ساحرُ الحَمام
أهدتْهُ مِن حَرفِها سُلامَةْ
قَطَّرَ منهُ الهوى مُدامَةْ
يَسْرِقُ من خَدِّها فَراشٌ
زهرَ أريجِ الندى و شامةْ
وكلّما الشمعُ فاضَ دَمْعاً
سقى بكأسِ الدُّجى غرامَهْ
وكلّما أشعلتْهُ أُفْقاً
قافيةٌ طالَ فيهِ قامةْ
صلّى وراءَ النخيلِ ظلاً
أضاعَ بعدَ الضحى إمامَةْ
أقامَ في الجمْرِ طولَ عُمْرٍ
يغزِلُ في نارهِ رِمامَةْ
جالت رُؤاهُ السماءَ سِحْراً
وطيَّرَتْ كُمُّهُ حَمامَةْ
يجمعُ نهرَ الظما برؤيا
تُعيدُهُ للسما غَمامَةْ
حاربَ طيفَ الأنا خيالاً
يصقلٌ مِلْءَ الكرى حُسامَه
يغرِسُ طِيبَ الثرى بُذوراً
والنجمُ يَجني جوىً كلامَه
شكوتُ للرمشِ ما اعتراني
جُرْحاً فما ردَّ ليْ ظُلامَةْ
جالستِ قلبي فمالَ قلبي
وبلَّ فيكِ الصدى أوامَه
سيَّجتِ بُستانَهُ زُهوراً
والنحلُ فوقَ الشذا علامَةْ
في كلِّ قوسٍ يَشدُّ ضِلْعاً
اِجمعْ ضلوعاً تَحُزْ سِهامَهْ
في سُنبُليْهِ شروقُ فجْرٍ
وصاعُ حُبٍّ فدى منامَهْ
لم يصحُ من سَكْرةٍ بلَحْظٍ
قد هَدْهدَ الليلُ مَن أنامَهْ
في نبضةِ العاشقينَ خوفٌ
ودمعةٌ بعدُ وابتسامةْ
يُناقضَ الحِسُّ فيه معنىً
ما كانَ نَسْراً ولا نعامَةْ .
محمد علي الشعار
١٠-١٠-٢٠١٩
No comments:
Post a Comment