Friday, May 17, 2019

رضا ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / نجاح عيدو

رضا
تلمست -أمام المرآة-وجها شقت في السنون دروبا متعرجة وأخاديد ،وبدا خداها كقمة جبل أجرد تحيط به سفوح غادرها المطر فبدت كمن يشكو العطش ويكابر الاستسلام .
 ابتسمت فلمع طقم الأسنان الجديد ....وبدت الابتسامة جميلة ،سرحت شعرها الطويل وضفرته جديلة نحيلة تعاند الزمن ....رن جرس الباب ،كانت جارتها ومعها دلة القهوة ....جلستا تتبادلان القصص والحكايات ....كلها كانت من كتاب مضى ترفض سطوره النسيان وتأبى أوراقه الفناء....كأنه وكي تستمر الحياة يجب ألا يغفو الماضي ،بل يسكن الشغاف ويرفرف مع النَفَس ويُخزن في الروح .
هل كان جميلا إلى هذه الدرجة ،أم لأنه يعيد صورة الشباب الآفل ،ضحكت وهي تغسل فناجين القهوة بيد برزت عروقها ،وهمست المهم أن يبقى ما مضى شابا ،ونظل قادرين على التذكر .
نجاح عيدو (سورية)

No comments:

Post a Comment