(أرض العزة ) قصة قصيرة
خرجت من أرضي بخرقتي ممزقة،شاحب الوجه سمائى يملأها غبار الدمار، وأنفاسي المختنقة وشهقاتي المسمومة بالغازات والقنابل التي تذيب العظام ، أختبئ من العدو الغاشم بطشه يحاصرني ليل نهار، الظلام لم يفارقني، لم أملك سوى كسرة خبز وشربة ماء، أسمع صوت الآذان مازالت مأذننا تجهر بالنداء ولانخشى العدو الجبان، أبحث عن قلمي وأوراقي لطخت بدماء أخي وأمي وأبنائى وزوجتي أصابها ما أصابهم من العدوان، شمعتي تبكي ودمعي أسير خلف القضبان، ظللت مسجون تحت قبضة، وروحي تأبى الإستسلام، ألملم ذكرياتي في حقيبتي إستعداد لمغادرة وطني والترحال،حطموا أحلامي ومزقوا أوراقي وهدموا حضارتي وأضاعوا الأمجاد، حينما أمر من أمام بيتي لأودع الأهل والأحباب ، وأشلائهم تحت الأنقاض تسمع خطواتي المنهزمة من الخراب،تستغيث بي لاتتركنا وحدنا، فأرواحنا تعشق تراب الأوطان، فنحن أحياء لم نمت مادام وطننا يسقى بدم الأحرار، تمتد أيديهم إليه لتتشبث بيده، يقبلها ويصر على الرحيل دون انتظار، فقد قرر الرحيل إلى أرض العزة والخير والبركات، نعم هى أرض الكنانة والأصل والأخيار،دخلها بعد الذل والانكسار، فشرب من نيلها ، وأكل من خيرها،ورأى الشهامة أصل أهلها، وعمل وكسب وربح بفضلها، إشتدد عضدده بها ، لم ينكر يوما فضلها، وأول ماخطى قلمه كتب كتاب عن أهلها وعن إحتضنها وكرمها، وقال عنها هى أم الدنيا وأعشق ترابها، ليتني جئت لأنعم بخيرها ومجدها، قرأت عنها كتب كثيرة لم تفي بحقها ولابجمالها، ولابعلمائها، تعلمت على يد مثقفيها وأدباءها، فالعلم بها من يوم ميلادها، وسأعود إلى وطنى لأحكى عنها وعن أصلها لمن حرم من حضنها .
بقلمي/ شيماء حجازي
No comments:
Post a Comment