Sunday, May 5, 2019

ربح ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / نجاح عيدو

ربح
_____
أبوقصي صاحب الدكان في تلك البلدة الصغيرة ،صار مديونا لأبي أحمد ،التاجر الكبير في العاصمة ولم يعد بمقدوره سداده،وذاك التاجر  لن ينتظر أكثر ممامضى.
سافر أبو قصي إلى  العاصمة ليجد حلا لضائقته المادية ،فقد هاجر من البلدة معظم الناس ،ومن بقي يعاني الفقر واقتصرت مشرياته على  الضروريات،حتى  الأطفال لم يعودوا يزدحمون على  باب دكانه عند الانصراف من المدرسة.
كان محرَجا جداأمامه وهو يشرح له ظروفه وظروف الناس_التي لم تعد خافية على أحد_تحرك الخبث في نفس أبي أحمد ،وانبثقت في ذهنة فكرة قد تكون مخرجا....
ولمَ لا؟!!!!فابنه أصبح في سن الزواج ولأبي قصي ابنة رائعة  الجمال....
مقايضة أراحت أبا قصي من عبئه الثقيل...وجعلته يتخيل ابنته تتمتع بالعيش الرخي.....اتفق الوالدان دون رأي الطرفين الأهم في الصفقة...
فالشاب أحمد غير متوفر إطلاقا فهو يحب فتاة من حي مجاور،ومتفقان على  الزواج.
وابنة أبي قصي مرتبطة بعقلها وقلبها بابن الجيران ،وينتظران تخرجه من الجامعة،وهي أيضا لاتزال في بداية المرحلة الثانوية.
صُدم أبو أحمد عندما أعلمته زوجته  بأن أحمد غادر البيت ورهن عودته بتراجع أبيه عن ذاك الاتفاق...
سعدت الفتاة بالنبأ ،إذ لن يكون بوسعهاالرفض والبوح لأبيها بمكنون قلبها
وهكذا جاء  الحل دون إحراجها.....
لم ينته الأمر عند هذا الحد،وطمع أبو أحمد باستغلال  الظروف...وقرر أن يتزوجها ،فهو لايزال فتيا ،ويملك الكثير من المال ،والدين حلل له ذلك......لم ينتبه إلى  أنه وهو يزرع الغرفة جيئة وذهابا كان يفكر بصوت عالٍ...ولم يشعر بابنته ريم عندما دخلت غرفته ولكن المفاجأة ألجمته....
ضحكت ريم ....ابنته التي ضنّ بها على  كل من تقدم لخطبتها،مختلقا أسبابا وأعذارا....وكاد أن يفوتها قطار الزواج....وقبل أن تمضي ذكرته بأن المصنع والمحلات التجارية هي موروث أمها وملك لها ......
كان التهديد المبطن كافيا لأن يكتفي بعضّ  شفتيه بقوه....ومحو الموضوع من ذهنه تماما....
وكان الحل المتوفر هو انتظار أبي قصي حتى  تتحسن ظروفه المالية.
بعد فترة وجيزة تقدم شاب من عائلة  مشهود لها بالأخلاق والأدب لخطبة ريم ...لم يكن في وسع الأب أن يرفض هذه المرة.
وغادرت الصبية البيت عروسا....ولكنها لم تنسَ أن توهم أباها بأن نجواه تلك مسجلة على  جوّالها.....
عاد أحمد إلى البيت كما وعد  ولكنه لم يكن وحيدا....فبصحبته زوجة جميلة.
نجاح عيدو(سورية).

No comments:

Post a Comment