Thursday, October 31, 2019

عين الحسود ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / يحيي الهلال

***** عَينُ الحَسودِ *****

سبقَتْ عيونُ الحاسدينَ رَصاصا
          لا يمـلكُ المحسـودُ منهُ خَلاصـا

يا لَيـتَها فُقـِئتْ وغابَ ضـِياؤها
            وتـناثرتْ مِـزَقًا وَكانَ قِصـاصـا

مُتـربِّصٌ فقَـدَ القـناعةَ واقتفى
             أَثَـرَ  الفـقـيرِ فـَزادهُ  إرهـاصـا

وخـَزائـنٌ مـلأى بكـلّ  خَبيـئةٍ
              بِالشّـحِّ وَثّـقَ عهدهُ إخـلاصـا

يجري ويَلـهثُ خلفَ كلّ غنيمةٍ
           جَـريَ الوحوشِ يحوزُها قَنّاصا

لا فـرقَ بيـنَ غـِنىً ولا فـقرٍ إذا
            حَكَـمتْ طِباعُهُ أفـقدَتـهُ مَناصا

ما ذنبُ أطـفالٍ أصابهُـمُ الأذى
            منْ فِعلِ عينٍ قد غدوا أقفاصا

(العينُ حـقٌّ) فانتَـبِهْ لِشـُرورها
            ونَـبيـُّنا  زادَ  الكـلامَ    إِفـاصـا

لنْ تَسبقَ الأقدارَ عينٌ إذ رمَتْ
             مَهـما تزيدُ على الأذى إرعاصا

مـا ضـَرَّ لو ذكـرَ الحسودُ إلـههُ
             كي يقتدي بالأكرمينَ مُصاصا

يُبدي منَ الخلُقِ الكريمِ عظيمهُ
          يُخفي الأذى من عينِهِ وَرَصاصا

يرقى بِحُسنِ سَجيّةٍ قِممَ العُلا
             هَجرَ الشُّرورَ مُصمِّـمًا وقـّاصا

ياربّـنا... إِجعلْ فـؤادي زاكـيًا
             تُبقـيهِ في بحرِ الهدى غَوّاصا

واخـتِمْ بِحُسنِ الفِعلِ كلّ صحائفي
           بِيـضًا تنوءُ عنِ الشُّرورِ خِماصا

#بقلمي يحيـى_الهـلال

31/10/2019

أحلامي المنسية ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ناريمان معتوق

أحلامي المنسية/ناريمان معتوق

أتركني أكتب فيك قصيدة من حب
لم تزل أحلامي
تضاحكني
تبكيني
تعانقني
أيا حلمي ويا أملي
أتتركني في مهب الريح يمزقني
يصادفني طيفك العاري
يكلمني صوتك الآتي
يحررني من أمسي ومن يومي
يجبلني بأيدي الخوف
يعانقني وعلى كفة أحلامي يزرعني
يقيدني بذل القهر
ويركع أمام أيامي....
كدمية هربت من يديّ طفل
ويكتب بحبر الحب
يرسم على الأشجار أشواقي
أيا حلمي تعال نمشي بحرية
وبين كتب محكية
بين أشعاري المروية
وأنا أكتب للأمس واليوم
حتى لأحلامي المنسية
وأقبلك على حافة قصائدي
أودعك....
فأكتبك حروفاً تحتاج لعناقك
.....وبالبعد تهددني؟
وأنا بيني وبينك كل المسافات
ألن تسأل عن الأشواق
وعن بيتك والمشتاق
أنا نسمة تعانق فجرك الآتي
يا أملي....ويا حلمي
(أحلامي المنسية)

ناريمان معتوق/لبنان
30/10/2019

مدينة الذكرى ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / أمل عطية

مدينة الذكرى..
في فؤادي كامنة..
أعدو إليها جامحة
بخيالي الظامئ لها
أعبر واقعي الحزين
أفتح الباب اليها
اخطو فوق طرقاتها
هنا كان لعبي ولهوي
وهنا درسي وجدي
أرجوحة المرح في بهوها
أحبة كانوا أشجارا تظللنا
أميرة بهية كانت طفولتنا
لما غادرتنا غادرنا معها
العالم المسحور.
شوق إليها لا يغادر
وأحلام مطوية
  يكمن في القلب
حنين له لا يفارق
أمل عطية

حلم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / الجامعي بوتشي

حلم
 صحا مفزوعا، جلس على حافة اللحاف يقاوم قطرات العرق المنسابة عبر التجاعيد المتيبسة ،همس بتحشرج:  اود أن أعرف لماذا تعصف الريح فتنتفض رفات الموتى ؟. رأى ما رأى. رأى امرأة تعتلي صهوة جواد شديد السواد وتقوده عبر حقول من العظام والجماجم .يتأملها  لا يستطيع أن يرى نهايتها: خراب دخان وعويل. المرأة ترتدي  وشاحا أسودا ، ووجها مغطى بحجاب قاتم مثل ليالي النحيب. المرأة الرعناء السوداء  تقسو على الجواد ، غير أنه لا يستطيع أن يهب الريح ذاته، يرفض التلاشي في هلام السواد. ينساب كوميض منفلت من ذبالة نجم آفل، ينزع لونه، يتلبسه شحوب شفاف، الشحوب يزداد من خلال الزبد الأبيض الساخن المندلق من فيه
المرأة تنتصب فوق صهوة الريح وتضرب الجواد الأسود. الجواد الأسود يزداد شحوبا بسبب الزبد الأبيض الساخن المندلق بغزارة، أنه يتحدى الموت. يرفض أن يتلاشى.
قال بحسرة: أليس من الممكن أن يحصل العكس تمامًا؟

لا لوم و لا عتاب ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد عبد الغني عمارة

(( لا لوم ولا عتاب ))

رحلت دون سابق إنذار
على غفلةٍ دون وداع
لا أعلمُ ما السبب
و لم أكن أبداً سبب
رحلت ومعها سِرها
و رحل معها كل الجمال
مع دفء الهمسِ والمقال
رحلت مع غروبِ شمس الخريف
وأخذت معها كل ما يزهو
أو يفوح بعطرٍ ويؤنس المكان
راحت وراح معها السمر
فليبكي عليها القمر
وكل ما كان شريك في السهر .
كم من غرابةِ الأيام
ومواقف تخطت كل الحُسْبَان
أطاحت بكل آمالٍ و رسم خيال
يا من ملكتَ الكيان والوجدان
سألتمس لك كل الأعذار
وأُحسن النوايا وأنتظر القرار
ولا أشُكُ أن القلبَ أخطأ المسار
وإن أخطأ فلا لوم ولا عتاب
كفاهُ جُرحَاً وأنيناً وطول إنتظار .

بقلمي // محمد عبدالغني عمارة .

قيامة قادمة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أيمن السعيد

قيامة قادمة..بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية..
إلى وطني تأتي الجيوش
إلى وطني جموعا وحشودا
وأنا بثمن بخس بعيدا
أصرف وطنيتي الزائدة
كينبوع ماء يصل حدوده
مبللا بدموع الأسى
أسياجه الحزينة الشائكة
وعلى ترابه أهوي
متعفرا بذراته الطاهرة
أسمع بيانات الأمم العاهرة
القلقلة المنددة المستنكرة
المنافقة الشاجبة
مزينا قلقها
ببحار دماء سيالة مخضبة
بأشلاء بشر واطفال ممزقة
ببيوت عربية مدمرة
وكأن حجارتها الناطق ركامها
تتساءل في حيرة الدهشة
بأي بأي ذنب غدت مدمرة
بأي ذنب تنزف الدماء المعطرة
ألأننا المسلمون المنبوذون
ألأن غناء أطفالنا الفاتحة
ولما لموتنا فقط
ولما لأشلاء أطفالنا فقط
تلهج الألسنة بالقلق
تلك الأمم المتحدة
وبقية من يموت من
البشر تقوم قيامتها
وتحشد أساطيلها
وتتأهب جيوشها
وتحت الفصل السابع
أو بدونه يباد العرب
أيتها الأمم المتحدة السافلة
ما ذنبنا أن ولدنا مسلمين
ما ذنبنا أن يكون العشق فلسطين
ما ذنبنا أن الله نسقنا
وفطرنا له عابدين
وأننا من أهدينا الأمم الحب
وأننا أهدينا الأمم العلم
وأننا كنا بناة أسس الحضارة
وأننا نهوى السلام والسلامة
هل جئنا بجيوشنا لأوطانكم غزاة
هل سرقنا منكم النفط والفوسفات
هل تدخلنا في سياساتكم
في نمط عيشكم وحياتكم
هل  وهل وهل وكم من الأسئلة
ولكنكم تخرسون بصمت الأجوبة
فأنتم لستم راضون عنا ولن ترضوا
فحكمكم علينا مسبقا مبرما
نحن المسلمون المنبوذون لديكم
نحن الذين نصلي لله خمسا
ونصوم في السنة شهرا
ونحج إلى بيت الله استطاعة
تهمتكم لنا دااائما جاهزة
نحن الإرهابيون في دساتيركم
ومواد قوانينكم
وقواميسكم وأشعاركم
وصحفكم وإعلامكم
فخليفتنا عميل لكم
في أجهزة استخباراتكم
ويطالب بالخلافة باسمنا
من غير علم منا
ثم تقتلوننا بطائرات تحالفكم
باسم الإرهاب
والإرهاب غريب عنا
وجئتم به إلينا وباسمنا
من آلاف آلاف الأميال
صنعتم من عملائكم
خلفاء لنا وبالخلافة ماطالبنا
ويقتل خليفتكم أبناءنا
وتقتلون الشعوب وإياه بالتوافق
وكل هذا مخطط شيطانكم لنا
لتسرقواثروات أوطاننا
وتتنعموا برفاهية بسيلان دمائنا
ثم تكتفون بالقلق علينا
وأنتم مصاصو دمائنا
تبا لكم ولأممكم المتحدة
تبا لإنسانيتكم العاهرة
تبا لشياطينكم الماكرة
لن يفلح مكرها
والله أشد قوة وأشد مكرا.
بقلمي..أيمن حسين السعيد...سورية

عجبتُ منك ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محروس فرحات

...........عجبت منك ...........
قد عجبت في هواك كيف أمري
جدت  فيك  بكل  حب  أنت سري
أنت كل الشوق يغدو في الحنايا
حيث كان وحيث كنت فيك عمري
ذاب يسأل من تراه سوف يهذي
بالمشاعر  والجمال أنت  زهري
أنت من  يتبعه مني  في  الحياة
طبت حيث كنت يسرا فوق يسري
كم لصوتك من نعيم  في طريقي
حين كنت في عروق  مني تجري
حين  كنت  كالعبير   في  حياتي
كالنسيم  بل  كماء   ملؤ   نهري
حين كنت لي نعيم  لست  أنسى
كم بعمري قد كتبت  لست أدري
كم وددت من  قديم  كل  عمري
فيك   طال  فالجمال منك  يغري
أن أظل  العمر  فيك  قد رسمت
كل   خط  يتلو  خط   كل  صوت
كل  طيب منك  أنت  كل  عطري
يا سماء  قد  أظلت   كل   دربي
بل وصارت لي رياض فيها زهري
فيها  حلو  للزمان  عندي  يخطو
وابتسامي حيث كنت يبدي عذري
واعتزازي  في  هواك  إن  تأنى
يكتب الأشواق سطرا  ألف سطر
واحتسابي  فيك   قلبا  قد  تولى
يلهو خلف الحلم مني كم سيجري
وانشغالي بالحياة بكل واد سرت
أسمع الأشواق  فيك كل  شعري
كم لعين  منك  باتت  في  فؤادي
تسمع  الأطياف همسا مثل قمري......القمري طائر
تغدو سحرا في فضاء  الحب ليت
كل صوت  منك  جاء  كان  وكري
كان   وكرا   للأماني    مزهرات
طيبات  في  رحابك  ضاع  عسري
.......د محروس فرحات ........

جراحات العراق ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / مدحت الجابوصي

( جراحات العراق)
بقلم الشاعر/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

لا زلتُ منكِ على وعدٍ وتذكارِ.....كريمةَ الأصلِ كم أجَّجتِ من ناري
ياوردةَ الكونِ ياشمساً وياقمراً.......تفديكِ نفسي ولم أُوفِ بمعشارِ
ما زُغتُ عنكِ ولكنْ أمَّني ألمٌ.....لمَّا رأيتُ بلادَ العُرْبِ في نارِ
أرضَ العروبةِ ياأرضي وياوطني.....ماذا دهاكِ أتلْكُمْ عينُ نظَّارِ
*****
شعبُ العراقِ بحالٍ لا يُسرُّ لها......أهلُ العروبةِ في أنحاءِ أقطاري
شعبُ العراقِ لهُ في قلبِنا نُزُلٌ......ما كانَ إلا أماماً طولَ أعصارِ
كانَ الأعزَّ وكانتْ أرضُهُ حَرَمَاً......على الأعادي كمثلِ الكوكبِ الساري
واليومَ تطمعُ أمريكا كما طمعتْ......من قبلُ فيهِ وكم باءتْ بأوزارِ
كحالِ إيرانَ من تسعى على طمعٍ.......ترجو العراقَ لتُنعى منهُ أوتاري
أفدي العراقَ وأفدي معشراً سكنوا......  أرضَ العراقِ بأنفاسي وأعماري
وأمقُتُ الغربَ أمريكا وما صنعتْ.......من الدسائِسِ في قومي وأمصاري
إيرانُ مالكِ ما تبغينَ من وطني......أفسدتِ أرضي وبؤتِ اليومَ بالعارِ
لاتفسدُ الأرضُ إلا من مئاربِكُمْ......ولايُساءُ سوى منكم بنو الدارِ
هذا العراقُ غدا من بعدِ عزَّتِهِ......أوهى البلادِ وأنتم أصلُ إفقاري

مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

في أروقة الأيام ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / حسين الرفاعي

في أروقة الأيام
أهزوجة
وريقات الخريف
تبادلني بسمه
تحاورني... تهديء من روعي
طيف طفولي...
خطوات عفويه
...
بخفة ورشاقة
أفئدة حانية
تسابق الخريف
بكل تفاعلاته.. وريقاته...بسماته
تحديه... أرقه...
...
كم هو حرف جليل
وفؤاد جميل حتى لو كان عليل
فحديث الروح للود دليل
سيبقى ..كما الشمس
فطريق الحزن إليه مستحيل
....
سر الجمال باق وبسماتكم
لناظري إكليل...
ليتني أمتلك مفاتح فرح طفولي
لأحوط به مياه غيمة
فتنبت لعيونكم ألف إكليل
،،،
*حسين الرفاعي*

الحذاء المثقوب ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / سحر محمود

بسم الله الرحمن الرحيم
قصتي القصيرة في أدب الطفل الفائزة بالمركز الثاني.
الحذاء المثقوب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرجت صفاء من المنزل وهى في غاية الحنق، صفقت الباب وراءها وأخذت تحدق في المنزل، ثم هرولت وهي تحدث نفسها وتقول: لماذا أعيش في هذا المنزل القديم الذي يعلوه السواد؟ ألبس ملابس تحيكها أمي من بقايا الأقمشة المهملة في مصنع الملابس الذي تعمل فيه، والأن أرغم على الذهاب إلى المدرسة بهذا الحذاء المثقوب الذي قامت أمي برتقة.
-لقد نظرت لي أمي بعيون حزينة ثم نكست رأسها ونظرت طويلا إلى الأرض وقالت: عن قريب سأحصل لك على حذاء آخر.
-"طبعا سيكون مستعملا"
وهى مشغولة في الحديث مع نفسها توقفت فجأة!!
أخ، إنه هذا الثقب اللعين تمزق وخرج إصبعها منه.
ياللهول، ماذا أفعل الآن؟
أخذت صفاء تدخل إصبعها إلى داخل الحذاء بلاجدوى.
قالت في إصرار: لن أذهب إلى المدرسة.
زاد حنقها فأجهشت في البكاء وأخذت تمشي دون أن تدري إلى أين؟
أدركها الإعياء فتوقفت ومسحت وجهها وفتحت عينيها ونظرت حولها، فلم تتعرف على المكان،
ولكن، لفت إنتباهها هذا المنزل الكبير الجميل، الذي يؤدي إلى بابه المحلى بحليات ذهبية، هذا الدرج الرخامي.
هرعت صفاء إلى هذا الدرج وجلست عليه وأخذت تتلمسه، ثم ألقت بحقيبة كتبها بجانبها،
وأطالت التحديق في المنزل، فغلبها النعاس، فإرتمت على الدرج ونامت.
استيقظت على صوت امرأة عجوز، أسرعت في النهوض وقالت وهي تفرك عينيها: أين أنا؟
فتحت عينيها، فإذا بها أمام المنزل.
اصطحبتها العجوز للداخل، وهى مذهولة بما ترى من ثراء وفخامة!
وفي أثناء تفحصها للمنزل، لمحت فتاة عند النافذة تجلس على كرسي مدولب.
اقتربت العجوز بالفتاة التي هى في مثل سنها تقريبا، وقالت: هذه حفيدتي ريم، وأنت: مااسمك؟
-صفاء، تفحصت صفاء ريم وبهرتها ملابسها الجميلة الفاخرة، ولكن نظرها تحجر أمام هذا الحذاء الأحمر الرائع الجمال، ولكن كانت تتعجب من شحوبها وحزن عينيها. وكأنها لم تنتبه
إلى أن ريم مقعدة لقد أخذتها البهرجة.
لاحظت ريم تحديق صفاء بها، لكنها الأخرى كانت تتفحص صفاء، صاحبة الضفائر الذهبية
والوجه المستدير، وملابس المدرسه المستعملة، وحذائها القديم المثقوب وإصبعها الذي يخرج من الثقب.
قالت ريم وهى تحدق بحذاء صفاء: ما أجمله من حذاء!
شعرت صفاء بالخجل وظنت أن ريم تهزأ منها!
فقالت: غريب ماتقولينه وأنت تلبسين حذاء جديد رائع الجمال، هل تهزأين من حزائي المثقوب؟
ردت ريم: بالعكس أنا سعيدة لرؤية حذائك هذا!
إنه مهترئ وهذا دليل على أنك مشيت فيه ولعبت ورقصت.
هذه هى وظيفة الحذء يصاحبك زمنا ثم يهترئ ولا يظل جديداً على الدوام.
ليس مثل أحذيتي التي تظل جديدة، ثم قالت: تعالي معي ياصفاء لأريك شيئا.
أخذت ريم صفاء لحجرتها وأرتها أثوابها الغالية المعلقة والتي لم تلبس، وأحذيتها الكثيرة الجميلة
الجديدة والتي تبقى جديدة.
بهرت صفاء وقالت: عندك كل هذا وحزينة!
قالت ريم: "مافائدة كل هذه الأحذية الجميلة لمقعدة مثلي"
هذه الأحذيه لاأحبها خذيها كلها وأعطني قدمان ترقصان في حذاءٍ بالٍ مثل حذائك أو تمشى على الأرض حافية في مرح يداعبها تراب الأرض.
خذي حياتي هذه إن كانت تعجبك وأعطني حياتك!!
فهذا البيت الكبير بمثابة السجن لروحي الحبيسة فيه، وأتمنى أن تصبح أحذيتي كلها مثل حذائك
القديم المثقوب.
نظرت صفاء إلى اصبعها في الثقب وأخذت تحركه وأخذت تحدث نفسها وتقول: "حقا مافائدة الحذاء دون أن أمشي فيه وماأهميته إن كان جديدا أو مستعملا"،وتذكرت أمها وأقسمت أن تشعرها بالسعادة وتقبل كل ماتأتي لها به برضاء نفس، ونظرت لريم وهى محاطة بالكرسي المدولب، فشعرت بالشفقة عليها.
قالت صفاء: لقد تأخرت لابد أن أمي مشغولة لغيابي.
قالت ريم: هل ستزوريني؟ نعم وسنكون من اللحظة أصدقاء.
عند الباب أعطت جدة ريم صندوق صغير لصفاء وقالت: هذه هدية من ريم لك أرجو أن تأتي لزيارتها، قالت: شكرا، وسوف أتي لزيارة ريم وأتمنى أن تأتي لزيارتي أيضا.
هرعت صفاء إلى خارج المنزل الكبير وهى تتنفس الصعداء، وقد شعرت فجأة باشتياق لمنزلها القديم الصغير الذي يعلوه السواد، لكنها أرادت أن تعرف ماذا يوجد في الصندوق؟
فتحت الصندوق وإذ بداخله حذاء جديد لامع لونه أحمر، أعجبت به ولكن نظرت بحب لحذائها
وأخذت تحرك أصبعها من الثقب وتضحك وأخذت تجري وترقص في حذائها القديم المثقوب، وكأنها لأول مرة تشعر بقدميها، لقد أدركت كنزها.
-----------------------------------------------------
بقلم : سحرحسين محمود.

