(أنَّات)
في فبراير من عام 1989 وقَرَ لَدَيَّ أنْ لا خلاص من شقاء العيشِ ما بقيت الثروة في أيدي فئةٍ تستأثر بالمال وتحتجنُه دون مستحقيه ممَّن يذودهُم النَّصَبُ المتصل عن إذكاء الروح بتحصيل المعارف والتزود بصميم الأدب ، حتى لتستوي في شقائهم الظُّلمةُ والنور، فكانت هذه القصيدة :
النَّــــهرُ في زخـورْ ... والثَّــورُ لا يـخورْ
سيَّــانِ في الشَّــــقا ... ءِ الدَّجْنُ والبــدورْ
فالثَّــورُ لا يــخورْ
سغْـبٌ ولا رجـــاءْ ... في كِسـرَةٍ ومـــاءْ
بِغَيـــرِ مــا قَصــاءْ ... في قِيعَة العنــــاءْ
أو ظُلـمَةِ القبــورْ
ســـارٍ بلا رَفيـــقْ... في مِحـنَـــةٍ وضِيقْ
والعُمرُ في عَمــــاهْ ... يهــذي إذا يُفيـــقْ
بالوَيـــلِ والثُّبـورْ
لمْ يبــــقَ لِلـرَّجـاءْ ... نضـوًا سِوى ذَماءْ
تَدحو الرُّؤَى الظِّماءْ .. في غمرَةِ الشـقاءْ
نــورًا وراءَ نـــورْ
لا وقــتَ لِلمَــراحْ ... مــا راحَ ثَــمَّ راحْ
والقَلـــبُ مُستباحْ ... الــوَقـظِ والـجِـراحْ
ووَقـــدَةٍ تــــَمورْ
في مَعشَرٍ سَــواءْ ... أحلامُهــــم هبــــاءْ
والتِّبـــرُ فـي ثنـــــا ... يا طرفِهــا لَفـــاءْ
تحتَ الرَّنــا يَغورْ
فضلُ النُّهَى محالْ ... والرُّشْــدُ كالخَبـالْ
والعِـيُّ في لهــــــا ... ةِ القُبحِ كـالجَمــالْ
لأرؤسٍ قفـــــورْ
(محمد رشاد محمود)
.....................................................................
(الدجن) : إلباس الغيم الأرض وأقطار السماء .
(السَّغبُ) : الجوع . (القصاء) : البُعد .
(النضو) بكسر النون : الهزيل .
(الذَّماء) : بقية النَّفس . (تدحو) : تبسُطُ .
(الوَقظ) : شِدَّة الضرب .
(اللَّفاء) : التّراب . (الرَّنا) : إدامَة النَّظَر بسكون الطرف .
No comments:
Post a Comment