Monday, August 6, 2018

سعادة البك .... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أحمد سيد طه

سعادة البك
على درجات السلم الخلفي المؤدي لدرب الونش بالقلعة قابلتها، على خصرها الملاية اللف، كانت تتلوي داخلها كحية تسعى، نظرت إلي ما وراء اليشمك، رأيت العينان ذابحتان كالسهام تريد أن تنطلق، تعثرت في حجر من أحجار اثر قديم تقوم وزارة الآثار بإعادة ترميمه، قبل أن تسقط مددت يدي تستقبلها كي لا تقع، لكنها أعادت قدميها إلي موضعها الأول، اعتدلت في مشيتها مرة أخري، همت بها و بجمالها، سرت ورائها حتى دخلت تتبختر منزل قديم بابه بالكاد يكون مخبأ لمغارة كادت أن تندثر، و من أحد المشربيات طلت، أحدثت صوتا بفمها و أشارت لي بالصعود، الحقيقة خشيت منعني شيء لا اعرفه.
وجدت شخص يشخص ببصره نحوي من بعيد:
- اتفضل يا سي الأستاذ بيتك و مطرحك.
- أنت مش عارفني يا سي الأستاذ.
- أنا عمك برماوي جاركم القديم و الشاهد على عقد زواجك من الست إكرام حرمك المصون.
- الحاج ربيع حماك مات منقوط الله يرحمه.
- زوجتك تنتظرك من سنوات، لم تتزوج و تعيش على ذكراك.
- اتفضل يا سي الأستاذ بيتك و مطرحك.
- بنتك زليخة بقت شابة زي القمر، منورة المشربية.
- أتفضل يا سي الأستاذ أخيرا جئت تصل الود القديم.
شعرت بقشعريرة في بدني و عقلي و كدت انهار و قفلت راجعا من حيث أتيت و أنا العن اليوم الذي ولدت فيه.

No comments:

Post a Comment