ماكان لن يكون.....بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..سورية
ظلال أغصان الزيتونة
وحدها تعانقني
وتمتص ظلالها ظلي
وكابوس الفقد لا يفارقني
أيتها الفراشة
ماتنفعيني؟
ولما تقبلين يدي!؟
ولا ورود فيها
وخشنة الملمس لك
إن أردتي مواساتي
فعليك بولوج قلبي المتعب
ليتك تطلقين فيه دبكة أفراح
لا تنتهي ولا تتوقف طبولها ومزاميرها
سأكون الأول فيها
سألوح بالسبحة والشال الأحمر
أتريدين مواساتي
إدخلي الضلوغ
إدخلي الروح
واطلبي من الله في أيامه المباركات
أن يزيل بمسحته الربانية
الوجد والحزن
وأن يطفيء نار الجوى
فما نفع هذا الفضاء الوسيع!؟
هذا الزيتون المبااارك؟
وهذه الحقول والتضاريس الجميلة؟
وهذا الجدول المترقرق؟
وما طعم الزاد والزيت؟
وترمس الشاي والقهوة؟
وعلبة التبغ؟
ماطعمها !! لانكهة لها ولا لون
ولامذاق طيب بلا سرور
أم أنك وحيدة مثلي أنت!
لا مؤنس لك
ولما وأنت فيك اجمل الألوان!
لما وانت أجمل الفراشات!
لما التعب ولما الشقاء
فابتلاء الله لي
أن أبقى وحيدا
وأظل وحيدا
بلا حبيب أو مؤنس
إن كان أيوب فارق يوسف
فقد فارقني خمسة
وإن كان أبا ذر قد صلى عليه الفرزدق
فربما لا أجد من يصلي علي
ربما لا أجد من يكفنني
ويواريني في ثرى أرضي الحبيبة
أشتاق لهم رغم انهم في مدى بعيد
فلا طبول من حولي تقرع
ولا مزامير المجوز نطقت
ورغم الخضرة
فأرى نفسي في صحراء
لن يعشوشب اللقاء فيها
فجدول القواق أمامي
يتهادى منسابا يترقرق
وليس حولي إلا عصافير الدوري
تحمل الدود والقش في منقارها
هكذا هي الحياة
آباء وأمهات
تجد بكل سرور رغم التعب
وفي سرب واحد تحلق
وكأنني كطير السنونو
يطير وحيدا ومفردا
يكسو ريشه الوقار
سواد الحزن في دهشة النهار
أيا جدول القواق
كم ترقرقت وإياك ضحكاتي
وكم قطفت من ضفتيك
الزهور لأولادي
والبابونج وشقائق النعمان
والخبيزة وكف الغزال
وكم كان شوك الكربج لذيذا
وكم كان السلور الأسود
عنيدا يفرون منه خوفا
مالي أحدق فيك
وكأنك غريب عني
مالي أرى سريري الحديدي
صغيرا أمامي
وقنداق ملتف بي
ولكني بلا حضن وصدر أمي
آه كيف تم رسم قدري
ماذا بعد في لوحي المحفوظ؟
من عرائض وسجلات
ألم أكتفي ماذا هناك بعد!؟
كيف تم هذا الأمر
وكيف تم ذبحي !؟
وذبح الطبيعة بلا سكين!؟
وكيف ألوى القدر ذراعي
وأنا الرجل الذي لا أهاب
وأنا الجسور الذي ماخاف
هيلان التراب علي أماتني حيا
وأعاني الكوابيس في مدفني
ما شهدته رقاع الوطن
ماشهدته والناس
وكأنه من أهوال يوم القيامة
ويجعلني أصاب بالدوار
وبلا روح وبلا جسد أضحيت
وكأنني من خرق بالية أو رماد
وأسلمت للريح أمري
للشتات للسراب
أرتجف بردا
بعد أن أضعت عباءة الصبر
وشل الحزن لساني
وكأن الأندلس كلها
قد خسرتها وشيئا فشيئا
تصبح خيالات
بلا أثر لأطلالها
وأعلنت الإستحالة أن أراها
أو تكتحل بها عيني
نهاية العودة لا عودة
وهل لأيام مضت من عودة
فالمستحيل بعينه
والقدر أعلن للأبد
ألا ننزل عن صهوة المآسي
وأن لا يكون الصهيل
إلا لأحزاننا
من ذاك المجنون الذي يقول؟
أن يوما كان سيعود كما هو
أو كمثله أو أحلى
فأمي قد أخبرتني بأنه لن يكون
واستعد لملاقاة ربك
ولاتكن بآلاء ربك بمجنون.
بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية..ادلب
No comments:
Post a Comment