Sunday, June 30, 2019

خطة بعيدة المدى ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / طارق الصاوي خلف

خطة بعيدة المدى
حاصرھا بعنفوان الحب المندفع كالسيل  مذ شن عليھا غارته الأولى بنظرات  لم يرمش له جفن خلال تصويبھا لتخترق ساحل عينيھا و تستقر - حسب توهمه -  بجدار قلبھا.  
 توالت ايام  أظھرت فيھا التحدي، الامتعاض قبل أن تنسدل أھدابھا على عينيھا لتصد  زوارقه المتسللة عن الإبحار  إلى مبتغاھا، و مع تفتح زھور الربيع  انفرجت شفتاھا عن ابتسامة.  عانقت فرحة تكسو وجھه كلما  تھادت على رصيف المحطة تنتظر عربة  تقف أمام شباك التذاكر... يصعد فى اثرها يقف خلفھا دون أن يمسھا كحائط فولاذ يبعد عنھا الأجساد المتدافعة، الأيادي العابسة...  يسلمھا لفتى يتمظهر بنظارة سوداء ... يشير له، ينتفض - احتراما - يترك لها مقعده.
  يتبخر من أمامھا،  يمنحھا فسحة من الزمن تقلب الأمر  تختبر مشاعرها تجاهه  حتى إذا رأته  أومأت بالتحية.
بعد أسابيع انفكت عقدة لسانها،  ألقت عليه السلام ... أجابھا من أرنبة أنفه خشية أن يقع في خطيئة  قيس، لم  يستطع مداراة تقافز طيور الشوق على محياه  لحظة شروق شمس  ليلى   فأضحى  أضحوكة العرب.  
يريدھا و سيجبرھا - حسب خطته - أن تخضع لمشيئته ...  تصرخ فيه... أحبك أيھا الجبل. بيد أنھا غابت عن عينيه شهورا ... خالها  تمارس اللعب معه.
لم يبال بفتى  يشاطره مشاغلتها يخطب وده بالسلام، الابتسام ... أحيانا عندما يلتقيان يصطدم به ليستخرج منه كلمة . اقنعه  قرينه الخناس بتجاھل الفتى و الترفع عن سؤاله  عنھا: فمن يكون – الصبي -  ليتنازل و يستفسر منه عن سر تواريها عن ناظريه؟
إنه لھا كالجاذبية الأرضية للبشر سوف ترتد مھما علت أو نأت إليه.  
لم تمر إلا شھور حتى تحقق ما توقعه وھو عائد مجھد من العمل يغالبه النعاس في قطار الليل الأخير... وكأن القمر توھج ببرق أخذ نن عينيه وھى شاخصة أمامه...  تمد بشوق كفھا ... تجمد  من  الذهول ... وھي تقول له بدلال:  إنت فين؟ ... وحشتني يا راجل !!  
 تهيجت غدده التى تفرز العرق،  شعر بدوار، تمتم بكلمات لم تفھمھا، وضع يده بجيب بنطاله يثبته خشية أن تسقطه المفاجأة، فر لعربة أخرى من القطار اصطدم بالشاب ظلھا، ابتلع ريقه،
 نزل في أول محطة سكنت  فيھا  محركات  القطار، ذھب روعه و هدأ  السعال .
 قال لنفسه حاسما امرهما :
سأتركھا تتعذب – ربما - حتى الربيع   القادم.
طارق الصاوى خلف

علمتني الوالدة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبد الرحمان قراري

علمتني الوالدة

علمتني الوالدة
أنني إبن لها
علمتني الوالدة
إحترام غيرها
علمتني كل شيء
من صميم قلبها
عصرت كل الزهور
وسقتني طيبها
طيبت كل الجراح
بلسان وعظها
ألهمتني كل حس
من بيان همسها
أمنا هي المنى
أمنا هي الهنا
أمنا يا سادتي
هي درع حصننا
أمنا هي التي
تعبت ما أغضبت
أمنا هي التي
سهرت من أجلنا
أمنا هي التي
أنفقت ما أنفقت
من رحيق عمرها
يا إله الكون بارك
فى حياة أمنا

بقلم : عبد الرحمان قراري / الديس
الجزائر : 30 / 06 / 2019 .

ببعدك عني ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / هاني حواشين

ببعدك عني :
       ببعدك  عني  ما  سلوت  ولم  أزل
      على  العهد  باق  أنت  أنت  حبيبي

     وطيفك يمضي  ما يزال وما ٱنثنى
      أمامي وخلفي  حيث تمضي دروبي

     إذا  جن ليل غصني الشوق  والضنا
     فبت  طريح  الشوق  أشكو   كروبي

    انادي - وحولي كان  طيفك  ماثلا -
   وهل  تطفيء  الأطياف  نار   لهيبي ؟!

   أحن  الى  يوم  به   كنت  مؤنسي
    اذا  قلت  آه  :  كنت  أنت  طبيبي

    أسائل نفسي : أنت من أنت يا الذي ؟!
     رماني   بسهم  في  الحشا  والوجيب

    يجيب فؤادي ذاك روحي  ومهجتي
     وذاك  .هنائي  .. ذاك .. ذاك   حبيبي .

هاني عبدالله حواشين / الأردن .

هايكو ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أيمن حسين السعيد

هايكو.صدى الفقد.بقلمي.#أيمن ايمن حسين السعيد.الجمهورية العربية السورية.

في الريح البحرية
ترخيها متموجة
جدائلها الكستنائية.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بجوار أحجار البرية
كأنها تغني بحب
جرة الفخار.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
لا صدى لفيابي لديك
لما صداك مستمر
لن تعرفي حقيقة الفقد.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كسنونو وحيدة
تجفلين بالهروب
ارتعاش خصرك.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
همس زقزقة غير مفهوم
تحلق في سماء الضجر
طيور السنونو.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أي دم من الذرى
قوامك الوضاء
مرمر جسمك المعرق.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تحت هلالي حاجبيك
سماوين مطرزتين
ببريق نجوم مزركشة.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛،
تينة الفجر
تسيل عسلا
خوابي الصيف.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛بقلمي#أيمن حسين السعيد.الجمهورية العربية السورية.

ققج ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / مهدي الصالح

ق. و
صفاقة
قوموا أهدافهم؛ وأدوا أوطانهم.
*****
قصة في ومضات
إنابة
دارت عقارب الندم؛ التحق بركب التائبين.
صقله الابتلاء؛ تنزه عن المعاصي.
عبد بالصدق طريقه؛ حارت الأعداء.
نزلت السكينة؛ خر ساجداً.
*****
ققج
خواء
اعتلى عرش الاعتراف، كمموا عيناه، قيدو أفكاره، اطعموه لقيمات سد الحنك، انتفض الجسد، دوي انفجار، لملموا بقاياه.
*****
مهدي الصالح
سورية
30/6/2019

ظلٌّ و انكسار ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / لمياء فلاحة

🍀 ظلٌ...وانكسارْ🍀

أفتحُ رسائلَك الملغومةَ
 بشوقٍ عليلٍ
تنْفجرُ بخاصرتي
أنفاساً حارقةً
وبصدري ينبوعٌ من أملْ
حتى يدي التي أمسكتْ بك
لتتكئ على كتفِ الشوقِ
تاهت في غيابةِ الصّمتِ
لكن ظلَّك المنكسرِ
مثلَ مرايا الصبرِ
جرحَني وأدمى كفي
قبضتُ بها على انكسارِي
سماؤك الممطرةُ بنواياك
وأرضي العطشى لبذورِها
لم تنبتْ بالاحلامِ المرجوةِ
إليك ياظلَّ الروحِ
ياعمراً فيه روحي تروحُ
إنْ كانَ منْ جنازةٍ
في معمعةِ الانهيارِ
فهي لنا
أنا وأنتَ
بلى أنا وأنتَ
جثتان في تابوتِ الحبِّ
دقَّ فيه مسمارُ انكسارْ
🍁🍁🍁🍁
لمياء فلاحة
٢٠١٩/٦/٣٠

خاطرة من وجع الخاصرة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / صالح هشام

خاطرة من وجع الخاصرة:
مرثية بوزغيبة/ صالح هشام
                                           
                             إلى  روح  فقيد الإبداع الأدبي المرحوم محمد البحتري٠
                           
     نم صديقي، نم استاذي قرير العين، أنعم ببرودة تربة قبرك، وسكينة لحدك، وتوسد راحة راحتك الأبدية، وأخبرك – أستاذي-:أن بوزغيبة تلك النبتة التي جعلت منها أيقونة عشقك، ما تزال على العهد باقية، لم يتغير في وجودها شيء، ما تزال- كما تركتها- تعيش الغربة والاغتراب في حقول وطن عشت فيه غريبا، تحمل همك وهموم من يعيشون في صمت من أبناء جلدتك، وطن لفظك علكة بلا طعم ولا رائحة٠
     ما تزال بوزغيبة - كما تركتها- تمارس التغريبة القسرية  في حقول الآخرين، فماء الأوطان مالح،  يدمر فيها النضارة وكل معالم الحياة٠
حملت أستاذي همك وهم بوزغيبة، وهم الطبقات الهشة المهمشة، المغبونة ، المأزومة، في أوطاننا المهمومة من البحر إلى البحر، ما تزال بوزغيبة تعيش غربتها بين النباتات وسيف الفلاحين مسلط عليها، يغتصبون فيها كل أسباب الحياة بسمومهم القاتلة، فهي لا تقل عنك أهمية٠ ماتزال تعيش الغربة كغربتك بفكرك وأفكارك،  في أرض غير أرض الفكر والأدب، وفي زمن تستهويه من قرع الدفوف الضروب٠
     وكنت محظوظا سيدي، لأنك لم تكن سقراط أثينا، لم تجبر على تجرع السم إلى آخر ما علق بقاع الكأس٠ لكن موتك غريبا بين أهلك وذويك من أصحاب الفكر أكثر مفعولا من سم سقراط٠ ما سمعوك يوما، فعشت بعيدا عن الأضواء، لأنك لا تعرف هز الردف، أو الرقص على القعدة، فقط تعرف من الفكر والآداب الضروب، ولم تغريك أضواؤهم الباهتة على المنصات، ولم تهتم بملء الجيوب، لم يهمك من دنياك غير قارئ مقهور مغبون  يحلق بلا أجنحة في عالم أحلامك، فيحلم حلمك، لأنه يجد فيك المنقد من ثقل عالم مثخن بالجراح، لأنك تمده بمجداف الأمل، فيبحر نحو هذا الأمل  المفقود الذي لا يخلو من ألم، لكنه رغم ذلك ينتشي بأفكارك، وأنت تبسط له أوراقك بساط ريح يقاوم الريح، فتلفه بوريقات نبتة بوزغيبة – معشوقتك-  برنوسا حريريا، ربما لأنه هو أيضا يقاسمك غربتك كما يقاسم نبتة بوزغيبة  غربتها في الحقول بين النباتات الضارة٠٠٠نباتات ضارة  تمنع نضج ًالثمار، كما يدمرون  الفكر والأفكار٠ فربما تساويتما في الغربة  سيدي، لذلك عشقتها عشقا صوفيا مجنونا فكانت لك على العهد باقية.
   أبشر أستاذي،  سأخبرك بحال بوزغيبة ، فهي ما تزال- على حالها- تقاوم من أجل الوجود، لكن في معركة غير متكافئة، فكثرة النباتات الضارة تخنق فيها الأنفاس وتصادر وجودها، لتتفلها الحقول المغتصبة بلا سيقان ولا أوراق، ما تزال تقاوم كحلزون بلا صدفة يصارع حرارة رمال متحركة في صحراء قاحلة٠
   لم تسطع قسوة الزمن أن تغير فيها شيئا، فهي- كما تركتها- دوما في شبع مؤقت وجوع دائم٠ تعيش الاخضرار حينا، والاصفرار أحيانا كثيرة٠
  ما تزال نبتتك أستاذي، بشجاعة تمارس لعبة الصراع من أجل البقاء، بين موت وحياة٠ ما تزال بوزغيبة سيدي- كما تركتها -  تقتات عليها أفران طغاة العصر  واللصوص، فتذبل، ييبس عودها، لكنها تقاوم ريح الريح في عناد الجبابرة، فتعود للحياة من جديد، فليس في جعبتها ما ستخسره،  فقد تكسرت المزهريات منذ زمن بعيد، هذا حال معشوقتك بوزغيبة منذ تركتها ذات رحيل مفاجئ٠ فأنت لم تخترها معشوقة لك عشوائيا، وإنما كان  لعشقك لها أسباب، فربما رأيت  فيها ما لا يمكن أن نراه- نحن بسطاء التفكير، فأنت الفيلسوف لولبي الالتفاتة، ترى الأمور بعين ثالثة٠  فربما نراه نبتة عادية تجتاح الحقول مع إطلالة كل ربيع، وتراها أنت سيدي، كائنا مقهورا محقورا، يعيش حياة (الذبانة في البطانة)، كائنا يعيش على فتات حقير تجود به عليه عروق أعشاب  ضارة، تمكنت جذورها من الأرض تمكن الحزام من الخصر٠ ومن يدري؟ فأنت لم تفصح عن نظرتك الفلسفية لهذه النبتة، فقد يسخر منك فقراء التفكير، ربما تراها ذرة في بحر من الكائنات التي  تعيش كديدان وطفيليات في جثث متحللة٠
   أخبرك سيدي، أن دار لقمان ما تزال على حالها، منذ تركتها ورحلت وهي من السئ إلى الأسوء تسير٠  شئ واحد تغير منذ رحيلك سيدي، شمس باردة كالموت، متعرقة كالمحموم،كل يوم تطلع، ولم تخلف وعدها يوما، وقمر خجول -بخجل- يقاوم غيوم الليل٠ فأنت تعرف سيدي، أنه ساهر-أبد الدهر – بعين لا تنام، لذلك  تخجله تصرفات كحل الرأس في كل ليلة عندما يجن الليل، فيسجل ويدون جرائم هوام الليل، دون أن  يظهر عليه امتعاض، رغم أن هالته تلوح باهتة اللون كعروس متخلى عنها ليلة زفافها٠
    شئ واحد تغير سيدي، الليل احلولك هذه الأيام فأصبح أكثر حلكة من ذي قبل،  تحت جنحه تتفشى جرائم الكبار والصغار، و في ظله وظلال كائناته، يكثر قنص البرئ والمذنب،  تحت جنحه لم نعد قادرين على تمييز طباع البشر وطبائع الأشياء٠
    كل شيء أصبح مزيفا و بلا قيمة سيدي، ويدعو إلى الشفقة، وحدها بوزغيبة ما تزال على العهد، وستظل كذلك، وإن تغيرت ملامح البشر سيدي، ولم تعد الابتسامة تزور الشفاه  إلا لماما، وكيف لها أن تنفرج عن ابتسامة ولو كانت صفراء؟ وسكاكين الجوع تمزق المصارين، وتعبث بالمعدات الفارغة، لذلك  أصبحنا سيدي، نرى الابتسامة المزيفة تقتلع من الأعماق كما تقتلع حزم الأشواك من البلعوم ، وكأنها أشجار الزقوم تسحب من الصدور سحبا٠ تغيرت الطباع والطبائع سيدي، فالضمير ضمر وأصبح باردا كالصقيع،  وأنانية النفوس المريضة أحرقت البلاد والعباد فعم الفساد، وساد العبث، وغاب الوازع الأخلاقي بين الناس، فتدنى مستوى السلوك البشر،  فتمزقت السراويل من الورك إلى الركبة باسم العصرنة والحداثة٠ فتمردت الأحزمة على الأرداف، وبلا حياء، هبطت السراويل، فتعرت العورات، وللعيان ظهرت السوءات، وهجرت الجوامع والصوامع، وانفضت من حولنا تلك المجامع٠
     كل شئ فقد ألوانه و مذاقه سيدي، وانخرمت العلاقة بين أفراد الأسرة، وأصبح الطفل غريبا عن أبيه، والزوجة غريبة عن زوجها، فساد البيوت صمت الصمت٠ وعاش الناس تحت رحمة الأزرار الكهربائية،  في عوالمهم الافتراضية، فكلما تطورت التكنولوجيا سيدي، ازدادت شساعة المسافة بين الناس، ولم تبق الأجواء كما كنت تعرفها، انتشاء بمعزوفات صراصير الليل، رفقة الشعر والشعراء، والتمتع بجمال  ضفائر القمر البيضاء، كتلك القلوب التي كانت فعلا بيضاء،  قبل أن تعيث فيها الماديات فسادا، فيحل الحقد والكراهية محل الحب والتآخي ، والقسوة محل الرحمة ، رحل جمال أيام الزمن الجميل برحيلك سيدي،  لكن لاتحزن وأنت تتوسد قبضة النسيان في لحدك، فزمنك الجميل ما يزال قابعا بين سطور رواياتك وإبداعاتك٠ من حين لآخر تجذبنا سطور، أو فقرات، أو فصول، مما تركت وأنت تمارس شغبك السردي والفلسفي٠ فننجذب إليك كحشرات عطشى للمزيد من النور٠
     وادي زم ما تزال رأس الهم سيدي، ما تزال تمارس لعبة الموت البطئ، إقصاء وتهميشا، وكالمحموم تحترق  من الداخل٠ كم كنت أغبطك على عشقك لهذه المدينة الشهيدة، وأنت تخصص لها رواية كاملة لا فصلا من فصولها ( شجرة النجد )٠٠٠ فوادي زم ثم رأس الهم، ومن رأس همها، تولدت رؤوس مهمومة  لا تعد ولا تحصى، لتنتشي – قسرا- بملوحة هذا الزمن الأرعن، أفلت عادات رائعة جميلة -كنت تعرفها  في هذه المدينة- أفول القمر بين الغيوم، وظهرت ظواهر خطيرة كالنباتات الفطرية،  نتيجة التهميش والإقصاء، وعدم تحمل المسؤولين مسؤولياتهم، فضاعت جيوش من الشباب العاطل في عالم النصب والاحتيال والابتزاز الالكتروني ٠ وأنت تعرف سيدي، أن الفقر والتهميش يجعل من الحمل ذئبا شرسا مستعدا للانقضاض في أية لحظة٠
 اعذرني سيدي، لم أرد أن أعكر عليك سكونك، وسكينتك في لحدك، وإنما أردت أن أشارك نبتة بزغيبة همومها وحزنها عليك، وأبلغك شوقها واشتياقها إليك ، فقد ألفتها وألفتك وتآلفتما معا،  فلك تحيات بوزغيبة سيدي، أما أنا فلا يسعني إلا أن أدعو لك بالرحمة٠  رحمك الله أستاذي سي محمد البحتري، شاء القدر أن لا  ننعم برفقتك طويلا٠٠٠  أهديتني روايتك الكبيرة ( شجرة النجد ) وانطفأت الشمعة، وقوضت خيمك تبغي الرحيل والراحة الأبدية في غفوة منا، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته٠

عذب القوافي ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / سامي السعود

●عذب القوافي●

احبك لأنك أنت....
لاشبيه  لامثيل
لابديل ......

