Tuesday, May 21, 2019

الخيالُ و الواقع ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الإدريسي

الخَيالُ و الواقِعُ
الخَيالُ قَدْ بِنا يُسافِر
إلى المُستَحيل الغابِر
يَبْحَث عَن شَيءٍ لا يَتَكَرَّر
في لَيْلَة القَمَرِ عَنِ القَمَر
واقِعُ زَمَنٍ فيه الأرْحامُ تُؤَجَّر
 تَمَّتْ صِناعَةُ حَيَوان آخر
لا يَكْتُبُ و لا يَقْرَأُ الشِّعْر
أحياناً الحَديثُ مع جِدار
أنْفَعُ مِن حَديثٍ مع بَشَر
خَطَفَ اللُّغةَ غَريبُ المَنْظَر
 لِباسُهُ مُهَرَّب يَجْمَعُ الأصْفَر
الأسْوَدَ الأبْيَضَ و الأخْضَر
بَنَفْسَجِيّ غامِقَ مع الأحْمَر
  جُزْء مِن سِرْوالٍ حَليق الشَّعْر  
كَيْفَ نُمَيِّزُ بَيْنَ الأُنْثى و الذَّكَر؟
أمْ أنا أعيشُ خارِج فَضاء العَصْر
لَمْ و لَنْ أنْسَجِم مع هذا التَّيار
في زمنٍ الأسْيادُ مَن خانَ و غَدَر
زَمَن المُسَدّسِ الذي يهابُ الصُّوَر
"النُّخْبَةُ" تُسَجِّلُ المَسْروقَ على دَفْتَر
جَميعَ أنْواعِ الدَّسائِسِ قَبْل الفَجْر
 أُحاوِلُ فيه أنْ أرْفعَ مِن نورِ الصَّبْر
عِنْد كُلِّ عَجْزٍ يُتَّهَمُ يُلامُ الدَّهْر
في كُلّ أوْقاتِ اللَّيلِ و النهار
هُناك ظُلْمُ الإنْسانِ و الأقْدار
 لا يُمَيَّزُ بَيْن أسْبابِ ما صار
اِخْتَرْ في الدُّنْيا بَيْن الجَنَّةِ و النّار
قُبولُ الخُضُوع أوْ مُغادَرَةُ الدِّيار
 صَعْبٌ أنْ يُحَدِّدَ المَرْءُ أَيَّ القَرار
يَبْحَثُ الشُّرَفاءُ الاعْتِكافَ بالغار
خَوفاً مِن تَلَوُّثِ العُقولِ و البَصَر
طنجة 19/05/2019
د. محمد الإدريسي

No comments:

Post a Comment