ليلي و المرواني ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / فايز أهل

ليلي والمرواني ..

أحزنني المرواني حسن وأبكاني
أسال دمع قلبي؛ وملأ الحزن جفوني...

بكى المرواني دونما دمع العيون
والقلب يحترق وأصاب العقل الجنون...

وقال في وصف الحبيب كلاما
عجز عنه القاموس؛ فألهب الشجون...

حين قال
ما الدمع يكفي أن أبكيك يا أملي
ولا الدماء مسربلة من شراييني...

كنا تواعدنا بعد العام نرتبط
فالقلب يرقص طربا حين تأتيني...

مرت شهور العام وكنت في فرح
والقلب منتظرا لحبيب يحييني...
....
وفي الموعد المضروب جاءت
وفي يدها يده يقول ألا تهنيني...

وأثارت هموم الكون في قلبي
وروحي بكت ألما؛ ونار الحزن تكويني...

أهذا الحبيب الذي كنا تواعدنا
بعد إنقضاء العام آتيه ويأتيني؟..
....
جاءتني نظرة من عينه فأوجعني
وتمنيت لو أن زماني لزمانه ينسيني...

وحملت أحزان الدنا والهم في كبدي
والخطو يحملني تارة؛ وتارة يرميني...

وحزمت أمتعتي وذهبت على عجل
لعل البعد عنها ينسيني؛ يداويني...
....
مرت سنين العمر والنار في قلبي
وما شفاني البعد، ولا الغربة تنسيني...

وكنت إذا مر طيف الخل في خلدي
يزداد الشوق في قلبي؛ والنار تكويني...

فما أفاد البعد عن خلي وما نفع
فحبي له يزداد والشوق وحنيني...
....
وبعد سنين الهجر عدت أدراجي
أطوي عمري هنا وشهوري وسنيني...

وتشاء لنا الأقدار فأراه؛ أقابله؛ ضحكت
وتمالكت ؛ مخفيا أحزان قلبي وأنيني...

لا النفس أسعى إسعادها؛ ولا الفرح
يكفيني أن أراه يحيا سعيدا؛ فيحييني...

فايز أهل
 ٢٨-١٠-٢٠١٩

زلزالٌ ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الإدريسي

زِلْزال
اِنْتِفاضَةٌ حِراكٌ ثَوْرَةٌ اِنْطَلَقَت
وكالاتُ الأنْباءِ أخْباراً نَقَلَت
 إنَّ ثَوْرَةً عِنْد العَرَبِ اِنْدَلَعَت
الأرْضُ تَحْت الطُّغاةِ تَحَرّكَت
تَحت أقْدامِ المُفْسِدين رَقَصَت
كالنَّارِ في الهَشيم لُبنانَ وَصَلَت
بِسُرْعَةِ الأقْدارِ تَنْتَقِلُ الاحْتِجاجات
شُعوبٌ في بَلَد العُرْبان اِسْتَيْقَظَت
شُعوبٌ تُطالِبُ بِمُحاكَمَة اللُّصوص
مَنْ هُمْ فَوقَ القانونِ و النُّصوص
لَمْ يَعُد الصَّمْتُ مُمْكِناً طفَحَ الكَيْلُ
هَبَّتْ رِياحٌ عاصِفةٌ وَصلَ الزُّبى السَّيْل
العَبثُ الظُّلْمُ الفَسادُ طالَ ظَلامُ اللَّيْل
المُسْتَبِدُّ في نَادي التَّدْليك والتَّجْميل
الرَّئيسُ يُجَدِّدُ شَبابَ جِسْمِه الهَزيل
يُغَطيّ بَياضَ شُعَيْرات صَلَعِ رَأسِه
يَعْتَقِدُ هكذا تَعودُ إلَيْه بِدايَةُ شبابِه
يَهْتَمُّ الأعْوانُ المُنْبَطِحون بِنَحْسه
كُلُّ الشّوارِعِ و السّاحات اِمَتَلَأت
أصْواتُ المَظْلومِ إلى السَّماء اِرْتَفَعَت
ضِدَّ المُستَبِدِّين حُرَّاسِ مَعْبَدِ الفَساد
ضِدّ علي بابا و أصْحابِه و مَن قاد
ضِدَّ 'الزَّعيمِ' 'المُلْهَمِ' الأوْحَد
أوْصَلوا الأُمَّةَ إلى حَدّ الاِلْحاد
أغْوارُ اللُّصوصِ عِنْدهُم تَشابَهَت
كَمْ مِن أعْوان علي بابا جَمَعَت
على حِين غِرَّةٍ أخَذَتْهُم الثَّوَرات
حاشِيَةُ فاسِدةٌ بِطانَةُ الزَّعيمِ الجَبان
مُرْتَزِقَةٌ خُدّام الأسْيادِ حُرّاسُ السَّجّان
مَنْ عَذَّبَ حَرقَ جُثَّةَ أخيه الإنْسان
مُفْلِسو السِّياسَة الهُروبَ يُخَطِّطون
الأهْلَ الأمْوالَ المَسْروقاتِ يُهَرِّبون  
أمْواجُ الثَّوْرَةِ تَجْتاحُ أسْوارَ قُصورِهم
زِلْزَالٌ قَوِيٌ عَطَّلَ مُخَطَّطات زَعيمِهم
ألَمْ يَدْرُسوا عُلومَ و قانونَ الفيزِياء
الضَّغطُ فيه اِنْفِجارٌ تَدميرُ الأحْياء
يا خائنُ الأوْطانِ يا قَاتِلُ الأحْرار
مَهْما مَكَرْتَ عَهْدُكَ في احْتِضار
فالشُّعوبُ الثّائِرةُ أخَذَتِ القَرار
لا ذُلُّ و لا هَوانُ فَقَط الاِنْتِصار  
طنجة 29/10/2019
د. محمد الإدريسي

زهرة العمر ذكرى ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / حسين زنكنة

زهرة العمر ذكرى

الكل يدرك عاجلا أو آجلا
الحب ينمو في رحم الحبيبة
مثل حنان وسخاء خديجة
في الأعماق سيمفونية أو موسيقى
فكرة تنبثق للأدباء كل دقيقة
كالصديق المخلص يبحث عن صديقه
بشارات فتاة عذراء عفيفة
ابتسامات ضحكات طازجة بريئة
قلعة يرسوا عليها أشرعة السفينة
للمرء حياة ممات وذكرى
كزهرة أو قطعة حلوى
يحيى بعد أن يغطى بالثرى
الحب في المرء ثورة و ملحمة
موجود في الأعماق كاللؤلؤة
كلوحة في المتحف ثمينة
الحب ليس أسطورة  بل حقيقة
فراشة تحلق حلوة أنيقة
الحب غزوة قوية وجريئة
عملية جراحية للتجميل أكيدة
طرق مفتوحة للفردوس الأعلى
حسين احمد عبدالله الزنكنة /العراق

إذا جنّ الليلُ ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / لمياء فلاحة

138
إذا جنَّ الليلُ

تتهاطلُ أشواقي
يشتعلُ الحنينُ
في وريقاتِ الزّهرِ
فيثمل من ارتواء
نسيمُ الليلِ هفهفَ
والقمرُ الفضّيُ
يغمرُنا بموجاتِ الشوقِ والهناءْ
فيرتدُ على شواطِئ اللهفةِ
ويتكسرُ على صخورِ
الغيابِ كلُّ احتواء
اذا جنَّ الليلُ
 أينَ مني هاتيكَ العينين
تحتويني
 تحتضِنني
كوشيعٍ من ضياءْ
وأتلاشى في وميضِها
ثم تلفظني
في  مداراتٍ العشقِ
أذوبُ فيها
وتذوبُني
كقطعةِ سكرٍ
في فمِ الاشتِهاءْ
إليك يامنْ بحضنِك
ملكتَني
غمرتَني
بحبِك حدَّ الإمتِلاءْ
روحي ..وحبي
عمري ..وسعدي
أحلامي.. أنغامي
دونك تضيعُ هباءْ
لمياء فلاحة
26/10/2019

إذا حنّ الليلُ ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / لمياء فلاحة

138
إذا جنَّ الليلُ

تتهاطلُ أشواقي
يشتعلُ الحنينُ
في وريقاتِ الزّهرِ
فيثمل من ارتواء
نسيمُ الليلِ هفهفَ
والقمرُ الفضّيُ
يغمرُنا بموجاتِ الشوقِ والهناءْ
فيرتدُ على شواطِئ اللهفةِ
ويتكسرُ على صخورِ
الغيابِ كلُّ احتواء
اذا جنَّ الليلُ
 أينَ مني هاتيكَ العينين
تحتويني
 تحتضِنني
كوشيعٍ من ضياءْ
وأتلاشى في وميضِها
ثم تلفظني
في  مداراتٍ العشقِ
أذوبُ فيها
وتذوبُني
كقطعةِ سكرٍ
في فمِ الاشتِهاءْ
إليك يامنْ بحضنِك
ملكتَني
غمرتَني
بحبِك حدَّ الإمتِلاءْ
روحي ..وحبي
عمري ..وسعدي
أحلامي.. أنغامي
دونك تضيعُ هباءْ
لمياء فلاحة
26/10/2019

منارة القصيد ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / موسى حمدان

منارة القصيد
وَأَنَا الذِي صُغْتُ البَيَانَ بِمُهْجَتِي ( ) وَبِنَظْمِهِ لَيْلاهُ شَامٍ تُوْلَعُ
بَدْرُ السَّمَاءِ قَصِيدَتِي وَبِصَفْحَتِي ( ) دُرَرُ البَلاغَةِ فِي القَصِيَدِةِ أَجْمَعُ
يَا عَاشِقاً نَظْمَ القَصِيدِ وَمُوْلَعُ ( ) فِي حُبِّ شَامٍ قَدْ رَأَيْتَكَ تَرْتَعُ
إِنِّي جَعَلْتُكِ لِلْقَصِيْدَةِ قِبْلَتِي ( ) حَتَّى أُدَوِّنُ مَا أَرَاهُ وَأُبْدِعُ
يا طِفْلَتِي أَنْتِ مَنَارُ قَصِيْدِنا ( ) أَنْتِ البَهَاءُ لِنَظْمِنَا والمِرْبَعُ
عَزَّ اللقاءُ مُجَمِّعا أهلَ الهَوَى () لِأَزِيْدَ شَوقاً للحبيبِ وأطمَعُ
حتى إذا كان اللقاءُ مُقَرِّبا () أدنو إلى ذاك المكانِ وأركعُ
لِأَرَى الحبيبَ مَعَ الصَّباحِ مُهَلِّلاً () حُبَّاً له شوق اللقا أتجرَّعُ
يا مرحباً أهل الودادِ بصًحبتي ( ) إِنِّي أرَى طيبَ اللقاءِ وَأَقْنَعُ
نُحيي النهارَ إلى المساءِ بِصُحبَةٍ ( ) لِنَرى شمسَ الشروقِ ونقشعُ
بَدْرَ السَّمَاءِ على الدُّرُوْبِ بجانبي ( ) من نورِهِ إنَّ المآقي تُدمعُ
مع عاطر تحياتي : موسى حمدان

المهم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عوّاد المخرازي

المهم
اليوم طلعت جنب بيتي اتمشى . كان في معسكر للجيش جنب حارتنا  رحل .و ترك النا منطقة جميلة صراحة كلها شجر . وصارت الناس تطلع هي واولادها عليه تتنزه والشجر  بالمفرق قليل. لما صرت بنص المعسكر تفاجأت انو في حد قطع بعض اشجار السرو الكبيرة من يوم بس. وقديش هالشي آلمني. يعني تقطع شجرة عمرها اربعين سنة عشان تحرقها بساعة او تبيعها بعشرين دينار . يعني منظر الشجر والطيور والاطفال وهي تلعب تحته  ما بيتساوى بكنوز الدنيا كلها . رجعت البيت وانا مهموم وتعبان جدا من الي شفته .

تذكرت من كم سنة زرت ابن عمي بالحماد على الحدود السعودية العراقية مع غنمه ساكن ببيت شعر بسيط. وكان عنده جار واحد بس بعيد عنه ممكن اثنين كيلو . كان يجمع عبوات المي عشان يحرقها وهو كل اسبوع يروح يوم على الرويشد الي تبعد عن بيت الشعر تبعه مية وعشرة كيلو فيجيب مية صحة بكميات كبيرة عشان تكفيهم للشرب . فيجمع الفاضي ويحرقه سالته ليش تعمل هيك؟ ما في حد حواليك؟ وبعدين هاي ما تأذي الغنم يعني ما توكلها ؟ولو اجت الريح تطيرها شرق على العراق .فهو بالكاد يقرا ويكتب سكت وما عرف شو يجاوب .بعدين قال الي :عشان عيب ..
وبعدها بيوم شفت جاره الختيار شايل شتلة نخل لقاها طالعة بوادي فحملها وراح يزرعها على بركة دبادب وهي بعيدة ممكن خمسين كيلو .عشان بركة دبادب فيها مي طول السنة . سالته ليش تعمل هيك يا حاج .صمت وما عرف شو يجاوب وبعدين قال : خطية بلكي تعيش جنب المي ..
تذكرت كيف اول ما وعيت على الدنيا بالحماد بالصحراء كيف كانت الشطوط تتملى مي بالربيع وكنا نشم ريحة الشيح والقيصوم والنفل من مسافة عشرة كيلو.  لما نرد على المي كنا نعبي مي ونحطها ببراميل ونرمي فيها قطعة ' "شبة"  فتصير المي صافية . وكيف هالشط الي امتلى مي والي هو _بحجم مدينة قد مدينة اربد _ تشوف عشرات الآلاف من طيور القطا والحجل تطير فوقه واعشاشها حول شط المي من كثر البيض ما تقدر تمشي بينها. كنا نجمع البيض بسطل حديد واحنا صغار ونكون فرحانين عشان تقليه النا امي. تذكرت طيور الكركي وهي بتطير بالالاف  فوقنا .غير الارانب البرية والفري . وكيف كان الاردن جميل. من سنين طويلة بطلت الشطوط تتعبى مي وبطلنا نشوف الطيور والارانب. عشان كل ما تمشي كم كيلو تلقى قزايز الوسكي والعرق واماكن خيم . وصار كثير من الشباب يجو من المدن والقرى يطلعوا البر بسيارات حديثة تلقاهم طول الليل يطاردو ارنب صغير يصيدوه و يصرفوا مية دينار بنزين عشان يتصوروا معه وينشرو بالفيس ويقولوا انهم كانوا بالقنيص كونهم فرسان وهم ما بيميزوا الحصان من البغل. ما تركو طير الا طخو عليه وما تركوا كركي بالسما الا طخوه والنتيجة امحلت الارض وبطلنا نشوف هالطيور نهائي بهالصحرا.
قبل عامين  شفت بغابات برقش الي بعحلون شباب راكبين سيارت حديثة ولابسين ملابس فاخرة وهم يقطعوا شجر البلوط وبحطوه بصندوق السيارة واشكالهم تدل على انهم متعلمين ومثقفين . تذكرت كيف كل الناس ترمي الزبالة جنب الحاوية. كيف سرقنا حق الطرقات من العطاءات . كيف دمرنا كل مؤسسات الدولة وكيف دمرنا التعليم . انتشرت السرقة والنصب والاحتيال .التحرش على اسوار بنات المدارس .الاخلاق انحطت ببلدنا. اللحم يغشوه واللبن يغشوه والخضار والفواكه يغشوها. أطنان لحمة فاسدة واطنان مرتديلا واطنان جبنة ومخللات ترميها الدولة كل يوم وتتلفها .الشوارع فوضى ومكسرة والاسواق خبيصة . ما تقدر تركب مواصلات عامة ولا تتعالج بمركز صحي للدولة .كيف الجاهل هو صاحب القلم والحرامي هو المسؤول والشريف هو المسجون .امتلت البلد مخدرات وعنف وحالات انتحار  وصرنا كأننا بسجن الاكتراز الامريكي. معقول الاردن الي تفوق على كل الشرق الاوسط بالتعليم تكون هاي حالته. معقول مئات الالاف من الشهادات العلمية وبالأخر تشعر كانك عايش بعصور ما قبل الجاهلية. والله حتى العرب بجاهليتهم كانوا متحضرين اكثر منا الان.
تذكرت كيف كنت احكي لابني الصغير ما توسخ الاردن لما يرمي محرمته على الارض. واعلمه ان الاردن مقدس هو امنا الي نعيش بحضنها. وكيف كان يرجع البيت زعلان : بابا الاولاد اليوم بالمدرسة وسخوا الاردن . ويحكي الي كيف زملاءه يضحكو عليه عشان قال الهم انتو وسختو الاردن.
 لما توفى ابوي ماتت ثاني يوم الشجرات الي زرعهم .وجارنا كمان صار لشجره نفس الشي لما توفى .وكنت احكي للناس والمثقفين دايما انو الشجر يحب ويكره مثل الانسان وبيشوف كمان وكانوا يضحكوا مني . حتى مهندسي الزراعة ما بيصدقوا هالشي . حكيت الهم عن تجارب الامريكان وكيف صوروا هالشي وعملوا تجارب واثبتوا ان الشجر يحب ويكره ويبكي ويعرف الاشخاص كمان . وما حد بيصدق..
وتذكرت الشجرة الي بكت ورا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشافها كل الصحابة ..

