضاء الله ولكن هناك (الصّفوة) من البشر وهؤلاء هم الأكثر ابتلاءً بقضاء الله، فكلّما تقرّبت إلى الله بالدعاء وتحلّت بالصبر رضي الله عنها وزادها ثباتاً.
-(أقفل في وجهها السّبل،زادها حصاراً): تلك الفئة المؤمنة هي الصفوة التي اختارها الله من عباده لعلمه الأزليّ ببلوغها مرحلة متقدمة من الإيمان، لكنها قد تخضع لاختبار أعظم شأناً من تلك الاختبارات التي خضعت لها، فتجدها قد سُدّت في وجوهها كل السّبل ليزداد البلاء، فهل تستغيث بغير الله، وإن حاولت فما من مناص، لأنّ جلّ جلاله أعلم بقدرات مخلوقاته كلّها، فيزيد في الحصار والشدّة والابتلاء إلى أن يتخلّى كلّ من هو ذو نفوذ وصاحب جاه وسلطان عن هذه الفئة المبتلاة، ليس لعدم الاكتراث بل لعجزهم المطلق عن مدّ يد العون فلا حول ولا قوة لهم أمام جبروته تعالى.
-(فغلق كل الأبواب إلّاه): استطاعت القاصّة من خلال هذه الجملة الفعلية بالزمن الماضي إلى الوصول للنهاية المدهشة الحتمية التي لا مفرّ منها لتكون القفلة محكمة وحاسمة فقد رفعت الأقلام وجفّت الصّحف...نعم أغلقت جميع الأبواب، ولم يتبق غير بابه جلّ جلاله لتطرقه تلك الصفوة صاغرة ذليلة وخاشعة ومنها الرجاء بوجهه الكريم من فكّ البلاء والوصول إلى الخلاص عند الإخلاص في الدعاء مع الاعتقاد الجازم أنّه وحده له الأمر كلّه ، فهو الشافي والمعافي والمغني والمعين وهو وحده أرحم الرّاحمين وبرحمته تتمّ النعم، تصديقاً لقوله تعالى:{ادعوني أستجب لكم}.
_تقييم النص:
القصة من نوع القصة القصيرة جدّاً ذات طابع ديني إيماني وهي بنفس الوقت رسالة توعوية ممنهجة لإدراك الحكمة الإلهية وأهمية الدعاء والاستغاثة بالله تعالى وحده خالصاً لوجهه الكريم.
تحيتي للقاصة الأستاذة المبدعة: دينا ناصر الدين، نعم لقد نبغت وأبدعت في إضفاء الروح الإيمانية على محتوى هذه القصة الرائعة، لتكون الفكرة هادفة لا عبثية، وصادقة لا مزاجية.

نقد وتحليل: أكثم جهاد/الأردن

الرد على قصيدة الشاعر نزار قباني ... بقلم الشاعر المبدع الدكتور / عقيل درويش

ومضى ٢٢ سنة على رحيل أستاذي و لا أجد لقبا اصفه به سوى أنه نزار قباني
رحم الله فقيدنا الكبير و غفر له
بعد عقود على قصيدته هل تسمحون لي
كتبت ردا عليها اترككم  قصيدته  ثم نصي
*** هل تسمحون لي ****

هل تسمحون لي
أن أربي أطفالي كما أريد، وألا تملوا علي اهواءكم واوامركم؟

هل تسمحون لي
ان اعلم اطفالي ان الدين لله اولا، وليس للمشايخ والفقهاء والناس؟
هل تسمحون لي
ان اعلم صغيرتي ان الدين هو أخلاق وأدب وتهذيب وامانة وصدق،
قبل ان اعلمها بأي قدم تدخل الحمام وبأي يد تأكل؟

هل تسمحون لي
ان اعلم ابنتي ان الله محبة، وانها تستطيع ان تحاوره وتسأله ما تشاء،
بعيدا عن تعاليم أي أحد؟
هل تسمحون لي
الا اذكر عذاب القبر لاولادي، الذين لم يعرفوا ما هو الموت بعد؟
هل تسمحون لي
ان اعلم ابنتي اصول الدين وادبه واخلاقه، قبل ان افرض عليها الحجاب؟
هل تسمحون لي
أن أقول لابني الشاب ان ايذاء الناس وتحقيرهم لجنسيتهم ولونهم ودينهم،
هو ذنب كبير عند الله؟
هل تسمحون لي
ان اقول لابنتي ان مراجعة دروسها والاهتمام بتعليمها
انفع واهم عند الله من حفظ آيات القرآن عن ظهر قلب دون تدبر معانيها؟

