Friday, April 17, 2020

عبد الحميد ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أيمن السعيد

عبد الحميد..قصة..بقلمي.أ.ايمن حسين السعيد..إدلب..الجمهورية العربية السورية..

هاهو عبدالحميد الرجل الستيني البهي الطلة المشرق الوجه ذو اللون الحنطي بابتسامته المعهودة وبشعره المخوتم الذي غزاه الشيب يجد نفسه في نقطة لا تراجع فيها فهو لم يكن يوماً في المنتصف في عبوره لأي طريق أو حتى جسرِ مر عليه عبر حياته يصر على الوصول من الليل إلى الفجر في مملكة الأيام والعمر من لياليه ونهاراته.
حيث لا يستطيع أن يرى الظلم أمام عينيه فيركن له فتمسه نار الله حسب قناعته فلا يركن لظلم ولا لظالم أبداً.
كانت هواجسه وظنونه وأحلامه وحدسه قد تم التضييق عليها في شريط ضيق من مساحة وطنه، ومع ذلك رغم أنه في شريطه الضيق هذا فهو يرى نفسه في المنتصف الذي لا يحبه ولذا ينوي الخروج منه إما بهاوية تهوي به فجائياً  وإما أن يتابع قيامته فيقوم فجائياً وهو في موضعه وموقفه هذا الحاد والصارخ لا يتوقف في تطوره وتدرجه لنهضة وطن وإنسان رغم تضييق الخناق عليه.
فمبادئه هي التي تتحكم به وتقوده إلى الثورة....... والإنقلاب الشامل، فقد أمات القيم القديمة التي لقنه إياها نظام وطنه وهي المغلفة بغلاف من الزيف والدجل والكذب والنفاق وكان جد يمقت تلك المواربة والتقية ويرمي عليها برداء المضض والصبر ومسايرة الواقع القمعي الذي لم يكن رحيماً مع معارضيه حتى بالكلمة التي كان يعاقب عليها النظام بالنفي أو السجن المؤبد وحتى التصفية...
تلك القيم أماتها وأحالها إلى جثث شوهاء بلا معنى لها
وتشرق في نفسه قيم جديدة هي بالأساس متأصلة ومتجذرة في نفسه ولكن بلا ري إلا ري والده عن ديمقراطية سورية الجميلة في الخمسينيات وتقدمها وعز ليرتها..هذه القيم ممنوع ذكرها أمامه  كانت تخافها حتى الجدران فتحاسب ويحكم عليها بالهدم لأنها تمتلك الآذان..
هو الآن على مفترق طرق غير واضحة المعالم بسبب اختراق الأنظمة والدول وأجهزة الإستخبارات للحراك الوطني الذي تم تشويهه بالتآمر بإدخال الأسلمة والتنظيمات الإسلامية التي ما كان الشعب السوري يعرفها وهو المعروف بتسامحه واعتداله، ولكن العالم أجمع على إحباط هذا الحراك بدمغه وإلصاق تهمة الإرهاب به عبر تلك التنظيمات الإسلامية التي لم يكن يعرف السوريون قط أصل وفصل قوادها ولكن عبد الحميد كان يعرف حجم المؤامرة وكان دائماً يهاجمهم وينتقد تصرفاتهم..فهو يريد أن يكون فاعلاً في العبور بنفسه ووطنه بعيداً عن المذهبية والفتنة للوصول لنهايات سعيدة رغم ضآلة نسبة نجاحها ولكنه في توقد مستمر ولم ييأس قط.
كان هناك الكثير من الأمور التي استوقفته خلال أحداث أزمة وطنه سورية فصورة الأمور مشوهة للعالم أجمع لأنه هناك من كان له مصلحة في تشويهها وتشويه سمعة وصورة الشعب السوري المسالم والغير عنصري وهو بالأساس ينتمي وعبر سلالة والديه إلى أصولٍ متعددة من المذاهب إلى ان وجد نفسه على هيئة مذهب أخيرٍ تمسك به واقتنع به لتسامحه وركون عقله له.، ولكن عبد الحميد كان ذا فكرٍ ويؤمن بحتمية انتصار الفكرة النيرة فالفكرة أشمل لديه وهي تتصاعد أو تتنازل أو تتوقف في خط رسمها البياني حسب التأثيرات والكيفية التي تلعب دوراً مهماً في هذا الخط البياني الذي تصاعد قمعاً وعنفاً وسال دماً على امتداد ساحة وطنه وهذا ما يرفضه عبد الحميد بشدة ويدينه ويستنكره لا بل ويشجبه ويحز في نفسه ما آلت إليه الأمور ممتطياً صهوة التمرد الدائم عليه علّه يستطيع تأسيس لبنات وأساس الوطن على أسس الشفافية والحب والعدالة والصدق وسيادة القانون وسواسية الناس جميعاً في تعامل القانون معهم..من غير ظلم أو محسوبيات وفساد  وزيف ونفاق..
