Saturday, March 21, 2020

أغراك همسي ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / وفاء غريب

أغراك همسي
الذي مَلأت به الدفَاتِر آهَات
كي تَجمع أَنْفاسِي
في عَباءة الوقت
استَنْطقتَ الإحْسَاس
تَأخُذني هَيابَةُ الحرف
بشغفٍ
أَغْرِس بَراعم ورود أبْجَديتي
ضَاحكةً تضاهي الشمس
 تتوَسَّل إلى النور
أَن يَختَرق الدُّجى
هو دَلِيلِي وشَاهِدي
كَعطرِ الياسمين يهديك إليِّ
تَجْعَلُني ساكنة إذ تُعُيرُنِي بسمة
كالغدير ينساب مع الشفق
يتوشح بنسائمٍ
كي يَقْتحم أَغْوَار خَرِيفي
تَحمل أَطْواق من الياسمين
عبيرها يَخترق الحُلْم الْمُسجَّى
تُعبق الخَيال بماضٍ
يحرر طفلة
تُنَاشِدُ الْحياة في كرَّة أُخْرَى
كي تُحَلْق وتُغَازِل فِيكَ الليل
أَذا جَاء النهار تتطاير كالغزلانِ
على العشب النديِّ
تشاكس النوارس
على شواطئ الذكريات
تهزُّ أغصانا تَرنو إلى غَدْ
تَتَوارى بينها
 كأطيافٍ تسكن قَدَرِي
تهدل وشاحي على أكتاف عمري
تَسْتَرْسِل الحاضر
على ضفاف أُنوثَتِي
تَسْتَعطِف بقايا الفجر
كَي تُشَارِك الطُيور الوَدِيعة
في اعْتِلاء الجَبل
تَحملُني كالفراشاتِ
تَتَرَاقص بين ضُلوعي
أَتَزين معها بقلادة الحياء
ملأت الحاضر بها
ما أبهاك أيها الطيف
عِنْدما تقفز من سحابةٍ لأخرى
تَشُق الليل
تَصِل إليِّ رَغم امتداد الغياب
تُحَاصرُني بأمواجِ دفءٍ مزيف
أأغراك ضعفي؟!
جئت تُبلل بالندى شِفاه الحَنِين
تَضُمني في خبايا القدر
لِبَساتِين العشق والاشتياق
 لِتُشبع شَبق طفلتي المتمردة
هي تَرْنو لِبَعيدٍ بَثْ الحب في أكذوبةٍ
تَغلْغلت في مساماتي
ذَابَت في دمي تسري ألماً
حيث لا مُتعة في جَداولكَ
أَصْبحت عصفورا كَسِيرا
في قُرَى الحب الضَائع
تَتَساءَل
كَيف أَطِير مع عشقك بِلا سَماء؟


وفاء غريب سيد أحمد

30/1/2020

No comments:

Post a Comment