           ●قالت له:
تعال مسيني
بشوفك وامسيك
مع عذب القصيد
وإحساس راقي
قلبي وفكري
والمشاعر تداريك
يلي أخذت القلب
وش عاد باقي.
       ■قال لها.......
يانوف ماني من
اللي يرخص
 النفس لا ضاق
ولاني من اللي
يرخص اليوم
غالي
سبحان ربي كرم
نفسي بالأخلاق
الطيب عمي
 ومصدر
الجود خالي
واللي يحبني الروح
فداااااا   تنساق
واللي سلاني قلبي
عنه سالي.

 ● الإعلامي الدكتور :
■سامي السعود.

ضحية نشوء ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / زكريا القيصر

ضَحيةُ نُشوء: زكريا القيصر
............................
ليسَ من العدلِ أن
أبقى تَحت رحمة الألم
لابد من فرجٍ
يرفع أهوال قارعة الحياة
من فوق هامتي ..
أي ذنبٍ إقترفت
حتى يُمطر الدهر وابلٌ
من السجيلِ المتلاهب
على عاتقي..
بمن أستعين ؟
رضابٌ من السُمِ يستقرَ
بجوفي
أعلن الحداد على شبابي..
سُحقاً للحظةِ التي تسببت
بإستعبادِ قلبي
بزنزانةِ حبٍ سحيق
خَلف قضبانِ الوحدةِ
سجين ..
مُبعثر..
حتى الألوان التي كانت تُزين الحياة
سُرقت مني .. لاشيء سوى
الرمادي
الفناء يرتل بفلسفةِ الشوق
السماء تزداد إنكداراً بلحظةِ
القصيدةِ..
واليشاطين تتجمهر من حولي
لتستمعُ بعظمةِ الألم أللا متناهي
اللاشيء يقود عقلي للإنهيار
لاأحتمل الفراق!
طريقُ الإنتحار يزينُ بعبقِ
الذكرياتِ المؤلمة..
ها قد جاء الفرج
السماءُ تمنحني الرجولة
لأُشبع رغبة الموت البائس.

تونس الحب ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / طاهر مشي

تونس الحب
"""""""
يا طاغيا ما جبت في أرضي و لن
فالعز في أرضي لها طول الزمنْ
والمجد يسري في دماء شعوبنا
نأبى الهوان ولا يناجينا الشجنْ
من أين جئت لتستبيح مدامعي
كالنصل في قلبي يخضبه الدرنْ
ستعود أوردتي تعانق عزّها
وتثور ألحاني يرددها الزمنْ
وتسيح أشعاري على طول المدى
فخرا بأمجادي بسري والعلنْ
فبيارق العز التي رفعت هنا
سيصونها الأبطال من فتك المحنْ
سنعيش في كنف الحماة وعزهم
لا لن نخون وشعبنا يأبى الفتن
والعابثون نذيقهم طعم الردى
نبني قصور المجد نجتاح المدنْ
والظالمون نردهم أدنى الدّنى
والحاقدون نذيقهم ماء أسن
يا زهرة الأوطان يا بدر الدجى
يا تونس الخضراء يا أغلى وطن
ستهابك الأوغاد يا أرض الهدى
فالدين أصلا في حشاشتنا سكنْ
والأمن يرعاك الحنين يشده
في أرضنا كم من شهيد قد دفنْ
منهم رعاة الحق لا ما همهم
إلا البلاد وحكمها والمؤتمنْ
أهدي دمائي في سبيل رخائها
كل الدروب بعطرها نبضي كمن
طاهر مشي

[
 ](https://web.facebook.com/photo.php?fbid=2360060440898232&set=a.1399454580292161&type=3&eid=ARDUv2CQ8LlAev05GSpRpOkVjTQvXJsR-mggmcqck08jDDxqrDoByMs22wJa79q3saEgvSyyfcs1xy22)

Thursday, June 27, 2019

يا سيدتي ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / نقموش معمر

يا سيدتي
 كنت أهم امرأة في الكون
 كنت صديقة عمري
 وعمري المجنون
 حين أراك لا سعادة كهذا اليوم
 أقفز فرحا
 أطير
 أنشر تفاحا
 أزرع بذور رمان
 أنت كنت هروبي
 وكنت شمس غروبي
 وملاذ المحزون
 سيدتي يا سيدة الورد
 ورد اليانسون
 كنت الحب الأول
 حين مات الطفل في
 ومات الشقاء
 وتفتحت أبواب القلب
 والشبابيك
 واستقبلت شبابي الموهوم
 انسلت إلى قلبي
 صور وأحلام
 وقادني نبض عفيف
 ووسواس شيطان
 يا سيدتي أم اليوم
 فأنت قصري
 وأنت النصر
 وأنت نهاية تلك الأحلام
 فارسة مدينتي
 وأميرة التيجان
 وأنت حورية الأرض
 وأنت كل الأوطان

//// نقموش معمر الجزائر

خماسية هايكو ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / صاحب ساجت

https://watanaddad.blogspot.com/2019/06/blog-post_5.html?m=1. خماسيةُ هايكو...

         بِمختَلفِ الأشكالِ،
         تَعتَمِرُ رُؤوس الرَّعِيَّةِ...
         الّا الرّاعي!

        بَعدُ الّتي وَ اللُّتيّا،
        يَنْفِذُ في سَمِّ الخياطِ...
        بَعِيرُ الجّارِ!

       كِلاهما،
       يَذُدانِ الرُّخَاءَ...
       ذِئْبٌ وَ حِمارُ!

       حَتّى الثَّمالَةِ،
        تَعِبُّ كُؤوسَ الأخبارِ...
       صُوَيحِباتُ يُوسُفَ!

       سادِرَةٌ في غَيِّها،
       تُلاعِبُ فَتاها الشِطرَنجَ...
       اِمرأَةٌ عَجُوزُ!
   (صاحب ساجت/العراق)

لا تتأخر ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبدالله أيت أحمد

لا تتأخر
لما لم تسمع بعد ندائي
فلقد تعب الصراخ مني
وحتى ضجر الصبر مني
كلما اقترب منك صداي
تبتعد المسافات بيننا
فلا يسمع غير أنين الكلمات
تئن من العناد والقسوة
فلا طاقة لي على طول الحلم
فقصري اللحظة لتصبح حقيقة
فأنا في انتظار لمسة حرف
وضمة علامات الاستفهام
وقبلة قصيدة حمقاء جميلة
ولا تجعليها صماء كعادتك القديمة
فكي أغلال الحرية والعزيمة
ففي حبك لا أحب الحرية
قيدي الوقت وعطلي الساعة
ولا تنفين أنك سماعة مطيعة
اصغي للنداء ولا تتأخري ساعة
أنت حرة فلك أن تلبي دعوتي
مشتاق واللوعة تحرقني
وضلوعي تحترق كالشمعة
فهيا إلي بردا وسلاما
واحضني ناري يا ثريا
والحقيقة أن صدرك جماد
ووجهك في ظلام لا يرى
فادخلي في مداري
كي أتبع خطاك وأرى ما تخفى
عبدالله أيت أحمد/المغرب
27 يونيو 2019

أنت الرّوح في جسدي ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / سامي السعود

■ أنت الروح في جسدي■

●هل اغلق القلب
بناء على حكم
خيباتي
فحبيبتي التي
اهوها قتلت قلبي
ومزقت ذاتي
كانت تحاورني
في كل مساء
عن العصافير
عن الأطفال
والاشعار وعنها
وعن الأزهار
كانت تفرح إن
وجدت مني
رسالة غزل
عند الصباح
ممزوجة بالسكر
مع الكلمات
وإن غبت كانت
تردد اين أنت
غيابك يمزقني
وفرحها كان دواء
آناتي
هل اغلق القلب؟
وأنت الحروف
في لغتي ووجع
القصيدة وحلم
الطفولة ولست
 إحدى
نزواتي
هل اغلق القلب؟
وأنت الروح
في جسدي
وأنت كل
 أشواقي
يامن حبك
 احياني
كيف استطعت
احراقي
هل اغلق القلب؟
وان اغلقته من
يشاركني قهوتي
الصباحية ولو
كان حلماااااا
من سيتحدث
معي عن الآلام
في الغربة
من يبوح لي
عن أحلامه
الصعبة
من سيضحك
على سؤالي
هل تحبيني
حبيبتي؟
من يشعل
غيرتي....
حين تضحكي
ويهرب مني
الجواب
ويحضن اللعبة
هل أغلق القلب؟
وهو عرش مولاتي
احبك واكررها
مرتين
ولااريد أن
تعشقيني
او اكون حبيبك
يكفيني انك حلمي
واغلى كل
ملكاتي
هل اغلق القلب؟
وغطاء القلم
ولكن ستبقين
أنت نبضه
 وحروفه
وتبقين انت
 دمعة
مقلتي
واجمل
صباحاتي.
        ●الإعلامي
 الدكتور: سامي السعود.

الذوق و الذائقة الجمالية العربية ... بقلم الأديب المبدع الأستاذ / صالح هشام

الذوق والذائقة الجمالية العربية ٠
  وجهة نظر نقدية / صالح هشام٠
       قبل أن أتطرق إلى موضوع الذائقة الجمالية، أرى أنه من المفيد جدا أن أعرج على التعريف بمفهوم الذائقة: فهي اسم فاعل من الفعل (ذاق ، يذوق ) وهي قوة تمييز طبعية بين طبائع الأشياء وتذوقها، سواء كان ذلك سلبيا أو إيجابيا، سواء تميزت هذه الأشياء بالمرارة أو الحلاوة، بالقبح أو الجمال، ومنه (كل نفس ذائقة الموت) فالذوق- إذن - ليس مقصورا على الجانب الجمالي فقط في هذه الأشياء المتذوقة٠ وهذه القدرة على التمييز لا تقتصر على الإنسان فحسب، وإنما تتعلق بباقي الكائنات الحية الأخرى من طيرأو حيوان، إذ هي بدورها تستسيغ الحسن فتعشقه وتقبل عليه، كالعيس تبالغ في المشي طربا على إيقاع الحادي، والأغنام تبالغ في الرعي مستعذبة شبابة الراعي، لكنها تخاف قرع الشنان فتنفر وتفر منه٠
     وقد أسندت الذائقة إلى الجمال على سبيل النسب، إذ تصبح من خلاله جزء من الجمال، على مستوى هذا التركيب، والأولى في اعتقادي أن تسند إلى الجمال على سبيل الفاعلية ( ذائقة الجمال ) فيسند اسم الفاعل إلى مفعوله٠ وأما الجمال فهو كل ما يمكن أن يثير في النفس رعشة القبول والاستحسان، وتحقيق الإدهاش حد الشعور باللذة، وإن يبقى مفهوم الجمال من المفاهيم المعقدة جدا،  إذ يرقى إلى مستوى أعلى درجات القيم الإنسانية ( كالحق، والعدل، والحرية، والخير)٠ ولا يقتصر الجمال على المدرك بالحواس الخمسة تذوقا، وإنما كل ما من شأنه خلق  لذة الإعجاب والرضى، من أفعال وسلوكات وتصرفات تجاه النفس و الآخر٠ لا أريد أن أنجرف في الحديث عن الجمال بمفهومه الصوفي الذي يرقى إلى الكمال، وإنما سأتطرق إليه كجمال عرضي متبدل، و متغير٠ والمتحكم في الإحساس والشعور به هو تلك الظروف والملابسات اللحظية غير التابثة٠ فما تراه جميلا في وقت من الأوقات قد لا تستسيغه، في أوقات أخرى٠ فمفهومه يبدو نسبيا، وتذوق الجمال هو ذلك الإحساس الجميل، كالشعور بلذة خمرة بدون خمر، أو لذة طرب بدون مطرب ، سواء كان مدركا بالحواس الخمسة:  من لمس وشم وبصر و ذوق وسمع وغيرها، فقد يتذوق الجمال المدرك بالعقل كذلك، في المواضيع الفنية والفكرية والسلوكية٠ ومادام الشعور بالجمال، يكاد يكون غريزيا في الكائن الحي، تحكمه هذه القوة والقدرة على التمييز بين القبيح والحسن، بين الجيد والرديء، فإنه يستوجب تهييء البيئة المناسبة التي تساعد على تنمية هذا الذوق والإحساس بالجمال٠
    فالذائقة الجمالية مثلها مثل الجمرة التي تكون مشتعلة، لكنها سرعان ما تخبو وتنطفيء، إذا ما كانت بذرة زرعت في  بيئة فاسدة، لا تساعد على صقل وتهذيب هذه الذائقة٠ وهذا ما سنراه في محاورهذا الموضوع:
     إن الله سبحانه وتعالى خلق الجمال في كل شيء، في كل مظاهر الحياة بدء من تغريد البلبل فوق الفنن، إلى خرير الساقية، وحفيف القش الذي يتلاعب به نسيم الصباح، إلى ظلام الليل وإطلالة القمر، إلى وميض البرق وقعقعة الرعد، فأينما تولي وجهك إلا وتجد الجمال في أبهى تجلياته لا تحده حدود٠ لكن للتفاعل مع هذا الجمال المتجلي في مظاهر الطبيعة والفكرة العلمية، والصورة الشعرية، والايقاع الموسيقي، واللوحة الزيتية، لا بد من تربية الإنسان / المتلقي على  هذا الشعور الرائع الذي يبعث الحياة في النفس، والإحساس بجمال هذه المظاهر، وما دامت الذائقة وتذوق الجمال قدرة غريزية تمييزية في الإنسان، فالبيئة المناسبة الخالية نسبيا من الأدران والأمراض الاجتماعية، تساهم بشكل أو بآخر في تنمية هذه الذائقة وصقلها وتدريبها، وإن كانت ذائقة شخصية كبصمات الأصابع لا يمكن أن يشترك فيها اثنان أبدا، فهذا الإحساس بجمال الأشياء من حولنا كفيل بجعل الإنسان قادرا على وضع ذاته في مكانته الإنسانية، وفي أرقى مراتبها العليا التي متعه الله سبحانه وتعالى بها وجعله في أحسن تقويم، إذ يتجاوز ذلك الإحساس الغريزي الذي قد يشترك فيه مع باقي الكائنات الحية الأخرى، في برها وبحرها وسمائها وأرضها،  وهذه البيئة المناسبة التي تساعد على تنمية الذائقة الجمالية والشعور والإحساس بكل ما هو جميل، تستوجب احترام كل ما هو جميل في هذا الكون الجميل، وهذا لن يتأتى لنا إلا إذا ربينا النشء على حب الجمال، ورسخنا في ذهنه أن الله سبحانه وتعالى (جميل ويحب الجمال )٠
     فمنذ صغر الطفل ونعومة أظافره، نكون ملزمين بتربيته على احترام المحيط الذي يعيش فيه: فيستطيبه ويشعر بجماله، ولعل الإحساس بهذا الجمال يجعله أكثر حرصا وحفاظا عليه، لأنه يحس أنه منه،  بدء من البيت إلى المدرسة إلى الشارع٠ فنربي أذنه على أن يطرب لإيقاع خرير الماء، فيحترم النهر، وحفيف الأوراق فيقدس الشجرة، وأن يستطيب رائحة الزهرة في الحديقة، فيحنو عليها ويهتم بها، وهذا -بشكل أو بآخر- سينعكس إيجابا على سلوكاته وتصرفاته وطرق احترامه غيره، فننجح في تكوين الإنسان الذي يحترم الطبيعة، ويتذوق جمالها فيعشقها٠ فنحصنه من الأذى بكل أنواعه لنفسه ولغيره، وكما نربيه على تذوق جمال مظاهر الطبيعة، نربيه كذلك على تذوق واحترام الفكرة، وتذوق  جمال الكلمة الراقية بدء من السطر الشعري إلى النتفة إلى القصيدة٠
      ولعل التربية على التذوق وتنمية الذائقة الجمالية، تذكي في روحه  حب النقد
وإبداء الرأي الحر، والاستقلال بالشخصية، والتفاعل الإيجابي مع كل ما يشعر به من جمال المحسوسات والمعقولات٠ والمقصود بتهييء البيئة المناسبة، يتجلى في التركيز بصفة خاصة على مدرسة فنانة تحب الفن وجميلة تعشق الجمال، وترسخه كمبدأ من مباديء هذا الجيل المتعطش للتربية على القيم العليا، هذا الجيل الذي نمده بأسباب القدرة على التمييز واستساغة الجمال وتذوقه، مدرسة تفكر فيه كإنسان له ما يحب وله ما يكره، لا أن نحشوه بذلك الكم الهائل من المعارف والمعلومات التي سرعان ما يطويها النسيان فلا تترك في نفسه أثرا يذكر٠
   ولكن -للأسف- فإن فاقد الشيء لا يعطيه،  ففي أغلب المجتمعات العربية نجد أن المدرسة فاقدة لأهلية التربية على الذوق السليم والذائقة الجمالية، ولا أرجع  سبب هذا إلى ضعف ذائقة الساهرين على حقل تربية الأجيال، وإنما مرده بالأساس لضعف مقررات مدرسية قررت (بضم القاف) دون أن تهتم بميولات الأجيال الناشئة، هذه المقررات التي تكتفي بممارسة سلطة الحشو والتلقين٠ وهذا لا يمكنه  -بأي حال من الأحوال- أن يساعد على تربية الجيل على حب الجمال واحترام مظاهره، أوعلى أن ينمي فيه روح التذوق، في غياب هامش معقول من الحرية الشخصية  للطفل في اختياراته واحترام ما يحب وما يتذوق٠ إننا نلمس في أغلب مدارس المجتمعات العربية افتقارا يكاد يكون مطلقا للحوافز والدوافع التي تساعد هذا النشء على تنمية ميولاته الفنية، إذ نكاد نقصي من مقرراتنا الدراسية : التربية الموسيقية، أوالتربية التشكيلية، أوالأنشطة المسرحية وغيرها، وفي أحسن الأحوال إذا اعتمد ذلك فإنه يكون بشكل جد خجول، إذ تعتبر هذه المواد  تكميلية أو من الكماليات، دون أن يضع المقرر( بضم الميم ) في ذهنه أن هذه المواد من الحاجيات التي ينتفع بها النشء، شأنها في ذلك شأن الماء والهواء، وشخصية الإنسان تتكامل بماهو مادي وما هوروحي، فلا يعقل تغليب جانب على آخر٠
    فهذا الخلل الكبيرعلى مستوى المنظومة التربوية العربية لا يمكنه أن يساهم في صقل ذائقة الجيل الجمالية، والتي تكون أصلا متضعضعة، إن لم نقل منعدمة نظرا لغياب الدعم الأسري، وتفشي الإهمال في الوسط المدرسي الحاضر في  التربية،  ويتجلى ذلك في الأوساط التقليدية المحافظة التي ما تزال تعتبر الدندنة الموسيقية سوء أدب أوقلة حياء٠ فتكون ميولات الطفل الجمالية تحوم في الأرض وما يلقن له يرفرفرف في السماء، فتعوق هذه التناقضات التربية الصحيحة التي تكون قادرة على تكوين شخصية إنسان سوي فاعل ومتفاعل وعاشق المحيط الذي يعيش فيه٠
        فمن خلال هذا النوع من التربية نجهز على اختياراته، ونمارس عليه القمع والتسلط، ونحن نجهل أو نتجاهل أن ( لكل عصر رجاله ) ولكل شخص ذائقته الجمالية الخاصة٠ فلنسلحه بالمباديء والأسس التربوية الأولية ونتركه يبحر في هذا العالم اللامتناهي، يحدد ما يستحسنه وما يرفضه، لكن دون أن نهمل المراقبة التربوية الصارمة٠
    فالتربية التي لا تنبني على أسس ميولات الطفل الذوقية مع توفير هامش الحرية التي تمكنه من التفاعل الإيجابي مع محيطه، لا يمكن أن ننتظر منها المساهمة في تربية الذوق والذائقة الجمالية لهذا الجيل الذي أصبحت تربيته تخضع للسرعة و المكننة الآلية لا أقل ولا أكثر٠يقول أحد الحكماء: للجمال مصدران،المرأة والطبيعة٠ ففي الطبيعة تتجلى كل مظاهر الجمال، التي تشعرالمتلقي المتذوق بلذة جمالها، وقد لا تكون  له يد في ذلك، والمرأة رمز لجمال خلق الله سبحانه وتعالى في مخلوقه الذي فضله عن سائر الكائنات، وقلده زمام أمور الدين والدنيا، وجعله خليفة له في الأرض، وأنزله منزلة كرامة وعزة، لا منزلة مذلة وعقاب كما يعتقد البعض، لكن لا بد من التساؤل : ما هي انعكاسات الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية على مجتمعاتنا العربية في الوقت الراهن؟ وما هو تأثير هذا الواقع العربي المثخن بالجراح على التربية الذوقية بصفة خاصة؟
     إن مجتمعاتنا العربية وبدون استثناء، تمر بظروف تاريخية عصيبة جدا منذ فترة طويلة، فهي تعاني من ويلات الحروب، والتشتت والتشرذم، وتحت وطأة هذه الظروف القاسية دمر هذان المصدران للجمال، فالطبيعة تحترق، وتتشظى مظاهر جمالها تحت رحمة وابل القنابل العنقودية، وأزيز الطائرات،  وزمجرة الدبابات، والمرأة رمز جمال الإنسان، تتشظى أشلاء في كل لحظة وحين، تحت سقف بيتها،  فهذا الوضع  سيساهم -حتما- بشكل كبير في إقبارالذائقة الجمالية،  وقتل الشعور بالجمال في نفس هذا الإنسان العربي صغيره وكبيره، شيبه وشبابه، فكيف ننتظر من طفل صغير تساوى عنده الدم بجرعة الماء، أن يحس بجمال الشجرة، والقذيفة الطائشة تقتلعها من الجذور؟ كيف لهذا الطفل وحتى هذا الكبير أن يتذوق حلاوة الحياة ومنزله ينهد فوق رأسه في كل لحظة وحين، فيرى أجساد أبنائه الممزقة يمتصها غبار منزله المنهار، وهو نفسه يشعر بأنه مشروع قبر مجهول آجلا أو عاجلا، فالذي يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، قد تموت فيه الذائقة الفنية و يخنق في نفسه التذوق الجمالي للأشياء من حوله،  فكسرة خبزه تفقد طعمها، وإن كانت تملأ معدته، وتحفظه من الموت جوعا إلى حين٠
      هذا – في نظري -  واقع الذائقة الجمالية عند الإنسان العربي، الذي أصبح مجبرا على تصنع هذه الذائقة، وممارسة نفاق تذوقي للجمال في كل شيء، وحتى في حياته الأسرية٠  فالذي يقطر قلبه دما لا يمكن أبدا أن تقطر شفتاه عسلا، فهذا الواقع الآسن  يدمر إنسانية الإنسان، ويشيؤه شيئا بلا قيمة تذكر، فيحول فيه الشعور بالجمال رغبة أكيدة  في موت سريع، يتوخى منه الخلاص من كابوس تتساوي فيه ألوان قوس قزح في بؤبؤ عينيه، ويختلط عليه  صراخ الصغير بولولة أمه٠ فهذا الإنسان العربي المغلوب على أمره، تصبح ذائقته الجمالية - بهذا المفهوم- من الكماليات، ومن المفاهيم المتجاوزة، لا من الحاجيات التي ينتفع بها، لأنه فقد  خاصية من خصائصه الإنسانية التي تميزه على الحيوان، ألا وهي  خاصية الذوق والذائقة، والإحساس بجمال الحياة وروعة الطبيعة، وجلال الملكوت اللامتناهي٠
لكن ربما يمكنه أن يتذوق ملوحة البحر، وسيتذوق سمك القرش ملوحة لحمه، وهو في تغريبته الهلالية هروبا من موت مفترض، إلى موت محتوم، تستوي فيه صفحة الماء فوق رأسه ورؤوس صغاره٠
      فالإنسان كما هو معروف ابن بيئته تؤثر فيه ويؤثر فيها، وتتحكم في كل مقوماته النفسية، وذائقته الجمالية ليست بمنأى عن هذا التأثير والتأثر، سواء كان سلبيا أو إيجابيا، وهو في هذا العالم الذي يغلي كالمرجل على صفيح ساخن، تتشظى الذائقة الجمالية، وتخرج عن طوع هذا الإنسان التائه في يم من الضجيج، الذي يفقد كل الأشياء طعمها، فيمارس - مجبرا لا مخيرا- التكلف والتصنع في ممارسة نفاق التذوق الجمالي٠
    وقد تنعدم أسباب الذائقة الجمالية في هذه البيئة التي تكاد تكسرالرقبة بسرعتها وصخبها وضجيجها، فيتظاهر بهذه الخاصية التي أصبحنا نفتقدها، حيث تساوى كل شيء، وفقد الجمال جمال بريقه، فلم يعد لنا الوقت الكافي لتذوق جمال ما يحيط بنا، فتتكسر الذائقة الجمالية على محراب هذا الضجيج والصخب، وعلى أنقاضها تظهر ذائقة جمالية لا ذائقة لها، ذائقة مزيفة توحي بواقع مزيف في كل مظاهره وسلوكات أفراده، فهذه المرأة لم تعد مصدرا من مصادر الجمال، فقد تم تشييئها، وأصبحت تملأ الإعلانات الإشهارية المنشورة على قارعة الطريق، وتجوب صورها -عارية أو شبه عارية - القنوات الفضائية العالمية باسم روح العصر والحداثة، فيضيع تأثير جمالها في النفس، ويفقد إنسان العصر الحديث الإحساس بجمالها، كما يفقد الإحساس والشعور بجمال مظاهر الطبيعة من حوله، والتي فقدت  -بدورها- كل مقوماتها الجمالية، ورتابة طلوع الشمس -حتما- تحطم الإدهاش والغرابة، وتقتل الشعور بلذة الرؤية٠
الاثنين ٢٨نونبر ٢٠١٦