     كنت كل كم يوم اروح على غابة المعسكر انا واولادي حتى يتمرجحوا تحت الشجر ويلعبوا . وكانت تمر المسا غربان كثيرة من فوقنا . ترجع لاعشاشها باخر المفرق بالشمال . كانوا الصغار يعدوها كل يوم ويستمتعوا باصواتها . اليوم طلعنا هناك انا وعائلتي واحنا موجوعين على هالشجر.. وصار اشي غريب ممكن ما حد يصدقه. الغربان وقفت مقابل الاشجار المقطوعة لاول مرة. وصمتت لدقائق وبعدها طارت. هي اكيد شعرت باختفاء اشجار السرو مثلنا مع انها عمرها ما وقفت عليهم. ممكن كانت تعمل محاكمة للمجرم الي قطع هالشجرات. وممكن قررت انها تهاجر من هالبلد.
هو شو الي صاير وخلى كل الشعب عايز يهاجر ويترك البلد مثل هالغربان . ليش صرنا هيك . معقول راعي الغنم والمتعلم يستاووا بالثقافة وبالوعي. وممكن راعي الغنم تقوده فطرته النقيه وبيضل افضل منا..
انا عمري ما شفت ماسوني ببلدي ولا يهودي يدمر ببلدي ولا سائح اجنبي يوسخ ببلدي. بس شفت علي بابا الي مستوطن بعقولنا وضمائرنا ومش راضي يطلع علي بابا الأناني الي ما بيحب الا نفسه .علي بابا المتنمر واللا مبالي باي اشي . شفته بكل مكان ببلدي . شفته والدولة تعمل مية مطب لسيارته عشان تجبره يخفف سرعته.  شفته وهو مكشر دايم ومعصب دايم والقنوة ما تفارق سيارته . شفته وهو يغش وينهب ويكذب حتى دمرها وصار ينادي انو البشرية كلها تتآمر عليه عشان يدمروه .. والحقيقة ما دمر بلدنا  حدا غريب ما دمرنا الا علي بابا الي ساكن بعقولنا وضميرنا هو واشكاله وهذا الزم الي ......قطع شجر السرو.
           عواد المخرازي ٢٩/١٠/٢٠١٩

ضفائر الإفك و البهتان ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ابتسام بطاينة

خاطرة

ظفائر الإفك والبهتان

لغة الصمت تسود المكان..
وحفيف شجر  تتساقط اوراقه..
زوبعةٌ من أنين تجتاحني..
تهدر كما البحر بانفاسي..
تعلو وتزمجر تجر اكفان الحزن..
وتلقيها خارج الروح..
وألف ترتيلٍ لسيمفونية العشق تموت..
وجنائز الفرح تُشَيع لمثواها الاخير..
حين اقسمت الشموع لتنطفئ
قبل الأوان..
وعمَّ ضجيجُ الندم..
يجرُ اذيال الخيبه..
وسرادق نظراتٍ أختلسها من عين شيطان..
عبث باوراقي وأرداها قتيلة العشق..
فطمس السطور..
وبهت المداد..
وتعرقلت ابجديات الحروف..
وضاقت الشجون ذرعًا..
تستمطرُ الإلهام..
وبات أزيزُ قنابل النفس..
يقلق السلام..
فلا تصالح ولا وئام..
سوى صدى شحرورة..
من باقي الأيام..
تذرف الدمع جمرًا..
على سالف الدهر والاوان...
خريفٌ ياتي مهرولاً..
يشقُ عُباب البحر..
فيتصحر الروض..
وتموت الازهار...
وتصفّرُ حدائق العبير..
وتنتحر خزامى الريحان..
سيقان الورد تنحني خجلى..
من عبث الشيطان..
الذي عاث فسادً..
ونسي الرحمن...
يظن أن أشرعة المكر..
تنقذ الركبان..
لا يعلم عن الهيجان..
يعقبه طوفان..
يأكل الحنين..
ويموت الوجدان...
هذا حقيقة انسان...
سرق البراءة من سيدة الحسن..
وأطلق الجآن..
يقطعون اوردة الوصل..
فيظمأ الشريان..
لا أريد اليوم وصلكم..
فلكلٍ منا شآن .
....
كروان الاردن المغرد .

ابتلاء ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / هاني حواشين

إبتلاء :
   كان قلبه يتفطر حزنا وألما  كلما رأى جثة تتشرح أمام عينيه
 - وعيون زملائه المتدربين - في كلية الطب ، لكنه إعتاد على
ذلك ، إلا في آخر محاضرة له ، حيث صرخ صرخة مدوية وسقط
مغشيا عليه ؛ كانت جثة من إعتاد أن يأتيه نهاية كل شهر ليزوده
بأجرة سكنه الداخلي ومصروفاته الجامعية الأخرى؛ جثة والده .
 هاني عبدالله حواشين / الأردن .

Tuesday, October 29, 2019

صنعوا لنا الفأس و السكين ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / عناية حسن أخضر

صنَعوا لنا الفأْسَ والسِّكِّين
ووَقفوا خلفَ السَّتار يُصَفَّقون !!
الثيران يتناطحون ...
وصَفَّارَةُ الحَكَم قَهْقَهَةُ أمريكا
وَمِزْمَارُ اسْرائيل ..
ويَعلُو الصَّفِير !!
وَكَاتِب السِّيناريُو يُلقَّنَهم اذَا مَا نسَوا أو تَنَاسَوا :
فلانٌ كَافر،فلانٌ رَافِض، فلانٌ ناصِب ،فلانٌ
وَفُلاَنٌ وَفُلانٌ
مِنبَرٌ هُنا
وَمِنْبَرٌ هنَاك
وصَوتُ محمَّدٍ يُرَتِّل القُرآن
"لا تقتُلوا النفسَ التي حَرَّمَ اللهُ قَتلَها "
الفتنةُ اشَدُّ مِنَ القَتل
تعالَوا الى كلِمةٍ سَواء فِيما بَيننا
ويَعلُوا الزَّمير
ويستمِرُّ البعيرُ يحملُ اسفاراً
.ويستمرُّ الصَّفيرْ
عِيد !!
مَاذا لدَيكَ اليَوم يَا عِيد ؟؟!
مَوؤدِةٌ وذبيحةٌ وأمٌ ثَكلَى وجَلاَّب أحمَر مِنْ نوعٍ آخر !!!!!
تلِكَ المَقابِر
.وتِلكَ أفئدةٌ مُحرَّقَةٌ وأنينٌ وَ عَويِل
ونَخيرُ عَليل..
وحَلبَةُ الثِّيرانِ
وقَبضُ الرِّهانِِ
وحرب  جديد..؟!
مَاذا لدَيكَ اليَوم يَا عِيد ؟؟!!.
..
عِناية
خَضراء عَامِل

رقية ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / سليمان محمود عباس

رُقـيّـــة ..!!
..
عندما تبلغ الأنوثة درجة القداسة ..
.....
لو في (رقية) دارت الأشــــعارُ
و تمرجح الإمساء و الإعـــصارُ

لو في (رقية) تارة أبغـــي الهنا
أو ألتجي و الكـــــوخ فيه النارُ

ما كنت ألقى في الجنان سلافة
سكرى تلوح بعينها و تــــــــدارُ

حلم على الأيام يبقى خالـــــدا
ما ظل حلم في الطيــوف يزار ُ

انت التي أعطيت قلبي بهــــجة
وسموت فيك لــــذا أظل أغــــارُ

ما كنت أحسب يا (رقيـة) أن لي
قلبا يغيب و أنت فيه مــــــــزارُ

يا كعبة الشرق التي يسـمو بها
حب جليل بالنفوس ســــــــوار

قدس الانوثة ما عرفــــت بأنه
 لله  في الحالين نــــــورٌ .. نارُ

..
شعر :  سليمان محمود عباس ـــ آل معروف

طفولة عجيبة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / جهاد مقلد

قصةقصيرة
___طفولة عجيبة _____
دخل طفلٌ إلى محلٍ للحلويات
وقال للبائع:
_ ليس معي سوى هذه الدريهمات. هل تسمح لي أن آكل من هذه الصينية حتى أشبع؟ وأشار إلى صينية حلوى... نظر البائع إلى الطفل وتمعن فيه، وبكرشه الصغير.
وقال:
_ نعم لكَ هذا، ثم استدار إلى عمله، وهو يحادث نفسه. ترى كم سيستوعب كرش هذا الطفل الصغير؟
أكل الطفل حتى شبع، ثم غافل البائع
وتخفى خلف أحدالزبائن الخارجين وخرج من المحل... وبعد لحظات دخل من جديد مع أحد الداخلين دون أن يلحظه البائع... وتابع الأكل
نظر البائع إلى صينية الحلوى مدهوشاً، بعد كاد أن ينتصف محتواها! وقال غاضباً:
_ ماهذا؟
_هيا أخرج قبل أن تأكل الصينية بالكامل.
خرج الطفل باسماً ونادي شقيقه التؤم الذي يشبهه تماماً المتخفي  خلف إحدى السيارات الواقفة أمام المحل:
 هيا نعود إلى البيت... ما أكلناه اليوم فاق أحلامنا
جهاد مقلد/سوريا

في رثاء طه حسين ... بقلم الأديب المبدع الأستاذ / محمد رشاد محمود

في رثاء طه حسين :
كانت الأمة تسطر صفحة مجدٍها في العصرالحديث ، حينما فجعها الدهر
بنبأ وفاة أديب العربية الدكتور طه حسين في 28 من أكتوبرعام 1973
وكنت حينها في التاسعة عشرة في مبتدأ سنوات الجامعة ، وكنت طالعتُ
نتاج الرجل ، وعرفت له فضله ، بحيث هزني افتقاده ، فاستنطقني قصيدةً
طويلة ، كانَ منها هذه الأبيات :
ولــقد مضَى مَن يَسـتظِلُّ بِسَـمتِهِ
نَضوٌ وتَرقُبُ وَمـضَهُ الطَّخيــــاءُ
ينبــوعُ نُورٍ لِــلأفاضِلِ مَنهَـــــلٌ
ومَـــذاقُـــهُ لِــلآحِـنيـــنَ ذَمَـــــاءُ
جَمعَ النَّقيضَينِ الحيَاةَ إلى الرَّدَى
لِلــفِرقَتَينِ هَـناؤهـَـــــا وشَـــــقَاء
أيَّامُــهُ اللَّائِي شَبَبْنَ علَى الشَّجَى
باهَتْ بِهِنَّ على الشَّجَى الضَّرَّاءُ
يَمسَحنَ أوضارَالنفوسِ سَـواكِــبًا
مِنْ حُسنِهِــــنَّ وإنَّهُــــــنَّ بُكـــاءُ
يَهَـــــبُ الضِّياءَ وعَيـنُهُ عَميــاءُ
واللَّيــــلُ أعمَـى والنُّجـومُ ضِياءُ
يَقِظَ القَريحَـةِ مِـقوَلًا في حِـندِسٍ
تَعمَى لَـــــهُ أفواهُهَــــــا الـبُلَغاءُ
لَمْ تَنأَ في بَطنِ الـرَّغامِ عن الدُّنا
الرَّاكضونَ علَى الثَّـرَى البُعَداءُ
هَــــــوْءٌ وإقــدامٌ ورِقَّـةُ جَـانِـبٍ
خُلِــقَتْ لَـدَيكَ فحـارَتِ الأهــكاءُ
أَتُرَاكَ آنَســـتَ العَـلاءَ فَغُودِرَتْ
دُنيَاكَ يَصحَبُ رُوحَكَ الشُّهَــداءُ
كَرُّوا كَتثبَاقِ القَمُوصِ تَضَوَّرَتْ
مِنــهُ الحَصَاةُ وهَـاجَتِ الأحشاءُ
وكَـــأَنَّمــا غازُ السُّـحُورِالمُقتَنَى
وكَـــأَنَّمــا داءُ الــرَّدَى الأعـداءُ
عَبَروا فأَرهَجَتِ السَّمَاءُ جَهـَامَةً
واستَبسَـــلوا فاهْــتَزَّتِ الأرجاءُ
فَنَمَــتْ دُجُنَّاتٌ تَرَقْرَقُ بِاللَّــظَى
شَــرِبَتْ حُمَيَّاهَـــــا دَمًا ســيناءُ
عَشـرٌ مِنَ الشَّهـرِالكَريمِ تَنَهَّدَتْ
مِثلَ الأَكِمَّــــةِ بَينَهـــــا الأَفعَـاءُ
أضمَرنَ مُعجِزَةً فَفَسَّـــأَ خِدرَهَا
ثُبُتٌ علَى دَركِ الــرَّدَى بُسَـلاءُ
تلك الحياةُ أمَـا تَمـنُّ على الفَتَى
إلَّا وقـد شـــابَ اللُّهَـــى أَجبَـاءُ
إنَّا بَنـو المَـوتَى ولَكِــــنَّ الثَّرَى
حَجَبَ الرُّفاتَ فَأكهَـمَ البُصَراءُ
سُبُلُ الأنامِ إلى الرَّغامِ وكُلُّ ما
فَوقَ البَســـيطَةِ كاللَّــفاءِ لَـــفاءُ
دارٌ يَعيثُ الشَّـــرُّ في جَنَبَاتِهـَــا
قُطَّانُهَـــــا في خَيرِهَا خُصَمـاءُ
قَد جِئتُهَــا والقَلبُ أشهَـبُ لامِعٌ
ووَلَجتُهـــا ولَهَـــــا بِهـا إِغـفاءُ
(محمد رشاد محمود)
..................................
الطخياءُ : اللَّيلَةُ المُظلِمَةُ ، ومن الكلامِ ما لا يُفهَمُ .
للآحنين : للحاقدين .
الذَّماءُ : بَقِيَّةُ النَّفسِ ، أو بقِيَّةُ الرُّوحِ في المذبوح .
الحِندِس : اللَّيلُ المُظلِمُ ، والظُّلمَةُ .
الهَوءُ : الهِمَّةُ والرَّأيُ الماضي .
الأهكاءُ : المُتَحَيِّرونَ . القَموص : الأَسَد .
التَّثباقُ : إسراعُ جَريانِ النَّهرِ وكثرَةُ مائِهِ .
السُّحورُ : الرِّئاتُ . اللُّهَى : العطايا ، أو أجزَلُها وأفضَلُها .
أكهمَ (بَصَرُهُ) : كَلَّ ورَقَّ . الرَّغامُ : الترابُ اللين أو الرَّملُ المُختَلِطُ بِتُراب .
اللَّفاءُ : التُّرابُ (أيضًا).

[
 ](https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2212024209089888&set=a.1418194251806225&type=3&eid=ARC1MQOt0ad-c4_AbURC8J7n3R69dNOTjPmmqj0ONQmBE2XQ0dVRDy9H9hzbdBBtDdKqexVTxIRbFB_g)

نهاية المطاف ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / نديرة جوبراني

نهاية المطاف..؟
علقت على ذهني جملة..
انتهت الأسطورة كأغنية لانزال نرددها باللاوعي..
نعم لكل شيء بداية ونهاية وأبت هذه الأسطورة التي سطرت في عالمنا الأزرق
 إلا أن تواكب الزمن
 وقوانين الحياة.
عشناها بحلوها ومرها
وكل معانيها..
وأستطاعت أن تحفر في الذاكرة مكاناً لها عميقاً لتنفي أنها وهميه بل هي حقيقة دامغة لكل ما مارسناه ووأحسسناه وقمنا به.
ولا أعرف أين أدرجها بالوسط أم بالنهاية..
ولكن سنبقى لنحمل أساطير  حتى نصل إلى نهايةالمطاف.
نحمد الله على كل شيء وأتمنى وكلي أمل أن تكون كل أعمالنا ابتغاء لوجه الله وللفائدة ولشيء من المتعة..
الأهم من كل هذا أننا كنا الأفضل في محيطنا هذا من فضل الله ومنته علينا.. كما أننا بنينا صداقات وأخوة بالله نعتز بها ليومنا هذا..
ولازلنا معهم في عالمنا هذا تسرنا صحبتهم..
لانعلم أي أسطورة من الحياة نمارسها وهل ستكون الأخيرة أو نحمل الأكثر
لانعلم وسنبقى كما ذكرت إلى آخر أسطورة.....
نمارس سنة الحياة بأهدافنا وعقيدتنا.
الشكر لمن يرافقنا مسيرتنا والحمد لله رب العالمين.
نديرة&ج

قصيدتي و المطر ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / أم أيمن

قصيدتي والمطر

الورد غرد والشجر
الكون يرقص والوتر
وقصيدتي في جعبتي
تشدو تغني  للمطر.
الرعد دوى في المدى
وربيع عمري قد بدا
والحلة الخضراء بانت وازدهت
والأرض من حولي تدور
والحرف من عشق يقول:
هيا نغني للمطر.
وهناك في جوف القدر
نبعي سيغدق بالمنى
والحزن في القلب اعتصر
حلم ..مطر
الدمع من عيني انهمر
وتقلبت في داخلي كل الصور
وأراك في حلمي تهز سحابتي
لم يبق شيء داخلي
عبثا تهز مواجعي
فالشمس غادرت الحقول
والزهر يبكي والقمر
وأنا لوحدي هاهنا
فالأرض ماكانت تدور
وحدي أنا ..
وحدي أنا..
 من كان من شغف ..
يدور.

أم أيمن

Wednesday, October 16, 2019

بلدي ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ريحانة الشام

**  قصيدة : بلدي
===========
بلدي الشَّآمُ , مدينتي الفيحاءُ
في الياسمينة خفقتي البيضاءُ
بسمات وجهي في الصّعاب جليلةٌ
آمال قلبي في العنا خضراءُ
معجونة من طهر أرضي والهوى
وسيول عشقي تُستدامُ وفاءُ
وجدوديَ الأبطال في أنسابهم
وصفاتهم تتعملق الأسماءُ
وعمومتي آساد حربٍ في الوغى
أخواليَ الكرماءُ والنُّجباءُ
إنَّ الضَّراغم في الشَّدائد إخوتي
عشتار أمِّي خالتي الخنساءُ
هذي أنا شاميَّةٌ أصلي سما
إنَّ الشُّموخ وعزَّتي لسناءُ
وأنا العطاء أنا الكرامة أصلها
ويشعُّ من نسبي الشَّريف إباءُ
والحبُّ غرِّيدٌ بأفق جوانحي
والصَّبر عندي نخلةٌ هيفاءُ
تتهامس النّسوان عنِّي خلسةً
أصواتهم في خافقي أصداءُ
وأنا سأمضي للعلاء بهمّةٍ
مهما علت من حولي الضَّوضاءُ
فأنا الجسورة لا أهاب من الرَّدى
وبصولتي تتفاخر الهيجاءُ
وأنا الحمامة للسَّلام هديلها
أيام سلمٍ والبلاد رخاء
وأنا الرَّقيقة والمحبَّةُ في دمي
بأناملي هذا الوجود يُضاءُ
تتعطَّر الكلمات حين أصوغها
ويدي بسحر فصاحتي زهراءُ
وقصائدي مكتوبةٌ بمشاعري
وحروف شعري حرّةٌ عصماءُ
حسبي بأنَّ الشّام سرُّ قصيدتي
ليصبَّ في بحر الجمال بهاءُ
مازالت الشام الجميلة مُلهماً
وبسحرها كم يبدع الشّعراء
فالشَّام ربُّ للقوافي كلّها
وإذا تشاءُ الشَّام صرتُ أشاءُ
والشَّام كوكبها يضيء لنا الدُّنا
من نورها تتوهَّجً الأضواء
-------------
الكامل ..
ريحانة الشام : مريم كباش

التخطيط الجميل ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / فوزية زيتون

التخطيط الجميل...

