Friday, July 27, 2018

برّ الوالدين ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / ساجدة الساحوري

ألف الف ألف مبروك لك غاليتي ساجدة الساحوري في برنامجنا :
" ثقّف نفسَكَ معنا "
 و ذلك لنجاح فقرتك و موضوعها "برّ الوالدين " و متابعتك الرائعة للمشاركين المبدعين
 نتمنى لك المزيد من التألق و الرفعة
المسؤولة : الأستاذة / ساجدة الساحوري
بوركت الجهود الرائعة
شكرًا جزيلًا لك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتُهُ

كما وعدناكم أعزاءنا ... أهل الديوان الكرام  رعاكم الله
في برنامجكم الجديد " ثقّف نفسك معنا " و ذلك في طرحكم بعض الموضوعات التي تهمنا جميعًا و مناقشتها من قِبِلكم و وجود الحلول و الطرق الكفيلة لعلاجها
أي أن البرنامج منكم و إليكم  أيها الكرام

و قد سعدت باستجابة الكثير من الأعزاء في إرسال موضوعاتهم و كانت اول مشاركة من الأستاذة المبدعة : ساجدة الساحوري
سأنشر الموضوع هنا و ننتظر منكم التعليق و المناقشة و إيجاد الحلول حفظكم الله

بسم الله الرحمن الرحيم
بوركتم وجزاكم الله كل الخير أيها الكرام

 في هذه الأيام تستوقف الإنسان  مواقف تمر بها حياتنا وقد أصبحت شبه عامة عند الكثير وتدمي القلوب حزنا و ألمًا من خلال ما يعرض علينا على شاشات التلفاز خلال العيد من برامج تعرض صور الأهل في بيوت العجزة وهم في نوبات بكاء ونحيب وأقوياء وفي سن صغيرة وبكامل قواهم العقلية !!
تشخص الأبصار كيف يحدث ذلك ؟ أين الأب الذي  كان قديما يصل لعمر المئة وصوته يملأ القرية كأنه شاب لا تفرقه عن الأحفاد والأباء ؛  الكلمة الأولى له لا صوت يعلو على صوته إذا حكم بأمر كان رأيه سيفًا على رقاب الجميع، قائد في عشيرته وحكمه بقضاياهم نافذ..... سيرته عطرة بالقرى المجاورة..... يعيش حياة الملك ببيته دون تسلط أو استبداد يسمع له الجميع ويأخذ برأيه بكل احترام وتقدير لا يسمح لابنه أن يتعالى عليه أو يتمادى بتصرفاته أو يخرج عن طاعته بكل أدب واحترام، واجبه حاضر ليلا ونهارا بيته يجمع  الكبار والصغار ضيافته وواجب ضيوفه على رأس الأبناء لا يخالفون الرأي عصبة واحدة، الأبناء على قلب واحد الصغير يقنع  الكبير إذا كان رأيه سديدًا والكبير يقنع الجميع لا خلاف ولا شقاق ومن خرج عن الجماعة يتلقى العقاب من القرية
الحمولة تجد فيها العشرات من الشيوخ بعمر المئة ولا أحد يسمح لنفسه أن يفصل والده عن حياته حتى ولو فارق الحياة يبقى الناس يقولون هذا ابن فلان حتى الأحفاد ينادون بأسماء الأجداد والحزن عليهم بعد وفاتهم شديد وليس كما يقال هذه الأيام
" راح وريّح " كلمات محزنة بالفعل بل كانوا يقولون
"إللي ما له كبير يشتري له كبير" وما ينطبق على الرجال ينطبق على النساء لأن قيمة المرأة من قيمة زوجها
ورضاها يرضي الله ثم يرضي الزوج وكانت عند الرجل رأيها حكيم ويأخذ به وكان منهن المختارات
كما كان الرجل مختارا بقريته واحترامها والحفاظ على قدرها أهم من زوجة لأن الزوجة تذهب ويأتي بدلا منها، أما الأم فغضبها صعب وفيه هلاكه ومصيره فكانت مخافة الله بين عيون كل واحد من الأبناء وكانت حدود الزوجة ضمن نطاق زوجها وأسرتها ومن تعدت الحقوق تصرف من حياتهم ولا يعرضون أنفسهم للعقوق وبذلك كانت الزوجات تحرص على حياتها مع زوجها بحرصها على حياة أهله واحترامهم وتعليم الأبناء كيف يحترمون الأجداد من خلال الأسرة الممتدة وحتى لو كان هناك الأعمام والعمات كبار بالسن أو غير متزوجين يفرض بأدب احترامهم وتقديرهم والحرص عليهم حتى النهاية خوفا من الله ومن ثم طاعة للوالدين وطمعا ببر الأبناء غدا....
هذه حياة الأهل قديما وليس لأنهم أغنياء أو أصحاب أموال بل على العكس هناك كبار بالسن قديما كانوا يتزوجون بأكثر من زوجة مما يشكل العبء الكبير على الأبناء مع زوجات الأب وإخوانهم الصغار وبرغم ذلك يصمدون رجالا أمام هذه المواقف ويصرون على احترام الأب وزوجته يقومون بإعالة الإخوان مع الأبناء حياة جميلة برغم صعوبة ظروفهم ولكن غاية بالوحدة والاحترام لو فتح المجال لكتب عنها مجلدات ليتنا نعود للماضي قليلا ونتعلم منه الكثير

فكيف يوضع هؤلاء الأجداد و الآباء في دور المسنين و العجزة دون سؤال عنهم و كأنهم لا يمتون لنا بصلة و كأننا لسنا من دمائهم و لسنا من تكوينهم ؟
ما أسباب ذلك رعاكم الله ؟
و ما الذي حصل في الأسرة حتى تنقطع الأرحام و يهان الآباء و تُذَلّ الأمهات ؟
و ما الحل و العلاج لهذا الأمر الخطير ؟

بقلم/ ساجدة الساحوري/ فلسطين
ملاحظة :
يستمر عرض الموضوع و المناقشة لمدة يومين كاملين إن شاء الله

بالتوفيق للجميع إن شاء الله

أسرة الديوان
إدارة : نجاح السرطاوي  Najah Sartawi

No comments:

Post a Comment