أحمد بو قرّاعة:
مَنْ يَشْتَرِيه؟
تَرَكْتُ الجَمَالَ و بِعْتُ الهَوَى
وَ سَلّمْتُ قَلْبِي لأَقْصى المَدَى
بَعِيدًا،فَلَا النّفْسُ تَشْقى و لا مِنْ جَوَى
وَ أفْرَغْتُهُ مِنْ حَنِينٍ و تِيهٍ
و أَسْكَنْتُ فِيه جَمِيلَ العَزَاء
و قُلْتُ كَفَاكَ احْتِرَاقًا
تَعِبْتُ و مَا نِلْتُ غيْرَ الأَسَى
كَفَاكَ...و تَبًّا لِقَلْبٍ
و تبًّا لِعَيْنٍ تَمُوتُ اشْتِيَاقًا
تَعِبْتُ ..
فَكَمْ لِلْحِسَانِ فَرَشْتُ الهِدابَ
و ألْبَسْتُ تَاجًا و زَهْرَ الرُّبَى
و زيّنْتُهُنَ بِأحْلى الحُرُوفِ
وَ أبْقَيْتُهُنَ نَشِيدَ الهَوى
تَغَنَّى بِهِنَ الزَمَانُ انْتِشَاء
تَعِبْتُ و ما صادفَ القلْبُ غَيْرَ المُنَى
مُنَاهُنَّ كُثْرٌ ...و لَكِنَّهُنَ سَرَابُ الرَجَاء
يُمنّينَ جَهْرًا بِعَهْدِ الوفَاءِ
و يُسْرِرْنَ دِلًّا و مَكْرَ النِسَاء
فَفِيهِنّ بَهْجٌ و مِنْ هُنَّ دَاء
فَهَلْ تَعرِفُونَ شَقِيًّا نَجَا
و كيفَ النّجَاةُ و في حبِّهِنَ جَمِيعُ الأَسَى
تَرَكْتُ الهَوَى
فَمَنْ يَشْتَرِيهِ و أُعْطِيه قَلْبًا يَرُومُ الشقا
No comments:
Post a Comment