في رحاب رمضان - شهر الصيام
اليوم السابع عشر: مكانة الصائم عند الله
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الحديث رقم 1215 ، ص: 374 من كتاب رياض الصالحين لابن شرف النووي الدمشقي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله عز وجل: كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به. والصِّيام جُنَّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم. والذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. "للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" ((متفق عليه)) .((وهذا لفظ رواية البخاري. وفي رواية له: يترك طعامه، وشرابه، وشهوته، من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها. وفي رواية لمسلم: "كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله تعالى: (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به: يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك).
1 ) قال (ص): "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، كل ما يقوم به ابن آدم من عبادات فهي له يجازيه الله بها في وقتها فتكتب له، ويضاعف له أجرها الحسنة بعشرة أضعافها، وقد يصلُ إلى سبعمائة ضعف حسب رواية مسلم، أما الصيام ( عن شهوتي البطن: من الطعام والشراب، والفرج: الشهوة واللَّذَّةُ)، فهو- أي الصيام - لله وحده يجزي، والله يجزي به بني آدم الذي يصوم لوجه الله، فلهذا جعله الله له ليجزي به بني آدم كلٌّ حسب صيامه ، والصيام جُنَّةٌ: أي حماية ووقاية لبني آدم خوف الوقوع في المعاصي والموبقات التي يعصى بها الإنسان ربَّهُ، فإذا كان صوم أحدكم، ( فما المطلوب من الصائم حينها،) فلا يرفث: والرفث كل كلام باطل فاحش بذي يغضب وجه الله، والصخب لغط الإنسان من اللفظ البذيء الذي لا فائدة منه، فإنْ سابَّهُ أَحَدٌ أو قاتله، ( والسَّبُّ هو الشتم بالكلام البذيء، الذي يسيء لبني آدم، أو قاتله، أي تشاجر معه، ) فليقل: إنِّي صائم، وهنا تظهر أخلاقيات الإسلام في التسامح والتغاضي عن المسيئين ليكون لهم المسلم قدوة في الاقتداء بالعمل الخلوق من التسامح ، للحفاظ على تماسك المجتمع وزرع بذور المحبة بين أفراده، وإنِّي صائم تبين مقدرة الإنسان المسلم بضبط جماح نفسه والمقدرة على التمسك بالنفس ورفض نثر بذور الكراهية والفساد والتفرقة والبغض، ثم يقول (ص) ويقسم يمينا بحياته التي هي في يد الخالق سبحانه وتعالى: والذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"، إنَّ ما يحدث للصائم نتيجة الصيام من تغير رائحة فمه، بأَنَّ هذه الرائحة عند الله لأطيب من ريح المسك، لَخُلُوفُ فم الصائم: اللام للتوكيد خُلُوف: تَغَيُّر رائحة فم الصائم، ثم يقول(ص): للصائم فرحتان يفرحهما ، فرحة آنية وهي فرحة الفطر، إن كانت في كل يوم عند فطره، أو كانت عند نهاية شهر رمضان، والمتمثلة في عيد الفطر، وهي فرحة خاصة بالمسلم الصائم في شهر رمضان، حيث يقول (ص): إذا أفطر فرح بفطره الفرحة الآنيَّة، وفرحة مستقبلية عند لقاء ربه بعد الموت والبعث، حيث يقول(ص): وإذا لقي ربَّهُ فرح بصومه. وهذان جزاءان أحدهما في الدنيا، والثاني عندما يعرض على الله ليجازي كل ذي عمل بعمله في الآخرة، وتكون الفرحة حينها فرحة للصائمين التي لن يشاركهم فيها أحد، وهي فرحة الدخول من باب الريَّان الذي لا يدخله غير الصائمين، وعندما يدخله آخر الصائمين يقفل عليهم فلا يدخله أحد بعدهم.
وفي رواية للبخاري: يترك طعامه ، وشرابه، وشهوته، من أجلي ، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها، من أجلي أي لوجه الله تعالى، وفي رواية مسلم تتضاعف الحسنات للصائم إلى سبعمائة ضعف، ولخلوف فيه (فمه) أطيب عند الله من ريح المسك. نفعنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه. وجعلنا وإياكم ممن يدخل من باب الريان، والذي لن يظمأ من دخله.
اللهمَّ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهمَّ استجب لنا دعاءنا ولا تجعلنا من القانطين يا الله. مع تحياتي: موسى حمدان
No comments:
Post a Comment