Thursday, April 2, 2020

هلوسات ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / زكريا القيصر

هلوسات/ زكريا القيصر

أكتب إليك ولعل رسالتي تصلك
رسالة لربما تكون الأخيرة
أنا أكتب إليك وأحترق
لاأحد يطفئني سوى دمعي وعلبة السجائر،
رثٌ، وحيدٌ، هاهوَ عمري بدأ بالاندثارِ
كالأرصفة التي اعتلاها غبار الحروب
كلمبةِ ضوءٍ يحيطها الذباب حتى
يطفئني،
أيُّ شوقٍ هذا يجعل أضلعي كالحَطبِ المتأجج،
ياحربٌ جعلتني أخاف من ظلي
ياحبٌ جعلني أغني وأغني
ياصوتٌ عذبٌ لاينتهي كمعاناة البشر
فراقك يكسرني، لا بل يبعثرني لأجزاءٍ صغيرةٍ
رغم كل الأسى أستجمع قواي
ثم أرجع لأكتب مرةً أخرى
مستعيناً بشيطانٍ يردد اسمك
وشيطانٌ آخر يرسمك فوق قصيدتي،
كل ليلة أجلس بكبد الوحدة والظلام
ولعنة عقرب الثواني
تتلظى كل سكينةٍ
وسيمفونية شوبان
تخلق فردوساً مؤقتاً
يُتبعُ بجحيمِ الدوار والصداع
كي أكتب اليك آهاتي.
ها أنا أكتب إليكَ وأتساءل
ألا يوجَدُ أحَد يَستَجيبُ لِصَلواتي
لِتَهدأ عاصِفَةَ الفَوضىٰ؟
ألا يوجد من يلقي تعويذة ليبطل لعنة
الاشتياق؟
الفراق هو ببساطةٍ فوضى،
والفوضى أكبر من أن توصف
فهيَ السجن الأبدي
ولا أحدَ يرى الحرية من هذا السجن إلا الموتى.

No comments:

Post a Comment