خاطرة بعُنوان : " رَمَادُ نَيسَان "
شَهِد شَهرٌ من الشُّهورِ دَمعةً..
عَمّرت شَطآن قُلوبٍ مُتفحِّمَة..
سَالَ لُعَابُ نَيسان باحثًا عن قدَرٍ
يُميّز الجَناحَ عن التواضعِ و عنِ السُّقوط..
رآه يَومٌ ضَبَطَ القَدَرَ وحَرَّكهُ تِيهًا ..
أَصاب النُّجومَ فَأَردَى القَمَر قتيلاً
سَأله عَامُ من كلِّ عامٍ : أرَأيتنِي ؟
أجاب بِدَمعِ القُلُوب : دمًا رأيتُ ..
هُنا الأشلاءُ جَذَبَتها القبور ..
حطَّمتها القيود ..
حرّكتِ القلوب ..
جُثَثٌ كأنّها ليَالٍ بيض ..
لَوَّنَها نَيسان و رَمَاها للقدر..
أحقًا حُكِم على الطّيران رَمادَ القلوب ؟
وَ لِمَاذَا طيرٌ يُحَلِّقُ بجناحٍ مَكسُور ؟
أجَاب الرَّمَاد بصوتٍ حزين ..
القَدرُ لا ينتظرُ وقتًا و لا يَزِيد ..
نَطَق كلامي و قد كان مَدفونًا
أَلِكُلِّ حَادثٍ حَدِيث ؟
و هل يكفِ الحَديث عن كلامٍ دفين ؟
أجابتهُ النُّفوس مُعَفَّرَةً ..
لا نُريد الحدثَ و لا الحادثَ و لا الحديث ..بل نُريد القَدر !
تَذَكَّرَ نَيسانُ رمَادًا بقلبهِ فَبَكَى ..
أصابهُ عشقٌ و تِحنانٌ فَدَعا ..
رأى الرّبيع تحطّمت فَدَوّى صرخةً ..
و لَعلَع صوتهُ في القلوب مُدوِّيًا ..
فقتلَ رصَاصةً ..و حَطَّم الطّيران ..
و قال : قَدَرٌ مَوتهم .
زين الدين حيمر
No comments:
Post a Comment