هو يحمل هم وطنه وكأنه ملتزم تجاه وطنه بأن يحمل همه بل وأن يحمل من هذا الهم مالا طاقة له به فيعمل في بداية الأمرعلى التقارب من المؤيدين والمعارضين الذين يتنافرون في الشكل لا في الجوهر فكأنهما بطارية جافة متباعدة الأقطاب السلبية والإيجابية ولكن لا بد من جمعهما لتشغيل محركات عجلة الأمور ولإضاءة الأنوار.
كالرياضي والفيلسوف يقول عبد الحميد..فبالعدد والقضية نصل إلى الهدف.
إنه حسب ظنه وزعمه ثائر نعم ولما لا يكون وهو الذي كان ذاك الضابط المهندس الفني في القوى الجوية والذي أحالوه برتبة كولونيل إلى التقاعد في بداية آحداث أزمة الوطن السورية.
عانى عبد الحميد التهميش رغم توقد ذكائه وألمعيته وتفانيه وإخلاصه في خدمة وطنه في سلاح الجو السوري على طائرات من صنع روسي وتشيكي.
كان يرى في الثورة خلاصاً من الأسر في الشكل والصورة الدائمة في تقاليد وعادات وروتين وبيروقراطية مستبدة قمعية متسلطة فاسدة تهوي بالوطن والشعب إلى قاع التخلف وعدم ركوب قطار النهضة والتقدم في عالمٍ متزاحم لا يرحم المتخلفين عن الركب الحضاري وهو الذي زار أوروبة عبر بعثات عسكرية بقصد الإكتساب من خبراتهم في مجال سلاح  الطيران الجوي العسكري الوطني.
كان يؤمن بفكرة تقدم وطنه تكنولوجياً كأوروبة ولم يشك للحظةٍ واحدة في هذا الأمر إن استقل وطنه من العبودية وامتلك حريته فيستطيع خلق عالم من الحقائق الكلية عبر خلق فكرٍ وعلاقات جديدة مرتبطة بعلم العصر وأشيائه وأموره التي تتوالد إبداعاً في تسارعٍ للتطور مع الزمن.
كيف لا وهو الذي تكشفت لديه إمكانيات وطنه الهائلة من ثروات ومقدرات لم تكن مكشوفة له من قبل فيقول في نفسه:
-يجب أن نصبح أحراراً ونمسك بدفة المسار للتقدم  ونواجه تقدم العالم وجهاً لوجه.
ثقافته العربية وإلمامه بثقافة أوروبية جاءت عبر قراءاته  الروسية والتشيكوسلوفاكية آنذاك  وجد فيها اختلافاً فيما خص التقدم وثورة التقدم فرمز الثورة في أوروبا كان الهروب من الواقع إلى جهتي الغيب والعلم  بينما رمز الثورة لدى العرب كان ينشأ نتيجة الواقع الفاسد وجميع الثورات السابقة الإلتفافية كانت تصطدم بالدم وتتجه نحو المزيد من التخلف والجهل والفقر وهو هروب رجعي رغم معايشتهم للعصر بوسائل وأجهزة عصرية ولكنها ليست من صنعهم وهذا هو الفرق بين الرمز العربي والرمز الأوروبي وكذلك يراه عبد الحميد مختلفاً في الدور والوظيفة فالرمز الأوروبي رمز للهروب نحو خلاص فردي يحقق به ذاته وراحته النفسية ويصطفيه ليكون بمزاجه يستطيع خلق وشائج قوية ترتبط بواقعه ، على عكس العربي فلا راحة ولا وصول لما يريد لشدة القبضة الأمنية والقمع ولا مفر للوصول للهدف من الإصطدام والدم..