نقّل فؤادك ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / يوسف محمود شحرور

🦋🌹🦋...نقِّل فؤادك...🦋🌹🦋

ولي في كل زمان غزوةً
أُنَقّْلُ فؤادي حيث الهوى يطيب

شهدت لي في الميدان حور العيون
وسهامي كيفما ارميها
تصيب

اداري في هواها كشف سري
وهي عن بالي لا تغيب

كلما تراءى امامي طيفها
اصاب برعشة لا يداويها طبيب

فإن تسألوني كيف هويتها
فهذا قلبي عن السؤال
يجيب

شئت انا ام شاء الهوى
فأمرنا في هذه الدنيا
غريب

لا تكن في الغرام،هاوٍ
فلا البكاء يفيدك ولا النحيب

واسأل عن عشق قيس لليلى
فما كان له بحبها،نصيب

حرام على العيون ان تنام
ويفهم من الإشارة،اللبيب.

=بقلمي:يوسف محمود شحرور.

امرأة و ذاكرة ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / وليد العايش

_ امرأة وذاكرة _
    ________
وإني أحبك أكثر
من حبي لنفسي
وأحب الحياة كأنت
كحب سهرتي المتنكرة
وربما كأوراقي المبعثرة
في سماء عنيدة
وأعلم بأن من
لم يجرب حب أنثى
لا حياة له
أو لعله لا يشبه
إلا خيوط الفجر
وبعض صهيل الثرثرة
وإني لأرجو
أن أحبك أكثر
من دمي
وألهو معك
كما لهوت مع دمية
هي هدية أمي
أذكر بأنها كانت
دمية معطرة
كحب غصن ولد لتوه
من رحم جذع
كاد أن يستسلم للفناء
فهو لم تعد تعجبه
شفاهه اللا متحضرة
وإني أريد أن أكتب
عنك ، ولك ...
رسائلي القصيرة
والطويلة
وأسافر عبر زوارقي
إلى مقهاك الذي
مازال قائما بحجاره
المتصحرة ...
أخبريني كيف ذهبت إليه
كيف لثمت
شفتاك ... شفتيه
كيف كان العناق
ألم تتذكري حينذاك
وجع نزف الفراق
سوف أدون
على آخر ورقة
من أوراق قلبي الخريفي
بأنك أنثى
لا تشبه باقي النساء
سأكتب أنك
أنثى عجفاء متحجرة
وإني أحبك
وأرجو أن
لا أكون قسوت
ففي حبك
ولع
ونهم
ومطر
يخترق أسوار الحنجرة
وسأكتب أيضا
بأن من لم يجرب
غدر النساء
فليزر من وقته
ضفاف أمنا المقبرة ...
_________
وليد.ع.العايش
٢٦/٦/٢٠١٩

العاشق اللص ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / آحمد الهاشم

العاشق اللص
 **********

كان أبن عمي رجل وقور بوجه صبوح
 وكانت ابنة جارتنا (سلمى )
 تكثر الدخول والخروج لنا عندما يكون موجودا
 ومثلما هي كذلك صار هو الآخر يترد علينا باستمرار
 ولأني كنت أحبه ناولني رسالة وطلب مني إيصالها لسلمى
 ربما مشاكسة مني
 أو فضول
 أو عدم تقدير حمل الأمانة
 قرأت الرسالة وإذا بها قصيدة حب شعبية وكلمات غزل
 أعجبني الكلام كثيرا فنقلته في احد دفاتري
 وفي اليوم الثاني أوصلتها لها
 خلال سنة تقريبا عملت موزع بريد
 بين عاشقين تعلقا ببعض
 عاقبني الله على عملي
 فذات يوم أخذت إحدى الرسائل معي
 وصادف أن المدير رآها
 فطلب مني إخراجها
 فكانت مصيبة على رأسي
 بعد تحقيق واستفسارات طويلة
 وانتهت مهمتي بانتهاء الحب بينهما
 بسبب إشكاليات التقاليد
 وحين عشت أول حب في حياتي
 بدأت أكتب لها من رسائل إبن عمي العاشق
 فحسبتني المسكينة عاشقا عبقريا
 أكتب أكبر من حجمي
 وأنحت بالحجر
 من أجل عينيها
 ومن يومها عشقت الكتابة
 ولكن هذه المرة بلا سرقة جهد الآخرين
 # الهاشم

تحية الأزهر و الأزهريين ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / مدحت عبدالعليم الجابوصي

تحية الأزهر والأزهريين
شعر / مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

حيِّ البلادَ وحيِّ السادةَ العُلَمَا.....واذكرْ مناقبَ مَنْ بالعلمِ قد وُسِمَا
الطيِّبونَ بدورُ الكونِ مرجعُهُم.....وحيُ الإلهِ وكم قد بصَّروا الأُمَمَا
أهلُ الشريعةِ والقرآنُ قائدُهُم .....ما بالُ شانِئِهم بالجورِ قد خَصَمَا
هم في الوجودِ شموسٌ أينما سطعتْ......كانَ الضياءُ فلا تعدلْ بهم قمما
*********
أعلامُ أزهرِنا لم يفتروا كذباً......ولم يقولوا على الرحمنِ ما حَرُما
أهلُ الأصولِ فما  زادوا وما نقصوا.....على الكتابِ ومنْ يُبغضْهُمُ أثِما
أمَّا الحرامُ فمحدودٌ بشرعتنا......وهو القليلُ فطبْ بالشرعِ  مُغتنما
قد حرَّمَ اللهُ للفحشاءِ  فاجتنبوا...... والإثمِ والبغيِ والقولِ الذي ظلما
*********
ما ضيَّقُوا أبداً  في أُفْقِهِم سعةٌ......والفقهُ محتملٌ للكلِّ من فهما
ما ضاقَ أزهرُنا بمخالفٍ أبداً......بل ظلَّ محتفلاً بالغيرِ محترما
ورجالُهُ الأدبا بالشعرِ قد نهضوا.....من بعدِ ركدتِهِ بعثوهُ ما انهزما
فاحضرْ مجالسهم واسكتْ إذا نطقوا...... إلا إذا أذنوا بالقولِ كن علَما
**********
إنْ فتنةٌ وقعتْ في الأرضِ وانتشرتْ.......كانَ الحيادُ طريقَ الثُّلَّةِ العُلَمَا
ما أجَّجُوا فتناً أو أشعلوا حطباً.......عندَ الخطوبِ ولكنْ رأيُهُم سَلَمَا
ما كفَّروا أحداً  ما حجَّروا أبداً.......بل يتبعونَ كتاباً في الورى حكما
لكنْ رأيتُ بهذا الحينِ من وقفوا........يُصوِّرونَ منارَ العلمِ مُتَّهَمَا
حصنَ العروبةِ  والآنامُ قد علمتْ......بمن مُناهُ يراكَ اليومَ مُنهدما
تبَّاً  لمن ظلموا روضاً حوى ثمراً.....قد أطلقوا سَخَطاً من غيظِهِم حِمَمَا
 مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

ينتابني ألف ضجر ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ناريمان معتوق

ينتابني ألف ضجر/ناريمان معتوق

كم ينقصني الهواء وبعض لقاء
وموعداً على شاطئ الأمنيات
كم ينقصني أن تكون جانبي
تضمني بين ذراعيك
تقبّل فيّ صمتي
كم أحتاجك يا عمر العمر
وأجمل أيام القدر
والحنين لضمة مشتاق
بعد طول السهر
كم أحتاج لبصمة يديك
تعانق فيّ أحلامي
على جسد الوقت تنام أيامي
فكم صمتك مؤلم
حديثك،
جنونك،
والأمنيات،
كم وكم من الأحلام تعانق دربك
وتطبع قبلة على وسادتك
أحلم بغد يجمعنا
دون موعد لقاء
حلم مع طيفك....
رحلة إلى المجهول....
صفّقت يد القدر
كم أبدعت في تعذيبي
كنت أنت هناك
وأنا هنا وحيدة شاردة
أشرب كأس الغرام وحيدة إلا من طيفك
لكنك تسكن أعماقي والمقل
تتعبني الوجوه المبعثرة حولي
وينتابني ألف ضجر
اليأس يحتل أجزائي
يغمرني طيفك ويقودني
إلى حضنك بليلك الحالم
أحبك بجنون امرأة
وأشواق امرأة
وأمنيات امرأة
وأحلام امرأة تغار من القيود
تحدّت المستحيل كي تبقى معك
(ينتابني ألف ضجر)

ناريمان معتوق
27/6/2019

ودنك منين ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أحمد أبو سيد طه

ودنك منين

افتكر أول يوم عمل لي في المصلحة الحكومية التي عينتي بها القوى العاملة، كان صعبا والأصعب وجود كرسي أجلس عبيه أو مكتب أداري خلفه، أقربائي في البلد كانوا سعداء بأنني أصبحت أفنديا يعمل بمصر أم الدنيا، عندما دخل علينا مدير الإدارة قالب سحنته قال لنا بلغة الواثق في نفسه:

-  بص يا استاذ انت وهو وهي.

كان معانا سيدات!!!

- قسموا أنفسكم فريقين على قدر المكاتب.

- ناس تجئ وناس تزوغ.

أسقط في يدي!!!

- يا نهار اسود ازوغ اروح فين، وبيني وبين قريتي أميال.

وعنها بدأت أفكر في تأجير حجرة تؤيني يوم الزوغان

وعمل إضافي أدفع منه أجرة الحجرة.

27-6-2019

في تكريم صديق شاعر ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / محمد رشاد محمود

(في تكريم صديق شاعر)
ذاتَ يومٍ من أكتوبَر عام 1997دُعِيتُ إلى تكريم صديقٍ شاعر ، وافَقَ أن كانَ اسمه (جمال) وعلى الرغم من نفوري من نهج المديح ، فقد لبَّيتُ الدعوةَ لسببَينِ ، أمَّا أحدهما فهو أنني كنتُ أُبطِنُ له الودَّ ، فلم أرَ في مديحِه ما ينِدُّ عن الصِّدق أو يحمِلُ على ظِنَّة النِّفاق ، وأما الآخَرُ فهو يقيني بأنّ المديحَ - إذا سلِمَ من الرِّياء وتجافَى عن الإغراق في المُبالَغَة - قمينٌ بأن يعرِضَ من صفات الممدوح ما يُغري بانتهاجِ سَمتِهِ ، فهوَ مَعرِضٌ لجميل السجايا ، لا يَضيرُه ألا يُحَدَّدَ لهُ شَخص، وقد ألقيتُ القصيدَة في ندوة شعراء العروبة بمحضَرهِ ، رحمَهُ الله ، ولا أنسَى فزعَه عندما علمَ من رائد الندوة أني مادِحُهُ ؛ ذلِكَ أنه كانَ يستَصعِبُ شعري ، فخشِيَ أن ينقَلِبَ امتعاضُ السامعينَ - في تقديرِهِ - نفورًا منه ، فما هوَ إلا أن انتهى الإلقاءُ بالرِضا والتصفيق حتى اطمأنَّ وآلَ إلى الغِبطَة وعادَ عليَّ بالحمد :
سَــرَتْ نَشوَةُ الــــرَّاحِ فـي شاطِئَيــهْ
وآلَـــتْ شجونُ النَّـــــدامَى إلَيــَــــــهْ
فَتًـــى يُــورِقُ الشَّــدوُ فـي رُوعِــــهِ
ويُشـتَـــفُّ عِطرُ الشَّــذا مِنْ يَـدَيــــهْ
تَـقَـضَّــاهُ مَـــرُّ الليــَـــالي التُّــــــؤادَ
وفَضَّضَ كَــــرُّ السَّنــــا عارِضَيـــهْ
ومــا انْــفَكَّ يَـصدَحُ فــي أيـْــكِــــــهِ
ويَحبـو النَّــدَى الــرَّفَّ مِنْ خافِقَيـــهْ
طَليـــــقُ المُحَيَّـــا سَـــمِـيُّ الجَمَــالْ
لَأسْماهُ في الغَيْــبِ بِيضُ الــخِصَالْ
صَفِيُّ المُنَـــاجاةِ عَــذْبُ المُصافَــــا
ةِ خِـدْنُ الشَّـــجِيِّــينَ سَــمـحُ النِّــفَالْ
شــجَا الشِّعرُ في رَوْضِهِ واسْتباحَتْ
شَـهِـيَّ الجَنَــى بَــاسِـطـاتُ الظِّـلالْ
فَــلا غَـــروَ يَجْتـــالُـــهُ المــادِحُــوهُ
بِبَيْــــداءَ مَـــا ودُّهَــــــــا غيْــــرَ آلْ
تَهَــــــاوَى المُجَلُّــــونَ فــي قَصِّـــهِ
وحَــــارَ المُـسِـفُّــونَ فـي غَمْصِــــهِ
لَئِــــنْ كَـرَّمَتْــــهُ وفـــــودُ الحُضُـورِ
فَقَــــدْ كُـــرِّمَ الشِّعْـــرُ في شَـخْصِـهِ
وأضْفَى علـــى هَـــامِـهِ مِنْ وَحَـــاهُ
لَآلِـــــئَ تَختَــــــالُ فـِـي وَبــــصِـــهِ
وآيَـــــــةُ إخْـــــلادِهِ بِــالـخُـلـــــــودِ
بَلابِــــلُ غَنَّـــــتْ علَـــى خُرْصِــــهِ
طَـبَــعْنَــــأ علــى فَـــوْدِهِ قُبـلَــــتَـيـنْ
وكِلْنَــــأ لـهُ الـــودَّ عَيْنـًــــا بِعَيـــــنْ
هُــــوَ الـــودُّ مِنْ آيِــــهِ أَنْ يُــــــذاعَ
وألَّا يُرَى فـي الوَفَــــأ بَيْــــنَ بَيــــنْ
ولَلْـحُسـنُ والحَـقُّ مَرْقَــى العُــروجِ
تَــوَلَّاهُـــما الـمَجْــــدُ كــالفَرْقَدَيــــنْ
ولَـــــو طاعَــتِ الأنجُـمُ الـنَّيِّــــرَاتُ
كَـسَــوْنَــــاهُ لَألاءَهَــــا كَالـلُّجَيـــــنْ
فَيَـا قَلْـــبُ خُـضْ في صَفَـاهُ المَــدَى
وخَــلِّ الــلَّأَى والأسَـى والصَّــــدَى
نَـــأى الشِّعرُ مِنَّــا جذورَ الإخـَــــاءِ
وهَـــدْهَــــدَ في النَّفــسِ وَقعَ الـرَّدَى
ونحْـــــنُ الشُّــــــداةُ علَـى بـــانِــــهِ
فَضَضْنَـــــا لِعارِيهِ رَطْبَ النَّـــــدَى
وأهْـــدَى الـرُّبَــا النَّـسْــمُ مِنْ نَفْحِـنا
رَحِيــقَ الخُـزَامَى ونَشْـرَ الجَـــــــدَا
(محمد رشاد محمود)
..................................................
التؤاد : الرَّزانَة والتَّأنِّي . الرَّفُّ : البَريقُ والتَّلألُؤ .
النِّفال : الهِبات . يَجتالُ : يتَخيَّرُ ويستَصفي .
المُجَلُّونَ : جمعُ (المُجَلِّي) ، وهو السابِقُ في الحَلبَة .
الوَحَى والوَحَاةُ : الوَحْيُ . الوَبْصُ : اللَّمَعانُ والبَريقُ .
الخُرصُ (بِضمِّ الخاء) : الغُصْنُ . اللَّأى : الإبطاءُ والاحْتِباس .

