الى الراقصين على قبور موتانا وشهدائنا في زمن الفتنة
لملم حروفك يا شويعرُ وارحلِ
واحمل ربابةَ سائلٍ وتسوّلِ
واحفظ لنفسك ما نظمتَ ولا تكنْ
طاووسَ عُجبٍ في إهابٍ مُسْبِلِ
الشعرُ يا من تدّعيهِ تألُّقٌ
في القول والفكر المنير الأجملِ
الشعرُ محرابُ البلاغةِ بعدما
نزل الكتاب وبعد فيضِ المرسَلِ
وأتى عمالقةُ القريض فأوغلوا
في كلّ بحرٍ فاستمعْ وتأمّلِ
وتسلّمَ الراياتِ قومٌ خُدَّجٌ
ومسلّحٌ بجهالةٍ كالأعزلِ
ظنّوا القريضَ عباءةً لفخارهم
فتعهّدوه بكلّ وشيٍ مخجلِ
فإذا بواهيةِ القوامِ قد انتقت
لين الكلامِ كأنها لم تعقلِ
لتُزيغ قلباً خاوياً فتزيده
غَيّا على غَيٍّ فيهوي من علِ
وترى ذوي الأسنان منهم عائداً
للعشقِ يغلي ماؤهُ في المرجلِ
هم يرقصون على قبور أحبّةٍ
ماتوا وحلّوا في كريمِ المنزلِ
فإذا بأصحاب المجون تحلّقوا
من حول شاعرهم بأشأمِ محفلِ
فالزّرعُ إمّا فاتَ وقتُ حصادهِ
فمن الغريب لحاقه بالمنجلِ
فدعوا الصّبابةَ للشبابِ وأقبلوا
نحتاجُ حكمتكم بليلٍ أليَلِ
للحرب فارسها ومقبضُ سيفها
فإذا عجزتَ عن اللقا فترجّلِ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان / أبو بلال
No comments:
Post a Comment