Monday, August 6, 2018

وجدتها ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمود الحسيني

((((( وجدتها!)))))
****************
كيف تنسين أنك مُتَوْجة
قبل أن توجد الممالك؟!
وقبل أن يخترعوا الشموخ
كنت شامخة!
لولا ظلك ما عرف الشجر نعمة القيلولة!
ولولا بسمتك ما إكتملت للقمر شَفَة!
سطوعك بين ذراعيّ وإنطفائك
هي لحظة كل المواسم!
تهدر العوالم في لجج من النشوة
حين تضيئين
ويرتفع البحر كيلوا مترين
حين يلجه إصبعك بحثاً عن لؤلؤة!
أو حين تُسرين للماء عن الجذر الضائعة
راسخة أنت وطائرة كحمامة ملكية
وعنيفة كالورد
حين يهزم كل الروائح الخبيثة!
حين إكتشفتك صرخت : وجدتُها!
تلك التي لا تَبِين ألا لشاعر
عيونه من زجاج البحر!
ووجهه من دخان الحروف!
وجدتها : تلك المُنَسِمِة والعجيبة والقادرة
التي تهدم كل الجدران البالية
على ضفاف الحياة!
والأكثر عذوبة من قطرة مطر
على أرض مالحة!
الاّمنة : كل خائف لامسها تحصن بكفها!
وكل ريح جُنت حبستها بعينيها
كيما تمر عصافير المساء
الْمِنك : لم يصادق إمرأة على الأرض
إلا حبيبتي!
الدب الأكثر رعبا
يُقَيلْ على عتبة يديّ حبيبتي
السماء الأكثر ثقلاً
حمامة زرقاء بشعر حبيبتي!
ما يكون عجيباً؟
إن لم يكن إرتطام يدي ببلور جسدك
الدوامات المجبولة على مقاسي
أهازيج الغجر
الساعات المالحة والعذبة
تنورة السماء
مشية الأرض ك إمرأة غَنِجَة
أدوات موتك الباطلة!.
وصولاً للمياة الدافئة
يلزمني حشداً من الطرادات
وحوذي عاقبته الصحراء فنزل البحر
ما يعمل القمر
إن لم يكن ضوء عينيك على جبينه!
ماذا كان سيسمى البحر
المولود على يديك؟
وماذا ستحمل الريح
ما لم تُبرْعمين الفصول؟
أحتاج شمس شعرك  ف ليل جسدي تثقيل!
أنواء ودلالات
وأشجارٌ تسبح في الماء
بحثاً عن خاتمك المضىْ
يا خاتم صوتي المنقوش إسمك عليه
يا بدايات معرفتي
وخاتمة ضياعي المتوج!
لا أدري بأي لحظة سأنشطر؟
وبأي مكانٍ على الأرض سيشق صدري؟
حيث تخرجين  كلؤلؤة
يرخي عليكِ البحر جناحيه
ألف عام حتي تتمي!
وحيث سأبقى حارساً
قتل النوم بيديه وأسلمه القبر!!!

بقلمي /// محمود الحسيني

No comments:

Post a Comment