Wednesday, June 26, 2019

شتاتٌ ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / هبة أحمد غصن

شتاتٌ

تذهب كلّ يوم إلى الميناء على أملِ لقائهِ من جديد، فليس من شيمه الإخلال بأيّ موعد. نعم وعدَها بأن يأخذها ليُحقّق لها أحلامها و يعطيها الأمان الّذي طالما تمنّتهُ، لكن مالّذي يؤخّرهُ؟ عندها فقط خطَر لها ما قد نستْهُ قبلًا: نعم نعم قال لي مرّة لربّما سيتأخّر بسبب صعوبة عبورِ الحدود. فجأة أحسّتْ بيد تحتضنها من الخلْفِ: هيّا ماما لقد تأخّرنا سيفوتنا توزيع المعونات الغذائيّة.

هبة أحمد غصن / لبنان

صرخة ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / غادة عباس دحلة

صرخة
يا من خدعتكم رقصة الفراشات
وسرقت منكم المقدسات
وسحقتكم تحت أقدام الراقصات
وأودعتكم زنزانة الزانيات
وسكنت خيالكم العاهرات

ظننا أننا نكتب للأمة
وإذ بها بلا ذمة
لا تقرأ ولا تعشق السنة
هجرت القرآن منذ مدة
حتى باتت بلا عهدة ولا قمة....

عشعشت قلوبهم المبايعات
وسكنت نفوسهم الدولارات
وضحكت بوجوههم السفيهات
فبكت عليهم السبع سموات
وتركوا القدس والصلوات

وتركوا الحج بحجة الإقتصاد
باعوا العلم وداسوا العلم دون اعتماد
ادعوا التقدم وهم لا يعرفون منه سوى الآي باد
لعنهم الله وملائكته حتى يوم التناد

قلم غادة عباس دحلة

الثقافة سراج ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / فؤاد الشمايلة

((الثقافةُ سراج..إنَّها علمٌ دونَ منهاج))

•الثقافةُ زاد
ما أكلَ منهُ شخصٌ،
إلاَّ شُهِرَ وساد
•العلم بناءُ
والثقافةُ لهُ موادُّه،
وهي الأعضاءُ
•الثقافةُ غذاءٌ للعقلِ وللروح
فتزوَّدْ منهُ تعشْ معافىً،
سليما من الجروحِ والقروح
•الثقافةُ والعلمُ توأمانِ
وهما لبعضِهِما مكمِّلانِ
•الثقافةُ بحرٌ سلسبيلُ
كلُّ قطرةٍ من قطراتِهِ،
تبلُّ الريقَ،وتشفي الغليل
•الثقافةُ ينبوع
فيه منَ المعرفةِ،كلُّ نوع
•الحياةُ دونَ ثقافةٍ وإلمامٍ
مثلُ هديلٍ دونَ حمامِ
•العلمُ مهدٌ
والثقافةُ شهدٌ
•نفسَكَ-يابُنيَّ-ثقِّفْ،
وأحطْ بما يدورُ حولَكَ واعرفْ،
تعشْ على أوتارِ الحقيقةِ تعزفْ
•الثقافةُ عالَمٌ جميل
فعشْ فيهِ متجوِّلا دؤوبا،
في الكسبِ والتحصيل
•الثقافةُ بستانُ
باقامتِكَ فيه،يزدانُ
•ثقِّفْ نفسَكَ ما استطعْتَ الى ذلكَ سبيلا
فالثقافةُ تزرعُ في كلِّ طريقٍ،وردةً جميلة
•الثقافةُ أنهار،
فكنْ فيها البحَّار،
البحَّار الذي يصطادُ منها الثمارَ والمَحار،
وينظِّفُ عنِ الكلماتِ الشوائبَ والغبار
•الثقافةُ سراج
إنَّها علمٌ دونَ منهاج

فؤاد أحمد الشمايلة

هُبّوا شباب النيل ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / مدحت عبد العليم الجابوصي

(هُبُّوا شبابَ النيل)
بقلم الشاعر/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

تَبُثُّ الوجدَ في قلبي الحقولُ.....وأغصانٌ لها ظِلٌّ ظليلُ
ونخلٌ باسقاتٌ ذاتُ طلعٍ.....نضيدٍ كم تُسَرُّ بهِ العقولُ
وروضٌ يانعاتٌ إنْ رآها.....أخو نَصَبٍ فشدتُهُ تزولُ
مغاني الجودِ كم سرَّتْ فؤادي.....وهامَ بحسنِها قلبٌ قؤولُ
وأهلي إنْ جَفَوا فلهم ودادي.....وأرضي إنْ قستْ فبها القبيلُ
*********
ومصرُ كنانةُ الرحمنِ أرضٌ.....لها في القلبِ أشواقٌ تطولُ
يهيمُ بحبِّها دوماً فؤادي.....ويحفظُ ودَّها شعبٌ أصيلُ
يتوقُ إلى المكارمِ في اشتياقٍ.....ويحمي الدينَ واللهُ الكفيلُ
وتحدوهُ المروءةُ للمعالي.....توارثَ حبَّها جيلٌ فجيلُ
ألا طوبى لشعبٍ ذي خلالٍ.....تناهتْ في الكمالِ ولاتزولُ
فلاتهنوا شبابَ النيلِ وامضوا..... إلى العلياءِ إنْ عجزَ الكليلُ
*********
رأيتُ العلمَ في الأرضِ دليلاً......ألا أكرمْ بهِ نعمَ الدليلُ
ولاخيرٌ بهِ إنْ لم تحطْهُ......مخافةُ ربِّنا وبها القبولُ
ولاتُغني العلومُ إذا تخلَّى.....ربيبُ العلمِ عن أدبٍ يطولُ
وما أغنى عن الخلقِ  عليمٌ.......يبثُّ السُّمَّ في قولٍ يقولُ
وما أغنى فقيهٌ ذو  اجتهادٍ.....أحلَّ بفقهِِهِ ما يستحيلُ
تشيرُ أصابعُ الأيدِ إليهِ.......وبينَ ضلوعِهِ مرضٌ ثقيلُ
يسوقُ الحكمَ للآنامِ سوقاً.....وفي صدرٍ لهُ قلبٌ جهولُ
*********
ولاخيرٌ بطبٍّ أو طبيبٍ.....لأموالِ الورى أمسى أكولُ
ولم يُشفقْ على ذي الفقرِ يوماً.....وما يعنيهِ ذالكمُ العليلُ
وكلُّ مرادِهِ ما نالَ منهُ...... من المالِ المُجَمَّعِ ذا الغلولُ
وهذا الصيدليُّ رجاءُ قومٍ.....سِقامٍ يشتكونَ لهم عويلُ
وكم أغلى وأثمنَ في علاجٍ......ليأكلَ مالهم هذا البخيلُ
**********
وكم من كاتبٍ وأديبِ قومٍ.......يُغيِّرُ للحقائقِ أو يميلُ
يُؤجِّجُ فتنةً في كلِّ يومٍ...... ويُفزِعُ للشعوبِ بما يقولُ
ولم يمضِ بما شرعَ الإلهُ.....ولم يرضَ بما أمرَ الرسولُ
وكم حثَّ الورى أنْ يتبعوهُ.......وما أغنى عن الحمقى الضلولُ
أقولُ لهُ ألا تبَّتْ يداكَ......كما هلكتْ بقولكَ ذي العقولُ
********
وكم من صانعٍ في الناسِ خيراً........لأجلِ الناسِ والقلبُ عليلُ
ولم يرقبْ إلهَ الناسِ حتى.....بقدرِ رقابةِ الناسِ الضليلُ
يريدُ وجوهَ هذا الخلقَ فاعجبْ.....لكلِّ مُخادعٍ بِئسَ الغَفُولُ

مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

العربية و إشكالية الوحدة العربية ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / صالح هشام

