Tuesday, March 24, 2020

من مذكرات الحجر الصحي ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / الجامعي بوشتي

من مذكرات  الحجر الصحي
لم يمر الاسبوع الاول من الحجر الصحي وها انذا اشعر بالملل من تواجد زوجتي بجانبي  نستيقظ صباحافنتناول طعام الافطار سوية   ثم لا يكاد ينتصف النهار حتى ترغمني على الجلوس الى مائدة الغذاء ،فاذا جن الليل يكون لزاما علي ان اقاسمها طعام العشاء  ،وهذا يؤجج شعوري بالكآبةوالجنون،لا يمكنني ان اتحمل  التصاقها بي طيلة اليوم وانا الذي فطرت منذ الازل علي الوحدة والصرامة في تأثيث فضاءات ايامي بعيدا عن كل ما يعكر صفو هذه الرتابة التي اصبحت اعشقها في خلوتي والتي تزودني باكسير الحياة والابداع ،لذا  اصبحت ملزما  ان أتقاسم فضاءاتي الحيوية مع  هذا الكائن البشري الذي أبى الا أن يشاركني حياتي بحلوها ومرها .لا اكتمكم سرا انني اصاب بالهلع كلما التقينا صدفة في رواق الشقة،اقف مفزوعا واكاد ادلق قهوة فنجاني على السجادة   و اصرخ فيها لاراراديا لما لم تذهبي الى العمل اليوم؟  تنظر الي بعينين حانيتين ثم تنصرف الى المطبخ  وكانها تقول بصمتها انا هنا الآن  ولن تفلت من قبضتي ما دام الحجر قائما.  هي لن تعود الى العمل الا بعد انقضاءزمن الحجر الصحي ،يعني انها ستعكر صفو ايامي لشهر كامل.عندما اخبرتني بذلك ليلتئذ احسست بانفاسي تخنقني وهرولت الى النافدة افتحها لعل نسمات شاردة تهرع الى انعاش المسام  مني حتى لا اصاب بالذعر  واهرع الى خزانتي لتوضيب حقيبتي والارتماء في مسالك الانفلات من فكي الملزم الذي يسحقني نفسيا / حتي حين اختلي بنفسي في مكتبي واغلق دونها الباب احس بتواجدها المتغلغل في متاهة  ذاتي المتكلسة   فتهجرني الرغبة في الكتابة ،خصوصا حين  تأخذ بالعزف بخطواتها   الرشيقة الرتيبة على سلم المسافات الفاصلة بين غرف الشقة  ،فاسمعها  تعاكس اواني المطبخ  تارةاو ترتب فوضى  الصالون تارة أخرى ،وفي كثير من الاحيان يحلو لها ان تهاتف صديقاتها  مستفسرة اياهن في امور    لا اتذكر فحواهاحينئذ اعلم علما غير مشكوك فيه اني واقع لا محالة في براثن الجنون

No comments:

Post a Comment