Thursday, July 26, 2018

بين الأمس و اليوم ... بقلم الكاتب المبدع الدكتور / محمد الإدريسي

بَيْنَ الأمْسِ و اليَوْم
كُنّا نَرَى تَقَبُّلَ الظُّلْمِ الذُّلِّ عارا
المَوْتُ مِنْ أجْلِ الكَرامَةِ افْتِخارا
في سَبيلِ الحَقِّ نَسْتَرْخِصُ الأعمارا
بَيْنَ الوِهادِ و الجِبالِ نَتْرُكُ الغُبارا
كُنا قَوْماً على صَهْوَة الجَوادِ ثُوَّارا
لِكُلِّ ضَعيفٍ مَظْلومٍ لا نَتْرُكُ الثَّأْرا
اليَوْم سَرَدوا، هَلْ عَلِمْتَ الأخبارا؟
سُمِعَت الزَّغاريدُ طَرَدْنا الإسْتِعْمارا
أَعْراب ٌعُتاه فُرِضوا على الأمَّة جَمْرا
سَبْعونَ عاما يَزْرَعونَ الأوْطانُ نارا
الأرْذالُ السُّفَهاءُ سَجَنوا الأحْرارا
مَنَعوا الكلامَ الكِتابةَ حتىَّ الأفْكارا
إلى العُلى رَفَعوا اللُّصوصَ الفُجّارا
اعْتَنَقوا الصَّهيونية لِلنَّتِنْ ياهُو زُوُّارا
يَعْمَلونَ بجَانِبَ العَدُوِّ لِمَحْوِ الآثارا
القَضِيَّةُ أصْبَحَتْ الغَوْثَ و الإفطارا
الخَوَنةُ بائعو الأوْطانِ يَجْنونَ الثِّمارا
للسّاجِدينَ لَهُم الأرْض و الأبْحارا
عَيَّنوا نصَّبوا عَبْرَ المَصائرِ الأشْرارا
رَفعوا لِلْقُصورِ المُحَصَّنَةِ الأسْوارا
يُكيلون الشُّعُوبَ مذَلَّةً و احْتِقارا
متى نَزُفُّ لِلْأُمَّة الفَوْزَ و الإنْتِصارا  
نُوَزِّعُ التُّمورَ الحَليبَ و الأزْهارا؟
الزمن التاريخ مع العربان محتارا
طنجة 26/07/2018
د. محمد الإدريسي

No comments:

Post a Comment