نعم الفوضى سبب كل مشاكل الحياة ..
هل خلق الله الكون إلا بترتيبات منظمة و منسقة؟ فالشمس في مسارها والجبال في مكانها والقمر في مساره (و كل في فلك يسبحون )
حتى أنه سبحانه خلق الإنسان في أحسنً تقويم و برمج عقله ليكون قوياً مبدعاً يتعايش مع الوجود بعقل مفكر و بذهن متفتح..
مانفع المال المتوفر بين الأفراد و يستهلكونه بشكل فوضوي و لبرهة تراه ينفد؟
إذاً لابد لقوام اَي شخصية ان تقوم على التفكر و العقل و ترتيب و تنظيم كل الأمور بشكل أرقى...
زرت مرةً صديقتي الأمريكية وهي تفوقني اطلاعات  على كتب و برمجيات و علوم و أديان و مجتمعات كثيرة لاحصر لها..و تفاجأت أنها تجلس وسط كركبة الحواسيب و الهواتف و الكتب و بيتها عبارة عن كركبة سيئة ولامكان للجلوس ولا أن تستريح بسكينة عندها..وكانت تشتكي لي زواج زوجها بأخرى و تسألني عن السبب في هذا..و أخذت اشرح لها أموراً كثيراً و لا حياة لمن تنادي
فمن شب على شيء شاب عليه..
لامانع ان تحضري عاملة تنظيف او حتى ورشة ولكن يجب ان تتابعيهم بكل حركاتهم و سكناتهم ..وتشيرين لهم أن يعملوا هذه و يرتبوا تلك
إذاً المخ المدبر هو أنت أيها الإنسان و من دون تنظيم أو ترتيب تفشل الحفلة التي تنوي إقامتها و الأسرة التي تديرها و الشركة التي ترأسها و وظيفتك التي تقوم عليها و حتى موضوعك الذي تكتبه من
دون عناصر او سابق تفكير..
هذه هي الحياة تحتاج لتدبر و تفكر و عقل مدبر و حكمة  و تنظيم كل الأمور بسعة صدر و دراية و نظرة حكيمة و ثاقبة ..
(وهديناه النجدين)
(أفلا أكون عبداً شكورا)
(هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون افلا يتذكر أولو الألباب )..

ويبقى التحضير و الترتيب و النظر في الأمور قبل تطبيقها بتفكير جيد و تخطيط رائد و عقل ثاقب هو  و مواضيعنا التي نبحث فيها رائدة ملهمة محفزة للكتابة
حياكم الله أصدقائي
وطابت أوقاتكم بكل جميل 💐🌷🌹🌺🌻🍄🍄🌷🌷🌷

الأنبياء على الحدود ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / سليمان عباس

الأنبياء على الحدود ..!!
....
كلمة ع الماشي
........
لا بد أنك تسأليـــــــــــــــن
هذا الحبيب الآن أيــــــــن؟

الله يضرب في (الشــمال)
  ويستثـــــير  المذنبيــــــن

و يؤدب الراضين فـــــــــي
 بتر الوصال من الوتيـــــن

لله درب النــــــــــــــور في
 مسراه من عين اليقيــــن

لله يوم للعلا في (بـــــدر)
 أو يوم (الحنيـــــــــــــن)

عز الجلاء على الجـــــــلاء
و ازهر الدمع الثمـــــــــين

من (عين جالوت) و فـــي
 يوم الحفاوة في (صفين)

اليوم  ارجاع  الشمـــوس
 من الشمال الى اليميـــــن

اليوم يضحك كل طفــــــل
 نشوة النصر المبيـــــــــــن

لو تفتح الآمـــــــال فــــــي
(الجولان) رايات السنــــين

أيظــــــــن شعـــــــــب الله
أن الله يغني الطامعـــــين!!

والشعب كنه للشــــــــــهادة
 من جذور الثائـــــــــــــرين

سيعود للغصـــــــــن الحياة
 و يولد الفجــــــر ..الجنين

في نخلةٍ روحُ (اليسوع )
تنير شمس الفرقــــــــدين

ردي على الوجه الخــــمار
 وزغردي يا (ميســـــلون)

و تكللــــــــــــــي غار الإله
 و  كسري غل اليـــــــدين

يا نار كونــــــي فــــــــــوق
 أحبابي سلام لا يليــــــــن

يا رافعين المـــــــجد فوق
 سلاحهم رفع الأميــــــــن

يضنـــــــــون من تعـــــــب
ولا  برؤاهم كالمتعبــــــين

في بســـــــــــــمة الخدين
 إيجاد الحياة من الدفين

في بسمة الخـــــــــــدين
 دار من خلود الصالحيـــن

فالأنبياء  على الحــــــدود
يقاتلون و ينصــــــــــــرون

من يقو في خوض الحروب
 وفي قتال المؤمنيـــــــــن

يصلاه ربي في السعيــــــر
 تشل قدرته اليديـــــــــــن

فالمؤمنون على الحـــــدود
يقاتلون مجمعيــــــــــــــن

لا الله يخذلهــــــــــــم ولا
كانوا لغيره يحســـــــبون

و(الترك) كالولد اللقيـــــط
يدور مثل السالبيــــــــــن

وغدا يعود لحضـــــن امه
سوف يلقى القاتليــــــــــن

سيخــــوزق (التركي) فوق
 رفاة أمه ...  مرتـــــــــين
...
شعر :
سليمان محمود عباس ـــ آل معروف

صرخة ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / سمية جمعة

صرخة
إلى أين تمضي...!
و صحراؤك تلفح وجهك
و سماؤك ترعد برقا بلا مطر
تماسك
فالريح عاتية،تكسر عظامك
أصمد
فالرحلة طويلة و مازلت في بداية الطريق
لا عكاز تسندك و لا صديق
أنت وحدك!
تصارع بما تبقى لك من حنين
تتكاثر الأقنعة حولك
و أنت بوجه واحد
طيب و لست جاحد
كيف تمضي وحدك!
اتكأ على صدرك و استجدي
ربات الصبر تسعفك
لا تستسلم
خلقت لتكون قويا
أن تقحم بلا ندم
إن واجهتك الريح
استظل ببقايا
حلم
فأنت ما زلت
تستنبط الأمل
من خفايا الوهم
لا تمد يدك
و إن وخزك العوسج
فالصحراء هي الأم
التي تعلّم
سراب هو عنوانك
و رائحة القيسوم عطرك
و سرب الغزلان عشقك
يا ابن الرمل.
سمية جمعة/ سورية

إجلال شاعرة ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ليلى الحسين

اجلال شاعرة

جلّ من يسُمني شاعرة
 أنا بالشعر عاشقة
وبالحب مجنونة و مفتونة

من سخر من حلمي
 وابيات شعري
ينثر شعره يتحداني
 في قلمي
انا من  جردت  الألم
سلاحة
أقفلت أبواب الجحيم
بمضجعي
عبرت عروض بحور الشعر
بحرفي
 أسكنت حرف الضاد
 مسكني
حملت قلمي كتب
ُ قصصي
أصطدتُ للعاشقين لألئ
 لغزلي
أنسج  أحلاماً و قصوراً
 لشغفي
عشقي للحياة تبخر
 في مخيلتي

 حرفي  محارة
 قلمي لؤلؤة ينعي قدري

سأنسج  شعراً  لك ياهذا؟
أنثره بوجهك
 لعلك تستلهم العشق
 من شعري
تعترف أني عشقك وملهمتك

كن سيفا يقاتل في ابيات شعري
كن عاشقا لشعري ينام على زندي
انا من سيغزل لك ولعا
 لتسكب  لراقصات الليل  نار ولعي
دع سيفك ورمحك يقاتل في غمدي
أسكب كأس الخمر لنخمر للصبح
 عند بزوغ الفجر
 أكمل لك قصيدة عشقي
 وملحمتي

ليلى الحسين سورية

.

وجهة نظر نقدية ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / صالح هشام

وجهة نظر نقدية :  بقلم صالح هشام
التسرع في النشر مقصلة للإبداع٠٠
     
 قال الناقد الذرائعي عبد الرحمان الصوفي:    
قف !!!!
النشر كل دقيقة وحين هو حكم بالإعدام على موهبة المبدع ، تصبح منشوراته ملحا ترمى في أعين المعجبين سابقا٠٠٠
                       
      وأنا أتجول كعادتي بين مختلف المنشورات على أعمدة الفيس بوك بحثا عن الجديد، فاستهجن هذا وأستقبحه، وأستحسن ذاك وأستعذبه، أعلق على هذا وأؤشر بإعجاب على ذاك، قبل أن أترك الفيس وأعود إلى الكتابة أو القراءة٠
     لكن، في جولتي هذه استوقفني طويلا منشور للأستاذ الناقد الذرائعي الأستاذ  عبد الرحمان الصوفي، فتمعنت أفكاره جيدا، وجدتها لا تنطق عن هوى،  وتتعلق فكرة المنشور بمعضلة أدبية كبيرة أصبحنا نعيشها في هذا العصر الأغبر، وكان منشور الناقد مكتوبا بالخط المضغوط، ونحن-لا محالة -  نعرف جيدا ما لهذا النوع من الكتابة بهذه الخطوط من دلالات ومعان، خصوصا إذا كانت بقلم مبدع متمكن ومتمرس في مجال النقد والذرائعي منه بصفة خاصة، يقول الناقد:
  - قف !! النشر كل دقيقة وحين هو حكم بالإعدام على موهبة المبدع ، تصبح منشوراته ملحا ترمى في أعين المعجبين سابقا٠٠٠
    يستوقفنا الناقد، وكأنه يدعونا لإمعان النظر طويلا في محتوى هذه الفكرة، لما لها من أهمية في مجال الإبداع  في جميع الأجناس الأدبية، حيث ركز على المبالغة والتسرع في النشر لأن هذه الطريقة تسئ للإبداع أكثر مما تنفعه، فالكاتب يحكم من خلالها على إبداعه بالإعدام، سواء كان ذلك بقصد أو غير قصد، فنصه يولد ميتا، أو يخرجه إلى الوجود خديجا دون اكتمال وبعملية قهرية، ولعل ذلك يعود إلى سبب  بسيط جدا: فالكاتب يكتم أنفاس نصه، يخنقه كالوردة قبل أن تتفتح ، وذلك بحرقه كل تلك المراحل الضرورية التي يمر منها النص قبل ميلاده، إذ لا  يترك له  وقتا كافيا  ليختمر وينصهر في بوثقة ما تختزنه الذاكرة من نصوص أخرى ضاربة في عمق تلك الترسبات المعرفية من التاريخ والإبداع البشري، فالنص يبدأ في التكون منذ سقوطه فكرة بسيطة في الذاكرة كنطفة ماء مهين  تسقط في رحم المرأة، وقد لا نبالغ إذا قلنا بأن النص  في الذاكرة أشبه بالجنين في رحم المرأة، فهو أيضا يكون في حاجة ماسة إلى سقوط، ثم نمو، ثم اكتمال، ثم ميلاد، وأظن أنه لا  بد من أن  يمر من مراحل متنوعة قبل أن يصل إلى مرحلة الاكتمال (تجاوزا) شأنه في ذلك شأن كل كائن حي يتغذى وينمو ويحيى، فلا إبداع بلا مشقة، وبلا مخاض عسير، قبل أن يخرج  باقات ورود رائعة تختال مزهوة بجمالها  في مزهرية الإبداع الراقي، فتجتاح  مدى القراء كما تشكل مادة دسمة للغة اللغة٠
     فعباقرة  الرواية، قد يقل رصيدهم في الإنتاج، لكن هذا لا ينفي عنهم العبقرية أبدا، لأن المنطق يفرض الاعتبار بالكيف لا بالكم، فهناك من لا يتجاوز في رصيده السردي روايات تعد على رؤوس الأصابع، ورغم ذلك فاحت روائح إبداعاتهم  فحطموا الموانع الجغرافية، وكسروا حدود الزمان والمكان، وخلدهم هذا الكم القليل من إنتاجاتهم الإبداعية، ويمكن أن نعطي مثالا حيا على ذلك من الأدب الفرنسي، فرواية (الأحمر والأسود  (le rouge et le noir جعلت من مبدعها (ستاندال) علامة عصره في الفن الروائي، إن لم نقل علامة كل العصور، فاكتسح العالمية  بكيفه لا بكمه، بروايته الواحدة لا بعدد رواياته٠
    أعتقد أن الكاتب الذي يتسرع ويبالغ في النشر دون مراعاة لمقومات العملية الإبداعية، يكون في أمس الحاجة إلى الاقتداء بالظبية التي لا تترك وليدها حرا طليقا في الغابة إلا بعد تنظيفه ولعق مشيمته، وما أكثر النصوص التي ترمى في وجه  للقارئ بكل شوائبها وأخطائها وبمشيمتها٠
     فالتسرع في النشر يقتل الإبداع، ويضيع علي الكاتب فرصة إعادة قراءة ما خطه قلمه وما جادت به قريحته، هذه القراءات  التي ربما ستزيد النص بريقا ولمعانا، شريطة أن تكون قراءات ناقدة فاحصة لمحتويات ما سينشر، وهذه القراءات لا تنتهي ولا يتخلص منها النص إلا بوفاة الكاتب، وأقصد هنا أن يتحول  الكاتب ناقدا٠ ففي  كل قراءة، تتحرر الذاكرة من شحها وعنادها، فيكون الانفجار العظيم:  إبداع جديد بروعة العبارة وجمال التركيب ودقة التعبير وشرف المعنى، إبداع يمكن أن يؤهل هذا النص لكسر حدود الزمان والمكان والسير نحو الشهرة والعالمية، وهذا لن يكون بعيدا أو مستحيلا إذا توفرت إرادة الكاتب وإصراره على إبداع الجيد والأجود٠
     فما الفائدة من النشر، وأنت لم تصل بنصك إلى مرحلة النضج والاكتمال بعد؟ ولنا في شعراء الحوليات خير نموذج يمكن أن نقتدي به لتفادي الوقوع في مطبات التسرع في النشر،  فلولا هذا التأني والرغبة في إنتاج الأروع والأجود لما نحت هذه النصوص الشعرية منحى العالمية، وتجاوزت حدود الزمان والمكان٠
     فالنص بمجرد نشره يصبح ملكا للقارئ، فيحسب للكاتب فيبصم له بالعشرة أو يحسب عليه فيرمى في مزبلة الأدب، سواء كان هذا النشر إلكترونياً أو كان ورقيا، فلا عودة بعد أن يخرم المقص الثوب وتقع الفأس في الرأس،  فتختلف طريقة الوقوع في المطبة وبالتالي تختلف ردود الأفعال٠ وقد يكون هذا التسرع في النشر  من أهم أسباب عزوف القارئ عن قراءة النصوص لأنه- حتما-  ينتظر من كاتبه الجودة في كيف المنشورات لا في كمها، الجودة في اللغة وسلامتها من الأخطاء، وروعة التركيب الذي يشكل ذلك الكم الهائل من المقولات  في فضاء لغوي  فوضوي لم يتشكل بعد، ويخضع في تشكيله لظروف المتكلم، ومدى قدراته على التشكيل٠ وشرف المعنى وروعة هذه الفكرة أو تلك  لن تنزل عليك  وحيا من السماء، وإنما تنتظر منك أن تجد وتكد، فتعطيها كلك لتعطيك بعضها ولو بعد حين٠
    ولعل أهم عملية يهملها الناشر المتسرع الذي يتعجل التخلص من نصه، هي عملية التنقيح  التي تعتبر إكسير الحياة لأي نص إبداعي كيفما كان نوعه، فالمهارة في (الرتوش)تخلق من اللوحة الزيتية تحفة فنية يسيل لها لعاب المتذوقين، والرتوش في النص الأدبي هوالتنقيح، هوتشذيب جوانب الجملة المترهلة وتنقيتها من الشوائب التي تعيبها، وتجعل بريقها باهتا في عيني القارئ٠
  نعرف أن الجملة عصية منيعة متمنعة لا يستقيم حالها إلا بعد خضوعها للتهذيب والتشذيب وإزالة الشوائب والزوائد والوصف المجاني، وتجاوز التراكيب المباشرة التي لا تساهم في خلق معان ثوان، وتكتفي بالسطحي من بنيات النص، ولا تبدع  صورة جميلة تدغدغ الأذواق، لأن  جماليات النص جزء  من كثرة الاهتمام بما ذكر، وهذا ليس بالأمر الهين بالطبع، لأنه  يتطلب جهدا كبيرا وأوقاتا تختلف من حيث الطول أو القصر حسب قابلية الذاكرة لتحرير مخزونها المعرفي والفني٠ وما أقوله عن الجملة  ينسحب تلقائيا على جودة الفكرة، لأن العناية بالتركيب اللفظي -حتما- سيجلب الفكرة الجيدة وشرف المعنى سواء كان ذلك في سياق الجملة أو في سياق النص العام٠
    ولعمري إن عدم الاهتمام بالتنقيح الذي يستوجب قراءات جيدة متعددة هو سبب ضحالة وفقر ما ينشر من إبداعات سواء في مجال الشعر الذي لا يحتمل الخطأ، أو في مجال السرد، أو في كتابة أي نص كيفما كان جنسه٠ فهناك من كبار الكتاب من كان يشطب الفصل كاملا من روايته، أويشطب الرواية بأكملها وينطلق  من نقطة الصفر، فقط لأنه أثناء تنقيحها وجد ما لم يرقه، وما لا يرقى لذوق قارئه المفترض٠ والذي لا تروقه كتاباته لا يمكنها أن  تروق قراءه، هذا المتعطش لتلك المسافة بينه وبين النص، لتفتح له مجال التفسير والتأويل وتفكيك الشفرات وتحليل الرموز٠ فالقارئ لا يقل أهمية عن الكاتب في مجال الإبداع، فهوتبعا لنظرته الفلسفية في الحياة وخلفيته الثقافية، يبدع بدوره في إعادة أنتاج النص من خلال المشاركة في هدمه وإعادة بنائه، خصوصا إذا كان الكاتب قادرا على نقله من منطقة السلب إلى منطقة الإيجاب، فالقارئ ناقد بالضرورة ما دام يستحسن ويستقبح، يؤثر ويتأثر، فلا  يمكن – أبدا- أن نحشو دماغه بكل ما هب وهان من أفكار٠
      أنطلق من تجربتي الشخصية في كتاباتي، فقد عدت إلى منشوراتي القديمة ، فوجدتني لم أنشر شيئا يستحق النشر، سواء من حيث الأفكار أو اللغة أوالتركيب وما شابه ذلك، فبدأت أعيد قراءة ما كتبت مستغلا وقتي الكافي لتنقيحها  من جديد وإعادة نشرها، وفي نيتي أنها ربما تروق القارئ أو لا تروقه٠
    أما التسرع في  النشر الورقي فأرى – شخصيا- أنه أكبر مشكلة سنعاني منها، إذا لم نتخذ جميع الاحتياطات الضرورية، حتى لا ندنس تاريخنا الإبداعي بهكذا نصوص فجة ضحلة تافهة وفقيرة لغة وأفكارا٠
    إن ما أشار إليه الناقد الذرائعي  عبد الرحمان الصوفي، سبق أن كتبت في مجاله مقالة طويلة تتعلق بضرورة التنقيح وعدم التسرع في النشر، فمن  حين لآخر يجب على الكاتب أن يعيد النظر في ما يكتب بعين ناقد لا تربطه بنصه روابط أبوة، ليقف على الهفوات والأخطاء التي يقع فيها، ولا عيب في إشراك من هم أوفر منا حظا في المعرفة لأن ذلك لا ينقص من قيمة الكاتب شيئا بل يرفعه درجات، فقد تعودنا أن نقول: إن  الجمل يرى سنام غيره ولا يرى سنامه، فنحن أيضا قد نرى أخطاء غيرنا في حين تغيب عنا أخطاؤنا، ويشرفنا كثيرا أن نستشير من يساعدنا على التنقيح إذا كانت غايتنا المثلى هي الارتقاء بحظنا من الكتابة ٠
     إن القراءة حربائية، قزحية الألوان تختلف من شعاع لآخر، وهي لا تستقر على حال، وكلما تعددت القراءات، كلما كان  التنقيح أجود وأجدى وأنفع،  وهو عملية ترافق النص الإبداعي مدى حياة كاتبه٠
      ولكأني ببعض الكتاب يضيقون درعا بنصوصهم، فتشكل  حملا ثقيلا عليهم، فيتعجلون  التخلص منها، وبأسرع وقت ممكن، فيكون مفرهم منها  هو هذا النشر الغث التافه الذي لا يقدم ولا يؤخر في خدمة النص الإبداعي بصفة عامة٠
     وأعتقد أن كتابة نص أسهل وأخف من تنقيحه، لأن الكتابة  تهتم بحصر تلك الأفكارالزئبقية التي تتسرب من بين يديك في حالة عدم محاصرتها تدوينا، أو تكون عبارة عن تصميم للنص، وتكون عملية إعادة  القراءة مرات عدة كفيلة  بمنحك  فرصة التنقيح وتهذيب ما كتبت( Finition))، فالزهور التي تنبت في البستان بشكل  عشوائي لا يمكنها أن تسر ناظرا أو تستفز ذوقا أو تروق متجولا، وهذا ينطبق على تلك المنشورات العشوائية التي لا تحترم أدنى شروط النشر، إذ تقرأ في أحيان كثيرة  النص فتشعر بنوع من الاشمئزاز لما يشوبه من نذوب تخدش جماله٠ وتطفئ شعلته، وكثيرا ما نصادف نصوصا غاية في الروعة والجمال لكنها تفتقر إلى التنقيح، فتشعر أن الكاتب نشر نصه على عجل، وكأن همه كان هو أن يرميه في وجه القارئ كيفما اتفق٠
     أظن أن كم النشر ما كان يوما مقياسا لقدرة الكاتب على إبداع متميز  يستهوي الأذواق ويأخذ بالألباب، وهناك عامل آخر يساهم بشكل أو بآخر في تدني مستوى العمل الإبداعي بل يعجل بقتله ، وهو العزوف عن القراءة والاهتمام بالكتابة، فتكون الذاكرة فارغة  كالرحى  تدور في الفراغ، فلا تطحن إلا الفراغ، أعني أن هناك من الكتاب من  يكرس وقته كله  للكتابة، ويهمل الجانب القرائي، جانب التزود بالعدة والعتاد، وهذا الجانب هو  الذي يرتكز عليه -أساسا- كل إبداع،لأن فراغ النص من فراغ الذاكرة، وصدق من قال بأن فاقد الشئ لا يعطيه، فكيف لكاتب فارغ على المستوى المعرفي أن يكتب نصا جيدا يجلب القارئ كنحلة يجذبها جيد الرحيق؟
    النص الإبداعي بصفة عامة، كائن حي فاعل ومتفاعل ومنفعل، مؤثر ومتأثر، متعالق مع ما سبقه من علوم وإبداعات  إنسانية من هوراس وهوميروس إلى درويش وأدونيس، من الأسطورة والملحمة إلى القصة الومضة٠ إن النص المتميز والجيد هو - كما يقول النقاد- نسيج من مجموعة من نصوص أخرى، تصهرها ذاكرة المبدع، كريشة رسام ماهر تخلط الألوان،  فيخرج الرسام في النهاية بلونه الخاص، كذلك المبدع يخرج بنصه المتميز الذي يحمل بصمته الخاصة، ولنا في قصة أبي نواس وأستاذه خلف خير مثال، إذ استأذنه في قول الشعر فاشترط عليه أن  يحفظ كما هائلا من الأشعار، وعندما حفظها أمره أن ينسى ما حفظ، وقتذاك يمكنه أن يأذن له بقول الشعر٠
     والمصيبة العظمى التي أصبحنا نعاني منها في هذا العصر والتي ساهمت بشكل واضح وصريح  في تدني المستوى الإبداعي، هو عامل السرعة التي تكاد تكسر الرقبة، فالقارئ لم يعد له ذلك النفس الطويل ليقرأ الأجود ويستمتع به، ربما لأنه لم يتمرس على قراءة الكتاب، فأصبح يميل إلى تلك المنشورات مهما كانت تافهة، وهذا بطبيعة الحال يدفع ببعض الكتاب الذين لا يحترمون الإبداع، أن يسايروا -مرغمين- ركب متطلبات القارئ السريع للنص السريع ( الساندويتشات) فيكتب الكاتب نزولا عند رغبته النص السريع، وينشر هذا  الكم الهائل من المنشورات السريعة٠ أصبح القارئ يعزف عن قراءة  أجود النصوص  بدعوى طولها،  فينجذب لتلك النصوص القصيرة جدا حتى لو كانت تافهة ولا ترقى إلى مستوى الإبداع٠ والأغرب في ذلك أن النصوص السردية أصبحت تخضع لعامل التحجيم وعدد الكلمات، والاختصار رأفة ورحمة بهذا القارئ الذي لا يريد ان يتعب نفسه في هكذا شقيقة وصداع الرأس٠ لكني- شخصيا-  أرى أن الكاتب الذي يحترم الإبداع، لا ينساق وراء متطلبات  قارئ كسول، بل عليه أن يستبعد التفكير فيه أصلا أثناء الكتابة٠ سيأتي  يوم من الأيام، فتقرأ نصوصه، وربما تنحو منحى العالمية، فعالمية رواية دون كيشوت جاءت بعد فترة طويلة من الزمن لأنها وجدت من يحسن قراءتها ( فلكل زرع كياله ) كما نقول في عاميتنا، أما الذي يكتب وينشر نزولا عند رغبة طينة معينة من القراء، فإنه لا يمكنه إطلاقا أن يدخل الإبداع من أبوابه  الواسعة٠
    ولعل ما طرحه الناقد عبد الرحمان الصوفي في منشوره هذا يستوجب دراسات وافية ومتأنية، ومن الأفضل أن تكون من طرف هؤلاء النقاد  الذين يقبعون في أبراجهم العاجية٠

