(خاطرة)
( أيتها السعادةأين أنت..؟!!!)
أيتها السعادة الهاربة من طريقهم؛ متجهة نحو السراب..!!
أما آن لهم؛ أن تطرقي عليهم الباب؟!!
هل ستبقين ،وتنعمين بالخراب؟!!
هل ماتزالين تملين من النفوس؛ لا تدخلين وتهربين من العذاب؟!!
أما آن جمع الشمل بوشاحك البهي؛ وإزالة الضباب؟!!
إلى متى تتسكعين بعيدا عنا؛ ونحن في مدن العالم أغراب؟!!
أما آن لنا ترك الدموع والقهروالغياب؟!!
أما آن لنا شفاء الروح؛ ومداواتها بلقاء الأحباب؟!!
هل ستبقين معلقة في أهداب السحاب؟!!
والوصول إليك مستحيل؛ كأنما نمسك بالعباب؟!!
وكم تساقطت دموع من المآقي؛ تبحث عنك؛ وتحجرت من جفافها الأهداب.؟!!
إلى متى تردعين أطفال المخيمات عنك؛ وهم يحلمون بك ؛كمن أصابهم مس؛ من رهاب؟!!
وكم من أم فقدتك تفتش عن وليدها؛ في خراب؟!!
أيتها السعادة:هل آليت على نفسك عدم الدخول إلى أرواح مشردة ؛ولو من ثقوب الباب؟!
بالله عليك لا تأتي؟لقد سئمناالإنتظار من مجيئك ؛عودي حيث أنت تسكنين؛ مع ناطحات السحاب؟
هناك تسرحين وتمرحين؛ في السماء وعلى الأرض فالكل أحبة وأصحاب؟!!
أما نحن فإخوة أعداء؛ لا نحب بعضنا؛ ويتقصى كل منا الأخطاء للآخر؛ولو كان في سرداب؟!!
فإلى متى تحاولين رتق الجراح؛ ولكن ليس هناك من يستجاب؟!!
فالكل في وهم ؛وفي ألم وغصة ؛ويفصله عن جواره ألف حجاب؟!!
ابق حيث أنت؛ فلن تأتي إلينا لأن دعاءنا؛ غير مستجاب؟!!
فنحن شرذمة؛ نحب الفوضى والقباحة؛ والدمار والركام والخراب؟!!
هنا ليس موطنك هنا فقط نعيش في المنفى؛ ونحلم بالسراب؟!!
أدفنينا تحت الأرض؛ وارقصي فوقنا؛ فنحن خلقنا للألم والشتات والعقاب؟!!
لا ترحمينا فنحن لا نستحق الرحمة؟فنحن أمة الفوضى؛ والجهل والضباب..!!
أطلقي علينا رصاصة الرحمة؛ فالموت أرحم لنا من التشرد ؛والفقروالغياب؟!!
مهما بعدت عنا فنحن نستحق؛ لأننالا نحب الموت سوى غرقا؛ أو رميا؛ أوأشلاء متناثرة في الرحاب؟!!
أختبئي إياك الظهور ؛طيري علي جناح الطيور واهربي؛ حتى لا يمكننا عليك بالعثور لانك أنت الحياة والنور ونحن أهل القبور؟ فلا نحيا إلا عند الحساب؟!!
أرحمينا أبعدي عنافنحن في ظلام ليل حالك ولو أضأت جميع الشموع بعود ثقاب؟!!
فالظلام مستتب فينا فمتى يزول ذاك الظلام وتنار العقول والألباب؟!!
ربما ذات يوم ينقشع الضباب!
وتغسل النفوس من الحقد بأمطا ر الطهر من السحاب؟!!
عندها تضاء الدنيا وتفتح جميع الأقفال الصدئة والأبواب..!!
رئيفة الجندي/سورية/31/7/2018/
((وطن الضاد))
No comments:
Post a Comment