السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
كيف شُرّع الأذان ؟
إنَّ ميلاد هذه الشعيرة العظيمة ( الأذان ) ، يحمل معه آيات بينة عن عظمة النفوس إذا صفت فنضحت بالحق ، و سكن إليها الإلهام .. النفوس التي رافقت الرسول العظيم عليه أفضل الصلاة و أتمّ التسليم ، فزكت و أشرق عليها من أنوار الإلهام ما جعلها تنطق بالحكمة و فصل الخطاب .
قال ابن إسحاق : و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قدم المدينة ، إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة ، فَهَمَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجعل بوقاً كبوق يهود الذي يدعون به لصلاتهم ، ثم كرهه ثم أمر بالناقوس ، فنُحِت ليضرب به للمسلمين للصلاة .
فبينما هم على ذلك رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة أخو بني الحارث النداء ، فأتى رسول الله عليه الصلاة و السلام فقال : يا رسول الله ، إنه طاف بي هذه الليلة طائفٌ ، مرَّ بي رجلٌ عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً في يده فقلت : يا عبد الله ، أتبيع هذا الناقوس ؟
فقال : و ما تصنع به ؟ قلتُ : ندعو به إلى الصلاة .
قال : ألا أدلُّك على خير من ذلك ؟ قلتُ : ما هو ؟
قال : الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله ، حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
فلما أخبر بها الرسول عليه الصلاة و السلام قال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقُم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها ، فإنه أندى صوتاً منك .
فلما أذَّنَ بها بلال سمعه عمر بن الخطاب و هو في بيته ، فخرج إلى رسول الله عليه الصلاة و السلام و هو يجر رداءه ، يقول : يا نبي الله ، و الذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل الذي رأى ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فلِله الحمد .
قال الزهري : و زاد بلال في نداء صلاة الغداة : الصلاة خير من النوم مرتين .
فأقرَّها رسول الله صلى الله عليه و سلم .
هذه الكلمات الطيبة التي ترتفع بين الحين و الحين ، تقرع الأذان ، و توقظ القلوب و تصيح بالناس : هلمّوا إلى الله ...... وَعاها في رؤيا صالحة ذهنٌ نيرٌ ، فأسرع بها إلى رسول الله عليه الصلاة و السلام ، يرويها كما ألقيت في روعه ، لتكون نداء المسلمين إلى الصلاة ما أُقيمَتْ على ظهر الأرض صلاة ...
( حديث أخرجه ابن إسحاق في " المغازي " ( 2 / 19 - 20 ) : و أحمد و البيهقي و أبو داوود و ابن ماجة و الدارقطني ) و هو حديث صحيح
كل عام و أنتم بألف خير
رمضان كريم و مبارك
صباح الوردأعزاءنا .
No comments:
Post a Comment