هل تسمحون لي
ان اعلم ابني أن الاقتداء بالرسول الكريم يبدأ
بنزاهته وامانته وصدقه، قبل لحيته وقصر ثوبه؟

هل تسمحون لي
ان اقول لابنتي ان صديقتها المسيحية ليست كافرة،
والا تبكي خوفا عليها من دخول النار؟
هل تسمحون لي
ان اقول، إن الله حرم قتل النفس البشرية، وإن من قتل نفسا بغير حق
كأنما قتل الناس جميعا

نزار قباني
  *** هل تسمح لي ***

يا ابنَ العروبةِ
و شاعرَنا نزارْ
هل تسمحُ لي يا سيدي
أنْ أقرأَ لك موجزَ الأخبارْ
فقد تغيرَ الحالُ
باختصارْ
عكس ما تمنيتَ
كانَ المسارْ
قدْ فقدَ العربُ
كلَّ قرارْ

يا سيدي
مازالَ الغربُ
صاحبَ الأمرِ
و زادَ عليهِ
أن  يبطشَ فينا الجارْ

قدْ عرفنا الموتَ الآنَ جيدًا
و عذبنا بعذابِ القبرِ
رأينا الغدرَ
و التمسنا له الأعذارْ
رأينا الظهرَ مع فلقِ الفجرِ
و المغربَ قبلَ العصرِ
رأينا داعشَ
أتصدقُ ذلك
قد رفعوا يا سيدي
راياتِ النصرِ
وأعلنوا النذيرَ يا نزارْ
أتصدقُ
أن مدننا أصبحتِ الآنَ
محررةً من الإعمارْ
قد باتتْ أكوامًا
من الأحجارْ
حضارةَ تدمرَ فجروها
باتتْ أعاصيرَ من الغبارْ
و القبورَ حرروها
من قداستِها و نبشوها
فعل لم يفعله الفجار

هل تسمحُ لي أن أخبركَ
لم يعدِ الدينُ موجودًا
عدنا إلى الجاهليةِ
عادتْ القبائلُ
و الغزواتُ
عادَ عصرُ الصعاليكِ
و الأشرارْ
لم يعدْ عندنا شيءٌ اسمه كفرٌ
فجميعنا نتحدثُ باسم اللهِ
و نرتكبُ المجازرَ
باسمِ الكفارْ

هل تسمحُ لي يا نزارْ
لَقَدْ استطعْنا حلَّ
معضلةِ الحلالِ و الحرامْ
لم يعدِ الحرامُ موجودًا بيننا
لقد أُحلَّ لنا كل شيءٍ نريدهُ
الدمُ حلالٌ و مباحٌ بأيِّ وقتٍ
لم يعدْ هناكَ حقٌّ و باطلٌ
لنماطلْ
و لم يعدْ هناكَ أسرارْ
نجاهرُ بالخيانةِ
و ننبذُ الوفاءَ
أعتقنا المساواةَ
و استعبدنا العروبةَ
في كلِّ الأقطارْ

هلْ تسمح لي يا نزارْ
أن أقرأ النشرةَ الجويةَ
نشتاقُ الليلَ
السمرَ و القمرَ
و أيضًا نشتاقُ شمسَ النهارْ
نشتاقُ الثمرَ و الشجرَ
نشتاقُ الجوريَّ و الياسمينَ
و عبقَ الفلّ و الغارْ
نشتاقُ الكنيسةَ و المسجدَ
نشتاقُ كلَّ جامعٍ يجمعُنا
نشتاقُ الطفولةَ
و أطفالُنا لم يعرفوها
نشتاقُ الكلمةَ الحرةَ
و لو كانت مرةً
نشتاقُ النثرَ و الشعرَ
و قصائدَ القبانيِ نزارْ

د.عقيل علاء الدين درويش