وقفة استوجبها الذكرى : ( من الأرشيف)
تشرخت الأفكار في داخلي ،وتتطايرت
يلملمها الوجع ،فانتفضت من ثنايا جراحاتي
متوقفا على حافة اليأس ، ووجدتني اسلك
طريق اللاعودة ، بعد أن تقايأتني أزقة المدينة العفنة.
جلست على حافة القبر ، فتوقف الزمن
وارتفع - بارومتر- الوجع.
« السلام عليك - يا - راقد - التابوت.....
ها قد جئت بعد أن طال العهد بيننا وتباعدت المسافات....
ها قد عدت- كما - عهدتني وحيدا : نخلة
- عبد الرحمن الداخل- في أصقاع الأندلس
ترنو إلى الجنوب بنظرات يائسة...تتنسم
ريحه الدافئة وتخنق آهات الحنين في
صدرها....
اليوم - يا راقد التابوت- أحسست بعجزي وقلة حيلتي ، بعد أن نخر السوس
منساتي وتهاوت جدران متكئي ،ومزقت
الرياح أشرعة خيمتي الرابضة في العراء.
اليوم - فقط- عرفت معنى أن تطير كل
فراشاتي ،وتشرد إبلي...
اليوم - فقط- عرفت معنى أنك لن تعود.
مسحت على القبر : « سامحني ...سامحني
- يا ولدي ليتك كنت حيا.....
سامحني: فأبوك أصبح مرهقا...أصبح.....» غادرت المكان ويدي تتسلل إلى وجهي...
_________________________ هارون قراوة
No comments:
Post a Comment