المال و الحياة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / جهاد مقلد

المال والحياة
  أقاصيص
1__________تائه_________
سقط الدينار من جيب الثري، فأخذ  الدينار التائه يبحث عن مكان يلوذ به.
مرّ أحد الفقراء... قفز إلى جيبه
لم يجد سوى ظلام في الجيب ووحدة قاتلة.
فر هائما على وجهه يبحث عن رفيق
فجأة وجد رجلاً يفتح صندوقه الحديدي، قفز اليه صائحاً... مرحباً اخوتي، مقري بينكم...  كاد الوحدة  والبرد في جيب الفقير أن يُذهبا بعقلي.
 (الجنة بلاناس ما بتنداس)
2_________متسول______
يجلس كل يومٍ على الرصيف بثيابه الرثة، ويمد يده يطلب المساعدة...لله يامحسنين... لم يبخل عليه المارة، أُفتقد الرجل يوماً
استغرب المستأجرين في العمارة غياب حارسها... كذلك جيرانه... مطلع الشهر الجديد، لم يُغّلق  باب العمارة كالعادة ويترك فيه فسحة صغيرة لمرورالمستأجرين كما إعتادوا في كل شهر في مثل هذا اليوم أن يضيق الباب ليتقاضى منهم أجور شققهم، كان لا يكن يسمح بذهاب أحدهم إلى عمله قبل أن يدفع أجرة الشهر.
 أيام، وبدأت روائح كريهة تتصاعد من داخل العمارة.
 بعد بحث وتقص تبين إن مصدرها  من شقة صاحب العمارة نفسه!
فُتح الباب بقرار القاضي، شوهد الرجل منبطحاً على صندوق كبير. تتدلى يداه على جانبي الصندوق ورائحة تفسخ جثته لا تطاق إنه صاحب العمارة!!
فُتح الصندوق...عملات منتهية سندات تمليك لعدة عمارات
أموال لاحصر لها. وبقربه ثياب التسول...
3___________نصّاب______
رن الهاتف في ورشة صيانة خزائن الأموال
_لدي صندوق تعطل فتحه أرجوك سجّل العنوان.
حضر الفني...
_ لدينا نُظم معينة يجب إتباعها
_أعلم الهوية اليس كذلك؟
بدأيُخرج هويته وأصوات عبث أطفال تخرج من المطبخ وصوت إمرأة تنهرهم، واصوات أخرى.! كسقوط ملعقة، وكسر صحن..الخ
_تفضل هذه الهوية
_ انا أسمع صوت الأسّرة في الداخل... أعتذر لطلب الهوية.
_لم يستغرق فتح الصندوق طويلاً
أين الشاي ياحجة.
ذهب بنفسه وأحضر كوبين من الشاي. والبخار يتصاعد منهما.
شربا الشاي.. نام الفني في غفوة المخدر..
أطفئ آلة التسجيل.
تكلم من تلفون عمومي
آلو النجدة شقة جارنا مضاءة وأصحابها في سفر... اليكم العنوان
وإلى اللقاء

في ثنايا الأحلام ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / رياض المساكني

في ثنايا الأحلام

يقتات من آلامه يرتوي من دمعه

ويشتهي المزيد

يمتطي صهوة الحلم البعيد

يعتلي قمّة الأرق

المعبأ بشرايينه

المتسرّب في المدى

هل يستعيد الجوع إيمانه

مطلع يوم وليد ؟

والأمنيات أجنحتها المرفرفة؟

أم يثقل حلمه إذا همّ أن يكون

ويحمل حملا كاذبا ؟

بإذن الربّ وخادم الربّ وزبانية الربّ

يتطهّر بالأوهام المتوهجة

كزهر الخريف

وبالأحلام على أرصفة الموانئ

سامقات سابغات في السماء

يعود لأحلامه من جديد

يرتق بريقها وجوعها الكافر بالوجود

يقتات من آلامه جبنا

ينتظر العاديات ضبحا الساقيات قدحا

الراكعات ردحا الداعيات صبحا

يخرج أثقاله يحمل أوزاره

حتى يبعث تحت سنابك الرب

ويقتصّ من جوعه وممّا كسب

رياض المساكني(انقزو)

مساكن تونس

يا مصر ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أحمد أبو سيد طه

يا مصر

حلالي بلالي

في كل احوالي

واللي فوق كتافي حمول

قد الجبل

وطول النهر

لا الشمس غابت

ولا القمر

من حسنها غاب

غيرشي

بس شوية التراب

اللي غبروا لبنها

ومرغوا سيرتها

هي أمي

ولغيرها لم أركع

شواشي الدرة

مليا اراضيها

بس احنا مش شايفين

وقمحها

طارح اوانيها

والكل لخيرها حن

وبذل الدم

عشان تبقى عفيفة

رب احفظ مصر

عشان الشقيانين والمكدودين

وعشان

أب مفيش في ايده

غير معاشه

اللي مش مكفيه

ورافع راسه فوق هرمين

ويصرخ بعزم ما فيه

ويقول أنا مين

أنا المصري

كريم الجبهة

سليم الصدر

عفيف النفس

رؤوف القلب

ويكفي

بكا يا مصر

ع اللي راح

يكفا بقي نواح

وبصي لفوق في السما

تلقي رب غفور ورحيم

16-10-2019

Monday, October 14, 2019

شجرة الصفصاف ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / الجامعي بوشتي

شجرة الصفصاف
كنت هناك وكنت أراك بين المرافئ  حين كان يعصف بي الشوق ويحملني  على اجنحة العودة ،كنت وحيدة كشجرة الصفصاف النابتة على شط الوادي  المترع بنسغ الحياة الهابط بجانب بيتنا ،وكنت تحملين  نفس المنديل الابيض الذي رأيتك تطرزينه سالفا امام لهب الموقد ليالي الشتاء الطويلة ،تلوحين كلما ابصرت شبحي ينفلت من  بين الجموع ،تهشين فرحا وكأن قلبك يستيقظ من سبات عميق ،سبات الفراق  فتنساب دمعتين هادئتين أتلمس أثرهما في خديك المجهدين بترسبات  ليالي الانتظار حيث يتلون القلب  بقتامة الكآبة  .
أحمل غربتي دائما كلما عشقت نوارس البحر ،فأدعن متعبا  دوما لأبحر نحو مرافيء  جديدة اكتشف غربتي في متاهات  مياهها و دروب المدن البعيدة .كم أرجو منفعلا أن أختزل كل المسافات لأتنفس طيب نسائم  خبزك الساخن  وكأس قهوتك المعطرة بالزعتر، لكن بوصلة الزمن قاتلة ودمي يغرق في لونه وينزل مطرا .

أنواع الناس و الحب ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / فوزية زيتون

♥️🌴🌴🌴أنواع الناس والحب... ❤️
لقد فاتني موضوعك ياصديقتي أمس.. لكن هكذا موضوع يثير اهتمامي كثيراً.. فنحن خلقنا وسط الناس فمنهم لانستطيع الإبتعاد عنهم ولو للحظات و منهم اذا غابوا نوعاً ما ممكن تحمل غيابهم.. و منهم لانشعر بوجودهم لأنهم ليس لهم تأثير...
إن تعامل الإنسان مع المحيط هو السبب في عملية الشد التي تختلف من شخص لآخر...  ومن. منطلق قول شكسبير الشهير (To be or not to be that's the question...) إنها مسألة وجود..
وأن تثبت وجودك وسط المواقع كلها.. فهذا هو المهم...
عندما تكون إنساناً خيراً معطاءً ضميرك اليقظ من يحركك من كل الجوانب.. و بالتالي فأنت تعمل الخير و تبني لبنة فوق أخرى  في قلوب الناس و تكون حباً و ميلاً عميقاً و جمالاً في القلوب..
هكذا يكون القلب الذي تميل له.. لابد أنه ترك فيك أثراً إيجابياً و غرس في قلبك انطباعاً رائعاً لايمكن أن تبتعد أو تتخلى عنه.. و إن حصل أي شرخ بسبب فاعل سيء أو بسبب ما... فهنا المعضلة و تكون قد كسرت و جرحت من الأعماق... فكم يصادفنا مثل هذا النموذج الذين سلمت لهم كل أحاسيسك و للحظة او هفوة و بفعل فاعل ماكر قد حصل شرخ.. نعم و هنا الهاوية..
عكس الشخص السلبي الذي تحاول أن تتجنبه تمامااااا و لربما صدف أن حاول التقرب منك.. وفي هذه الحالة. ستبقى آخذ حذرك منه لتوقعك الشر منه...
و يبقى النوع الثالث من الناس والذي وجوده و عدَم وجوده لايؤثر على وجودك و تصرفاتك. ولا على أحاسيسك أو انفعالاتك..
هكذا هي الحياة.. والإنسان هو المحرك الأول والأخير في الحب والكره في الإنفعالات و طبيعة التصرفات.. إنها الحياة..

آمل أن أكون قد وفقت بتشخيص هذا النوع من المرض العاطفي في الحب الشديد والميل لأحد ما... أو هروبك من نوع سيء يثير كل إشمئزازك.. . أو النوع الثالث الَلامؤثر على المحيط..
طابت ليلتكم ياصديقتي.... حظاً وفيراً في اختيار سلامة الآراء...
تحياااااتي... 😂😍♥️🌿😘❤️🔍💚🌴😘😘😘🤔😊🌸🎈🌹

#فوزيةزيتون

خريف يعود ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ناهدة تفاحة

خريف يعود
يوحي بالوعود
حب مجذوذ
ووعد مكذوب
وابتسامة صفراء
تشق الجيوب
طفل وكبير
كل ينشد زهرة
السعادة
ينتشلها أهل السيادة
من يجرؤ على اقتنائها
سيدي على م التعجرف
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
تقواك طلاء معسول
وزيادة
وجاهك مال تدري وحدك التواءك
درب الغش والوصول
وأنفك كبينوكيو يزداد
طولا
وإلى السماء يرنو
ولا يدري أية عاصفة
به تمس
وتمسحه مع الأفول
لا التسلط ولا الصفرة
راحة
تشبث فقط بود ولا تفتر
فالظلم حتما سيزول
             بقلمي 8 /10/2019

وجهة نظر ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عباس عبد الجليل عباس

وجهة نظر
الصراع الدائر مابين النفس والضمير،صعب أن يسيطر عليه عقل، وإلا، قد يصيبه الجنون من تضارب الأوامر، ولا تقوى على كبحه تلك الآله المتمثلة في الجسد وجوارح التنفيذ ،وإلا، قد يصيبها العطب إذا  لم تتحرك في تنفيذ أوامر من له الغلبة،ولكن ومن المؤكد أنه سيحدث التوازن عندما تتدخل ( الروح، تلك النفخة الربانية) بسمو وارتقاء، حتى نعلم أنها فطرة الله الذي فطر عليها الإنسان.
************
عباس عبدالجليل عباس

غزل و جدل ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / فؤاد الشمايلة

الحلقة13

(غزلٌ وجدل..)

سألتْهُ:كم عمُرك
فردَّ عليها:ما دامكِ تحبِّينَني،
فهل هذا يهمُّك؟!
فردَّتْ:أريدُ أن تعيشَ معي مئةَ عامٍ منَ الآن
فأنا لا أستطيعُ العيشَ دونَكَ،وقلبي غيرَك،َلا يملك
دُهشَ الحبيبُ بردِّها وسُرَّ،
وتمنَّى أنْ يعيشَ معها يوما متصلا،
ليس فيه غدٌ ولا بُكْرَة
ثم سألتْهُ:لمَ لمْ تسألني أنتَ عن عمُري؟
فأجابَها:لأنًّي لا أنظرُ إليكِ مهما بَلَغْتي،
إلاَّ قطعةً منَ القمرِ

فؤاد أحمد الشمايلة

احتياجات ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / صالح الجبري

احتياجات
ل. .. صالح علي الجبري
أريد حبرا زكيا كله عطر
يصب شعرا على الأوراق مفتخرا
و حبر أكتب تعازي أمة هلكت
من الحروب و صارت كلها شذرا

أريد نهرا من الكلمات في لغتي
حتى أسطر شعوري كله شعرا

احتاج نظارة سوداء كالحة
كي لا أرى جثث الأطفال تنتشرا

احتاج نظارة بيضاء ساطعة
حتى أرى حلمي المفقود منتحرا

أريد عاصفة هوجاء تعصف بي
لكي أرى ذلك الطاغوت منكسرا

أحتاج أي صدى في حاله صخب
ليرفع الراية البيضاء و يعتذرا

أريد إزعاج طفلا عمره عشرا
و عن وقار مسن فكره عبرا

أحتاج غانية بيضاء تسعدني
تحتاجني حين أقضي منها وطرا

أريد غصنا من الزيتون أرفعه
إلى الجميع يعم الأمن والظفرا
📝   بقلم صالح علي الجبري

دعاء ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / زين الدين حيمر

قصة قصيرة جدّاّ بعنوان : "دُعَاء"
استعطفتهُ بعينينِ ذَابِلَتَين، لَم يَفهم لُغةَ العُيون...على مَرأى من النَّاس أزَاحَها، اغتاظتِ المكَابِح...بعد شهر؛ أَدرَكَ بأنَّ سِهامَ اللِّيلِ أصَابَتهُ.
زين الدين حيمر / الجزائر

قاتلت نفسي ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / خالد لوناس

قاتلت نفسي

طويتُ الحشى حتى توعَّدني الطُوى
وما لي وأحشائي إذا ما توعَّدا !