العربية وإشكالية الوحدة العربية٠
وجهة نظر نقدية / صالح هشام ٠

       أيا هذا البحر الكامن في أحشائه الدر والجوهر، طاوعني على الإبحار في مجاهيلك، إبحارعاشق متيم بالمغامرات في عالم روعة حروفك، عشقي صوفي يمدني بالاتحاد بك والحلول فيك، رغم اهتراء مركبي وضعف مجدافي، إبحار غيرة واحترام وتقدير لك، واعتمادا على وسائل إبحاري الخاصة، لا غوصا في كتب ومتون قديمة أو حديثة قالت فيك ما قالت، ودونت في ربوعك حروبا طاحنة، بين من يريد بك الأذى ومن يريد لك النصر والنصرة، عبر مختلف عصور وأجيال الأمة العربية٠
      أياهذه العربية الرائعة، بروائعها والجميلة بجمالها، أطمع في انتعاشة من رذاذ بحرك، وروعة أفكارك، وقداسة حاميك، طاوعيني، أريد أن أخترق ولو ربعا من ربوعك، فهي بلا حدود، وبحرك بلا شطآن، وصحراؤك بلا رمال، ولن أعتمد في إبحاري على مراكب الآخرين، وإن كانت الذاكرة تعجز عن استيعاب ما بك وما عليك، فالمجداف هش، والمركب لا يقوى على اختراق بحارك العظيمة، والصمود أمام أمواجك، فهي عاتية قوية، فما لانت شوكتك يوما لمن أراد بك تلويثا، وتعكير صفوك، أشرعة إبحاري: حبي لك، وكرهي لواقع آسن مثخن بجراحك٠
     *رموني بعقم في الشباب وليتني٠٠٠عقمت فلم أجزع لقول عداتي٠
     أرادوا بك الأذى لغتي الرائعة، فطوقوك بحشود من لغات- ربما لا أصل لها- فتوجوها، وهدفهم إزاحتك من عرش مملكتك الضاربة في عمق التاريخ العربي٠ فتاج مملكتك قصي منيع متمنع عصي مستعصي عن كل أبنائك العاقين الذين تنكروا لك وأنكروك٠
      أنت عروس اللغات٠ أنت لغة اللغات يا لغتي، يا عربية٠
      يكفيك فخرا أن الله سبحانه وتعالى اصطفاك من بين اللغات لتحضني كتابه المقدس بين حروفك، حملك رسالة عظيمة، وكنت في مستوى الرسالة٠
     *وسعت كتاب الله لفظا وغاية٠٠٠٠٠٠وما ضقت عن آي به وعظات٠
     فأنت لغة قريش، وقريش أ فصح العرب، لغة رسول الله الذي شرفك بقوله: (أنا أفصح العرب، بيد أني من قريش )٠ فقريش أرست دعامات بنائك على الذوق الراقي، والسليقة العربية السليمة: انتقاء واختيارا، إذ جمعت فيك كل جميل من لغات ولهجات غيرها من قبائل العرب، أولئك الذين كانوا يقصدون مهدك ( قريش)، نظرا لتوفرها على كل أسباب الحج من مختلف أنحاء صحراء العرب: منها ازدهارها الاقتصادي والأدبي، وكذلك عوامل الاستقرار الاجتماعي والسياسي، ولا أريد أن أدخل في متاهات تاريخك، وإنما لا بد من وضعك في هذا الإطار، حتى يستقيم الحديث عنك في هذا الزمن الرديء، هذا الزمن الذي تنكرفيه لك أقرب الناس إليك:
*رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي ٠٠٠فناديت قومي فاحتسبت حياتي٠
    اتركيني أيتها الرائعة، أذكر بك؛ وببعض الملامح من تكوينك على مستوى الذوق والتاريخ، وإن كنت لا أحسن الإبحار في كتب التاريخ، فأنا لا أحب أن أتيه في مكتبات الموتى، إن هي إلا مغارات سحرية كثيرة الأبواب، تستوجب حسن فن استغوار مجاهيلك٠ فقد تكونت فصيحة جميلة رائعة، ترفلين في دمقس الحرف الراقص في محراب الجمال قبل الإسلام، بذوق وذائقة قرشية رائعة، تحسن التهذيب والتشذيب، تستسيغ وتستطيب الجميل، وتعيب وتستقبح القبيح، وتحتفظ بجواهر ودرر الكلم، وكان ذلك من مختلف لغات ولهجات القبائل الوافدة إلى قريش، لما كانت تتميز به من أوضاع تعتبر من أسباب حج القبائل العربية سواء كان ذلك على مستوى الاقتصاد: التبادل التجاري، أو على مستوى تنشيط تلك المحافل الأدبية في الأسواق الشعرية، فعولت على ذائقة قريش الفنية، التي كانت تستبعد الهجين والتافه من كلام قبائل العرب الوافدة، ويمكن أن أجمل ذلك في هذا القول: ( كانت العرب تحضر الموسم في كل عام، وتحج البيت في الجاهلية، وقريش يسمعون لغات العرب، فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به، فصاروا أفصح العرب، وخلت لغتهم من مستبشع اللغات، ومستقبح الألفاظ )٠
في خضم هذا التفاعل الأدبي، وشحتك قريش بالفصاحة ووشحتها بالتميز بين سائر لغات العرب، من أناقة الحرف، وجمال التركيب، فكنت ملكة لغات العرب من مختلف الأصقاع والبقاع، واستقوت سلطتك وسيادتك بعد مجيء الإسلام، إذ اختارك الله سبحانه وتعالى لغة للقرآن الكريم - فجسدك في نص نهائي، ووثيقة تابثة، ومرجعا للإسلام والمسلمين في جميع بقاع الأرض، فكنت أيتها الرائعة، مصدرا لتوحيد لغات العرب، بعد تشتت، ومصدر قوة للأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، بعدما كنت ضائعة بين لهجات ولغات أخرى لم تقو على الصمود والحفاظ على مكانتها بين العرب، وبالأخص في عهد الإسلام، لكن لغتي الرائعة : يعز على أن أرى التاريخ يعيد نفسه، فمن التشتت إلى الوحدة، ومن الوحدة إلى التشتت٠ وأعتقد أن هذا التشتت في عصرنا الجاحد يأتي من خلال ما يسعى إليه هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أولياء عليك، فأجازوا فيك اللحن، وتجاوزوا قواعدك، إعرابا وتركيبا٠ واتهموك بالعقم وما أنت عقيم، وبالفقر وما أنت فقيرة، وما الفقر والعقم إلا في نفوسهم الضعيفة التي لا تقوى أبدا على مجارات روائعك، وتذوق جمالك، وذلك لأسباب لا ترقى إلى مستوى الموضوعية، ولعجزهم عن الإبحار في علوم روادك من القدماء والمحدثين، لقد أعلنوا عليك الحرب يا لغتي، يا عربية، يا ملكتي، عصوك، وبلا هوادة، يبحثون عن بدائل تافهة في لهجات وعاميات، من أجل توحيد لغة التخاطب بين الشعوب العربية، دعوا إلى نبذك بشكل مباشر أو غير مباشر، وإضعاف شوكتك في المدرسة والشارع، والإدارة، والأدب، وسائر الفنون التعبيرية، وهم -رغم ذلك- يجهلون جمال وكنوز عامياتهم ولهجاتهم٠ وقد تجرؤوا عليك ونادوا باستبدال حروفك الذهبية بحروف لاتينية بعيدة عن العرب كل البعد، كما فعل الشاعر اللبناني [ سعيد عقل] في ديوانه (يارا) سنة 1960٠!
    قررت أن أنجز رسالتي الجامعية في الأدب الشعبي [الحكاية الخرافية ] وهو الشفهي والمكتوب باللهجات والعاميات العربية، فكنت أتيه كل يوم في المكتبات بحثا عن مصادر عربية تمدني بمادة بحثي، فلم  أكن أجد إلا كتابا قليلين يعدون على رؤوس الأصابع، يتناولون أجناس الأدب الشعبي بالدراسة، فأعود وفي نفسي حسرة وغصة تكاد تخنقني، أعود إلى كتب المستشرقين، وكتاب الغرب فأجد المكتبات مليئة حتى التخمة بمجلدات ضخمة أمثال (الإخوان جريم أو جيمس فريزر وكراب) وغيرهم كثير٠تساءلت لماذا نقرأ أدبنا من خلالهم لا من خلالنا وفي مجال عامياتنا؟
رغم أن أغلبية كتابنا يدعون إلى تعويضك بهذه اللهجات والعاميات وما أكثر هؤلاء الدعاة الذين يضيق المجال للحديث عنهم٠وقتها، استنتجت أن هؤلاء الغربيين، كانوا يعيرونك بالعقم والعقر، وما أنت عاقر٠
  *سرت لوثة الافرنج فيها كما سرى٠٠٠لعاب الأفاعي في مسيل فراتي٠
    فضربك لغتي، في الصميم ضرب للوحدة العربية برمتها٠ فلا كتابنا يعرفون كنوزك، ولا هم يعرفون كنوز هذه اللهجات التي يدعون إلى تبنيها، فكانوا لقمة سائغة في الكتابات الغربية التي كانت تتوخى من بعثاتها تشتيت الأمة العربية، لأنهم كانوا يعرفون- مسبقا-:بأن التمسك بك تمسك بالهوية العربية، وتمسك بالتاريخ والأدب وكل المقومات العربية، التي بنيت عبر أجيال، وما أنت إلا مصدر قوتنا ووحدتنا، فما أنت لغتي، إلا وعاء يحصن وجودنا العربي:  تاريخيا وفكريا وأدبيا وسياسيا ودينيا وتدميرك تدمير لوجود نا، وتفكيك لهويتنا٠
*أيطربكم من جانب الغرب ناعب٠٠٠ينادي بوأدي في ربيع حياتي٠
    كانت هذه نوايا تلك البعثات التي تسبق احتلال الغرب لمناطق شاسعة من الوطن العربي الذي لا هو في العير ولا في النفير من هذه المؤامرات٠ والذي يؤلمني لغتي الجميلة، أن بعض صفوة أبنائك انساقوا مع هذه المؤامرة واحتكوا بالغرب، واتخذوه المثل الأعلى، وبدؤوا يبحثون عن البديل عنك عندهم، لا في بطون أمهات كتبتك من أجل وحدة عربية لن تكون إلا وهمية، وهم يسيرون على نهج هؤلاء الغرب في اتهامك بأنك لست لغة علم وعلوم٠
       ولعل هذا الاحتكاك بالغرب جعلهم يتلفون قواعدك، وسننك التي يحفظها القران الكريم كوثيقة نهائية للغة العرب والمسلمين كافة٠(إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون)٠ ولعمري إن هؤلاء الذين يحفرون الحفر للإيقاع بك ويناصرون لغات عامية، لا ترقى إلى مستوى تحقيق لغات تخاطب ضمير العرب الجمعي، يعود إلى مجموعة من الأسباب، تتجلى في جهلهم بك، وعجزهم عن تعلمك، وعدم قدرتهم على الغوص في بحار علومك، فاعتبروك لغة صعبة المراس نحوا وتركيبا، وما أنت كذلك، ففتحوا الباب على مصراعيه لتمرد الفعل على الفاعل دون حياء، متوهمين فصل المعنى عن التركيب، فضلا عن عجز ذائقتهم عن تذوق فصيحك من كلام سلس وعذب، فغاب عنهم الذوق، واختلت ذائقتهم الجمالية العربية، احتكوا بالغرب وبدوائره الاستعمارية، فشنوا عليك حملة شعواء، وفي نيتهم تدمير صرح مملكتك، التي قاومت المناورات حقبا طويلة من الزمن، وهم يجهلون أن دعوتهم الى التمسك بالعامية هو في حد ذاته دعوة إلى تشتت الأمة العربية لا توحيدها٠ يرجع هذا إلى اختلاف آلاف اللهجات التي تنتشر عبر مناطق الوطن العربي من المحيط إلى الخليج٠ فكيف نتخلى عن وحدتنا في لغة القرآن والتاريخ العربي الحافل بالأمجاد، ونعمل جاهدين للبحث عن لهجات عاجزة عن اقتحام الأذن العربية التي تحكمها السليقة القحة، والتي تجري في دماء القلب، وتستوطن تلافيفه، يقول أنور الجندي (لقد جند الاستعمار قواه لهذه الغاية، وحرص عليها ورسم خططا بعيدة المدى، وقامت في الأقطار العربية المحتلة منظمات لهذا الغرض، ليس لها مهمة غيرتوجيه الحملات إلى اللغة العربية، واتهامها بالقصور وعدم الكفاية العلمية)٠    الا  انتبه العرب إلى هذه الحقائق التي تستهدفك بالتدمير والقتل لغتي الرائعة، فكان الظلم عليك من أقاربك ومن غيرهم٠ والله، لغتي الجميلة، أنا هنا لا أقف موقف المدافع عنك، لكن رأيتك مظلومة في المدرسة العربية، وفي الإعلام العربي، وفي الحياة اليومية العربية، ولست ضد تعلم لغات الآخر، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول ( من علم لغة قوم أمن مكرهم )، بل أرغب في أن آمن مكر الآخر، لذلك أتعلم لغاته٠ لكن هل تعلم هذه اللغات يعني إقصاؤك من حياتنا اليومية؟  فلو كا ن ذلك بالفعل لكانت الكارثة لمجموعة من الأسباب التي لا أراها إلا موضوعية: فالالتصاق العشوائي باللغات الأجنبية حد الإعجاب من شأنه  أن يخلق جيلا منقطع الصلة بماضيه وتاريخ أمته العتيد، إذ التركيز على هذه اللغات الأجنبية من فرنسية وإنجليزية وإسبانية وغيرها، في المدارس العربية من شأنه أن يطرح كنوز التراث العربي، إن هي إلا خصائص الهوية العربية، فكيف لنا بالحديث عن الوحدة العربية في ظل هذا التشرذم اللغوي في مدارسنا؟
 فكيف يتسنى لنا أن نعرف روائع أمتنا، ونحن ننساق وراء أوعية أفكار وتاريخ أمم أخرى؟ وكيف يتسنى لنا خلق العنصر العربي الغيور على أمته العربية وهو يجهل مقوماتها تماما؟ والغريب في ذلك أن النشء العربي أصبح يتباهى ويفتخر بإتقانه لغات الغرب، وهو يجهل جهلا تاما لغته الأم، التي أصبحت تدرس في مقرراتنا بشكل خجول يندى له الجبين، فحتى كتب العربية التي تعتمد كمقررات مدرسية أصبحت تخضع لعوامل تجارية من حيث النشر والتأليف٠ وأنطلق هنا من تجربتي كمدرس مادة العربية لمدة تربو عن العقدين من الزمن: تستبدل روائع النصوص العربية من شعر ونثر، بكتابات تافهة لمؤلفين متخصصين في التأليف المدرسي، والذين لا يعرفون عن قواعدها وأدبها شيئا، إضافة إلى اعتماد مناهج مستوردة تحد من حرية إبداع المدرس، وتفجير طاقاته المعرفية في مجالك لغتي الرائعة، تطبيقا لكم هائل من التوجيهات الرسمية التي تحتوي في طياتها على  نية مبيتة تستهدف تدميرك، والحد من سطوتك وسلطتك، ولا تقف هذه عند هذا الحد وإنما تتجاوزه إلى تقليص حصصك بشكل كبير، لا يخدم إلا اللغات الاجنبية، فيبهت بريقك، ويقل مفعولك في فصول الدراسة، فينساق المدرس مرغما لا مختارا على إهمالك، لأنهم رسخوا في ذهنه فكرة أداء الواجب بالطرق التي يفهمونها هم فقط،  فتجد نفسك وأنت في فصل عربي إسلامي، أمام نشء وكأنه يتكلم لغة الكسكسة أو الكشكشكة أو العنعنة، أوما شابه ذلك من لهجات عربية قديمة،  فعن أية وحدة عربية سنتحدث يا عرب؟ فكيف لهذا النشء في المدرسة العربية أن يتربى على تذوق شعر وأدب لغته العربية؟ وكيف له أن يعرف لغة تاريخه ودينه؟ وهو الذي أصبحت حروفها تمارس عليه شغبها من حيث لا يحتسب٠ فنشؤنا له ملكة لغة عربية فصيحة، وله سليقة عربية، لكن الملكة تستوجب الصقل، والسليقة تربى دائما في حضن لغة يحترمها أهلها٠ وحتى لو لم يكن ذلك، فإن أي لغة على وجه الأرض  سيخبو بريقها وينطفيء وميضها عندما تنافسها ضرات من مختلف اللغات الأخرى في مضجعها٠ وهذا ما وقع بالفعل لك لغتي، عندما بدأت بالانتشار إبان الفتوحات الإسلامية، إذ كلما اتسعت رقعة انتشارك كانت تضايقك لغات الأمم المعتنقة للإسلام و التي احتفظت بها٠ ولكننا لا نأخذ العبرة من روادنا في العربية وأدبها، فهذا طه حسين يعلم مكر الفرنسيين، فهل انساق وراء لغتهم؟ وهل اعتمدها في كتاباته، ما رأينا ذلك، وما دعا يوما إلى إهمالك لغتي الجميلة، وما دعا إلى استبدالك بلغات عامية، أوتقليص عدد حصصك في المدارس العربية، أواعتماد هذه العاميات من أجل تحقيق وحدة عربية، فالاحتكاك بالغرب يؤدي إلى تدمير اللغة العربية، فما بالك باعتماد هذه لغاته المستوردة لغة للإدارة، ولغة للتلميذ، ولغة للشارع، ولغة للبيت٠  
  يقول العلامة ابن خلدون: (ولهذا كانت لغة قريش أفصح اللغات العربية، وأصرحها لبعدهم عن بلاد العجم من جميع جهاتهم، ثم ما اكتنفهم من ثقيف، وهديل، وخزاعة وبني كنانة، وغطفان، وبني أسد، وبني تميم ) فعبد الرحمان ابن خلدون ربط الفصاحة القرشية بالبعد عن بلاد العجم، فماذا سيقول لو أخبرناه بأن مناهجنا ومقرراتنا المدرسية وحتى الجامعية أصبحت كلها مستوردة من بلاد العجم، إن على مستوى الشكل أو المضمون٠ ويقول أيضا: ( وأما من بعد عنهم من ربيعة ولخم وجذام وغسان وإياد وقضاعة وعرب اليمن المجاورين لأمم الفرس والروم والحبشة، فلم تكن لغتهم تامة الملكة بمخالطة الأعاجم ) فهذا التجاور يدمر الفصاحة اللغوية في نظر ابن خلدون، فماذا سيقول لو أخبرناه: بأن لغات الأعاجم -كما سماهم- أصبحت تعيش فينا، ونعيش فيها، ونتباهى بها في البيت والمدرسة والشارع٠ ماذا سيقول لو علم بأن محاولات كثيرة تستهدف تهديم كيانك لغتي، بمبررات واهية ناتجة أساسا عن ضعفهم، وعدم قدرتهم على تذوق جمالك، أو لأسباب أخرى تسهتدف النيل منك عنوة، تحقيقا لأجندات غربية٠
   فهذا يدعو إلى إعدام حروفك، لتحل مكانها حروف لا تينية، بعيدة كل البعد عن الذائقة الجمالية العربية، وذاك ينصر اللهجات والعاميات ويضيق عليك الخناق، والآخر يدعو إلى تمصيرك ( لطفي السيد )٠ كل هؤلاء يستهدفونك بالقضاء على قواعك، وتحرير الخطأ النحوي من عقاله، ليصول ويجول في جملك وتراكيبك٠ لكن لا نستغرب ذلك، فاعوجاج حال الأمة العربية، وتبعيتها اقتصاديا للدول الغربية حتما سيؤدي إلى اعوجاج حالك، يا لغتي، رغم أنك حية، وفي كل حرف من حروفك تحيا الحياة٠ لكننا -مع الأسف - نريد قتلك وتجميدك، وإبعادك عن العصر العربي المثخن بالجراح٠
      لعمري، إن التبعية بمختلف تجلياتها من أهم هذه المعوقات المفروضة علينا لتدميرك لغتي، باعتبارك مصدر وحدتنا العربية، ففيك الكفاءة للتعبير عن واقعنا وعن آمالنا وأحلامنا، دون الحاجة إلى استيراد لغات أخرى تحل محلك، كما نستورد مواد تنظيف المنازل من الخارج، إنك قادرة على قهر واقعنا المتردي الذي يجري أصحابه لاهثين وراء لغات بعيدة عنا كل البعد٠ فهل هم متوفقون في مسعاهم للنيل منك يا لغتي، وأنت التي يحصنك القرآن الكريم؟ ويحفظك منذ أربعة عشر قرنا أو ما يزيد؟ وأنت الوعاء الذي يحتوي كل خبراتنا وتجاربنا ومقومات هويتنا منذ القديم٠ فهل ستنجح هذه النزوات التي تعاديك يا لغتي؟ هذه العدوانية وهذه الحرب الطاحنة التي تخاض ضدك في وسائل الإعلام التي حلت محل الكتاب، مدسوسا فيها السم الزعاف، هذا الإعلام الذي بشكل - متعمد أو عفوي- يصرف النشء عن قراءة كتبك، ليسمم أفكاره بإعلانات وبرامج مبتدلة ساقطة مشبعة بكلام عامي أو أجنبي ساقط، في غياب تام للسهر على مراقبة ما يقدم لهذه الأجيال الصاعدة، فقدرة الإعلام على السيطرة على الاجيال لتصبح أكثر تعلقا به، قد ينال منك يا لغتي، إذ تقدم برامج تلفزيونية بك، ولكن لا ترقى إلى مستواك، والعجب كل العجب، أنك حتى في البرامج الأدبية- أوكما يعتقدون- تذبحين من الوريد إلى الوريد بآلة حادة، فلا الفاعل فاعلا، ولا الممنوع ممنوعا٠ فهؤلاء كبارنا الذين نطمئن لهم، ليس لهم من سلامتك شيئا يذكر، هؤلاء الذين نثق بهم أصبح الخطأ في قاموسهم قاعدة لا استثناء، فأجازوا الاستخراء عوض الاسترخاء٠
  ولكأني بهم يعيدوننا إلى أيام ( يصح الوجهان ) أو( اجزم تسلم ) تبريرا لأخطائنا٠ فكيف لهذا النشء أن يعرفك لغتي، وهو يطمئن إلى من استوطنت اللكنة الأجنبية أو العامية مخارج حروفه، فالإعلام الهادف الذي يضع في اعتباره الحفاظ عليك، ووقايتك من شوائب من يهدف إلى هدمك، قادر على نشرك في أبهى حلة إذا توفرت النية السليمة، للبحث في ثناياك عن أسباب الوحدة العربية، لا التشرذم والتشتت، الذي تمكن منا حتى النخاع، فكيف لهذا الإعلام العربي المهتريء أن يساهم في تشكيل لغة مشتركة بين الامم العربية، توحد ها من البحر إلى البحر؟ وهم يتوخون في ذلك الجمع بينك وبين لغات عامية، تنشر هنا وهناك؟ لماذا نغطي دائما الشمس بعيون الغربال؟ كيف ننساق وراء الغرب وننفي العلمية عنك يا لغتي؟ ونحن غير قادرين على الالتفات إلى ماضي أمتنا الحافل بعلومك، فلا نحن تذكرنا رياضيات الخوارزمي، ولا نحن تذكرنا علوم ابن الهيثم، ولا نحن تذكرنا فلسفة ابن سينا، لم نتذكر أحدا من هؤلاء، لأننا أصبحنا غير قادرين على الالتفات إلى هذا الماضي الزاخر، عمود فولاذي مغروز في أعناقنا يمنعنا من الالتفات٠ فأين يكمن العيب يا عرب؟ أفينا أم في لغتنا؟ أم أن سيف الغرب أصبح يتلمس رقابنا في كل لحظة وحين، ويجردنا من أجمل ما نملك ألا هو هذه اللغة العربية الفصيحة الرائعة التي طوعها أجدادنا، وروضوا حروفها، وتركوها أمانة في أعناقنا لنعيث فيها فسادا باسم العصرنة المستوردة، فأي إعلام هذا الذي لا ينتظر منه الحفاظ على لغة الضاد من أجل الوحدة، وتوحيد مشارب الأجيال العربية، التي أصبحت تائهة بين اللكنات واللهجات واللغات الغربية المفروضة عليهم، لأننا أصبحنا تحت رحمتهم على جميع المستويات٠ فعن أية عصرنة سنتحدث ونحن لا نعرف أو نتجاهل أنك لغتي، تتمتعين بكفاءة عالية وقدرة فائقة على استيعاب متغيرات العصر؟ فأنت حية ولست  جامدة، تستمدين حياتك من جمال حرفك، وقدرتك على الاشتقاق والترادف والقياس وما إلى ذلك، و الذي قلما نجده في لغات أجنبية أخرى، نتغنى باتقانها، في جميع مناحي حياتنا٠
*فكيف اضيق اليوم عن وصف آلة٠٠٠ وتنسيق أسماء لمخترعات٠
      ليس هذا غريبا عنا ولا عنك لغتي، فتاريخك مليء حتى التخمة بمنازعة اللهجات واللغات الأخرى لك، لأن هذه المشكلة  تاريخية ولم تخضع في يوم من الأيام لملابسات ظرفية، يمكن تجاوزها بسهولة٠ فأنت لغتي، منذ ما قبل الإسلام كنت لغة توحيد ومع الإسلام كنت لغة دين ودنيا، ولغة قرآننا الكريم، يتجلى ذلك على سبيل المثال، في رؤية سلفنا المتبصرة لأهميتك٠ فالخلفاء الراشدون لمسوا فيك هذه السمة البارزة، لذلك استغلوك وحتوا على تعلمك، لا لخدمة الدين والقرآن فحسب بل لخدمة الدولة أيضا، إيمانا منهم بأنك لغة الدين والدولة٠ هذا السلف الذي لمس فيك كلغة فصحى الطابع الفني، إذ كان الإقبال عليك منقطع النظير، واستبعدوا منك ما عاب من لهجات العرب، فكنت لغة الشعر والأدب والعلوم بمختلف مشارب أهلها، ولغة وحدة منذ العصر الجاهلي، إذ كان من الضروري أن يلتف حولك العرب من كل الجهات، باعتبارك لغة موحدة خالية من الشوائب، منتقاة من لهجات العرب بدقة متناهية، كما حدث هذا لأمم وشعوب أخرى من رومان وألمان وإنجليز وفرنسيين وغيرهم٠
     فلماذا نبحث عن أسباب الوحدة في غير ك؟ وأنت القادرة على توحيدنا إعلاميا وسياسيا وفكريا؟ وقد كنت كذلك منذ أمد بعيد٠
أهو البحث عن وسائل الوحدة ؟ أم البحث عن وسائل التشتت والتفرقة العربية ؟ ما كانت اللهجات أو اللغات الأجنبية من أسباب الوحدة العربية أبدا٠ ولكأني بهم بدعواتهم هذه لا يستهدفون الوحدة العربية، إلا بما يسيء إليها ويساهم في التفرقة والتشرذم، ولا يسعني في هذا المقال إلا أن أقول : اتركيني أبكيك يا لغتي، وأبكي معك، علنا نجد في البكاء عزاء وسلوانا٠ لك الله من قبل ومن بعد يا لغتي، يا لغة العلم، والدين والدنيا،  يا لغة بحور الدرر والجواهر٠
____
*الأبيات الشعرية مقتطفة من قصيدة (اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها ) للشاعر الكبير حافظ إبراهيم وقد نشرت عام 1903م٠
الجمعة 3 فبراير 2017

عبث ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / رحاب محمد

عبث
حملتك برحم قلبي حملا سفاحًا
ارتدت روحي ثوبًا فضفاضًا
لعلها تخفيك داخلها
خشيت أن تفضحني عيناي
كلما نظرت إليك
وتطلعت إلى صورتك.
كم من أدوية النسيان تجرعت لإجهاضك
فلا جدوى
هوس امواج الحنين
المتوقفة على شاطئك
تجتاح أسوار العقل
الرافض للخنوع
وتقديم قرابين البقاء
حول قصور الأمنيات
ودروب الوصال متباعدة الخطى
يسبقني إليها نبضات الشوق
بين قرب وبعد
 صار فؤادي وسط رحى الصمت
تمزقه سكاكين الألم  
أشجار الأحلام تتساقط
ورياح الخوف تدفنها
بت الملم كاسات الصبر
كي ترتوي جذور الأوهام
سعيت على طريق سقر
لأصل إلى جنات هواك
اعلق صورتي على جدران قلبك
حبا فى بقائي رفيقة ذكرياتك !!!

