Tuesday, July 24, 2018

غرف مغلقة ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / عفاف علي

غرف مغلقة👻

ظلام دامس حولها ، وجسدها لا يتحرك ، ممددة على سرير ، لا تستطيع الكلام ، ظلال وأشباح تدور حولها ، دماؤها تسيل ، شئ ما يأكل من جسدها ، هى قربان أم أنها وجبة طعام ، تشعر كأنها مخدرة ، ترى يد ملطخة بالدماء ، تقترب من جسدها العارى ، الذى تفوح منه رائحة الدم والمطهرات ، يهمس هذا الصوت هل نأخذ قلبها وندعها تموت ؟ تسمع أجابة من صوت تعرفه يقول خذ كل ما تجده يفيدنا فجسدها ملكي أنا وحقي الذى دفعت من أجله الكثير ، يرد عليه الآخر كيف تفعل هذا بزوجتك ؟ ألا تخشى من المسئولية ؟ عندما يكتشفون الأمر ، أنه زوجي حبيبي الذى وعدني بالجنة ، وقد باعني لتجار البشر  ماذا يحدث لي ؟ وأين أنا ؟ تبادرها الذاكرة بجزء من اليوم الماضى رأت فيه جواب لسؤالها هى ترتدى فستانها الأبيض الجميل ، يطوقها عقد من الألماس ، ذلك الرجل العربى الثرى ، يجلب لها كل ما تريد ، فحجم جمالها لا يقارن مع أخريات ،تقول وهى مبتسمة أنها تزوجت ولم تبلغ الخامسة عشر ، وأبوها يثق بزوجها الذى لم يمضى على أى ورقه باسمه ، وأنها ستسافر غدا إلى بلاد زوجها ، السعادة على وجهها تكتب ألف قصة ، وعلى وجه زوجها تكتب قصة واحدة ،عربى ثرى تزوج بماله من فتاة حالمة ، قصة عادية تحدث ألف مرة فى اليوم ، تبتسم لشاب من عمرها ، عيناه تدمع وتصرخ بالكثير ، يقول بكل قوة أمام زوجها لا تأخذوها مني ، فيضحك زوجها عليه ، أحداث فى ذاكرتها تتلاحق تودع أخيها ، تركب الطائرة مع زوجها الغنى ، ينظر لها بحب وحنان ، تنزل من الطائرة على مكان يشبه المشفى ، به العديد من الغرف ، تدخل مع زوجها غرفة ، وتبدأ المراسم الجميلة ، يطعمها بيده ويسقيها عصيرا ، ينزع عنها فستانها الأبيض الجميل ، يأخذ العقد من رقبتها ، يقول لها أنها فتاة محظوظة ستوهب الحياة للكثير لمن يملك الثمن هو يقبلها ويقترب منها ، شعرت بألم كأن أحدهم نزع قلبها ، وتركها فقررت النوم مبكرا ....

عفاف على

No comments:

Post a Comment