وقد آلف الكتمانُ جوفي وما حوى
وإن كاد منه الصدر أن يتوقَّدا

وقاتلتُ كُلِّي في هواه فما انهوى
وللنفس في الأهواء أن تتودَّدا

ووُدِّي لها، ناءت به الريح وانطوى
سحابا كتوما، فاختفى وتبدَّدا

تعوَّدتُ صبري فاستقرَّت بِيَ النَّوى
وكلُّ فتًى ماضٍ على ما تعوَّدا

خالد لوناس 10/10/2019

ذاكرة الحروف ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / جميلة بلطي عطوي

.......ذاكرة الحروف.......

عن الوُضوح أُفتّشُ في ذاكرة الحُروف
ألجُ بوّابة السّؤال
أجُوبُ الدّروب الزّئبقيّة
قابَ الوُصول
ترتطمُ الخُطوات
تتفَرْقَعُ..تتبعْثرُ
تُشكّلني نقاطا
تعجّب...استفهام
علاماتٌ في حُمّى الهذر تنصهر
ترتجفُ...تذوب
استرسال يُلاحقُ رحلة الجَوْس
عنِّي ..عنِ الحُروف أبحثُ
نقاطٌ أنا
أُلملمُ شتات الكلام
أبجديّتِي الحيْرى تنتفضُ
في الخِضمّ الأعظم
تغوصُ حَدّ العُباب
تُصارع الفوْضى
مِنْ عمق العمق تستلّ حبل الإياب
تلتفّ حولي ..تهلّل ..تُصفّق بالكفوف
لا تبتئس أيّها الشّاعر
هنا لك فرس نوراني
على مدى شوقك يركضُ
إلينا يُعيدك عقيرة تصدح بالحقّ
بجمال البيان يُحلّيك
أمضى السّيوف.
تونس.....10 / 10 / 2019
بقلمي ....جميلة بلطي عطوي

ولَّى النهار ... بقلم الكاتبة المبدعة الشاعرة / عفاف غنيم

"ولّى النهار"
أشدو قناديلا تشيح ضبابتي
   إذ قُدَّ فجري والنجوم مذابةْ

ورياح شرفتنا ينام  هبوبها
حتى تنام  غيوم  ذوي الكآبةْ

من ذا يداوي الالتياع بقصةٍ
عفراء تنده للنجاة طبابةْ

من دمعها نادى الدجى بلهاثه
من نبض حانية مكبلة الكتابةْ

معتلة الأشواق فوق سطورها
تتسارع الآهات فوق سحابةْ

من غير سارية أتت تسعى
من قبّة المرفا  تهبُّ ضبابةْ

إيهٍ على زَمَنٍ سبى عمرا
والروض مأسور بقيد رقابةْ

نفض النهار عباءة الفجر البهي
والليل معلول بجمر  غَرابةْ

خنق الظلام وميض حلم حكاية
 والعمر محمومٌ  بقهر صحابةْ
.....عفاف غنيم ....

الحب ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / نادي علي حسن

.........الحب.......
هل لنا يا سيدة النساء أن نتعارف ؟
ما كنت لألقي قلبي لمن لا أعرفه

إنه قلبي الغر الذي إذا ما أصغى
لحب فكل ما يملك في يداه ينزفه

فقلبي يا سيدتي كفقعة الماء
وعطرك القمري كنبع الماء يجرفه

انت كاللحن العبقري الخيال
وما كان له أن يلهو بلحن لا يعزفه

انت كالزغاريد في الاعراس ضاحكة
والأعراس للقلب غريب لا يألفه

انت كالبحر في عينيك الأمواج صاخبة
والسبح في عينيك موت نأسفه

رويدك يا سيدة النساء تمهلي
فالحب وحى ليس في كل يوم نصدفه

الحب سيدتي ليس وردة ننشق
عطرهاالاريحي وما زلنا حتى نقطفه

الحب ليس تنهيدة تدمي الصدور
وليس دمعا على أعتاب الشوق نذرفه

الحب ليس أنيق الثوب ومعطفا
وإذ ا ما هب الاعصار يوما نقذفه

الحب يا سيدتى تاج يملكنا الدنا
الحب أنفاس الحياة لمن لا يعرفه
........نادي علي حسن

ما عاد في سمائي ضوضاء ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / غادة عباس دحلة

ما عاد في سمائي ضوضاء
تزل قدمي الصامدة
وتلوي ذراعي المرفوعة
ليعلن إنتصاري
ويهزم إنكساري المزعوم
المنثور على شفاه الغاصبين
لقد لاحت في الأفق الحقيقة
حروف مضاءة براقة
تنادي انا هنا
فلتعبر كل العيون من حولي
مبصرة ماذا جرى للأيام؟

ما عاد في حنيني ارتباك
يرميني بين الأشواك
وينخز قدماي
لقد اعتادت الألم
وجرت القلم
تبوح دون ملل
خلجات قلبي
وصدمات عمري
التي سرقت مني الفرح
والضحكات باتت عدم....

ما عاد مكان للطعنات
فظهري انفصم
من جروح بلا مرهم
من صرخات باتت رمد
فالجلد الجلد حتى تمضي الرياح
نعدُّ دون خوف ما قد حدث
ونعيد الكرّة مرة وألف مرة
لأن ما زال الأنا أنا أعلى وأقوى
والعشوائية استقامت
صدى ما مضى قد حضر
ليعلن بأن الخريف سيمطر عطرا
ومسكا وعنبر ......

غادة عباس دحلة

تراتيل ليلية ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / آحمد الهاشم

تراتيل ليلية
 *********

لم يعد أحد في  المقهى
 لم يعد أحد من أصدقاء شلتك
 في البيت يتابع كرة القدم
 أو مشغولا مع الفيسبوك
 الذين تعرفهم
 والذين لا تعرفهم
 خرجوا مستقبلين الموت من أجل الوطن
 هكذا صار الإحتجاج
 ثورة جيل يعرف ما تضمر السلطة
 كم ستسفك من دمهم
 كم ستغتال بدم بارد
 وقنص مدفوع الثمن
 وغازات سامة
 وخراطيم ماء حار
 سيتركون عليهم ميليشيات
  هكذا قرر الشعب
 وحين يقرر الشعب يستجيب القدر
 سنمارس حقنا بالتظاهر
  وليكن ما يكن
  إنهم لا يتورعون عن القتل
 ونحن عشقنا القتل
 سنحرق أوكارهم
 ونمزق صورهم
 وغدا لناظره قريب
 # الهاشم

الفصل الأخير ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / نرجس عمران

الفصل الأخير

ومرتْ ...
ضحكاتٌ عجاف ...
على شفاه وطن
تاهت ملامح الورد
عن خدود الأحلام
هموم ساقت الأيام
كقطيع العلة
مثقلا  بالأحزان
مرتديا ثوب القنوط
متشحا  بخمار الوجع
والصبر .. قاب عمرين أو أكثر
الأمل ....صريع لحظات جرداء
# # #
حال على أرض وزمن
مرَ .. مرور الموت
أوجع جنبات السلام
خاط ابتسامة الصباح
نحر العشق على مقاصل
اليأس ...
لا .... ندى يشبه الندى
لا ....ورداحديثه  التسبيح
لا .....عطر رشيقا يعشق الأنفاس
أين عنا تاه الجمال ؟؟ !!!
أين منا كل هذا الافتتان ؟!!
أين خمارة  الوعود ؟!
أين أجندة ..  المنى ؟!
ومعول  المارقين
يقلب القبور
وخريطة السارقين
تبتلع تراب من قوتي
وتشذ عنق كل ثانية
من عمري

فأصيح ... وا سنداه
لقد ذهب إلى الله من دوني
وأصيح ..وأخاه
لقد ذهب إلى الله من دوني
وأصيح وأبتاه
لقد ذهب إلى الله من دوني
لن أصيح ... بعد أكثر
لا أريد  أن تنجدوني
سألبي من يتضور
إن نادى أغيثوني ...
لن أكون ... عجينة
بين راحتي الرحيل
لن أكون ميلادا جديدا
لإنهزامٍ أكيد
لن أكون برعما على غصن
الشفقة
سأكون أنا ...  كما اشتهاني
الكبرياء
كما أرتداني الإندهاش
كما رآني التحدي
خارجة من جدث
مكتملة من أشلاء

لتسير معي الفصول
نحو أعوام من ربيع
أستبدل الضحكات العجاف
بضحكة الفصل الأخير
فانا أعشق الضحك الكثير
في ذات انتصار ولود
وخروج من دائرة التخمين
وضياع بين خطوط اليد
وبصمة البن
ونرد البصارى ..
لأني كتبت الفصل الأخير
لأني بطلة ُ الفصل الأخير
لأني أعشق الضحك الكثير

نرجس عمران
سورية

Sunday, October 13, 2019

مجانين آليان ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / وليد العايش

- مجانين اليان -
--------- وليد.ع.العايش

حمل اليان سلاحه ، بندقية أصابها الخَرفْ ، شريط من الرصاص ، رمانة يدوية هجومية ، مَطَرةُ ماء ، كيس بلاستيكي صغير فيه بعض الطعام والشراب رُبّما أُصيبا ببعض العَفنِ , فقد مضى زمن ليس بالهين وهما في رُدهة الكيس المُهترئ ، ومالبث أن اِلتحقَ بالرتل المُغادر للموقع القريب من تلّةٍ شمطاء كعجوزٍ تسعينية .
كان شاباً في مُقتبل العمر ، طويلُ القامة ، أشقرُ الشعر ، أزرقُ العينان ، رقيقُ الشفتان ، خفيفُ الوزن ، ومع ذلك كانَ قوي البُنية ، اِشتهرَ بين رفاقه بِدقّةِ التسديد وإصابة الهدف .
هو من قرية بعيدة ، لم يعد يدري بأيِّ اتجاهٍ هي الآن ، تركَ هُناك والدته وشقيقته ذات التسعة أعوام ، أما والدهُ فقدْ مضى إلى حيث اللاعودة ... ذات يوم شتويٍّ قصَّ عليهم أحد رفاقه بأنّهُ قُتِلَ قُرْبَ نهر ( النيل ) بشكلٍ بَشعْ ، كان اليان وقتها في عامهِ الخامس عشر ، اِلتقفَ الكلمات وكأنّها مِطرقة دَقَّتْ رأسهُ بقسوة : ( سوفَ أنتقمُ لكَ يا أبي ) قالَ مُحدِّثاً نفسه ...
حثَّ خطواته المُتثاقلة خلف الرتل ، صرخ الرقيبُ : ( هيا ... هيا أيّها الجندي , يبدو بأنّكَ مُتعَب ... يجب أن نصلَ قبل الغروبْ ) ... رَمقهُ الشابُ بنظرةٍ ساخرة !!! لمْ يُعجبهُ كلامه , لكنّهُ اِنصاعَ للأمر ، فهنا ليس هناك مجالاً للتردد , وإلاّ فإنَّ طلقة واحدة تكفي للذهاب إلى الجحيم ...
المطرُ لم يتوقف في ذلك اليوم ، البوط العسكري يغوصُ في الوحل ، الأقدامُ تلتصقُ بالأرض ثُمَّ تنسلُّ بصعوبةٍ بالغةْ ، لاحتْ الشمسُ بشكلٍ خاطفٍ من خلف الغيوم السوداء ، شعرَ اليان بشيءٍ من الدفءِ ، وتابع مسيره كما خروفٍ يلاحقُ القطيع ، المشي هو السبيلُ الوحيد في هذا الجوّ البارد للتخلص مِنَ الصقيع ، تحوّلَ المطرُ إلى ندْفٍ مِنَ الثلج ، في ذات اللحظة زَعقتْ أصواتُ البنادق , علا أزيزُ الرصاص : ( اختبئؤا ... إنَّهُ كمين ... اسرعوا ) ، تبعثرَ الجنود بينَ الأشجار المُتراصة على جنبات الطريق , وفي حُفر هنا وهناك ، شاهدَ اليان أحدَ رفاقه يسقطُ كعصفورٍ قريباً منهُ ، لقدْ أصابتهُ رصاصة خرقاء في رأسه ، لا وقت أكثرَ للتفكير ، زحف على بطنهِ صوبَ حُفرةٍ مليئة بالمياه ، اِلتصقَ بها كما كان يفعلُ منذُ سنوات عندما يَحِنُّ إلى حُضنِ أُمّهْ ...
ساعة أو أكثر مرّتْ بطيئةً كالسلحفاة ، تسمَّرَ في مكانهِ من شدّةِ البردْ والخوف : ( هل سأموت أنا أيضا ) ... بعد أن توقف تنفس الرصاص لم يُشاهد أيّاً من رفاقه ، لقد بقي وحيداً هنا , مما زادَ من حُفنةِ الخوف المتجمهرة في قلبه ... : ( أين ذهب الجميع ... ماذا سأفعلُ الآن ) ، حاول أن يتبعَ خطوات الرتل لكنَّ أثار الأقدام تاهتْ تحتَ نُدَفِ الثلج ، سلكَ طريقاً فرعياً – فربما يكون العدو مازال متربصا في هذا الطريق ينتظر فلول الرتل - ولعلّهُ يجدُ فيه رفيقاً من رفاقه ، مائة متر أو أقل كانت كافيةً ليتعثرَ بِجثّةٍ زرقاء اللون ، لم يخَفْ منها ، فقد اعتادَ على هذا المنظر المُفزع ، جلس بالقرب من الجُثّة ، كانت لأحد رفاقهِ في الرتل ، تحسسَها من جوانبها المُختلفة ، لم يكن فيها أية آثار لرصاصةٍ أو طعنةْ ، ثغرها يرسم ابتسامة باردة ( لابدّ أنَّ جِينانْ ماتَ منَ البردِ والجوع ) , ردّدَ كلماته بصوتٍ مُرتعشٍ مسموع ...
فتّشَ في جيوبِ رفيقه ، عثرَ فيها على ورقة وقلم ، وفي الجيب الآخر وجدَ رسالة كتبها جينان إلى أخيهِ على الطرفِ الآخر منَ الجبهة ، قرأ الرسالة عدّةَ مرات ، انهمرَ الدمع من عينيه ، كان يُسابِقُ المطرَ الآتي من السماء ...
رمى بسلاحهِ جانباً ، شرب بعض الماء ، ثُمّ أمسك بالورقة والقلم وبدأ يكتبُ رسالةً إلى أُمّه ، ولم ينسَ شقيقته هُناك في القرية : ( أُتراهما ما تزالا على قيدِ الحياة ) لقد مرّت سنة ونصف الأخرى دون أن يعلم عنهما أيّ شيء ... شرَح لهنَّ حاله ، وكيفَ يُقاتلُ على هذه الأرض التي لا يعرف حتى اسمها، ختَمَ الرسالة بعبارةٍ كتبها بخطٍّ عريض : ( لماذا أنا هُنا ... من أجلِ مَنْ أُقاتل ... لِمَ سأموت ... لِمَ ماتَ الكثير من رفاقي ... هم يعيشونَ هناك في القصور ونحنُ نموتُ دونَ أن ندري ما السبب ... ) ... وقّعَ رسالتهُ ثُمّ طواها أكثرَ من مرّة : ( كيف سأرسلها ؟؟؟ )...
عصفتْ برأسهِ الصغير فكرة ما ، ترك كل شيء كان يحملهُ سوى كيس الطعام والشراب ، اِنطلقَ نحو جبل يُطلُّ برأسهِ من بعيدْ ، آهٍ ... قبلَ ذلك دسَّ الرسالة في جيبهِ الأيمن ...
( لابد أن أرى من قمّة هذا الجبل طريقاً يؤدي إلى قرية أو مدينة قبل حلول الظلام ) ...
ثلاثةُ أسابيع مضتْ منذُ تلكَ اللحظة ، رائحةُ الحرب التي حصدتْ ملايين الرؤوس لم تتوقف , بل كانت تزداد اشتعالاً وتحصد مزيداً من الأرواح التي لم يعد لها مكان على هذه الأرض , حكاياها تنتشر عبر الراديوهات الكبيرة الحجم , رائحة الدم طغتْ على مياه البحار ...
كانت الأمّ منشغلة بطهي طعام الغداء ، الكلب الصغير يقفزُ مُسرعاً ، فتحتْ الأمّ الباب ، كان اليان المُوحِلُ الوجه يقفُ هناك , اندفعت نحوه كسيلٍ آتٍ من علوٍّ شاهق , لكنه أبعدها بكلتها يديه قبل أن تصِلَهُ : (  إنّهمْ مجانين يا أماهْ ... كل مَنْ ماتوا مجانينْ ) نظر إلى قبر أبيه القريب من شجرة بلوطٍ كادت أن تبلغ المئة سنة : ( حتى أبي ... حتى أبي يا أماه ...    مجنون مثلهم ... ) ...
________
وليد.ع.العايش
24/9/2019م

وطن ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عواد المخرازي

" وطن"
رائحة البرتقال ..رحيق
النرجس... زقزقة سنونوات

رحيل الذكريات
  ..هروب المعجزات
وصمتي أنا ... بقايا الوطن

تسقط أقنعة. تُلبس أقنعة
حقولنا لم يزرها الأرجوان
وتتدحرج  الأحلام إلى هاوية

القهر مطبق. الخوف مشفق
بصيص هلع لاح
صوت شحذ.. وطقطقة لمقصلة

على مضض ..وسرعة انتظار
تزور الغربان الوطن
عسس .. عسس ..يجوبون .ينظفون
يمهدون..
 سيأتي بعدهم وحوش
بأشكال البشر

بين فزاعات الطيور وسنابل القمح
مشكلة..
لم تخف الغربان؛ ارتعبت السنابل
سقطت حبوب وفاضت أودية

حين مزاج وسكرة
خطب الوالي
الجمهور كان في القبور
صمتي أنا ونيسه
وتبقى مشكلة.... !
يحتاج تصفيقا وصفير
غربانه نعقاء والأجنحة مكسرة

برغم كل صمت
يسقط الغرباء
برغم كل قهر
يسقط اللصوص
ويحيا الوطن

يحيا الوطن
حين الحياة
حين الممات
حين تنمو من بين القبور
 احشاء ..عروق لإنسان شتات
ارتوى دم الشهيد
لينهض صارخا يدوس هامات الطغاة
...........
          عواد المخرازي