كان عبد الحميد يعرف أنه ينشيء بأفكاره عالماً مابين مستحيل تحقيقه لعلمه تماماً بجذور النظام الضاربة أعماقها عميقاً في وطنه وفي أنحاء العالم أجمع عبر ارتباطاته التي يعرف عنها أكثر من أي إنسان سوري عادي..فمكتسباته لن يضحي بها بسهولة ويسر وعالم اللامستحيل أمام الإرادة إذا لم تتم إصلاحات جذريةٍ تغير من نهج سياسة القمع والفساد القائمة وأنانية تحكم عائلةٍ واحدةٍ بمصير شعب....... ووطن.
عالمه الخاص التكوين تحكمت به مجريات الأحداث
التي بقيت في الرقود إلى أن أشعل نيرانها فعل المسؤول الإستخباراتي في محافظة درعا باعتقال أطفال درعا واقتلاع أظافرهم وموت الطفل حمزة الخطيب الذي ألهب مشاعر أهل درعا فهبوا منتفضين ضد ذلك المسؤول الأخرق الأرعن..كان مصيباً حين نعت ما حصل من قبل عناصر السلطة الأمنية بإطلاق الرصاص على المنتفضين والمتظاهرين حين شاهد نشرات الأخبار..
-هذا جنون ما بعده جنون وبداية النهاية لنظام ووطن.
نحن سائرون إلى الحضيض والهاوية.
فهو يعرف كيمياء عقل السلطة المرتكز على القمع وإراقة الدم فتفاعل تلك الكيمياء مع كيمياء العقل الشعبي وردة فعل الشعب الطبيعية جداً في العرف والتقاليد والإرث المتوارث والمتواتر عن أهل درعا بل ومعظم مناطق سورية لا يقبل أبداً على نفسه إراقة الدم وجور الظلم فإراقةالدم شيء ثقيل سيترتب عليه نتائج كارثيةٍ على الجميع ولن يترك أحداً إلا........... وسيحترق بلعنة ذلك الدم..سواء كان بعيداً أم قريباً من مركز إراقته وانتفاضة الغضب من أجله.
هذا الدم أصبح نبراساً ورمزاً للهروب نحو الخلاص الأخير بعد فشل محاولة انقلاب تمت في ثمانينات القرن العشرين والتي باءت بالفشل وبالإلتفاف عليها من خلال إلصاق تهمة المجازر والقتل والتفجيرات بما سمي آنذاك الإخوان المسلمون اتضح فيما بعد لعبد الحميد أن من ارتكب تلك المجازر والتفجيرات كان سلطات الأفرع الأمنية والحزب الشيوعي السوري جناح خالد بكداش باعتراف من كان منضوياً فيهما بعد استتاب الأمر للنظام وانتصاره على تلك الحركة وعناصرها المسلحة التي سميت بالطليعة المقاتلة، تلك الأحداث خلفت غضباً ومقتاً وكرها للنظام خاصةً بعد مجزرتي حماه وسجن تدمر العسكري فلم يبق بلدة على امتداد الوطن إلا ومنها معتقل أو مقتول أو مفقود وبالتالي الأرامل والأيتام وكانت ذكرياتها تدور أحاديث عنها بين الجدران للأجيال جيلاً بعد جيل..
-الدم رمز وإراقته هتك لقدسية الله وحرماته وسيحمل في سيلانه الرفض والبشرى معاً بخلاف الرمز الأوروبي الذي اقتصر على الرفض والرفض فقط.
هكذا كان عبد الحميد يقول في سهراته وأمسياته مع من هم حوله من أقارب وأصدقاء وجيران موثوقين..
ولذا وهو بحكم أنه كان كولونيلاً متقاعداً كان يحس بالمسؤولية تجاه هذا الأمر بقصد المحافظة على.... الدولة ومؤسساتها مخافة الإنهيار التام للوطن والغرق في بحرٍ من الدماء لن ينتهي مع علمه أن صناع القرار في الدولة سيئون ولا يحسنون التصرف مع الأمور  المستجدة والطارئة..بحكمةٍ ودهاء وعقلانية من غير أن يهرق المزيد من دماء الشعب الذي هب من أقصاه لأقصاه نصرةً لدرعا وأهلها...
كان يوصل رسالاته وتحذيراته للمسؤولين وكان لايهدأ له بال وقليل الإستقرار في بيته كان يريد من السلطات الأمنية أن توقف رعونتها وحماقتها بقنص وقتل المتظاهرين..وكان دااائماً مايقول لهم: أنتم بفعلكم هذا تخربون بيوتكم وبيوت نظامكم بأيديكم وتشعلون حريقاً لا تستطيعون وقف امتداد نيرانه والوصول حتى لأهاليكم وعوائلكم والبل سيطال ذقونكم جميعاً.
