Sunday, September 30, 2018

أدبيات و أبجديات ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عقيل درويش

* ادبيات و ابجديات وسائل التواصل الإجتماعي *

لا بد من الإعتراف أن وسائل التواصل الإجتماعي باتت شريكا يوميا في حياة كل منا وعلى مستوى كل أفراد العائلة و تختلف هنا و هناك حسب توجه كل مجتمع مع وسيلة معينة فنجد حضورا قويا لدول و شعوبها بوسائل على حساب اخرى فكما للفيس بوك حضور هناك ايضا وسائل اخرى حاضرة
هذا الانفتاح و التتدفق نحوها قد وصلنا متأخرا للاسف
فكانت هناك حالة من التعطش لها عندنا فانكب الكثير عليها
دون حتى معرفة حيثياتها و الاطلاع على انظمتها و حتى البعض يمارسها من سنين و مازال حتى يجهل قوانينها و تفاصيلها و حتى اضعف الايمان لا يكلف نفسه بمعرفة بياناتها
فعند وجود اي خلل ما معه يبادر الى سؤال هذا و ذاك مع انها واضحة و ليست معقدة لو كلف نفسه بالاطلاع عليها .

للاسف الشديد تتحمل السلطات المسؤولة بمحتنعاتنا كل مانراه من سلبيات ظهرت و بدات تعاني منها مجتمعاتنا نتيجة عدم قدرتها على ضبط مايحصل
ساستعرض من خلال مقالة البحث هذه الأخطاء و سبل معالجتها

اولا- عند السماح لهذه الوسائل بالدخول الى حياتنا اليومية و بعد فترة زمنية ليست بقصيرة ظهرت سلبيات كثيرة بالغرب لها و كان واجبا على سلطاتنا الاخذ بها بعين الاعتبار قبل طرحها كي لا نقع فيها

ثانيا - علينا ان لا ننكر ان الغالبية من افرادنا لا يملكون الوعي و المعرفة للتعامل معها لسببين
الاول جهل الكثيرين بتعاملهم مع الأجهزة الذكية و اجهزة الحاسوب بشكل كامل و يتم التعامل بشكل سطحي
والثاني جهل الكثيرين بقوانين و انظمة هذه الوسائل
حتى الغالبية العظمى حين ينشئ حسابا معينا يوافق على بنوده و شروطه دون حتى قراءتها

ثالثا - للاسف الشديد نحن مازلنا غارقين بعدم الوعي على كافة الاصعدة صحيا و ثقافيا و سياسيا مرده لعوامل عدة
من اهمها
أ- غياب الدولة عن امور التوعية فكل مانراه مجرد نظريات و قوانين لكن على ارض الواقع لاشيء نجد فقط بقع ضوئية اعلامية سرعان ماتتلاشى
ب- غياب دور النخب و منظمات المجتمع المدني عن دورها و اهميته في التوعية لانها اولا تمثل شرائح صغيرة حولها ومعها و مع ذلك لا تقوم بدورها و واجبها
ج- غياب دور الفرد نفسه تجاه محيطه العائلي وان كان مدركا لخطورة الامر نراه للاسف مهملا امر توعية من حوله

من ضوء ما ذكر لا بد ان نكون صادقين ان وسائل التواصل الاجتماعي تملك من الايحابيات اضعاف مضاعفة و ان تم التعامل مع هذه الايحابيات بشكل موجه ومكثف لتلاشت كل السلبيات
شخصيا اعتبرها سلاح و ان وقع بيد من لا يحسن استخدامه
قد يصيبنا و يقتلنا
إن هذا العالم الإفتراضي الجميل يحمل في طياته كل شرائح المجتمع و طبقاته الفقير والغني الامي والمتعلم التلميذ و الاستاذ الأديب و القارئ و الخ
هناك من يدخل اليه و ينقل لنا واقعه و يصوره لنا
واخر ينقل لنا واقعا يحلم به ويعيش حلمه بيننا
واخر ينقل لنا قلمه و ذاك فكره و تلك هدفها
والبعض يسرد لنا تاريخا و اخر ينشر لنا ادبا و ذاك علما
نجد التواصل بين الشرق و الغرب و حتى اللغة لم تبقى عائقا
والتواصل بين الاهل و الاصدقاء بتكلفة شبه مجانية
كل هذا من روائع الايجابيات
لكن لو نظرنا الى السلبيات لاستهجنا الامر فعلا
باتت وسائل التواصل الاجتماعي ممرا امنا للغزو الفكري
بكل جوانبه يطرق عقولنا بخلال ثواني
باتت مرتعا للتجنيد و التحزيب و القبلية و الأممية و المذهبية و الطائفية
بانت ساحة للفتن و ارضا للمعارك من خلف الشاشات
باتت منابر لبث النظريات دون براهين
باتت مدارس مفتوحة مجانية لنقل افكار مسمومة و مناهج غريبة
باتت مرتعا لمرضى نفسيين  حاقدين على انفسهم قبل مجتمعاتهم فاشلين بواقعهم يسعون عبرها لاسقاط كل ناجح او تشويه نجاحه
هنا نقطة مهمة جدا اتوقف عندها
نحن مجتمعات عربية محافظة و متتدينة
نحاول تجنب المعصية وعدم مخالفة رب العالمين
استحالة ان يكون هناك عاقل يخالف الله في معصية في هذا العالم الافتراضي لانه يعلم ان الإساءة هنا لا تختلف عن الواقع  تلعن و تتطعن لست بمؤمن قالها سيد البشر صل الله عليه و سلم
تقذف محصن او محصنة لن تسلم من عقاب لله
تتحرش بكلمة او صورة و تخرج عن ادب الكلام لن تامن على نفسك من العقوبة ستصل لها
فكيف لعاقل ان يفعل ذلك
من هذه النقطة اقول
ان من يقع بمثل هذا الامر هو فعلا مريض نفسي لا يملك عقله
او انسان حاقد وهؤلاء اصحاب القلوب السوداء لهم من الله اشد العذاب
او انسان ماجور خائن لمجتمعه يسعى بالارض فسادا و انما جزاءه بالدرك الاسفل من النار

اخيرا لا بد لي من القول ان وسائل التواصل الاجتماعي
صفحاتها هي مرآة ذلك الشخص و انعكاس وجهه فكما ترى وجهك جميلا اجعل من صغحتك جميلة بكلمتها و صورتها
فهي تيقى اثرا لك ان غيبك الموت
اجعل من صفحتك صدقة جارية لك بعد موتك فكم انت تحتاج الى دعوة صالحة عند رحيلك من دار الفناء
اجعل صفحتك منبر علم بستان محبة  حمامة سلام و راية عدل و تسامح

د.عقيل علاء الدين درويش

No comments:

Post a Comment