جلست في زاوية الزقاق ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الورد

جلست
في زاويه ................. الزقاق
انتظر الرفاق
لنسهر
مع ابيات
من شعرنا
وقصص من الخيال
وما بين الحكي والطرب
جلست امامنا
غجريه
وطلبت ان تقراء الطالع
ضحكنا وقالت
انكم مجموعه من المجانين
يسكركم العشق
وتنسون العاشقين
يغمركم الغرام
وانتم منتشين
اقتربت مني وقالت
في عيونك
لغز
وفي جوفك
الف سوال
ومعك تضيع الاجابات
والمطر تساقط
وانقطع الاتصال

محمد الورد 11/10/14

نبض العروبة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أركان القيسي

نبض العروبة
في محرابي أقمت صلاتي
دعوت ربي أن يحفظ بلادي
ويدفع عنها شرور الأعادي
____________________
دعوت إلهي في محرابي
ربي احفظ  عز عراقي
ورفعت كفي وقت السحر
يا إلهي أحفظ شامي...
___________________
و يا رب تبقى حرة
مصر مصر ....
أم الدنيا .....
وللأقصى جدي يدعو
ربي ارفع عنها المحنة

ربي احفظ دار العرب
من تطوان إلى بغداد
صنعاءعاشت حرة حرة
والخضراء تونس تحيا
والجزائر تبقى رمزا
للأحرار ثوري ثوري
للأحرار ثوري ثوري

انتفاضة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عماد السامرائي

ق.ق.ج
اِنتفاضة
نفر فتية أولي بأس شديد, جاسوا خلال الديار رافضين حكم العبيد, هاتفين بما يريد الشعب وما لايريد, أطلقوا عليهم كلاباً هجينة تهز ذيولها للغريب وتكشّر عن أنيابها للقريب؛ أمعنت في الأجساد تمزيقاً وقُتل من الأحرار العديد.
عماد السامرائي/العراق

عهد ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أيمن السعيد

عهد...بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية...
عهد ما بيني وبين ربي
مواظب عليه قلبي
فمن عينيك طهري وتيممي
وأنا المتيم بهما
امسح يديا ووجهي
وبانكسار هامتي
متنقل التوق تارة لها
وتارة لخالقها
وأنى ركعت وأنى سجدت
مسبحا العظيم الأعلى ربي
تتخطفني سهوا عينيك
 موحدا الله في خشوعي
كلوحة مابين طرة ونقش
ولله على مصلاتي
تسجد دمعتي
وأمواج حزني
تصخب بالأسى
تتلاطم بدفق لاينته
وتفقهت بدين عينيك
وأفتيت بنافلةلعينيك
وتمذهبت بمذهب
و منهج عيناك
والزمت ياحبيتي النفس
 بركن خاص بك
أسميته الجهاد في سبيل عينيك
فالعهد مابيننا ماقطعته
فمن طهر عينيك تيممي
وانكسار انكسار هامتي
أحنيتها لله حمدا وشكرا
أما وقد نأت عيناك
أما وقد نأى عني الطهر
فبوشاحك الفيروزي طهري
ومن ريحك الرباني ضلالتي
أرد به مهلكتي
أنى للكفر يعاندني
أنى للكفر يغلبني
والطهر من حولي
في بخور من عمرة
في سبحات من مكة
في عباءة حضنت الكعبة
لاتظنيني السامري
لا تظنيني عبدت الأثر
فلا زال الله عندي الواحد الاحد
و كهارون عاقلا قلبي
ولا زالت الفتنة بعيدة عني
مابيدي فقد كنت من ضلعي
ولازال مذ نأت عيناك
يرتجف ماتوقف
وأشهد الله على صدق حالي
كيف لهذا الضلع أن يتوقف
وكسره بعد لم يجبر
ولازال معلقا ببعض رباط مقدس
والعهد مابيننا لم ينته
وكيف كيف ينتهي!؟؟.
بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية.

أرسلت لك رسالة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / ود الوكيل

ارسلت لك رسالة
ممتلئة بالأشواق
لم يستطع أن يحملها؛
 ساعي البريد!
***
وضعتك فى القلب
لماذا...
تتسربين عبر الوريد!
***
الشمس تشرق
من الشرق
وانت
من كل الجهات.
***
حبي لك...
ليس رياء ونفاق
أنا من صليت
فى محراب عينيك
منذ أن كنت كاعب
وانا فى مرحلة اليفع
فوضعتك فى حدق العين
وقفلت عليك الأهداب!
****
مرهف احساسي
بين النوم والصحو
اخبئك تحت اهدابي
تهربين عبر انفاسي
***
أتمناك..
اكسجين لحياتي
أستنشقك؛ وأكتم أنفاسي.
**
زحف المشيب برأسي
والقلب مايزال شباب..
اوكلما تمر فارعة وضيئة
لعيناي منها نصيب؟!

#ود الوكيل...من الارشيف

و ماذا في الهوى عندك ؟ ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محروس فرحات

...........وماذا في الهوى عندك.........
وماذا في الهوى عندك ومنك كل أخباري
وفي  عينيك  تبتسم نجوم الليل  أسهاري
ففيها عمري  أقطعه  وفيها  كل أسفاري
وموج   البحر  لو هاج  أراك  كل  أوطاري
وفي عينيك  أجمعني طليقا  لحن  أوتاري
وأسمعك  فتشجيني تفوح العطر  أزهاري
وإن  غاب لك صوت فطيفك  مثل إعصاري
وهمس هواك لي سحر يناجيني بأسحاري
أمر عليك  يا  ولها     بقلبي   بات  كالنار
أخاصم فيك من عادى  ومن كاد  لسماري
وسماري  بك  عين  تسيل الدمع  وتداري
وقلبي  فيك قد هام  ويرسل  فيك إنذاري
يبيت  الليل  في لهف  ولا يقبل  بأعذاري
وينسى الكل لو كانوا حياة القلب وجداري
ويسأل عنك لو غبت ويحفظ فيك اسراري
فماذا تعني لي الدنيا وأزهار بأشجاري ؟
وماذا تفيدني شمس بدون ضياك بنهاري؟
فأنت  النور  لو  طل وأنت  جميل  أنواري
سألت  الطير  أعتبه  فصاحت  كل أطياري
وقالت فيك يا عمري جميل القول أشعاري
ووصفا فيك لو تدري فأنت الحسن أقماري
وأنت  ربيع  أيامي وأنت  نسيميا  الساري
وأنت  القطر  إن  نزل  يزيد   منه  إثماري
ودونك قلبي لو تدري يضل  بين  أسفاري
فلا برا له  يرسو   وطعم  الهجر   كمراري
وتبقى  منك  أحلام  تعود  القلب   زواري
فلا يوما ستتركني ونورك طاف بي ساري
قعيد هواك في صمت وكان الصمت بجواري
أبوح إن بكى  قلبي  وأبدي   إليه  أعذاري
فما   قلب  لك  سمع  ولا  عين   بإبصاري
كأني في الهوى صرت حديث الشوق بحواري
وما  عدت  أنا  أقوى  على  ريح   وتياري
وكل هواك يعصف بي وموجي يعلو ببحاري
وأنظر  منك  لي  أملا  يذيب  الثلج  بنهاري
.............بقلمي .د محروس فرحات ....

أنا العربي ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبد القادر صبحي زرنيخ

أنا العربي......في أدب وفلسفة
الأديب عبد القادر زرنيخ
.
.
.
(نص أدبي)....(فئة النثر)
.
.
.

أنا العربي ولو مزقتم كرامتي

سأبقى من أرض الشام والمجد رايتي

أنا العربي والقرآن الكريم لغتي

مهما مزقتم كرامتي فالقدس عاصمتي

عروبي بخواطري فصلاح الدين جدي

سوري بعروبتي فدمشق خالدة بصدري

أنا العربي ومن يكسر عروبتي وهويتي

سأبقى ماجد العروبة وإن كسرتني الدروب

لن نرضى الذل فنحن أصحاب العز والكرامة

عربي وإن ذبحتني الغربة بقيد جحيمها

سأبقى راية السلام والأردن عاصمتي وخلدي

أنا العربي ولو مزقتم كرامتي وعنفواني

سأبقى المسلم والقرآن لغتي وقداستي

تاريخي طويل بالمجد عتقت حريتي

تاريخي كبير بالكبرياء مزجت هويتي

نحن لا نرضى الذل وكسر الكرامة

نحن من قال عنهم محمد أمة النشامة

أنا العربي ولو مزقتم كرامتي لن نكون العبيد

نحن أحباء محمد والكعبة قبلتنا وعروبتنا

أطفالنا للعلم منبر يصغي له تاريخ الدروب

أطفالنا للأخلاق قصيدة أنشدها تاريخ الحروب

هذه العروبة قلمي وصفحاتي والتاريخ يشهد

أننا أبناء المجد وإن طوتنا الأيام خارج الوطن

أننا أحفاد البلاغة وإن كسرتنا الأقلام بالمهجر

تفاخرت بمدائن السلام فلا تكسروا عروبتي

تفاخرت بمدائن الحرية فلا تكسروا قلمي

تفاخرت بحضارة الإنسانية فلا تمزقوا إنسانيتي

أنكسر بقيد أسود والتهمة أنني عربي

أنمزق خلف القضبان والتهمة عربي

أتباح أعراضنا وتنحر أطفالنا والتهمة عربي

أيها المستبدون سأبقى عربي الهوية

ولو أنني ضعيف القلم بمهجري حيران القوافي

أيها المستبدون سنعود والراية بأيدينا

ولو نكست رايتي بمهجر صاح العلقم من مرارته

هذا العراق تاريخي وبغداد عاصمتي وخلدي

عربي والثار بأقلامي فنحن الحلم والأخلاق

أنا الدمشقي ولو مزقتم خلودي بتبعثر الحروف

سأبقى ابن اللاذقية على أسوار دمشق أكتب الخلود
.
.
.
توقيع.....الأديب عبد القادر زرنيخ

انصهار ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / رائد العمري

ق. ق. ج

        #انصهار

     في عالمك الذي دخلته لم أرني، بحثتُ عني وعن كينونتي التي تكلمتِ لي عنها بداخلك فلم أجدني، تأملتُ كثيرا في أغوار قلبك لعلي أجدُ أيّ أثرٍ يدلُّ علي فما نلتُ دليلا لذلك، ولبرهةّ بدأت أضجرُ مني ومنكِ ومن العشق الذي زعمناه، وبدأ ينتابني شعور مفرطٌ وملحٌ بعدم واقعية ما نزعم، وأنْ ما يسميه الناس عشقا ليس موجودا في هذه الدنيا، ولكنني استمررتُ في البحث بداخلك لعلني أشرق في مشكاة داخل غور قلبك، فما زال نور دمعي ودمي مجتمعين يبرقان ببعض نور، وزاد الضجرُ واقتربتُ من حالة فقداني فلم أرَ أي دلالة تشيرُ إلي وإلى شخصي وشخصيتي، وبعد طول بحث وتقصي للحقائق وجدتكِ أنتِ! أنتِ فقط ولا وجود لآخر غيرك، بكامل عنفوانك وأنانيتك، نعم وجدتك أنتِ ولم أجدني رغم تأكدي من دخولي في أعماقك، ويقيني المطلق بأنني عشقتك حدّ الشغف، ووقتها لم أفهم ما الذي ذكرني بزليخة وحبها ليوسف وكيف أنها هجرت كلّ شيء لأجلهِ، وعند لحظة عتابه لها ذات مرة وقوله لها : أأنتِ يا زليخة؟ فأجابته: قد كنت أنا والآن أنا أنت. وقتها عدتُ لأتأملك من جديد لأجدني زليخي الهوى فقد تحولتُ بكامل مكنوناتي لأصبح أنتِ فما عاد وجود لي إلا فيك أنتِ...

القيصر رائد العمري

و لا تدري نفس بأي أرض تموت ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / جهاد مقلد

........قصةقصيرة.......
(ولا تدري نفس بأي أرض تموت)

كان يعمل في الحقل... أنهكه التعب ووالده الرجل العجوز يحفر حفرة عميقة ليزرع شجرة من الفاكهة،سأله ولده الجالس على الأرض قريبا منه:
_ ياوالدي بعد كم سنةستثمر هذه الشجرة التي تزرعها؟
 فقال والده الرجل المسن:
_ ياأحمد لا أعتقد انني سأعيش لآكل من ثمارها
ربما تحتاج للكثير من السنوات حتى تبدأ بالعطاء... أنت وأولادك من ستجنون ثمارها، أما أنا فكما ترى يا أحمد... كبرت في السن ونحل جسمي ودق عظمي وهدني المرض... انتظر الرحيل عن هذه الدنيا ومافيها.
 الغريب أن والده كان يحدثه وأحمد ينظر أمامه مرعوباً... يرى أمامه شبحاً، لكن لم يميزه جيداً... لم يفته رؤية نظرات ساخرة مرعبة تحدق في وجهه، وابتسامةعريضةترتسم على ذلك الوجهه.
لم يدم ظهوره أكثر من عدة ثوان ...
سأل أحمد والده قائلا :
 هل ترى ماأرى ياأبي!؟ قال والده: مستغرباً ذلك:
 _كلا لم ارٓ شيئا ياولدي ولكن ماذا رأيت؟ فقال أحمد:
لقد رأيت شبحا يلتف برداء أبيض يحملق في وجهي.! فقال والده: لاعليك ياولدي، أجلس لترتاح، ربما انت واهم لشدة تعبك...
 زرع أحمد الشجرة وعادمع والده إلى البيت...
وفي صباح اليوم التالي جلس أحمد في السوق يبيع منتجات أرضه من الخضار، والحبوب في خيمة على قارعة الطريق.
لكن ذلك الوسواس لم يفارقه ابداً. وكلما تذكره يشعر بقشعريرة شديدة وفي كل لحظة يخطر في باله ذلك الشبح.
فجآة ظهر أمامه الشبح نفسه ويبدو وكأنه يبتسم... ثم اختفى بأسرع مماظهر... عاد أحمدالى بيته وماأن فتح الباب ثم استدار ليغلقه، واذا به يرى الشبح نفسه مبتسماً كما في المرة السابقة! ثم تلاشى،  واختفي من أمامه. أخبر والده بمارأى فقال والده:
 لاتشغل بالك يابني. فكرك مشوش بسب مرضي الذي يشتد بي يوما بعد يوم وربما كان هذا ملك الموت. جاء ليذكرني بقبض روحي.. وأنت الآن تتخيل شكله خوفا علي! ويبدو إن الآوان لم يحن بعد... ربمايظهر لك كي تعمل احتياطاتك من أجلي أي أنك يجب ان تجهز لي المدفن والكفن ...إلخ انهمرت دموع أحمد دون ارادته خوفا على والده، وهو يفكر برحيله... في صباح اليوم التالي ذهب أحمد الى دكان الأقمشة في السو ق، واشترى قماشاً أبيضاً... يريد به كفنا لوالده، وحين قام البائع بقص القماش ظهر نفس الشبح ولكن هذه المرة رأه يضحك دون صوت. مما زادفي رعبه أكثر فسأله أحمد:
من أنت؟ لم يرد الشبح.! ثم كرر مخاطباً الشبح: ارحمنا يامولاي لازلنا بحاجة لوالدي... اشتد رعبه حين تخيل له إن الشبح يشير بأصبعه نحوه ويختفي..أخيراً أفاق من ذهوله على صوت البائع وهو يقول له مذهولاً
هل جننت يا أحمد؟!! لماذا تكلم نفسك ؟سبحان الله.. لم يستطع أحمد الرد شعر أن لسانه التصق بسقف حلقه من الخوف، والرعب... نقد المال للبائع ثم خرج مهرولاً نحو بيته خائفا من ظهورالشبح ثانية.
وأخبر والده بما شاهد اليوم أيضا، فقال والده:
_ لا تخف يا أحمد كل ماترى هي تهيؤات سمّ باسم الله وتوكل عليه. ولا أحد يموت بيوم الثاني أوبغير موعده أبداً ..هذا كمايبدو يدل بأن ساعتي حانت... قال أحمد: لكنه أشار بإصبعه نحوي أو هكذا بدا لي!
رد عليه والده: إذهب ياولدي واحفر لحداً لي واستعن باالله.
وفي اليوم التالي حفر أحمد قبراً لأبيه... وماأن خرج من الحفرة، حتى رأى الشبح يقترب منه، وبعد لحظات من الرعب الهائل رأى الشبح يمشي نحوه .. هرب من امامه مسرعاً، باتجاه آخر غير اتجاه بيته، نحو قرية جده حيث يقطن أهل والده، وهو  لايلوي على شيئ من الخوف وتوقف بعد قليل لشدة تعبه، والعرق يتصبب منه نظر  خلفه فلم يجداحداً يتبعه ..هدأخوفه قليلاً وقرر العودة إلى بيته... لكن حين رأى قرية جده باتت أقرب اليه تابع سيره نحوها. وصل أحمد منهكا  ارتاح ثوانٍ قبل أن يقرع باب البيت لكنه بعد قليل شاهد الباب يفتح ببطء بصريرمزعج لم يسمعه من قبل... أخيرا.. فُتح الباب، وكان الشبح متجسداً أمامه بكامل وشاحه وعباءته البيضاء، ينظر اليه ويقول له وصلت يا أحمد: جئت في وقتك إلى هنا
فقال أحمد تريد جدي العجوز إنه في الداخل لايستطيع الحركة اذهب إليه، لا يستطيع المجيء إليك
رد الشبح:
_  أنت حيث أريدك يا أحمد... لقد جئت يا أحمد إلى الأرض التي كتب لك الموت فيها... تراخى جسد أحمد وأخذ ينتفض وصوت حشرجاته ملأت  المكان!
هرعت أم أحمد على صوت سقوط جسد ابنها عن السرير إلى الأرض
واستيقظ هو على صوت أمه ليجد نفسه سقط عن سريره وأمه تقول: بسم الله الرحمن الرحيم مابك ياولدي؟ كان شخيرك يملأ المكان ثم سقطت عن سريرك إلى الأرض  فقال: وهو مازال متأثراً بحلمه. أماه حلمت بأن ملك الموت طاردني حتى بيت جدي
قالت لاتخف يا أحمد... لكل أجل كتاب... ولاتدري نفس بأي أرض تموت
جهاد مقلد/سوريا

حين التقيتك ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / لمياء فلاحة

حين التقيتُك
طالتْ هنيهاتُ نشوتي
في سريرِ القصائدِ
لكنّ هزيمَ الاشتياقِ
أعادني لجمرِ المواقدِ
~~~~~~~

قبل أن تضبطَ قناةَ الجنونِ
هاتيك ترددَها
بين الوريد والوريد
وبين الشريان والشريان
ثمة رموزا انت تحفظها
~~~~~~~~

لاتَروِني بعشقِك كثيرا
دعِ الغمامَ يجري يسيرا
فعشقُنا كالنجومِ
لاتُضيء والقمرُ منيرا
~~~~~~~~~

حينَ ألقاكَ
عيني تكذبُ عيني
ونبضُك بالقلبِ يسري
وقلبي يعاتبُ روحي
 ألمْ تلمسْ براءةَ الحبِّ
~~~~~~~~~

لمياء فلاحة
 من برنامج درر القوافي
2019/10/10

ثورة بلا قلب ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد علاء الدين

.....................................
........{ ثوره بلا قلب }........
.....................................
وماذا كان سيحدث ان لم اكن؟
خلقت بدون ذاك القلب اللعين
أكانت حياتي ستكون كما تكن؟
أم يتغير مكتوبي علي الجبين؟
وكان العمر سيخلد بجنه عدن
أو كنت ساتنكر لعذاب السنين؟
أكنت ساسود عيون كل المدن؟
و أقابل فيها باكاليل الياسمين
ويكون أمري مسموع لكل اذن
وغضبي يشعل نيران وبراكين
تكن كل النساء جواري من غد
وكل الرجال آسارى ومساجين
ساقتل كل حب تلبس أي بدن
ساغتاله بين الشغاف و الوتين
وساطارد الدماء لو ضخت ليد
تتغزل العشق باشعار الدواوين
وأقنص كل حبيبين برمح رعن
وأعلق القلوب بساحه الميادين
فانا من اليوم ثائر أجيد الطعن
بكل من إستنصر بالعشق قرين
فاما الانتصار علي حب قد لعن
وأما الشهاده بين أيادي الحنين
قد أصابني منك يا قلبي العطن
فمتي أتحرر من شغفك الحزين؟
أكون أو لا تكون لو أنت لم تكن
أم ستهتدي نفسي لسبل اليقين؟
.......................................
.... بقلمي/ محمدعلاءالدين ....
........................................