ولكن الرد كان واحداً متشابها كما صحف الوطن الثلاث..بأخبارها...ولكن تختلف فقط بأسمائها البعث وتشرين والثورة...ولكن أخبارها واحدة تماماً وبالحرف
وكذلك المسؤولون كانوا رغم اختلاف أسمائهم ومناصبهم جوابهم وردهم عليه كان واحداً..
-ما يجري مؤامرة كونية على النظام والدولة وسنسحقها كما سحقنا مؤامرة الثمانينات بالبوط العسكري والضوء الأخضر متاح لنا وبكل أريحية...
ننصحك بأن تلجم جماعتك في بلدتك هذا النظام يزول الله ولن يسقط أو يحول أو يزول..
ولكن عبد الحميد كان يلح عليهم بأن يكونوا متعقلين وبألا يوضع الجيش في مواجهة الشعب مبرراً طلبه بأنه أثناء أحداث الثمانينات كان البعثيون الذين همشتهم الدولة وهمشت حزبهم وكل من بلدته ومدينته وقريته وبالحوار تارة وبالمواجهة بسلاح فردي خفيف بالتعاون مع الشرطة الداخلية تم احتواء الأمر...وأنه إذا ما وضعتم الجيش وهم أبناء هذا الشعب في مواجهة أهاليهم فإنه سيكون أمر له عواقبه الوخيمة وارتدادات وهزات لن تتوقف..وربما تؤدي إلى تدمير كامل للحمةٍ وطنية قائمةٍ حتى اللحظة..
ولكن هيهات من سمع له أو تجاوب مع طروحاته الكثيرة التي كان هدفها بقاء الدولة كدولة وإيقاف دوامة العنف من قبل السلطات الأمنية التي اضطر بعدها الشعب لحمل السلاح ضدها.
وهاهو يرى بأم عينه تدخلات الدول و الإستخبارات العالمية ليس حباً في الشعب حسب زعمه وفكره الذي ادعى معظم دول العالم محبته والصداقة معه والوقوف إلى جانبه في مطالبه المحقة وإنما للإلتفاف على حركته الشعبية والثورية والقضاء عليها خوفاً على أمن دولة اسرائيل الذي كان هاجس جميع من تدخل مدعياً صداقة الشعب السوري كذباً ونفاقاً من غير ان يتخذ إجراءاً ولو بالحد الأدنى لوقف إراقة الدم وآلة القتل التي لم تهدأ أبداً ليل نهار وكان يستهزيء لبيانات الشجب والإستنكار التي اكتفت بالقلق..
-لقلق يقلع عيونكم....منافقون عهرة..
كان يرى أمامه تدهور الأمور من سيء لأسوأ ولا يريد أن يرى وطنه ينهار تماماً كيف لا وهو الإبن  البار بوالديه ووطنه فهو لم يكن عقوقاً ولا ناكراً بل كان وطنه معه وكان في نظره خير وطن ويستحق التضحية لأجله ولكن التضحية يجب أن تكون بوعي
فكيمياء عقل السلطة الأمنية شلت مداركه وخياراته ولم تترك له مجالاً من الإنقلاب عليها...
-كأن الدولة تقول لنا سنظل نقتلكم حتى تجبرنا على رفع  السلاح في وجهها ومواجهتها...هم هكذا يريدون وضوءهم الأخضر لقتل الشعب وتدمير الوطن كله هذا ما كانوا يقصدون..حسناً
يئس من جميع المسؤولين حتى شعر بنفسه أنه يحاور سراباً فواقع تفكير السلطة مصاب ومريض بمرض العمالة والصلف وهو بمرضه هذا يكون متشدداً وبالتالي أحمقاً فكيف يرجو من أحمق تجاوباً وأملاً بتجاوبٍ ومافي نار حماقته شربة ماءٍ من أمل.
فالنظام ظل متمسكاً بمواجهة الشعب بالقتل والرصاص والإعتقالات..التي ماتوقفت في حملات أمنية مسعورة وكأن هذا النظام قد أدار ظهره لكل الشعارات و الوصايا والرسومات والمخطوطات التي وضعها في الشوارع وفي الدوائر على الحوائط  والجدران..التي تمجد الشعب والقائد واكتفى بتمجيد القائد وقتل الشعب
كان عبد الحميد يرى تنكر المسؤولين في الدولة لتلك الشعارات والوصايا بخصوص شعب كان أعزلاً أجبروه على حمل السلاح دفاعاً عن أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم..كان يرى استجابة السلطات لشرهها وشهواتها في القمع بالحديد والنار والقتل بالرصاص بداية الأمر..وكان يضحك من تصنيف تلك السلطات وموالوها المتكسبين المستفيدين منها بوسم الشعب بسمة الإرهاب في الوقت الذي كان ينظر فيه هذا الشعب مقابله بوسم النظام وسلطاته الأمنية بسمةالإجرام والمجرمين الذين لا يستحقون حكمهم وحكم وطنهم.