رحاب محمد /مصر

Tuesday, June 25, 2019

راحلة إلى بلاد الصمت ... بقلم الشاعر الراقي الأستاذ / محمد وجيه

راحلةٌ إلى بلادِ الصمتِ

مشتاقُ... نعمْ مشتاقْ
إلى الجنةِ التي كانتْ
إلى الأحلامِ التي هانتْ
إلى التي قدْ قالتْ :
أنا لكَ ...
لكَ في الدنيا و الآخرة
لا تظنّ أنّي يومًا راحلةً
و من تقوى لأن ترحلَ
من هذا القلب ؟!
ولَّى عصرُ الأساطيرِ الرومانسيةْ
و ما صدقتهُ يومًا بالكتبْ
حتى بدا لي طيفكِ
صدقتُ ... نعمْ صدقتْ
ثم بغيرِ إرادةٍ ولجتُ
ولجتُ محرابكِ و صليتُ
ركعتُ للهِ بالشكرِ و بالعرفانْ
رددتُ بعدَ كلِ أذانْ
أيا ربي العظيمَ يا رحمنْ
منحتني أحنَّ قلبٍ لإنسانْ
أحفظه لي و زدني في حبه
من أعماقِ الأَرْضِ لآخرِ العنانْ
حبيبي ... أتظنُ أني بلا عقلٍ ؟!
فبأيِ منطقٍ تغادرُ الروحُ الجسدَ
و نبقى أحياءً ؟!

وقدْ رحلتْ ...
رحلتْ ناكرةً لكلِّ ما كانْ
صفعتْ الوجدَ
حطمتْ الأسطورةَ
و أسقطتْ البنيانْ
رحلتْ إلى بلادِ الصمتٍ
بلادٍ ليسَ لها عنوانْ
رحلتْ ...
فصارَ اللحنُ يعانقُ الأحزانْ
و الزهرُ دميمًا بلا بستانْ
و صرتُ و السنونَ سواءً
دقاتُ القلبِ و الساعةُ
ضجيجٌ بلا معنى
صفحاتُ كتبٍ لها تمضي
و إن مرتْ مرورَ جفاءْ
فبالإكراهِ فتحْتُ لها الأبوابْ
لِكَيْ تمضي بكلِ عذابْ
بلا ألوانٍ غيرِ الأسودِ فيها
و هلْ غيرهُ لون لمنْ قد غابْ

#باقي_26_يومًا

Monday, June 24, 2019

عزف ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / سلوى محمد

عزف

كلما غرد بوحك
تعلو في النغمات
ألاحق عزفا خافتا
كأنني أصغي لهمس الطيور
وحين مناداتي بين حروفك
يغمرني فيض الحنين
أو أقرأ بين كلماتك حكاية عاشق
يا أنت
يغريني هذا الشجن بين ملامحك
فتعال
لنغترف من قطرات المطر عذوبة
أو من اللحن شدوه
لنطرب الليل الخجول
برقصاتي وأنت بين خيوط القمر
فهل أنت مستعد
لوشوشة الحرف بين آفاق النجوم ..

سلوى محمد

جمالك ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الزهراوي أبو نوفل

جمالك..
الى شاعرة

يقولون ..
في جمالك
 الفادح والخاص
 جدا سيدتي
علاج بالنظر ..
موصوف للشعراء
الممسوسين
 مثلي بعشف
 قصيدة النثر .
أو هو اقداح
نبيذ معتق..
 موضوعة للشاربين
 والسكارى بحب
 الله من زمان
 رابعة العدوية ..
وعمر ابن الفارض
 والخيام..
 و ابي نواس
جمالك هذا..
هو ما أدين
له بالعبودية
وما أنا الا
مسخر لأقف
 وهو امامي
كصنم أبي
الهول لأقول
فيه الشعر وأتغنى
بعشقه الذي..
يجل عن الوصف
لانه فوق كل
وصف يخطر ببال
انس أو جن..
طال بي الزمن
أم قصر أو
   ماحييت ؟
اذ لا خلاص
لي منه الا..
بالموت على
الطريقة التي
تخلصت بها
زليخة من
غرام يوسف
الصديق

محمد الزهراوي
أبو نوفل

غزل و جدل ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / فؤاد الشمايلة

((غزلٌ..وجدلُ))

الحلقة التاسعة

•سألتْهُ:كم تهواني؟!
فأجابَها:بقدرِ ما تسمعُ(آذاني)
•وما أنتَ فاعلٌ،إن خدشَني أحدٌ،
أو آذاني؟!
فردَّ عليها:لنْ أتركَهُ يرى النورَ،
وإنْ عاشَ،سأجعلُهُ أبلها،
لا يميِّزُ بينَ الدقائقِ والثواني!!
•سألَها:لمَ تكثرينَ منَ الأسئلةِ الاستفزازيَّةِ؟!
فأجابَتْهُ:لم أقصدْ،وإنَّما تتدافعُ كلماتي،وتتزاحمُ جًملي،
كلَّما نظرتَ-ياحبيبي-اليَّ
•قالتْ لهُ:هل أزعجَكَ كلامي؟!
فقالَ لها:للوهلةِ الأولى نعم،
لكنّي بُعيْدَ توضيحِكِ،نخرَ حبُّكِ عظامي!!

فؤاد أحمد الشمايلة

رسوم مختلفة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الخطيب

رسوم مختلفة

رسمٌ ...
على قارعةِ الطريق
وشارعٌ يمتدُ ...
الى الزاوية الأخرى
هنالكَ كانَ الوقتُ متحداً ...
مع ظلِ النداءْ

إذ لعلَّ الصمت ...
أوحى بالحروفِ النافرات
أن ترتدي زخرفاً من قمرٍ ...
تباعدَ إذ تقاربَ ذات مساء

 وحينَ آويتُ في ظلِّ المدى
تخطيتُ الحلمَّ  ...
ثم أسرجتُ قنديلي
وكان الوقتُ يقتربُ ابتعاداً
بلا رداء

لكنني أعلنتُ أنني لم أزلْ ...
في سفري
أحاولُ الوصولَ لنجمٍ ...
تباعدَ في السماء


هنالكَ كانَ الأمسُ ...
مرتسماً أمامي
وكنتُ قد آويتُ لمضعجي
ومضجعي تلة ..
ترتاحُ في سهلي ابتداء

أنا يا صاحبي مثلي
أحاولُ الدخولَ في التفاصيل
لكنني لم أعدْ أعرفُ الطريق
فالطريق يمتدُ امامي ...
كأنهُ ابتداءَ الرداء

أو كأني ...
حينَ يحملني الظلُّ أمضي
نحوَ العيون التي ...
أعلنتْ ذاتَ يومٍ
على أفقِ المساءِ مساء

انا يا صاحبي مثلي
أتوهُ بالحرفِ المنساقِ ...
نحوَ الكلام
لكنني ما زلتُ مرتحلَ الفضاء

وأستردُ الخطى التي نسجتْ
على سطحٍ ليحملني ...
نحو الرجاء

وأنا يا صاحبي مثلي
أعاينُ التضاريسَ حولي
ثم أقيمـ خيمةٍ للإنتظار
في أفق الســمـاء

إذ لعليَّ  ذاتَ يومٍ أقول
بأن الوقتَ ..
حين ينقلنا نحو التراتيلْ
كأنَّ الريحَ لي دواء

أو لعلي أبوحُ بالسرِّ علانيةً
كي أقيمَ الحروفِ ...
على ورقي الـممتدِ فوقَ طاولتي
وطاولتي لها بعضَ اعتلاء

أنا يا صاحبي لم أزلْ
أراقبُ القمرَ المحملِ ...
ما بينَ الغيوم
إذ يمضي كأنَّ  الطريقَ رجاء

وأنا الذي إن جَاءَ  يعرفني
فأنا ما زلتُ مرتحلاً
في ظلالِ السلسبيلْ
أحاولُ الوصولَ حتى الارتواء

لكنني أمسكتُ ذاكرتي
فذاكرتي اتجاهُ الريحُ ...
عبورَ الوقتِ في أفق المغيبْ
لكنني ما زلتُ وحدي
إعاينُ الأفقَ الممتدِ في العراء

وأنا العمرُ المسافرِ ...
في السنين
وأنا في الأفقِ عيونٌ لـما قبلَّ  المغيب
ضجةُ الريحِ عند الهبوبْ
فهل لديكَّ  مثلي...
 تضاريسٌ لها السرُّ ...
يحتارُ في أفقِ السماء

بقلمي /-محمد نمر الخطيب -الاردن-اربد

حين تتشابك الخيوط ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ليلى المرّاني

حين تتشابك الخيوط.../. قصة قصيرة
بقلمي: ليلى عبدالواحد المرّاني

حاول أن يسترخي على كرسيّه الجلدي، ونظرات صديقه تطارد شروده مستفهمةً.
قلَّب الأوراق المتراكمة على مكتبه بضجر، جامعاً كلّ خيوط المشهد في محاولةٍ لإعادة نسجها من جديد. ببطءٍ متثاقل أخذ شريط الأحداث يدور في رأسه المتعب.
" أتابعك كلّما ظهرتَ على شاشة التلفاز، أقرأ كل ما تكتب، وأنا من أشدّ المعجبات بك، وهنَّ كُثر. "
تلعثم، وهمهمةٌ غير واضحة أطلقها، وبانسيابيّةٍ محبّبة حسدها عليها، استرسلت.
" بدايةً عرفتك عن طريق والدتي"..
مطارق ثقيلة تهوي بعنفٍ على رأسه، هي إذن تظنّه حسّاناً أخاه.
اللعنة، قالها في ضيق.." ألم أخرج من عباءةِ حسّان؟ هل عليّ أن أبقى مختفياً تحت ظلّه؟ الشبه بيننا كبير هذا صحيح، لكنني أكثر وسامةً منه، وأكثر بلاهةً، بل أنا الأبله الوحيد في هذا الكون !"
 تابع شريط أحداث الذكريات ..على غير عادته، لم ينتظر سيارة الدائرة تقلّه من منزله إلى الوزارة، خرج إلى الشارع.. خيوط الشمس دافئةً تتسلل تحت ثيابه، وشعور لذيذ بالخدر والانتعاش ينتابه . عند إشارة المرور  سيّارةٌ فارهة توقّفت، نظرةٌ سريعةٌ ألقاها على الفتاة الأنيقة في المقعد الخلفي تبتسم له، خفق قلبه..
مسترخياً على كرسيّه يتذكر لهفته في صبيحة اليوم الثاني. مسرعاً تناول معطفه غير عابئ بتذمّر زوجته، ونظرة دهشة تستقريء سر لهفته، هو نفسه لم يدرك لتلك اللهفةِ معنى، سوى رغبة شديدة لرؤية تلك الصغيرة الأنيقة ثانيةً تلوّح له بيدها الرشيقة، مبتسمةً..
أخيراً رأته، الخال الذي حلمت أن تراه. هادراً بصوت عميق تشاهده على شاشة التلفاز، يلقي أشعاراً لم تكن تفهم معظمها، وصوت أمّها مفتخراً، هذا حسّان ابن عمّي، زادها تعلُقاً به، وحلمٌ بعيد أن تلتقيه يوماً، وها هو أمامها، وهو يسأل نفسه في دهشة.." يا لهذه الطفلةِ الغريرة، أنا الأربعيني، أبٌ لثلاثة أبناء وزوجٌ  لامرأةٍ أرتاح إليها وأطمئن، ما الذي يحدث معي؟ أمراهَقةٌ جديدة هي؟ ".. والصغيرة تبتسم وتلوّح بيدها مودّعة..
عاد من رحلته، وسحب نفساً عميقاً..  مغمضاً عينيه.. غاص في كرسيّه الوثير.
زوجته في اليوم الثالث تولول.." أين أنت ذاهب؟ إنها تمطر بغزارة وأنت محموم." مسرعاً ارتدى معطفه، وتناول مظلّته وصوتها يلاحقه.. كنت تهذي طوال الليل. جفل مرتعباً وواصل تسبق لهفته خطاه..
والصغيرة تحلم برؤياه ثانيةً.." سأطلب منه ديوانه الأخير بإمضائه. "
ودعاءٌ خجولٌ يهتف في صدره ،ألاّ تأتي وتعفيه من هذا الصراع والتخبّط.
ببطء مرّت سيّارتها من أمامه، وعلى بعد بضعةِ أمتارٍ توقّفت. كمن يسير في نومه تحرّك حين أشارت إليه. المسافة بينه وبينها تتّسع وكأنّها دهور، وكأن يداً خفيّةً تمسك به وتسحبه إلى الوراء، ركض نحوها في إصرار، لاهثاً.. مبلّلاً.. ألقى بجسمه على المقعد الخلفيّ . مسافة شبرٍ أو ثلاثة تفصله عن ملاكه الصغير.. صباح الخير. خرجت من بين شفتيه ترتجف، وصوتٌ كتغريدة طير تسلّل عذباً شهيّاً إلى مسمعه.. صباح النور .. أهلاً خالي.
مطرقةٌ ثقيلةُ هوت على رأسه!..

ملثوم و مثلوم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أيمن حسين السعيد

هايكو..ملثوم ومثلوم..بقلمي..أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية.

مابين ملثوم ومثلوم
فوضى الإيقاع
في سرير المجاز.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
مابين هلالين مكلومين
يتيم التفاصيل
فصاحة وشجى كتاب
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
للنسيان دائما
تهيؤهم الحياة
الطاعنين في المآسي.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بخفيف سرج المعاني
يؤوب من برية البيان
فما تذوق الثمر خالصا.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بجمر المواويل
يشعلون لياليهم الحزينة
الطاعنين في المآسي.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بين الحاصدات
يمنة لهن ويسرة
عيدان الحمص تنتظرني.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
من غرة النهار
تسحب خيوط الإهتمام
بقهقهة الشيطان.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛،،
بلا رواد
حارات القرية
عرفها الحزين.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تحت إبطها
صرة الزاد
وبيدها جرجير العافية.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
حناء كفيها وشم المطر
يفرمل توددا لها
غيمة أرضها مشبعة.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
على الطريق أقدامي
لأمام لاتأبه لخلف
ممحاة الدرب.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
صحن البطيخ الأصفر
حوله يحوم
برغش الصيف.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
لحم الضأن
تهبط آمنة
دبابير صفراء.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بين خضرة واصفرار
بين الأوراق
لم تنضج ثمار التين بعد.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛بقلمي..أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربيةالسورية.

في السرعة الندامة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الإدريسي

في السُّرعَةِ النَّدامَةُ في التّأنِّي السَّلامَة
قالَتْ العَيْنُ كَمْ اشْتَقْتُ أنْ أراها
قالَ الفُؤادُ كَم أَحِنُّ إلى حُضورِها
فلا يَسْأَلْني مِنْكُم أحَدٌ عَنِ الدَّليل
مَتى سَمِعتُم الرَّصاصَةُ تسْألُ القَتيل
كُلَّما سَمِعتُ النّايَ يُذَكِّرُني بصَوتِها
نَسيمُ الغَرامِ لَطيفٌ عَلَيّ كوَفيرِ نَداها
قَدْ يَتَخَلَّى المَرْءُ عَن تُحَفٍ اشْتَراها
أبَداً لَنْ يُفَكِّرَ أنْ يَخونَ قَلْبَهُ و قَلْبَها
كَم عِندي أقْوالُ اِشْتِياقٍ لَسْتُ بِقائلِها
لَيْتَ التي أسَرَتْ قَلْبي تَعْلَمُ ما أهْدَيْتُها
ما كُنْتُ في هذه الحياة أحْسِبُني مُفارِقُها
قَبْلَ أن تُقَرِّرَ الرّوحُ الاسْتِغْناءَ عَن أبْدانِنا
سَألَ قائلٌ ما بِهذا الغَريبِ لا يسْعَدُ بَيْنَنا
أيَنْتَظِرُ الحَبيبَ الذي هُناكَ و هو هاهُنا  
الأوطانُ مُتَعَدِّدَةٌ كما هي كَثيرةٌ البُلْدان
قُلوبُنا لَيْسَ لَهُما مِنَ الأسْماء إلا اِثْنان
بِداخِلِهما أَنْتِ و أنا فَهُما وُلِدا تَوْأمان
لا تَسْأليني عَن اِسْمِ أشْياءٍ طالَتْ الزَّمان
إنّ وزْنَ عِشقي يَفوقُ ذَهَبَ كُلّ الأغْنِياء
ما حَلَّ مِنْ ظُلْمٍ مِنْ بَأْسٍ بِكُلّ التُّعساء
أصْعبُ الوَصفِ أكْثَر مِن كُلِّ الأشياء
طَيْفي مِن طَيْفِها كما طَيْفُها مِن طَيْفي
ما عاد العِتابُ يُخَفِّضُ حَرارَةَ صَيفي
لِلْغَرامِ طُقوسٌ خَواطِرُ شِعْرِ حُبِّ رائعَة
يَقولونَ عَنّي شاعِراً كُلَّما كَتَبْتُ قِطْعَة
لا أعْرِفُ قَولَ الشِّعرِ إلاَّ في الحبيبة
تَتَشابَه القُلوبُ في الشَّكْل و المَهام
لا في العَواطِف و لا في صِدْق الغَرام
قُلوبٌ تَحْمِلُ الحُبَّ قِطْعَةٌ مِنَ الماس
أْخرى كاذِبَةٌ تُرَدِّدُ ما لَيسَ له أساس
نَرْصُدُ أَقْوالَ الحِيَلِ عَدَمَ الإحْساس
شيءٌ مُحالٌ في الوجودِ فيهم يُقاس
اِعْلَمي أنَّ إحْساسي إِلَيك دائمُ السَّفَر
كَيْف َالعَيْشُ بِدونكِ إلاَّ بِقَلْب الحَجَر
لا أومنُ بما تَقولُ الأبْراجُ و إنْ صَدَقَت
لأنَّ قَلْبي يا ابْنَةَ القَوْمِ فيه أنْتِ تَرَبَّعْت
أيا مَنْ قَرَّرَ يَوماً أنْ يَتْرُكَ حَبيباً يَحْتَضِر
قَدْ يَكونُ آخِرُ مَن حَبَّكَ تَمَهَّلْ اِنْتَظِر
فُرْصَةُ السَّعادَةِ هذه قَدْ لا تتَكَرَّر
العَيْنُ قَرَّرَتْ أبَداً لِغَيْرِكِ لَنْ تَنْظُر
القَلْبُ لَنْ يَسْتَطيعَ إخْفاءَ المشاعِر
اِطْمَئنّي أنْ يُحِبَّ غَيْرَكِ لَنْ يَقِدِر  
طنجة 17/06/2019
د. محمد الإدريسيفي

