Friday, May 17, 2019

في رحاب رمضان ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / موسى حمدان

في رحاب رمضان - شهر الصيام
اليوم الثالث عشر: الاعتكاف في العشر الأواخر
بسم الله الرحمن الرحيم
الاعتكافُ الإقامة في المسجد، وأفضلها ما كان في شهر رمضان، لأنَّ المسلم قد يعتكف في أي مكان، في بيته، في الخلاء ، والمعتكف عليه الالتزام في المسجد، ولا يخرج منه إلا لأغراض خاصة، كالاستحمام بعيدا عن الزوجة والجماع، وشراء ما يغيثه من طعام.
جاء في القاموس المحيط :عكف يعكف عكفاً وعكوفاً، عكف في المكان: أقام فيه ولزمه، ويقال: عكف في المسجد: أقام فيه بنية العبادة، وعكف على الشيء أقبل عليه و لزمه ولم ينصرف عنه، وعكف فلان على كذا عكفاً حبسه عليه، واعتكف اعتكافا: الإقامة في المسجد على نية العبادة، من خلال ما تقدم عكف واعتكف بالمكان أقام به، والقصد هنا ما يعنينا من إقامةٍ في المسجد للعبادة ، أَي أن يحبس المعتكف نفسه للبقاء لمدة أطول، وهذا يذكرنا بالرهبان النصارى عندما كانوا يبتعدون عن الناس والعمران إلى الصحارى للعبادة، فيحبس الراهب نفسه في مغارة أو بيت يصنعه بطريقة أو بأخرى ليحميه من الهلاك، لكن الاعتكاف يختلف عن الرهبنة، حيث أن الاعتكاف بين الناس وفي المساجد أو البيوت أو أي مكان يستطيع أن يؤدي فيها المعتكف نُسْكَه، وما جاء ليعتكف لأجله. قال تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ} (البقرة187): وهذا تحريم مؤقت على المعتكف، فيُحَرَّمُ عليه الجماع مع زوجته حتى ينهيَ اعتكافه، ومعنى: "ولا تباشروهن "لا تجامعوا نساءكم. وبقوله: "وأنتم عاكفون في المساجد "يقول: في حال عكوفكم في المساجد، وتلك حال حبسهم أنفسهم على عبادة الله في مساجدهم. "والعكوف "أصله المقام، وحبس النفس على الشيء، والجماع محرم سواء كان: "في رمضان أو في غير رمضان، فحرَّمَ الله على المعتكف أن ينكحَ النساء ليلا ونهارا حتى يقضيَ اعتكافه".، ولا يُحَرَّمُ نكاح المرأة في غير الاعتكاف، حيث يقول تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾[البقرة:187].

No comments:

Post a Comment