كم تفاءل بخروج أي شخصيةٍ بارزة فاعلة في أركان الدولة والأحداث....أن يخرج ويعلن على الملأ بأن مايجري هو جنون وخطأ يجب أن يتوقف من أجل ديمومة وطن واستمرارية حياة الأجيال القادمة
كم تفاءل باجتماع خلية الأزمة التي ذهبت هي الأخرى ضحية شره السلطات للإستمرار بالحل الأمني فقد ضحت السلطات حتى بأقرب المقربين لها الذين توسم فيهم خيراً لوضع حدٍ لإراقة الدماء هنا عند هذا المفصل أحس عبد الحميد بأن النظام وسلطته الأمنية
إما جميعهم منسلخون عن الواقع وعن الجو الذي يعج بالدماء والحرائق وإما أن ما قصده المسؤولون بضوءهم الأخضر هو إشارة لسندٍ لهم بمتابعة قتل الشعب وتدمير وطن وهم ضامنوه ولكن هل كضمانة سفيرة أمريكا لاحتلال صدام حسين للكويت فخذلته أمريكا وهل كضماتة الغرب للقذافي الذي كان مصيره القتل..لا أمان لأمريكا والغرب وحتى اسرائيل في ضوئهم الأخضر هذا..
-كم هم سذج أولئك القابعون في السلطة ولا يحسدون على مناصبهم فهم إما أن يقتلوا شعوبهم أو يقتلهم من ولاهم المناصب والكراسي ومع ذلك لاضمان لهم إلا محبة شعوبهم..واحتضان الشعوب لهم..
مايفعل عبدالحميد وهو يرى نفسه ضمن هذه المتاهة
وهو يرى إفلاس عقول من هم في سدة الحكم فينزع من نفسه كل أثرٍ لأمل في إصلاح وهداية عقولهم..
فالمؤامرة فرضت على من في السلطة من خارج حدود الوطن على الشعب والوطن وعلى الشعب والوطن بأيدي السلطةمجبرةً تحت التهديد والقتل وبتمويل الطرفين لإطالة امد القتل والتدمير وإنهاك الطرفين من خارج حدود الوطن حسب توصله وفهمه لمجريات السياسة والصراعات السياسية والأزمات في العالم..فيقينه أن أمريكا بيدها كل شيء وبكبس زر التحكم عن بعد تشعل الحرائق في البلدان وتطفيءتلك الحرائق ولكن بعد أن تحقق أهدافها ومصالحها وأجنداتها ومايجري حسب فكره كله لأجل وكرمى عيون إسرائيل
اتساع رقعة القتل والدمار رافقه اتساع في رقعة التمرد والرفض الشعبي خاصة بعد استخدام الطيران لقصفه المدن والبلدات فوق رؤوس سكانها الآمنين
فأغلقت غيبوبة عقل عبد وعيونه على هول تلو هول وتسارع عنف ودمار تلو تسارع فما كان يرى وطنه إلا كجسدٍ يٌطحن ويعجن بالدم فرياح الحرب اشتد هديرها ونفخت في شراعاتها  وباتت تتنقل رحاها من مكانٍ لآخر وهنا يبلغ قمة ألمه الطاهر وصفائه فيخلع عن نفسه كل القيم الآثمة وتنشق ملاءة صدره ليغسل
قلبه ويشهد الله أن هذا ظلم لا يرضى به تتصل روحه ببارئها وجوهر المحبة مباشرة فتذهب نقيةً من آثام الضمير متأسيةً لخذلان العالم لوطنه وشعبه غصة أبرقت قبل شهقة أخيرةٍ بدموعه التي ظلت مرتعشة للحظات...لحين وصول روحه إلى خالقها فهو من بيده الأمر.
بقلمي..أ.ايمن حسين السعيد...إدلب..الجمهورية العربية السورية..في ١٧/أبريل/٢٠٢٠

No comments:

Post a Comment