لوحة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أحمد حسين عبد الحليم

خاطرة رقم (188) : * لوحة *                    -----------------------------------------                      في النصف الاخر من الليل                 الجميل التقينا انا والعتمة                           وبقينا حتى طلوع الفجر                                                                                                                 في النصف الاخر من تلك الدنيا                                          التقينا انا ودنيا اخرى غير دنيانا                                                                                                في النصف الاخر من ذلك                                            الكوكب التقينا انا وتلك                                                           النجمة الجميلة المضيئة                                                                                       في النصف الاخر من مسافة                             النظر اشرقت الشمس                                                                      وبزغ القمر !                                                       -----------------------------------------                                                           شكر خاص لحفيدتي الغالية                      الفنانة : سجى ادريس عرابي

بكفَّيَّ حظُّ المُعسرين ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد رشاد محمود

( بكَفَّيَّ حَظُّ المُعسرين - 3 "الخاتمة" )
لَنَـــا فـي رِحابِ الكَـوْنِ راحٌ وصُحبَـةٌ
وسَـرحٌ بعيــــدٌ طـارِفُ الــوَحْيِ تَالِــــدُ
وَزادٌ إذا شَـــــحَّ المَــــــزَادُ ومَنْهَـــــــلٌ
دَفُـوقٌ عَميــقُ الغَـــوْرِ لِلظَّمْــإ بَــــارِدُ
إذا ارفَضَّ بِكْـرُ الطَّلِّ أَو هَـبَّـتِ الصَّبـا
أَوِ اهْــتَزَّ غُصنٌ أو عَلا الــدَّوْحَ غَـارِدُ
وبَثَّتْ مَـدَى المَرجِ الطُّيُـوبَ وخَالَسَـتْ
اَزاهِـــرُ حِضْنَ الـلَّيـلِ والضَّوْءُ رَاصِدُ
وَآلَــتْ إلى الأُفْـــقِ الرَّحِيــبِ نُجومُــهُ
ورَأْرَأَ طَــرْفُ الـفَجْـرِ والكَـوْنُ رَاقِـــدُ
تَقَضَّى زَمانُ الفَضْلِ يا نَفْـسُ وازْدَرَتْ
زَعَانِفُ قُـدْسَ السَّــمْعِ هُـــوجٌ رَوَاعِــدُ
وَشَـالَتْ لَــدَى كَــفِّ السَّـفِـيهِ رَجَــاحَـةٌ
ومَالَـتْ إلى الرُّجْحَـانِ بُــورٌ كَــوَاسِـــدُ
فَصَبــْــرًا علـى جَهـْــــدِ البَـــلاءِ فَإنَّـهُ
عَسِيــــرٌ لَدَى العُسْــرِ البَلاءُ المُجَالِـــدُ
هُـــوَ الدَّهْــــرُ لا يُسْــرٌ لَدَيــْـهِ مُؤَمُّــلٌ
دَوَامًـــا وَلا عُسْـرٌ مَـدَى العُمْـرِ آبِـــــدُ
(محمد رشاد محمود)
....................................................................................
الظَّمْأ (بتَسكين الميم) : كالظَّمَأ (بفَتحِها) العَطَشُ أو أشَدُّهُ .
الطَّرْفُ : العَيْن . ورَأرَاَ : حرَّكَ حدَقَةَ العَين أو قَلَبَها وحَدَّدَ النَّظَرَ .
الزَّعانِفُ : جمعُ زِعنِفَة (بالكسر والفَتح) وهو القَصيرُ والقَصيرَة ، والرَّذْل .

أضنيتني بالوصل ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / جمال مهدي

أضنيتني بالوصل
..
..ه****************************ه..
..ه~~~{ أضنـيتـني بالوصـل }~~~ه..
..ه****************************ه..
ـ
يا لهف نفسي كي أراك وأشربَـكْ
قلبي عليل الخافقين ليُطْبِبَكْ
.
يا مالكاً لب الفؤاد وخاطري
رحماك قلباً يستلذ تعتُّبكْ
.
يحيا ليعشق ما تحب وترتضي
ويتوب عن نبض بنوميَ عاتبكْ
.
قلبي وعقلي واختلاج جوانحي
ومزاهري ومطامعي كي تعجبك
.
ولكم بذلت العمر حباً منحة
وجعلت في حضن البراءة ملعبك
.
.
أضنيتني وصلاً وعشقاً جامحاً
وملأتني توقاً يزيد ليطلبك
.
أدخلتني في العكس يا عكس الملا
ما عدت أرضى بالمنام ليحجبك
.
لا أبتغي شيئاً سواك يكون لي
فالنفس تهوى كل شيئ أعجبك
.
مرني تجدني دون أمرك قد أتت
كلي إليك بما تريد لتطربك
.
إني خلقت لكي تكون متيِّـمي
وخلقتَ أنتَ لكي أكون معذَبك
.
ما غير حبك قد تملك مهجتي
وأحالني كأساً تعيش لترضبك
.
فإذا رحمتَ أميرة مصيونة
تهواك أو لا ، إنها لن تغضبك
ـ.....
..ه****************************ه..
..ه{مرتجلة مجاراة لنص هبةالسماء}ه..
..ه****************************ه..
شعر : جمال مهدي - اليمن / زبيد
الجمعة : 2019/4/26م ..
.

Sunday, June 23, 2019

بلا عنوان ... بقلم الشاعر الراقي الأستاذ / محمد وجيه

بـلا عنــــــــــــوان

نظرتُ اليومَ إلى القمرْ
كانَ أقلّ بَهَاءً
كانَ يبكي دِمَاءً
سألتُهُ ....
ما سرُّ البكاءِ يا تُرى ؟! ......

فأجابَ منكسرًا :
تذكرتُ اللياليَ الخواليا
و أراكَ غيرَ مبالٍ
أكنتَ في حبها محتالْ ؟!
أكنتَ تغتالُ القصيدةَ
و تبني قصورًا على الرمالْ ؟!
لماذا تغيرَ الحالْ ؟!
فقدْ رأيتُ بعينِ قلبي
أنَّ الفراقَ محالْ .......

قفْ ... قفْ يا منْ شهدَ البزوغَ
و لا تكملْ أنينكَ
قدْ كانتْ شمسُنا جليديةْ
و ربيعُنا محملًا برياحٍ ناريةْ
و الفلكُ لم يكنْ يومًا  لنا
نعمْ .. نعمْ ذاتَ يومٍ حملَنا
لكنهُ كانَ حملًا سفاحًا
ظلمًا و بهتانًا
فقدْ ضلتْ قلوبُنا
و اخترْنا الفراقَ عنوانًا
لمْ أكنْ قيسًا و لمْ تكنْ ليلى
و لمْ تدقّْ أجراسُ المدائنِ
لتعلنَ عنِ الأسطورةِ الخالدةِ
كانتْ عاصفةً كاذبةْ ........

يا أسفي على قرةِ عيني
و ربيعِ صدري
تحجرتِ القلوبُ
غشيت الألباب
صارَ الحبُّ سرابًا
تكادُ تبيضُ عيني حزنًا
فكمْ هامَ قلبُكَ و حلّقَ في الفضاءْ
تارةً يدنو مني يعانقُني
و تارةً يطمسُني
لتبقى معشوقَتُهُ هي القمرْ.......

خبرني ....
من اختارَ الفراقْ ؟!
منْ قتلَ الدمعةَ في الأحداقْ ؟1
منْ غادرَ الجنةَ بغيرِ ذنبٍ ؟!
لا أريدُ البكاءَ و النحيبَ
فقدْ ماتتْ و قضيَ الأمرُ
و ما عادَ يجدي البكاءْ
و إن كانَ من رحمِ السماءْ
فلنْ يولدَ الحبُّ منْ جديدْ

#باقي_27_يومًا

Friday, June 21, 2019

غزل و جدل ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / فؤاد الشمايلة

((غزل..وجدل)!!

الحلقة السابعة

•سألتْهُ:منْ أنا؟!
فأجابَها:أنتِ حبٌّ جعلني متيَّما
سألَها:وماذا عنّي أنا؟
فأجابتْهُ:أنتَ زهرةٌ
قطفَها قلبي،وجنى
•سألَتْهُ:هل لكَ أنْ تخبرني
بعدَ أنْ تعارفْنا،ماذا تريدُ منّي؟!
فأجابَها:أريدُ شيئا واحدا
ألاّ تغيبي عن عيني
قالتْ له:ولكنَّ هذه أقدار؟
فأجابَها:سوف أقضي عمري،إنْ حدثَ ذلكَ
في تيهٍ،وفي حالةِ انتظار
•سألتْهُ:أعشقْتَ قبلي؟
فأجابَها:عشقْتُ،ولكنّي لم أشعرْ بما يشعرُ به
اليومَ قلبي
فسألَها ذاتَ السؤالِ؟
فأجابتْهُ:لنْ يختلفَ جوابي عن أجوبةِ الرجالِ،
في هذا المجالِ!!

فؤاد أحمد الشمايلة

اعتذار و قبلة ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ناريمان معتوق

اعتذار وقبلة/ناريمان معتوق

دعني أقلّب أوراق الماضي
وأستبيح مشاعر قيدها الزمن
دعني أرتوي منك
ما زلت أنا هنا
عند تلك السنديانة العتيقة
أبلسم جراحاتي وكلي أمل بك
أقلّب أوراق الماضي
فأرى طيفك يبتسم لي
يقبّل يد العدم
يسبقة اعتذار وقبلة
وأنت لا أنت
تلوّح لمسافر القدر
تعتزل الحب والغرام
تبكي على أطلال النسيان
تدوّن أفكارك المنسية على أوراق الحياة
دعني أكون قربك...
حيث ألمح ظلك حديثك،
همسك ،
والجنون،
ينتابني السكون
تصمت يداي وترتجف أحرفي
عن ترجمة بعض الكلمات
حين تكون قربي
تختفي ملامح الأنين والضجر
عن جسد هده الحنين والألم
(اعتذار وقبلة)

ناريمان معتوق
13/6/2019

وضوء النجوم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / بسّام سعيد

تسابيحُ الوصال 65

وضوء النّجوم

تتوضّأ النّجومُ من مقلتيها

تتباركُ الشّمسِ من طلّتِها النّديّة

يتهادى القمرُ إلى راحتيها العامرتين بالطّيبِ

تسعى في ضفائِرها

نسمةُ عشقٍ غجريّة

تهمسُ في مسمعيها سنابلُ الودِّ

تغفو الورود والرّياحينُ

على وقعِ خيوطِ الفجرِ

ترنو الكواكبُ إلى محيّاها البهيِّ

آيةٌ في الحُسنِ باركتها يدُ الرّحمنِ

***

تُسبِّحُ بحمد الحبيبِ

نورٌ على نورٍ

كأنّها كوكبٌ درّيٌّ في لجّةِ الّليلِ

تأوي الفراشاتُ إلى أفيائِها

سيّدةُ الممالكِ القدية والجديدةِ

تحملُ قيثارتها بيمينِها

تعزفُ للنّهارِ معزوفةَ الشّوقِ

على أوتارِ الحنينِ

***

تنشدُ للضّوءِ أنشودةَ الحياةِ

تخطُّ بمدادِها سفراً

من الهدى والوصالِ المُستطابِ

لسيّدِها ومولاها الكريمِ

تبوحُ للبحرِ

تناجي السّماءَ

تهمسُ في سرّها

تبارك الّذي بيده الملك

مالئ السّموات والأرض

وهو على كلِّ شيءٍ قدير

د. بسّام سعيد

قمر الحي ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبد الوهاب الجبوري

قمر الحي

عيناك ، ملامحٌ من قمر الحي
شذاك ، نسيمٌ للروح عليل
مداك ، إطلالة تاريخ مطوّقة
باكاليل الورود والزنبق
بين الفراتين والنيل
مكللةٌ رياحك
بغرّة القمر المطرز بلون
شلالك الازرق
بين بردى والخليل
كل عام وإشراقةُ وجهك
شمس على كل منعطفٍ تألق
اين مني ،
وأروقة الاساور في معصميك
قد اختغت ،
أما آن لي الوصول
فقد طال .... طال الرحيل
لا تبخلي في شذاك
خذي بيدي ، ليس للدفء
من حاتميٍّ سواك
مالي أرى الشحوب قد غطّى
سنا وجنتيك
لا تبخلي في شذاك
شهقة الخدين مازالت
جلناراً تغافل عنه الذبول

عبدالوهاب الجبوري
2019/6/21

و كأنها مقابر ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / حسن السلموني

و كأنها مقابر لما أمر عليها لم تأخذ من عبوري تذكارا ، يقوم على حراستها تبع مقنعي الرؤوس عاكفون في عبادة الخنوع ، ينسجون لها من الخيانة أصناف شراك لا تحصى فخاخها ، شباك موضوعة على حافة الغروب ، يعفر بأسمال تقاليدها البالية قضاء نوم في ريع البيعة ، يوزعون على أبواب الجياع أعيادا من الأوهام الماجنة ، إنهم الأنذل من الجعل و أنكر مما تبني العناكب ، يغطون بشع الكيد نبع الشمس حجب البؤساء عن مطلعي ، كتائب أحزاب مرتزقة تنفخ في الجيف ما تستورد من جهل معلب ، و على خطوات الطفولة ينزلون جثمان لغة على قتلها يؤمرون ، يلهثون ككلب مريض يطارده الظمأ ، يرخي لسانه الرث يلعق منظفا سوءة الاستبداد ابتغاء أريكة العفن ، فعندما يسوق القطيع أحزاب من الرقيق ، يؤدي نهقا في الشوارع صلاة التظاهر ، في هذه الزبالة ، يتخلى العبيد عن شروط تحسين العبودية .

الأديب حسن السلموني

نبوءة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / همام الفيحان

نبوءة ...
فهل من عزير يطوف بها
وهل من جواب يرد سؤال
اطوف برفق وجرحي يغور
وابحث عنك ببحر الخيال
بدت خربة وانحنت للعداة
صروح الوجود خلت من رجال
عزير ينادي الهي دمار فهل
عودة بعدها واحتمال
فمات ليشهد بعد اندثار
سمو حياة بإسم الجلال
فهل من معجزات لذاك الزمان
لنشهد للظالمين زوال
بلاد كبت كالحصان صريع
وكل الخيول نجت لا تزال
وصرنا كمثل شتات الحصيد
تدور بها الريح وسط الرمال
وقد لا يكون لنا من صريم
ولا من ذكور سمت كالرجال
ولكن بالله ظن الحليم
يراه قريبآ وليس محال .

الحياة تأتي مرتين ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / وليد العايش

