Monday, July 30, 2018

وقفة استوجبتها الذكرى ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / هارون قراوة

وقفة استوجبها الذكرى : ( من الأرشيف)
    تشرخت الأفكار في داخلي ،وتتطايرت
يلملمها الوجع ،فانتفضت من ثنايا جراحاتي
متوقفا على حافة اليأس ، ووجدتني اسلك
طريق اللاعودة ، بعد أن تقايأتني أزقة المدينة العفنة.
    جلست على حافة القبر  ، فتوقف الزمن
وارتفع - بارومتر- الوجع.
    « السلام عليك - يا - راقد - التابوت.....
ها قد  جئت بعد أن طال العهد بيننا وتباعدت المسافات....
ها قد عدت- كما - عهدتني وحيدا : نخلة
- عبد الرحمن الداخل- في أصقاع الأندلس
ترنو إلى الجنوب بنظرات يائسة...تتنسم
ريحه الدافئة وتخنق آهات الحنين في
صدرها....
      اليوم - يا راقد التابوت- أحسست بعجزي وقلة حيلتي ، بعد أن نخر السوس
منساتي وتهاوت جدران متكئي ،ومزقت
الرياح أشرعة خيمتي الرابضة في العراء.
اليوم - فقط- عرفت معنى أن تطير كل
فراشاتي ،وتشرد إبلي...
    اليوم - فقط- عرفت معنى أنك لن تعود.
مسحت على القبر : « سامحني ...سامحني
-  يا ولدي ليتك كنت حيا.....
سامحني: فأبوك أصبح مرهقا...أصبح.....» غادرت المكان ويدي تتسلل إلى وجهي...

_________________________ هارون قراوة

No comments:

Post a Comment