مخاضٌ ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / المنجي بنخليفة

مخاض
 بقلم: المنجي حسين بنخليفة – تونس ـ
    كم حاول استنطاق قلمه الجاف، استعصم بالصمت، الكلمات غرقت في مداده الأزرق، تحجّرت الأحرف في رأسه، استحضر ما تجرّعه من فنون جلاّدي سجنه، خنقه بأنامله، جرّ رأسه على الورقة، سمع أزيز أنينه وهو يمزّق أديم بياضها، سالت منه قطرات، بالكاد كتبت قبل أن تجفّ: وطني.

هويت الورد ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / يحيي الهلال

***** هويت الورد *****

شـُكـرًا لِــوردٍ ذاعَ  عطـرُ   حُـروفـهِ              
وتصـدّرَ الـرّوضَ البديـعَ وما حـَوى
           
إنّـي  هَـويتُ الـوردَ    حُبًّـا    لِلبَـهـا                  
فهـَويتُ في بَحـرٍ  تلاطـمَ  بالجـوى
         
أهـواهُ  مـنْ  قلـبٍ   تعتّـقَ   ظـامـئًا              
أهـواهُ  ممشـوقًـا   يداعـبـهُ   الهَــوا
             
يهـوي على قلبٍ تفـطّرَ  فـي الهـوى        
كالنّجمِ --يسلبُني الوقارَ-- إذا هـَوى
         
إنْ لاحَ أزهـرَ   في  العـروقِ  ضياؤُه        
أو غـابَ أومـضَ في  دياجيـرِ النّوى
     
في الحالتـينِ أغيبُ عنّي  في المُنى
ثَمــلًا  بـِراحٍ  أو   ذبيـحًـا   بالطّــوى

إنّـي رشَـفـتُ  وما  عَـددتُ كـؤوسـهُ
والرّوضُ يُغدقُ في النّعيمِ وما خوى

وتَفتّحـتْ  في  الياسمـينِ  كـواكـبٌ
أَلقَـتْ  على  قلبـي  ضيـاءً   فاكـتوى

واسـتسْلمتْ كـلّ  الجَـوارحِ   للـرّؤى
لَمّـا أضـاءَ عـلى الشـّفاهِ  بـِما    روى

وتـَألّـقـتْ   كـلُّ   المَـفـاتِـنِ     عنـدَهُ
وتَـهـيّـأتْ  لِـلفَـتـكِ  سِحرًا  والغَـوى

يـا وردُ  أشـفِــقْ   فـالمـُتـيّمُ   حـائـرٌ
أتَـكـونُ   أنـتَ   دواءهُ  أمْ   لـِلـدَّوى

رَبّـاهُ  إنّـكَ  قـد  عـرَفـتَ    تَـولّـعـي
بِـالـوَردِ... هذا الجسمُ أرهقَهُ الضّوى

أفَـكـلّما     ذاقَ   الـفـؤادُ   رحيـقــهُ
صَـعقَــتهُ أشــواكٌ... فأخـفـقَ أو ذوى

رَغـمَ   المـواجـعِ، فـالحنـينُ  لِـوردةٍ
عــذبٌ... إذا أخـذَتْ  تـُبادلُ بالسـّوى

#متيم الورد : يحيى_الهـلال

9/10/2019

الجدة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / طارق الصاوي

الجدة
  تحملين سنين العمر السبعين كالحة و أنت ذاهبة للغابة، ممسكة بلطتك بقبضة تقاوم الوهن،  تكدحين فى قطع فروع جافة، يتورد وجهك مع صعود الشمس لقبة الأفق، ينساب مسك عرفك، يتكسر حاجباك ليقى العينين  تساقط الأشعة،  يتوهج جبينك المتغصن بخطوط الكفاح، تحملين حطبك على ظهرك فيزداد عودك صلابة، تقهرين بتماسك أعصابك  أفعى همومك الزحفة للالتفاف حول بقايا عائلتك، ترفعين لرأسها فأسك، تتلاشى الحية مؤجلة لحظة غدرها، تعودين لملعبك تفردين جناحى عطفك على أفراخ  فى حجرك، ابتلع غول الثأر أبائهم و ما شبع، وزعت حكمتك على بقية شباب القبيلة الراحلين، غرست فى قلوبهم شجرة الأمل،  تعاهدوا أن يحفظوها فى  تجوالهم بالبلاد،  هجرت بتفرقهم دار عزك، جاورت القبور فى صحراء بعيدة، تنشدين السلامة بين  أناس  لم تطمس الكراهية على أفئدتهم، بنيت خياما للثكالى،  و فتحت لهم أبواب الرزق بطهيك للفطير الشهى، لتطعمى به أهل المدينة، صرت تقودين السيارة المكتهلة لزبائنك الذين يسيل لعابهم  لمقدمك السوق، تنفضين التراب عن جلبابك  قبل الظهيرة، تشترين  بمكسبك  دقيقا و سمنا،  خبزا تفتينه فى لبن شياه ترعينها، تسدين به جوع الأسود الرابضة و تشاركين النساء  فى صناعة الحصير و تستقبلين بالغناء احفادك العائدين من المدارس،  تغزلين لهم من صوف الصبر ثيابا زاهية يتزينون بها  فى يوم حصاد منجلك لحلفاء سطت على بستان القبيلة .
طارق الصاوى خلف

لمن تدقّ الأجراس ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الإدريسي

لِمَنْ تَدُقُّ الأجْراس؟
زَمنٌ بلا اسْمٍ و لا عُنْوان
فقَطْ مَعْروفٌ المَكان
يتَشابَهُ شَكْلُ كلِّ النّاس
الخَوْفُ القَلَقُ الوَسْواس
ما يُخْفى أكْثَرُ مِمّا يُعْلَن
أقَلُّ قِيمَةً الإنْسان
في زَمَن مِن صَدْمَةٍ إلى صَدمة
يَبْنونَ القُصورَ الفَخْمَة
يَسْرَقونَ ثَرْوَةَ الأوْطان
يَسْهَرونَ على الرَّقْص و الخُمور
المُباهاةُ في الظُّهور
إشارَةُ الانْتِصار
على سَجْن الأحْرار
عَليْكُم مَحَبّتُهُم بإظْهار السُّرور
فَخامَةُ الرَّئيس هُوَ النّور
 بِمَحبَّتِكُم مَسْرور
رأيْتُ الخائنَ الرَّخيص
يَتألَّهُ على مَن ما به نَوِيص
زَمَنٌ يُعْتَبَرُ المُنافِقٌ شَيْخاً
يَفْتي يَدْعو بافْتِراس الشُّعوب
لِلطَّاغِية بِمغْفِرَة الذُّنوب
أُمّةٌ أَكلَتْ نِصْفَ أصابِعِها
حَرَقَت نِصفَ دَفاتِرِها
سَجَنَت نِصفَ ضَمائرِها
حَرَّفَتْ مَضامِينَ دينِها
زَمَنُ التَّلَوُّثِ الفِكْري
عالمُ التَّمْييزِ العُنْصُري
ترامب زَعيمُ الاحْتِيال و الاسْتِرْزاق
يَحْلُبُ أبْقارَ الخَليجِ المُعاق
صارَ فيه وُولْ ستريت
لِلُّصوص أضْمَنَ بَيْت
أهَمَّ مِن سوقِ عُكّاظ
ضَجيجٌ لا تُفْهَمُ الألْفاظ
البَنْكُ الدَّولي اسْتِعمارٌ جَديد
صُنْدوقُه لا يَحْتاجُ إلى نار الحَديد
لِيَشْوي الفُقَراء
على مِشْواة العُملاء
تشَتَّتَتْ الأرْداف
تَجَمَّعَتْ الأحْلاف
 اِنْكَسَرَتْ الأقْلام
مُنِعَ الكَلام
يَخافُ الرَّضيعُ مِن ثَدْي أُمِّه
يَخافُ اللَّيْلُ أنْ يَمْشِيَ وَحْدَه
تَخافُ الوَرْدةُ مِن رائِحَتها
اِذْبَحوا ُكُلُّ أيامِكُم عِيدُ الأضْحى
العَيْنُ شاهِدَةٌ على ما تَرى
أدَرْتُ ظَهْري لِلْبَعض ليْس غُرورا
حتى لا يُقالُ قلمي مَأجورا
لا ضُعْفاً بل جَهْلاً لِلْجاهِل
 لِعَميلٍ ظَهْرَ الخِيانَة صاهِلا
حَذارِ مِنَ الشَّعْب إذا يَوْماً اِنْتَفَض
مَلَأَ السَّاحات رَفَضَ أنْ يَنْفَض
 عَلَيْك بِطَواف الوَداع
ما دام حَقٌّ مُضاع
يا خيخي المَلْعون
المُنْحَدرُ مِن آلِ صَهْيون
طنجة 11/10/2019
د. محمد الإدريسي

حنين ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / يوسف خلف الله

💖🌹  حنين 🌹💖

الشوق بكى ...

نزلت حروف إسمك

دموع ...

طيفك بيسعد

ك الغنا ...

يطرق دواخلي

مديح ونم ...

يدخل مسامي

يحسسا ...

تصحى مع نغمو

الأذن ...

درويش مع نوبتك

رقص ...

قالولي ما يشيلك

ذكر ...

طربان وبأكل

في الجمر ...

ناثر جميل حسنك

زهور ...

اشجيني انبت

من عدم ...

أكبر واتكاثر معاك ...

مطرك برش

فيني العطور ...

عيان ومن دونك

بموت ...

ضميني لي صدرك

شديد ...

غطيني بي طرفك

براي ...

خليني أشرب

لو قليل ...

بكفيني ما لبنك

حنان ...

وانا من زمان مشتاق

اجيك ...

💖 أبو خلف الله 🌹

لحن هواك ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد عبد الغني عمارة

لحنُ هواكِ ..
قد جفت ينابيع الهوى إلا هواكِ
قد فاضَ من شرياني ..
لا أعلمُ هل أنا سِرتُ به
أم يَسْري في كياني ..
أحيا على ثرى أرضكِ
وإسمُكِ أصل عنواني ..
عُمرٌ أبحثُ عن حبيبٍ
إلا حُبكِ مَلَكَ وُجداني ..
مرت عليكِ العِجافُ والأطماعُ
أبداً أبداً لم تُعاني ..
أبيةٌ صامدةٌ رغم الصعابِ
فهانت عليَّ كل آلامي ..
جمالُكِ أسَرَ النفوسَ
ففي وصفُكِ نَفَذَت كل أقلامي ..
غربةٌ ف غربةٌ تأخذني
ثم إليكِ تطيبُ أحضاني ..
مهما تَفَوَهُوا فأنتِ نبراسٌ
وتحت رايتك تَعلوا هَامَاتي ..
يا كلَ البداياتُ والنهاياتُ
رسمتُ خِلالها أمانيَّ وأحلامي ..
جيلٌ أنا ومني وبعدي أجيال
خَوفي عليهم طَابَتْ كل أنّْاتي ..
يا مِلكَ الفؤادِ يا أرضَ العمادِ
على لحنِ هواكِ كل مسراتي .

بقلمي // محمد عبدالغني عمارة .

روعة اللقاء ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أحمد أبو سيد طه

روعة اللقاء

شمرت ساعديها تستقبلني بالأحضان، بعد عودتي من الخارج، من شوقي لها احتضنتها، غير عابئ بالدقيق الذي ملأ يديها، ضحكت على شعري المسبسب، وعلى خدودي التي اصابها العجين، أرادت أن تبتعد حتى لا تتسخ بدلتي، لكني لم افلتها، وابقيتها في احضاني، ودموعي تخبز من ذرات الدقيق، أرغفة دافئة، تستأهل فم أمي.

13-10-2019

ذوبان ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / سمية جمعة

ذوبان
لي حبيبة تنام بملء روحي
أدثرهابحياة حب
خوفا عليها
تشدني برباط نبض
أنتمي إليها
أتلومونني في حبي إليها!
لها وردي و أوردتي
إن جفّ دمي في شلالات الأشواق
لمساقط الأفراح هديرا بنبضها
هي وجعي و ابتساماتي
عند تصحرّ الأحلام
اخضرارا بعينيها
لها ميلادي فكيف أنسى أنوارا تهديني
عليها؟
سمية جمعة/سورية.

كان عينَ الكونِ دهرًا ... بقلم الكاتب المبدع الشاعر / محمد رشاد محمود

(كانَ عَينَ الكَونِ دهرًا)
درَّجَني الجَهرُ بالحَقِّ ، فَزُجَّ بي إلى غَيابَةِ المُعتَقلاتِ في العراق قريبًا من مطلع عام 1979 وكنتُ في الخامسة والعشرين ، أتحرَّى أنوار باريس بقطار بغداد الدولي الذي كانَ يربطها بأوربا آنذاك ، وأسعى إلى تسَنُّم وظيفَةٍ أستَعينُ بها على الرِّحلَة ، وبعد أشهر من التنقلات رُحِّلتُ إلى سوريا ، فاحتجَزني سجن المخابرات ، وهو مبنًى تحت الأرض مُصمَت الجدران ، لا منفذ له إلا طاقةٌ في بابٍ يُطِلُّ منها السجَّان ليُدخِلَ طعامًا أو يسوقَ المُحتَجَز إلى التعذيب ، فإلا يَكُونا فلأمرين لا معدى عنهما .. سِجنٍ يطول إلى ما يشاء الله ، أو انعتاقٍ على غير ما يَرغَبُ السَّجينُ ، بالترحيل إلى خارج البِلاد، فلما استنفَد المحقِّقون حيَلَهم في محاولة الوقوف على تهمةٍ ، ما كنت لأدينَ بها نفسي ، رأت السلطات أن تطرَحَني في سجن القلعة - غرفة 5 أبراج ، حيث تزأرُ الأحجار الآخذة في السموق أن لا منجى لكَ مني أيها البائِس ، وعلى السطح قضبانُ نافذةٍ - لا كالنوافِذ - منبَطِحَةٍ إلى الأرض ، يُطِلُّ منها سجَّان مُدَجَّجٌ بالسلاح ، يترصَّدُك في كل لحظَةٍ من ليلٍ أو نهار ، ثُمَّ إنَّ دونَكَ بابًا من قضبان الصلب ، مِنْ دونِهِ باب ، يتأدَّى إلى سمعِكَ منه صليل مفاتيح السَّجَّان .
في تلك الحال ، ذات يوم من سبتمبر من عام 1979 لمحتُ طائِرًا خِلتُهُ علَى فَنَنه فاستنطَقني قصيدةً ، منها هذه النفثات :
طائـــــِـرٌ رَفَّ وأُملــــودٌ هَـــــــفَا
ذَكَّـــــرَانِـي بِنَـعـيـــــمٍ سَلَـــــــفـَا
حَيْـــثُ ماجَ النـُّــورُ في أمشاجِـهِ
مَسْبَــحٌ لِلـــرُّوحِ يُــذكي اللَّهَـــفَــا
لِحَبيــــبٍ غِيــــلَ عني لَـــمــــحُهُ
بِشَبَـــــا القَيــــْـدِ وغَـمٍّ كَــــثـــفَــا
داهَــمَ الـقَلــبَ فإنْ جَاشتْ بِــــــهِ
نَــزْعَةُ لِلـرَّوْضِ والطَّيْـــرِ زَفَـــا
شَظَفٌ حَولِي وفـي عَيـشي كــــذا
كِبَــــرُ الأنفُسِ يَـــدعـو الشَّظَفَـــا
مُوجَعٌ في القَيـْـدِ لا أضنَى لـَـــــهُ
قَدرَ مـَــا أضْنَى لِقَيْـــــــدٍ دَنَّفـَــــا
من نفوسٍ فُحْـنَ فـي أجسادِهَـــــا
جِيَـفًا تَجفو الوَفَــا إمَّـــا ضَفَـــــــا
تَــدَّعي الفِطْنــَةَ والــرُّشدُ لَهـَــــــا
قَبَــــسٌ في كَــــفِّ مِصــرٍ يُقتَـفَى
شَانَهَـــــا منِّي جَهِـــيرُ الـــرَّأيِ لا
يَرْتَشِي بِالــمَالِ أو يَخْشَى الجَفَـــا
لا أرومُ المَـــالَ إنْ جــاءَتْ بِــــهِ
نَــزْعَـــةٌ لِلـــغَيِّ فالــرُّشْدُ كَــــفَى
لا يَبيـــــعُ الــحُرُّ بالكَـــوْنِ حِمًـى
ضَمَّـــهُ مَهْــــدًا ويَـحوي الجَدَفـَــا
مَوْطِني المَجْــدُ ومَجْلاهُ السَّنَــــــا
كانَ عَيـْـنَ الكَـوْنِ دَهْرًا إذْ غَـفَــــا
شَمسُـهُ صَحــوٌ وعَـذبٌ نِيـــلُــــــهُ
وثَـــرَاهُ الخِصْـبُ يُنـْمي الشَّرَفَــــا
أَوغِـروا لِلــحَقِّ صَــدرًا فَالخَنَـــــا
مُـوغَـرٌ مِنِّي ومِنْ طَبعي الوَفَـــــا
كَبِّلُــــوا الكَــفَّيْــنِ فالــقَلــبُ بِــــلا
وازِعٍ حُــــرٌّ يَــــعَــافُ الصَّلَـــفـَـا
واعْصِبُـوا العَيْنَــيْنِ فالحَوْبـاءُ مِنْ
جَذوَةِ النُّهْــــــــيَةِ تَجلُــو السُّدَفَــــا
قَرَّعَ الحَمقَى تَناهَـــى جَهْــــلُهُـــم
أنَّ أسْرَ الحُـــرِّ يَبْـــرِي الصَّلَـفَـــا
غِلـْـــتُ طَيَّ السِّـجْنِ أزلًا وَهُــــمُ
حُرُّهُـــــمْ في جَهْـــــلِهِ قَد رَسَــفَـا
(محمد رشاد محمود)