_ الحياةُ تأتي مرتين _
_________
لم أكن أعرف السباحة عندما صعدتُ إلى ظهر المركب ، بل لم أكنْ قد ركِبتُ البحرَ من قبل ، كنتُ فرداً من مجموعةٍ كبيرة تدافعتْ لركوب السفينة المائلة للاحمرار .
بعد أن استقرّ الوضع هناك جُلْتُ بنظراتي على ما حولي ، أمٌّ مع طفلها ، شابٌ وحيدْ ، نساءٌ على شكل مجموعة ، رجال من شتى الأعمار ، صبيّةٌ ترقدُ في محرابِ حبيبها ، العيونُ كانت شاحبةَ النظرات ، بينما القُبطانُ يُعلِنُ بدأ الرحلة مع طاقمه الذي لا أعلمُ عدده .
لَفَتَ انتباهي تلكَ الإطارات المستديرة على حوافِ المركب البحري ، والسترات البرتقالية المُعلّقة بالقرب مني ...
 كان البحر يومها هادئاً ك رجلٍ في بدايةِ سهرةٍ ما ، الأمواجُ لا تكاد تظهَر على وجهِ البحرِ الأزرق ، السماءُ صافيةٌ في تلكَ الأُمسية .
تحرك المركب بمنْ فيه ، بعض الوقت يمرُّ سريعاً ، صورٌ كثيرة أيضاً تعبر أمام عينيَّ ، حضرتْ حياتي فجأةً إلى ظهر السفينة ...
( لِمَ كل هذه الإطارات والسترات البرتقالية ؟ ) سألتُ رجلاً كان يجلس قريباً مني ، لمْ يرقْ له السؤال لكنّهُ أجابَ على مضضٍ : ( إنّها للنجاة في حال تعرضت السفينة لعاصفةٍ بحرية ، أيضاً هناك قوارب صغيرة ، ألاَ تعرفُ ذلك ... ) ... شعرتُ بالألم من جوابهِ الحاد ، تجرأ الخوفُ عليّ للوهلةِ الأولى منذ بداية الرحلة ، أثارني منظرُ امرأةٍ كانت تقبعُ وحيدةً في زاوية ، لعلّها تجاوزتْ الخمسينَ من عمرها ، لكنّها كانت جميلة ، مُثيرة ، اعتلى الشحوبُ وجهها ، فكرتُ كثيراً : ( هل هو خوفها من ركوب البحر , أم أنَّ هناك أشياء أخرى ) ... اقتربتُ منها أكثر ، لم يكن معها أحداً ، أظنُّ بأنّها كانت تبحث عن صديق رحلةْ : ( كيفَ حالك يا سيدتي ، أراكِ خائفةً ) ... لم تتنظرْ كثيراً كي تردّ على سؤالي ( لا ... لا ... لستُ بخائفة ، فقد سبقَ وسافرتُ عدّة مراتٍ على متنِ السفينة ) ... دنوتُ منها حتى أصبحنا وكأننا رفيقين : ( لكنّكِ تبدينَ شاحبةً جداً ... أعتذرُ منكِ من هذا السؤال ) ، أطلقتْ المرأةُ تنهيدةً طويلة جداً ، نظرتْ إلى السماء ، تلعثمت قليلاً ، ثَغرُها الجميلُ تحركَ مرّةً أخرى : ( إنني مصابة بمرض الـ .... وأنا مسافرة للعلاج أيُّها الشاب ) .
ساد الصمت علينا ، لم أحرْ جواباً , أو سؤالاً غير ذلك ، لقد صُعِقتُ بالخبر : ( كيف للمرضِ أن يتجرأ على أنثى كهذه ) حدثتُ نفسي , ثم ابتعدتُ قليلاً عنها ...
بدأت خيوط الفجر تنطلقُ من تحتِ الماء ، لحظات فقط وكانت الشمس تَلِدُ منْ رحم البحرِ في مشهدٍ لم أرهُ من قبل ، التقطتُ عدّة صورٍ للمشهد الذي رُبّما لن أراهُ مرّة ثانيةْ ، الركابُ يتحاملون على أنفسهم ، بعضهم خرجَ إلى ظهرِ السفينة ، وبعضهم الآخرَ كان يتناولُ ( سندويشات ) الصباح ...
فجأةً ترنّح المركبُ كراقصةٍ في آخر سهرتها ، أمسكتُ بخشبةٍ بالقربِ مني ، ظهرتْ أنيابُ الأمواج , كانت أكثرَ ارتفاعاً ، الشمسُ بدأتْ بالاختفاء , أو بالانكفاء ، تغلغلَ الخوفُ إلى قلبي : ( ما الذي يحدث ، لماذا السفينة تترنّح يُمنةً ويُسرة ... ) , سألتُ أحدهم ... : ( إنّها الأمواج العالية , ألاّ تراها ... ربما هناكَ عاصفة ما تلوحُ في الأفق ، أو رُبّما القُبطانُ لا يملكُ خِبرة مواجهة لهوَ الأمواج ) ... كانت كلماته تصبُّ في أُذنيَّ كما يُصَبُّ الزيتُ على النار ، توجهتُ إلى تلك المرأة ، كانت أكثرَ اصفراراً ، شعرها الذي كان مُصفّفاً بعنايةٍ يوم أمس أصبحَ يعتلي رأسها على راحته ، تناولتْ بعض الحبوب قبل أن تنظرَ إلي : ( كيف حالك اليوم ، هل أنتَ بخير !!! ) ... ( نعم يا سيدتي أنا بخير ، لكني خائف من هذا الموج ) .
أصابتها كلماتي ببعض الوجع الإضافي ، لكنّها آثَرتْ عدم الاكتراث : ( لا تخفْ ، فهي حالة طبيعية في رحلات البحر ) , ( لكني سمعتُ أحدهم يقولُ بأنّ القُبطان لا يملكُ الخبرة الكافية ، هل استلمَ السفينة بالواسطة ) ... ابتسمتْ المرأة من كلماتي ، كانت ساحرة جداً مع تلك الابتسامة ، وضحكتُ أنا أيضاً ... قلتُ ليتني ألتقي بها هناك على الضفة الأخرى من البحر ...
في تلك المعمعة اللاعتيادية ساد ضجيجٌ ما ، الرَكْبُ البحري يتحركُ في اتجاهاتٍ مختلفة ، تذكرتُ أسراب الفراشات في بدايات آذار من كل عام , فهي تتناثر على هواها , الصراخ يعلو شيئاً فشيئاً : ( يا إلهي ما الذي يحدث ، إنني أجهلُ السباحة ) ، السفينة تميلُ على جنبها الأيمن ، صوتُ القُبطان يرتفعُ مُطالباً الركاب بارتداء سترات النجاة , والنزول إلى القوارب الصغيرة ، اندفعتُ مع المُتدافعين ، لكني وصلتُ متأخراً ، فلا سترةً لي ، ولا مكان في زوارق النجاة ، لمعتْ في ذاكرتي نصيحة كنتُ سمعتها منذ أكثر من عشرين سنة من أحد العجائز : ( اذا كنت في الماء فحاول أن يكون معكَ قطعة خشبية ، فهي تمنعكَ من الغرق , وتساعدك على البقاء على وجه الماء ... ) , لم أُفَكِرَ كثيراً ، أصلاً لم يكن هناك وقت للتفكير ، أمسكتُ بخشبةٍ من جانب السفينة ، خَلعتُها من مكانها ، حين أصبحتْ بين يديّ كان جسدي قدْ لامسَ الماء ، تشبثتُ بالخشبةِ بكل ما أوتيتُ من قوة ، فهي الأمل اليتيم للبقاء على قيد الحياة , الأمواج كانت تحجبُ الرؤيا ، لا أحد يهتمُ للآخرين ، الوقتُ يمرُّ مُتثاقلاً ، كما سلحفاة هرمة , العاصفة تبدأ بالهبوطِ كطائرةٍ وصلتْ إلى مدرج المطار ...
لم أدر ماذا فعلتُ ، بل وماذا حصل خلال الوقت الذي مضى ، كل ما أعرفهُ بأنني لمْ أدعْ الخشبة تفلِتُ من قبضة يدي ، رُبّما أصابني الإنهاك , الانهيار ، أو أي شيء آخر ، بكل تأكيدٍ لستُ أعلم .
وجدتُ نفسي مرميّاً على رمال الشاطئ وحيداً ، أغمضتُ عينيَّ ، كنتُ أبكي ، أذكرُ ذلك تماماً , تحسستُ جسدي بأصابعي التي كادت أن تتوقف عن العمل : ( ما زلتُ حيّاً , نعم فأنا أرى كل ما حولي ) ...
في اليوم التالي اشتريتُ جريدةً من أولِ بائع صُحفٍ صادفتهُ في الطريق ، كان عنوانها الرئيسي : ( السفينة جهينة تغرقُ مع طاقمها ، ليس هناك سوى راكب واحدٍ مفقود ) ... قرأتُ وأنا أذرفُ دموعي ( من هو هذا الشخص ذو الحظ السيء ) ، لمْ أُتممَ عبارتي حتى كانت يد ناعمة تلتفُّ حول عنقي ، نظرتُ إلى الخلف , فإذا بالمرأة الجميلة المريضة هناك : ( وأنا أيضاً أيُّها الشاب ، لستَ المفقود الوحيد ) ... احتضنتُها بقوةٍ غريبة , نسيتُ في تلك اللحظة كل العادات المزيفة التي تعلمتها في صغري ، بكاؤنا نحنُ الاثنان كان يسافرُ على متنِ سفينةٍ أخرى ...
_____
وليد.ع.العايش
18/6/2019م

Monday, June 17, 2019

وصايا ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / فؤاد الشمايلة

(الحلقة12)

وصايا

((يابُنيَّ))
هذه وصيتي..بعدَ منيَّتي

يابنيَّ:
أوصيكَ قبلَ مماتي
أنْ تجعلَ كلَّ منْ يراكَ
يترحّمُ عليّ بعدَ وفاتي
يابنيَّ:
كنْ من بعدي رسولاً
تحملُ صفاتِ أبيكَ قنديلاً
وزدْ عليها،
ما استطعْتَ الى ذلكَ سبيلاً
يابنيَّ:
على صلاتِكَ حافظْ
ولا تفرِّطْ بفرضٍ منَ الفرائض
يابنيَّ:
الزمِ اثنتيْنِ
صلْ رحمَكَ
وبرَّ أمَّكَ
تعشْ سعيدا في الداريْنِ
يابنيَّ:
لا تنساني منَ الدُّعاءِ والصدقة
بل اجعلْهما-إنِ استطعتَ-لي
بحراً متدفقا
يابنيَّ:
ولا تفرِّطْ بواحدةٍ من ستّة:
المروءةِ،النخوةِ،الكرمِ،
الوفاءَ،الاخلاصِ،
وألاَّ تكذبِ البتّة

فؤاد أحمد الشمايلة

عروس الأحلام ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / حسن كنعان

الشاعر حسن كنعان

عروسُ الأحلام  :

ما بالُ  قلبيَ في دربِ الهوى انطلقا
وراحَ  يعدو كَمُهرٍ  بعدَ  أن عشقا

فلا  تلوموهُ  إنّ  العِشقَ     يأسرُهُ
يَهيمُ  في  كلّ أرضٍ  يقطعُ الطُّرُقا

تَهَيّمتهُ  عروسُ  الحُلمِ   ترقُبهُ
فطارَ  يقفو على آثارها نَزقا

تفرّقا في هزيعِ الليل وابتدأتْ
في البعدِ رحلةَ حُبّ  في انتظار لقا

لم يكفِهم  ما يلاقي بعدما  نزفتْ
جراحُ  عشقٍ لهُ من  بعدِما افترقا

أنا الذي رجّتِ الأكوانَ   صرختُهُ
رُدّوا ( الحبيبةَ)  أو أملا الدّنى فَرَقا

ما شاخَ عشقي  ومثلي ليس يوهنُهُ
مَرُّ  الليالي  ويربو في الهوى ألَقا

هذي  فلسطينُ والذُّؤبانُ قد رَبَعت
فيها ومن يُغفلُ البلوى فقد  أبِقا

بالمالِ بالرّوحِ والأبناءِ   نبذُلُها
ما  بالتعاويذِ  رُدَّ الحقُّ أو بِرُقى

كم من نوازلَ حلّتْ  بعدَ غُربتنا
وكم  تبدّلَ  حالٌ بعدها و شقا

تهونُ  من أجلها دنياً ومغنمُها
قد صارتِ  الأرضُ بعدَ اللهِ مُعْتَنَقا

يا مُنيةَ  الحُلمِ ما أغمضتُ ناظِرةً
وينقضي الليلُ من آلامنا أرَقا

نحن الذين تحَمّلنا وما وهنتُ
منا العزائمُ في من ريحها عَبقا

غداً سيأتي فتى الأحلامِ من عربٍ
جيلٌ عزيزٌ  يَسُدُّ  الأفقَ مُتّفقا

أتُسلبُ الأرضُ والأعراضُ قد هُتِكتْ
ونرقبُ   السّلمَ- عجزاً- كيف ما اتّفقا

ناموا  على عاركمْ والغيدُ   حولكُمُ
يا من  وهنتمْ وكلٌّ  ضلّ أو فسقا

تذرونَ للغربِ أموالاً  بلا   عددٍ
تَرُدّ  أندلساً  منها  وما سُرِقا

أمّا  فلسطين ُ لم تُفتحْ أكُفُّكُمُ
للذَّوْدِ  عنها وتعطي للعدا غَدَقا

يذوبُ  صمتاً أمام َ النّارِ تأكلُنا
وصامَ صامَ  وعند الكُفرِ قد نطقا

تهرولونَ إلى غازٍ       ومُغتَصبٍ
ونحنُ  يا قومُ  من  بالنّكبةِ احترقا

لكنّهُ عُذرُ من لا عُذرَ     يحفظه
من  وصمةِ العارِ بئسَ العارُ مُرتفقا

باركتُمُ  من  بوحلِ الذّلِّ  غوّركم
ومن  سقاكم بماءِ الهونِ حين سقا

ماذا ترجّون يوماً أن يحيقَ بكم
يا من بكم ذُلُّ   هذا العصرِ قد شرِقا

سيحصُدُ الجهلُ منكم كلَّ يانعةٍ
ويأكلُ الحقدُ فجَّ  الأرضِ والورقا

لا يحملُ  الهمَّ إلّا  فتيةٌ  صدقوا
والله  ينصرُ من  في اللهِ قد صدقا

شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان / أبوبلال

ضوء القمر ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / يوسف شحرور

🌞🌝...ضوء القمر...🌝🌞

اضأت سراجي في ليل هادئ
من خلال نافذتي الصغيرة
رحت اراقب ضوء القمر

ساد صمت وسكون
 جلست وحيدا،اتساءل:
    حبيبتي من...تكون..؟

 سرحت مع خيالي
 نفخت دخان سيجارتي
   وأطبقت...الجفون
  رأيتك انت،ممشوقة القد
   حوراء...العيون
 
ما كنت ادري ان هواك بلسمي
  ويا ليتك كنت تدرين وتعلمي
 
ما زال عطرك عابقا
  في غرفتي
 وبقايا شعرك يغطي وسادتي

ما كنت ادري ان الهوى وصال
او كان ذلك حقيقة ام حلم

وليلة قضيناها،شهدت عليها الأقمار...والأنجم

عدتِ،وعادت الحياة
   الى ...روحي
أختفت كل آلامي وجروحي
 
 قولي ما...لديك
بكل شيء عندك...بوحي
رائعة انت فقد...عرفت
كيف ترضين...طموحي

اخترتك انت،من بين
   كل...النساء
احببت فيك هذا...الطموح
   وهذا...الكبرياء

لأجلك،قرأتُ الحروف
من الألف الى...ألياء
ووقفت عند الحاء والباء

فهل تبقين على الوعد
ويكون لي معك...لقاء
في هذا...المساء.

/  بقلمي /يوسف محمود شحرور.

يا قلبها ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / جمال مهدي

يا قلبها
..
..********ه***************..
..ه&&&&& يا قلبها &&&&&ه..
..*******ه*****************..
.
خذ ما تشاء فإنني لن أمنعك
من يمنع الأتفاس أن تحيا معك
.
يا قلبي المسكين خفف مرة
من سطوة التهيام والزم مربعك
.
أتعبتني يا قلب عصياناً أما
تخشى تلاف معذب ما أقنعك
.
الحب معراج القلوب إلى النقا
لكن حبك آخر قد أوجعك
.
كم نسمة جاءت تبثك عطرها
لكن وعيك لا لديَ ولا معك
.
قد صرت كهفاً للهموم وملعباً
لمواجع الترحال تنثر أدمعك
.
.
حزني عليك جداول لا تنتهي
من دمعي المكتوم حتى أسمعك
.
وأظل درعاً لا يهاب من الردى
يحميك إن خطب ألم وزعزعك
.
ما أنت لولا أن روحي أشرقت
بالحب إلا خافق ، من أمرعك
.
علمتني الآهات بين قصائدي
وجعلتني أحياك حتى أتبعك
.
سافرتَ بي كل المدائن باحثاً
عن مقلة غابت أقضت مضجعك
.
وعزلتني عن كل خلاني ولم
تنظر لموجوع يذوب ليمتعك
.
حولته كهلا برغم شبابه
بعثرته وهو الذي كم جمعك
.
.
يا قلبها المغرور أنظر مرة
لمتيم باع الحياة ليتبعك
.
والخوف يجمر ماءه ووروده
كي يرعوي بالله حدد موضعك
.
أشبع غرورك بالذي قد مسنا
من فعلها المجنون حتى تشبعك
.
إرفق بنا أرجوك ذكرها بنا
 فلعلها يوماً تصيخ لتسمعك
.
واذكر فديتك يا فؤاد حبيبتي
أني الذي عانيت حتى أرفعك
.
لا نرتجي منها سوى إطلالة
لتقول لي إرحل ومن حبي دعك
..
ه***********************ه
إرتجال فوري مقيد
ه***********************ه
نبضات : جمال مهدي
..

Friday, June 14, 2019

من دستور الحب (١) ... بقلم الكاتب المبدع الشاعر المتألق الأستاذ / محمد وجيه

مِنْ دستورِ الحبِّ (١)

أيـا حــبــي ....
أيـا روحـي ....
جـعـلـتِ الكــونَ بـسـتــانـا
مِـنَ الـعِـشْـقِ مِـنَ الشّّــوقِ
رسـمتِ العــمـــرَ ألــوانــا
بلونِ الشمـسِ في الشــرقِ
 فـصـارَ الــدِّفءُ عـنـوانــا

أيـا حــبـي ...
أيـا نـفـسي....
مـلـكـتِ جـلَّ إحـسـاسـي
فـكـمْ ناجـيـتُ حــرّاســي
أيـا قـلـبـي و كـراســـــي
لـمَ إدبـــارُ أنـفــاسـي؟!
وكيفَ الحرفُ يعصيني
أنا العاشـقْ ....
أنا المفتونْ ....
 مِـنَ الأقــــدامِ للـــــرأسِ

فـردوا الـقــولَ تـلـقــائـي
فـمـنْ أنْتَ لِكَيْ تَـكْـتــبْ
لـبِـنْـتِ الحُـــورِ أشْــعـارا
حَسـبْتُ الـيـومَ كالأمــسِ
أتـغـدو الحـبَّ مضـمـارا
فَـقَـدْ أحْبَـبتُ مَـنْ تَـمْـلُكْ
بعينيها ....
بكفّـيها .....
 مِـنَ الأكــوانِ أسْــــرارا

علـى الخـدّيـــنِ ورْدَاتٌ
على الكفـيـنِ نـجْــمـاتٌ
فــورداتٌ بـهـا تـُــرْوى
قـلـوبُ الإنــسِ و الجانِ
و نجـمـاتٌ بـهـا تـَهـدي
 ضــلالَ كلِّ إنـــســـــانِ

رَدَدْتُ القـــولَ مـسـتــاءً
أنــا لا أكْـتـبُ الـشِّـعْـــرَ
لكنَّ الشـعــرَ يـحيـيـنـي
يـنـاديـنـي....
ليـسقــيني....
مِـنَ الأشـــواقِ أنـهــارا
و إنْ يـــومًا تـــمـــرّدتُ
فإن الصّــدْرَ يهـجـونـي
 وإنَّ الضّــربَ يُبْكـيـني

فـقـدْ خُـلِـقْـتُ مِـنْ طينٍ
و بالفطرةْ .....
فـتـكويـني .....
خـليـطُ الـرّمـلِ و الـمـاءِ
فـهـــذا الظّــنُّ بـهــتــانٌ
بـلـى إثـــــمٌ و عـــدوانٌ
يـعــودُ سِــرُّ تـكـويـنـي
إلى عـيـنيْنِ مِنْ جـنّــةْ
 مِنَ الفـردوسِ تـرويـني

فتكـويـني أنـا مـضـغـةْ
أنا عظمٌ ....
بلا لحـمٍ ....
كـسـاهُ العـشـقُ بالـنــورِ
وبـثَّ فــيـهِ مِـنْ روحـهْ
فصارَ الـمـزجُ إعـجـازا
 أنـا نـسـلٌ مِـنَ الحــــورِ

أنـا مـنـها ....
و قد حانَ ....
لكـي أُقِـــــرَّ إنـصــافـــا
فكلّ السـيـطِ إجـــحـافــا
فلا أكْـتـبُ أنـا الـشِّــعْــرَ
ولا أعرفُ عَنْ الأوزانْ
هيَ الإعرابُ و الألحانْ
هـيَ الجــلاءُ للأذهـــانْ
أنـا مـنـها ....
بها أكتبْ ....
و إنَّ الروحَ قـدْ تـسـكبْ
رحيـقَ النبضِ والإلهـامْ
بحـورَ الشعرِ و القافـيـةْ
أنا الأوراقُ .....
هيَ الأقلامْ .....
و بالقلـبِ هـيَ الأحـلامْ
و مِـنْ قـلـبٍ لها يكـتبْ
 إلـيـكِ الـعـمـرَ و الأيـامْ

[#الوتر_الحزين](https://www.facebook.com/hashtag/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AA%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D9%8A%D9%86?source=feed_text&epa=HASHTAG&__xts__%5B0%5D=68.ARCLgwXtO2SMg9f6toqFJ_KokkX3JtVmeZI5ajr9GzEPrE9S1aXJIUQW7bmgZfcH92Xtyl0yM9AbuOkxgkwfekEx_eDskvHeUB24CEUEFg3px26Je-ZpWIJtD9gTlaP7534EYBAxucJXO4fLE6BsOj5zcGGjHAUpy8gyXNSlsGJUHj66h30J77qAfEyxhay1-ZL84s5JZWU1eyh-xgZSEjWybwqZeBcVa-iiWMlYfaS_fRf-RRy9i1931uxpxiV73vQv53qJiImrO1s3mQ5MZXiMaBBSOYnsDoa_0GhzGxJwVzYkF5FqJOY6lPtX3-nOkrtHboscDazmsnCnRBYNZgtGPg&__tn__=%2ANK-R)