هجرة وطن
. فرطنا في عزٍ كان لنا ، فصار اليوم ذلاً علينا ، وصرنا عاراً عليه . فكيف ننتسب إليه ونحن لا نحرك ساكناً له ؟حتى ألسنتنا استثلقناها في الدعاء له .
فرطنا في حقنا لكنه حقُّنا وعاصمتنا وحاضرتنا وسيظل كذلك ما دمنا ، ودامت حجارتُنا
فالحقُّ لنا ، مهما تمادت عليه أيديهم ، ونسجوا حوله خُرافاتِهم ، الحقُّ لنا وإن نطحته خِرافُهم ، الحقُّ لنا ، وسيظل لنا رغم خلافهم ، لنا الحقُّ، وإن صغى الزمان أو زمجر ، هو حقنا وإن اجتمعت اليهود والنصارى وعباد المواشي والبقر. كل يومٍ ينتظر منَّا من يُؤويه ، من يداوي جراحه ، ويتمنى أن تكون فيه بدلاً من أن تكون فيه ، ينتظر منَّا من يُعليه ، ينتظر منَّا من يسقيه من وريده ، فقد سئم الحياة من قلب عدوه ، ينتظرُ رؤيتنا في الميدان ، فقد سئم من تعليق صوره على الجدران فأقصانا -على مرِّ الزمان- لم يعتد أن يكون بعيداً عنا ، لكن تؤسفني الحقيقة أننا أعتدنا البقاء بعيداً عنه.
بقلم🖊صالح الجبري
No comments:
Post a Comment