Monday, October 14, 2019

شجرة الصفصاف ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / الجامعي بوشتي

شجرة الصفصاف
كنت هناك وكنت أراك بين المرافئ  حين كان يعصف بي الشوق ويحملني  على اجنحة العودة ،كنت وحيدة كشجرة الصفصاف النابتة على شط الوادي  المترع بنسغ الحياة الهابط بجانب بيتنا ،وكنت تحملين  نفس المنديل الابيض الذي رأيتك تطرزينه سالفا امام لهب الموقد ليالي الشتاء الطويلة ،تلوحين كلما ابصرت شبحي ينفلت من  بين الجموع ،تهشين فرحا وكأن قلبك يستيقظ من سبات عميق ،سبات الفراق  فتنساب دمعتين هادئتين أتلمس أثرهما في خديك المجهدين بترسبات  ليالي الانتظار حيث يتلون القلب  بقتامة الكآبة  .
أحمل غربتي دائما كلما عشقت نوارس البحر ،فأدعن متعبا  دوما لأبحر نحو مرافيء  جديدة اكتشف غربتي في متاهات  مياهها و دروب المدن البعيدة .كم أرجو منفعلا أن أختزل كل المسافات لأتنفس طيب نسائم  خبزك الساخن  وكأس قهوتك المعطرة بالزعتر، لكن بوصلة الزمن قاتلة ودمي يغرق في لونه وينزل مطرا .

No comments:

Post a Comment