دولة الإسلام
دولة ذي النورين 23هـ - 35هـ
بيعة الرضوان وصلح الحديبية... 11
في العام السادس للهجرة أراد الرسول صل الله عليه وسلم،
المسير إلى مكة لأداء العمرة وأذن في أصحابه بالرحيل إليها،
فلما نزل النبي بالحديبية، أرسل عثمان بن عفان إلى قريش
و قال له:
أخبرهم أنا لم نأت لقتال أَحَدٍ، وَإِنّمَا جِئْنَا زواراً لهذا البيت،
معظمين لحرمته، معنا الهدي، ننحره وننصرف
و ادعهم إلى الإسلام.
فانطلق عثمان إليهم فوجد قريشا هناك، فقالوا: أين تريد؟
قال:
بعثني رسول الله إليكم، يدعوكم إلى الله وإلى الإسلام،
تدخلون في دين الله كافة، فإن الله مظهر دينه ومعز نبيه،
قالوا:
قد سمعنا ما تقول ولا كان هذا أبداً، ولا دخلها علينا عنوة، فارجع إلى صاحبك فأخبره أنه لا يصل إلينا
فلما تأخر عثمان في الرجوع تسربت شائعة إلى المسلمين بأن عثمان قد قتل.
دعا رسول الله أصحابه إلى مبايعته على قتال المشركين ومناجزتهم، فاستجاب الصحابة وبايعوه على الموت وانهم جاهزون للزحف على مكة فورا وكان عددهم يزيد على ألف وأربعمائة صحابي
فلما علمت قريش ببيعة الرضوان و اتفاق المسلمين على دخول مكة عنوة أسرعت في إرسال سهيل بن عمرو لعقد الصلح مع المسلمين والذي تضمن هدنة من القتال بين قريش و المسلمين لمدة عشر سنوات و ان يعودوا العام التالي لأداء العمرة.
كان هذا الصلح الذي رآه بعض المسلمين مجحفا عملا سياسيا من الدرجة الاولي حيث أكد الاعتراف بكيان الدولة الإسلامية الجديدة لأن المعاهدات لا تعقد الا بين الكيانات القوية المساوية لبعضهما البعض
وأيضا يعد الصلح اعتراف ضمني من قريش و القبائِل الأخرى التي كانت تسير في ركبها بالدولة الوليدة على أساس الندية.
رحم الله عثمان المفاوض الجريء و الفدائي العظيم الذي عرض حياته للخطر، حبا في الله عز و جل وحبا في رسوله ودينه.
16-5-2019
No comments:
Post a Comment