من سواقي الأبجدية
نهرٌ جرى بالحنانِ فاغتنمِ
من نجمةٍ لم تغِبْ ولم تَنمِ
واستقرئِ الغيمَ والسرابَ معاً
قصيدةً في هوى شراعِ ظمي
وقبّلِ الرأسَ مرةً لرضىً
ومرّةً طاعةً من القدم
لم يسمعِ الطيرُ آهَ رابيةٍ
غنّت بلا جوقةٍ من الديَمِ
ما تحتَ دمعِ الفؤادِ دمعُ هُدى
يُفجِّرُ النورَ في وَحشةِ الظُّلمِ
إذا خبت في العيونِ لاهبةٌ
استطلعَ النارَ حاجبُ الألمِ
أمي ويا حاضنَ الهوى وتراً
يرنَُّ في خاطري بلا سأمِ
تهمي دموعي على الخدودِِ على
يدي على إصبعي على قلمي
كفى نوالاً بظهرِ خافيةٍ
أحضرْتِني من غياهِبِ العدمِ
ثقّبتُ ناياً كما الحروفِ رؤىً
حتى احتواني على الصدى كَلمي
تسيرُ فوقَ البحارِ صاريتي
بيضاءَ لكنْ بحُمرةِ الضرَمِ
سحبتُ من خيطِ فجرِها هُدُبي
ليحتفي فوقَ همسِه نغمي
لم يبعدِ القلبُ عنكِ ساميتي
إلاّ كبعدِ الهدى من الحَرمِ
قدّستُ بُرجَ السما بها رَحِما
وتحتَ أقدامِها شذا رِمَمِ
لريشةِ الذلِّ فيَّ أجنحةٌ
خفضْتُها فارتقت بها قِممي
و هبتني الصدرَ ألفَ خافقةٍ
وعندَ رؤياكِ ينحني صنمي
سمّاكِ نحلُ الربيعِ عوسجَةً
وقطَّر الشهدَ من رحيقِ سمي
تبلَّجت بالشروقِ ناصيتي
فماجَ في جبهتي سنى القيَمِ
يا وردةً مذْ دخلتُ جنَّتها
نذرتُ نزفَ اليراعِ فوقَ دمي
يا أمَّ روحي ومُرضعي لبناً
من قُبَّةِ الشمسِ سالَ للعلَمِ
يا أُمَّ موسى وقلبَ خائفةٍ
بنيتُ في راحتَيْ ندىً هرمي
نظمتُ كلَ الجمارِ قافيةً
ولم يُعبِّرْ كما أرادَ فمي
في كلِّ سمْتٍ أرى بها صوري
من حبوِ أنملتي إلى هرمي
قلبي مهيضُ الجناحِ دونَ هوىً
والروحُ ما عِشتُ سيّدُ الخدمِ
نحوَ السماءِ العُلى مددْتُ يدي
عسى يُوفّى القليلُ من ذِممِ
اِبقَيْ مِداداً يرودُه أفقي
ما العمْرُ بعدَ النوى سوى رقَمِ
لا ترحلي عن سنابلي أبداً
فينفخَ الخُبزَ في اللظى ورمي
صحوتُ من ليلتي وظلَّ لها
على وِساديْ نواظرُ الحُلُمِ .
محمد علي الشعار
٢٠-٣-٢٠٢٠
No comments:
Post a Comment